حذرت افتتاحيات ومقالات الرأي بالصحف الإماراتية من عدم قدرة دوائر صنع القرار في قطر على قراءة الواقع الراهن بتغيراته والمستقبل بتطوراته التي تلوح في الأفق، والتي تتفق جميعها على أن خطر الإرهاب وإيواء عناصره وداعميه والمحرضين عليه لابد من مواجهتها ووأدها في المهد، سيما أن هذا الخطر بات يطل بوجهه القبيح وبتداعياته على جميع دول العالم بشرقه وغربه، ولا يمكن السكوت على احتمالية انتشاره وامتداده انطلاقا من الأراضي القطرية أو عبر أذرعها الإعلامية ومصادر تمويلها المادية.
ورأت أن الخيارات المتاحة أمام السياسة القطرية في الفترة الحالية محدودة جدا، ولا تتجاوز الخيارين التاليين، وهي إمام الاستمرار في عنادها ومكابرتها وتفضيل الارتماء في أحضان أعداء هذه الأمة، وبخاصة إيران، وإما التفكير مليا في مصلحة وعمق الشعب القطري الشقيق، والذي لا يمكن نزعه أو فصله عن انتمائه الخليجي والعربي والإسلامي الأصيل.
من جهتها، ذهبت صحيفة البيان في رأيها إلى أن دفن الدوحة رأسها في الرمال، وعدم التراجع عن مواقفها، أمر يعبّر عن عدم قدرة على قراءة الواقع والمستقبل، وهو أيضاً، يقامر بمستقبل قطر، على المدى المتوسط، وذلك البعيد.
وقالت إن تعريض الشعب القطري الشقيق، لكلفة هذه الممارسات، من جهة، والموقف العربي والدولي، من جهة أخرى، واقع خطير، لا يجب أن يستمر، ووقف هذه العزلة بيد قيادة قطر، الواجب عليها النظر بعمق في مجمل الأوضاع العربية والدولية، وعدم الاتكاء على نظريات المؤامرة والاستهداف، لمواصلة سياساتها ذاتها.
وشددت على أن كل المؤشرات تؤكد أن الدوحة أمام واقع جديد. فلا يمكن هنا، افتراض أن ما تمكنت منه قطر، سابقاً، سيبقى متاحاً اليوم، والسبب في ذلك يعود إلى تغيرات المناخ الإقليمي والدولي، وهذا يعني أن المشاريع القطرية، في المنطقة، لم يعد ممكناً تنفيذها، وأن على قطر أن تختار، قبل أن يفرض العالم قراره عليها.
احتضان التطرف
وكتب أحمد أميري بصحيفة الاتحاد أنه لا يمكن لنظام الحكم في الدوحة، وعبر سياساته المعلنة أو الواضحة، وخطاباته الرسمية، وقنواته الفضائية، ومنصاته الإعلامية، وكتّابه، وأقلامه، ورموزه، ومشايخ دينه، أن يدعو شعوب الدول الأخرى لتقبّل واحتضان جماعات الإسلام السياسي، أو للكفر بالمجتمع الدولي والعداء غير المبرر للغرب، أو للطائفية والتطرف، ثم لا تظهر أجيال هناك ترتمي في أحضان جماعات الإسلام السياسي، وتعادي الحضارة الحديثة، وتخرج منه جحافل المتطرفين.
وأشار إلى أن السياسات القطرية الغريبة بدأت تؤتي أكلها المرّ في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تشير دراسة أكاديمية لجامعة ميلانو الإيطالية، حللت مليوني منشور في «تويتر» يتعلق بـ«داعش» خلال السنة الماضية، أن الدعم الأكبر لهذه العصابة لا يأتي من سوريا أو العراق حيث يوجد «الدواعش»، وإنما من بعض الدول الأوروبية، حيث الجاليات الإسلامية المغيبة عقولها، ومن دولة باكستان، ومن دولة قطر!
وأضاف من الطبيعي أن يشعر المواطن القطري بالضيق بعد قرار دول خليجية وعربية وإسلامية قطع علاقاتها مع دولته، لكن هذه الإجراءات الحاسمة ضد النظام القطري، فضلاً عن ضرورتها لحماية دول المنطقة وشعوبها، ستخدم الشعب القطري الشقيق على المدى الطويل، إذ ستضع حداً لعبث سياسات الدوحة بعقول أبناء قطر وتلويثها بخزعبلات الإسلامويين.
دعم الحوثي
وقال أحمد محمد الشحي بصحيفة البيان إنه مع مرور الأيام يستيقظ المواطن الخليجي على كابوس مزعج، وعلى حقيقة مفادها أن وراء سقوط شهدائنا الأبرار في اليمن أيادي ماكرة غادرة لبست قناع الشقيق الصديق.
وأشار: لولا قطر لما كان الحوثيون اليوم يعيثون فساداً في اليمن، لافتا إلى أن سياسات قطر أسهمت بشكل مباشر في تقوية مليشيات الحوثي، وجعلها أداة قتل وتدمير وتخريب في اليمن والمنطقة، وأداة لتحقيق أهداف إيران، وتعزيز خطرها ضد دول الخليج.
وتابع خالد عمر بن ققه بصحيفة الاتحاد قائلا إن قرار الدول العربية ما كان ليقع لولا دلائل دامغة تُدِينُ قطر، ولفت إلى أن الذي يصدر من قطر لا يطمئن لثلاثة أسباب، أولها: عدم استيعابها بعد لما يجري، وثانيها: اعتقادها: أن حل مشكلاتها المتراكمة مع دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية الأخرى يتم عبر حرب إعلامية، ذات مصداقية من وجهة نظرها كما كانت في بداية إنشاء قناة «الجزيرة»، وثالثها: التعويل على تحالفات دولية خارج محيطها الجغرافي.
وجدد سامي الريامي بصحيفة الإمارات اليوم التأكيد على أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر غير مسبوقة، لكن السبب ورائها السياسات القطرية المؤذية لدول المجلس والمهددة لأمن واستقرار تلك الدول.
وأضاف أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيستمر بقطر الجديدة إن التزمت بتعهداتها وعدلت مسارها السياسي، أو من دونها، فهي لا تملك حق التحكم في مصير المجلس، وهي لا تملك حق إلغاء التاريخ والحاضر والمستقبل الخليجي، وهي ليست صاحبة قرار إنهاء هذا الكيان الذي وُجد ليبقى، فهو مصيرنا ومستقبلنا، وهو مستقبل الشعوب الخليجية التي لن تتخلى عنه.
وتابع: قطر حالياً أمام مفترق طرق، وأمامها خياران لا ثالث لهما، فالظروف الحالية لم تعد كما كانت، والتحديات الضخمة التي تواجه المجلس لا تحتمل وجود دسائس وسياسات عدائية من دولة شقيقة، لذا فعلى الحكومة القطرية أن تختار طريقها، إما الرجوع للحضن الخليجي، ومراعاة الجيرة وروابط القربى والدم، وتعمل على تغيير سياساتها وتلتزم باتفاق الرياض الذي وقعه أميرها، وتقدم ضمانات على ذلك، فالمصالحة يجب أن تكون بشروط دولية ومراقبة دولية، لأن توقيع الأمير وحده لم يعد ضماناً، أو أمامها أيضاً خيار المكابرة والإنكار، والاستمرار في سياساتها الخارجية الداعمة للإرهاب والممولة للإرهابيين والمهددة لأمن واستقرار الدول العربية، وبذلك تكون اختارت الانسلاخ من محيطها العربي والخليجي، وضحّت بكل شيء للدخول طواعية في فلك إيران.
أدوار قاتلة
وتساءل إميل أمين بصحيفة الاتحاد هل باتت قطر بسياساتها وساستها إشكالية مزمنة في الجسد العربي عامة والخليجي منه بنوع خاص، سيما ما يتصل بعلاقات قطر بالإرهاب الدولي «القاعدي» و«الطالباني»، وصولاً إلى «الداعشي»، والأدوار القاتلة التي لعبتها ولا تزال في دعم الإرهاب حول الشرق الأوسط.
ونقل الكاتب عن العديد من الكتب كيف أن قطر استغلت الأوضاع في المنطقة لممارسة دور أكبر منها إلى الحد الذي أساءت فيه إلى الجميع وتحالفت فيه مع أعداء الأمة، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة لقطر بدعم وتمويل الإرهاب سواء في مصر وليبيا وغيرها، لافتا إلى أن قطر تسعى لأن يكون لها مكان تحت شمس الخليج، دور أكبر من صغرها الجغرافي وضآلة حضورها التاريخي، ومحدودية طاقاتها الإبداعية، وهذه عناصر لا تقدر على شرائها عوائد النفط أو الغاز.