عقد في الكويت، الاثنين 15 مايو، المنتدى الثاني لتنظيم وتطوير العمل التطوعي بدول مجلس التعاون، بتنظيم من الأمانة العامة لمجلس التعاون بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دولة الكويت، بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية بدولة الكويت أ.هند صبيح براك الصبيح، والأمين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف بن راشد الزياني.

كما حضر المنتدى المستشار بالديوان الأميري في دولة الكويت رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبدالله المعتوق، وعدد من كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين في العمل التطوعي في دول المجلس، وأعمال الإغاثة الإنسانية، وممثلي الجمعيات الخيرية والتطوعية في دول المجلس.

وفي مستهل اللقاء ألقت أ.الصبيح كلمة أكدت فيها أهمية هذا المنتدى الذي يركز على فئة الشباب وتأسيس برامج دائمة لهم تنمي قدراتهم وتعزز القيم الإيجابية في نفوسهم لاسيما في مجال العمل التطوعي، بالإضافة إلى إعداد مشروع خطة تنفيذية مشتركة للعمل التطوعي وتحديد طبيعة و آليات الشراكة ومجالات التنسيق بين القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية وأفراد المجتمع المدني الخليجي.

وقالت إن جلسات المنتدى شهدت مناقشات ثرية للجوانب الخاصة بخطة العمل التطوعي المرتبطة بالإطار العام للتعاون المشترك في هذا المجال، كما أن المشاركين في المنتدى قدموا أوراق عمل وطنية من شأنها المساهمة في تبادل التجارب العربية والدولية لاسيما منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجمعيات الهلال الأحمر بدول الخليج العربية.

ونوهت الصبيح إلى الجهود الدائمة لدولة الكويت في تدعيم مجالات العمل الخيري إطلاقاً كونها "مركزاً للعمل الإنساني" مؤكدة أن العمل التطوعي ليس حكراً على مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص وإنما امتدت يده إلى أيادي الشباب الكويتيين. كما أشارت معاليها الى استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية في دولة الكويت والتي رحبت بتشكيل أعداد كبيرة من الفرق التطوعية وأشهرتها رسمياً لتعمل تحت مظلتها وفق ضوابط ومعايير تنظم عمل هذه الفرق وتحقق أهدافها.

كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة قال فيها: "إن تنظيم هذا المنتدى للمرة الثانية يأتي تنفيذاً لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، إيماناً منهم بأهمية العمل التطوعي في مسيرة التنمية والبناء التي تعيشها دول المجلس، واهتماماً منهم ، حفظهم الله، بالشباب الخليجي ودوره البناء في خدمة المجتمعات الخليجية ودعم العمل الإنساني"، معرباً عن فخره واعتزازه بأن "يعقد هذا المنتدى في دولة الكويت، مركز العمل الإنساني الدولي، في ظل قائد المسيرة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قائد العمل الإنساني، حفظه الله ورعاه، الداعم والمساند الأول لكل الجهود الرسمية والأهلية لتعزيز العمل الإنساني وتقديم العون لكل المحتاجين".

وأضاف الزياني أن "أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، أولوا العمل الإنساني والتطوعي اهتماماً خاصاً، وأصدروا العديد من القرارات التي تشجع على الاهتمام بالشباب، وتنظيم العمل التطوعي، والارتقاء بجهود العمل الإنساني والخيري خدمة لدول المجلس والدول المحتاجة ، حيث تولت الأمانة العامة لمجلس التعاون تنفيذ توجيهاتهم في هذا الشأن".

وقال الزياني إن الأمانة العامة نظمت هذا المنتدى بعد النجاح الذي حققه المنتدى الأول الذي عقد قبل سنتين في مدينة الرياض ، وصدرت عنه وثيقة (الإطار العام للتعاون المشترك للعمل التطوعي بدول مجلس التعاون) والتي تم إقرارها في اللقاء التشاوري للقادة في الرياض شهر مايو 2016، مشيراً في هذا الإطار إلى وثيقة (مشروع الخطة التنفيذية المشتركة للعمل التطوعي بدول مجلس التعاون) والتي هي ثمرة الجهود الحثيثة التي بذلها لجنة من الخبراء تم تشكيلها من قبل الأمانة العامة مكونة من أصحاب الشأن في الجهات الحكومية المعنية بالعمل التطوعي بدول المجلس، والخبراء ورواد العمل التطوعي، لمناقشتها والاتفاق عليها في هذا المنتدى. كما أشار إلى أن دول مجلس التعاون والأمانة العامة تعكف على إعداد قانون موحد لعمل التطوعي بدول المجلس لتعزيز جهود التكامل بين دول المجلس في هذا المجال الحيوي والهام.

وبهذه المناسبة كرم الأمين العام لمجلس التعاون، د.عبدالله معتوق المعتوق لما قام به من جهود متواصلة في مجال العمل الإنساني، وسعيه الدائم لتعزيز العمل التطوعي والخيري في دول المجلس وعلى المستوى الإقليمي والدولي، والتي أثمرت عن استضافة دول مجلس التعاون سبعة مؤتمرات دولية للعمل الإنساني ، خمسة منها عقدت في دولة الكويت.

وقد ألقى د.عبدالله المعتوق كلمة تقدم فيها بالشكر للأمين العام لمجلس التعاون على دوره الكبير في دعم جهود العمل التطوعي الخليجي المشترك، وإلى كافة المتطوعين الكويتيين والخليجيين الذين ضربوا المثل والقدوة في العطاء التطوعي والإنساني.

وقال المعتوق إن دولة الكويت منذ نشأتها اختارت الاصطفاف إلى جانب الإنسانية، وإن العمل التطوعي الإنساني قد شكل عبر تاريخها حضوراً بارزاً في وجدان الكويتيين وممارساتهم الإنسانية، كما أن الجمعيات الخيرية الكويتية وبتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت ودعم الحكومة الكويتية ووزاراتها المختلفة والشعب الكويتي المعطاء دشنت سجلاً ناصعاً من الأعمال الإغاثية والتطوعية والتنموية.

وأضاف المعتوق "إن دور دولة الكويت في المشهد الإنساني الدولي احتلت صدارته إلى جانب شقيقاتها من الدول الخليجية ، مشيراً إلى تتويجها من منظمة الأمم المتحدة مركزاً إنسانياً عالمياً، ومنح حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، لقب قائد العمل الإنساني تقديراً للدور الإنساني الكبير لسموه ومبادراته الإنسانية الرائدة".

كما ألقت ممثلة الأمم المتحدة للمتطوعين كلمة بهذه المناسبة، وألقى المتطوع محمد عبدالمحسن كلمة نيابة عن المتطوعين المشاركين في المنتدى.

وتم خلال الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي قصير عن منتدى العمل التطوعي الثاني ، كما قدمت مجموعة من طالبات المدارس أوبريت غنائي عن العمل التطوعي بعنوان "متطوعين للخير".