كشفت المملكة العربية السعودية عن صناعتها طائرة استراتيجية مسيَّرة من دون طيار، بتقنيات تجعلها في مقدمة الطائرات العالمية من هذا النوع، بحسب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مساء الأربعاء، عن رئيس المدينة التقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود، قوله إن: "التقنيات المستخدمة في هذه الطائرة تضعها في مقدمة الطائرات من دون طيار عالمياً؛ إذ إن (صقر 1) مجهزة بنظام الاتصال بواسطة الأقمار الصناعية تردد (ka) التي تعطي تفوقاً وامتيازاً لهذه الطائرة بأن تحلِّق لمدة تزيد على 2500 كم، وكذلك القدرة على التحليق المنخفض والمرتفع عند الضرورة، وحمل صواريخ وقنابل موجهة بنظام الليزر، وإطلاقها من ارتفاعات مختلفة من 500 إلى 6000 كم، ومدى يصل إلى 10 كم، وتصل دقة التصويب إلى أقل من 1.5م".
وأشار رئيس المدينة التقنية إلى أنه "تم نقل وتوطين التقنيات الحساسة لهذا المشروع، مثل: تقنيات الصواريخ وأنظمة الاستشعار، والكاميرات الحرارية عالية الدقة وأنظمة الليزر، من شركات عالمية عدة، لديها خبرة عالمية".
وأضاف الأمير: "تتميز الطائرة الاستراتيجية من دون طيار بقدرتها على التحليق بارتفاع متوسط يصل إلى 20 ألف قدم، ومدة تحليق تصل إلى 24 ساعة، وتمتاز بالإقلاع والهبوط التلقائي، وبإمكانها استخدام الباراشوت في حالة الطوارئ، وباستطاعتها حمل كاميرات تصوير نهارية وليلية، ويمكن تجهيزها بتقنيات الرادارات وتقنيات الحرب الإلكترونية والتشويش الإلكتروني والتنصت، ومهيأة لحمل القنابل والصواريخ".
وأوضح الأمير تركي بن سعود أن "الطائرة الاستراتيجية مصنوعة من الألياف الكربونية والزجاجية، وتمتاز بخفة وزنها، وقلة استهلاكها للوقود؛ ويرجع ذلك لتصميمها الجيد، وكفاءة تصنيعها".
وأفاد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بأن الطائرة الاستراتيجية من دون طيار "صقر1" تستطيع إتمام مهامها كاملة ذاتياً من الإقلاع حتى الهبوط، ويتم التحكم فيها من محطة أرضية بدقة واستقرارية عالية في الملاحة بجميع ظروف الطيران.
وبيَّن رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنها "صممت وصُنعت بأيادٍ سعودية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث تم تدريب الكوادر الوطنية السعودية القادرة على صناعتها وتشغيلها وصيانتها"، موضحاً أنه "تم الانتهاء من (صقر 1 A)، وهو الجيل الأول من حيث تجربتها وتدريب الكوادر السعودية خلال السنوات الست الماضية، ومن ثم تم الانتهاء من الجيل الثاني (صقر1B)، وتم تصنيع نظام واحد مكون من طائرتين وغرفة عمليات، وهو نظام مطور عن الجيل الأول الذي يحتوي على اتصال بواسطة الأقمار الصناعية والذخائر، والآن نعمل على الجيل الثالث لهذه الطائرة، وهو صناعة 4 طائرات وغرفة عمليات، وسوف ننتهي في 2018".
واستدرك الأمير أن "مشروع الطائرة الاستراتيجية من دون طيار (صقر1) يأتي ضمن مبادرات المدينة في برنامج التحول الوطني المنبثق من رؤية السعودية 2030، التي تهدف في مجملها إلى تعظيم المحتوى المحلي التقني".
يُذكر أن هذه الطائرة خضعت للعديد من التجارب؛ للتأكد من جاهزيتها وأداء مهامها، وحققت أرقاماً قياسية ضمن المعايير المحلية والدولية المخصصة لمثل هذه المشاريع في نقل وتوطين الطائرات من دون طيار.