اتفقت افتتاحيات الصحف السعودية ومقالات الرأي فيها على أن "باب عودة قطر إلى الصف الخليجي كانت وستظل مفتوحة شريطة أن تلتزم بالمتفق عليه مع تقديم الضمانات الكافية لانصياعها مستقبلا".وشددت الصحف السعودية على أن القرار القطري "ينبغي أن يصب في صالح الجيران والعمق الخليجي ولا يتجاوز من قريب أو بعيد ثوابت الأمن القومي الجماعي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي"، مؤكدة أن "المقاطعة لن تنتهي إلا بتغيير قطر لسياستها جذريا".ولفتت بعض مقالات الرأي السعودية إلى أن القلة "الذين يبدون تعاطفا مع قطر هنا وهناك لا يدركون حقيقة ممارساتها العدوانية التي تقترب من فكر الصهيونية (..) يتعين على هؤلاء الالتزام بمواقف دولهم والحرص عليها ودعمها ومساندتها، سيما الذين ينضوون تحت لواء بعض المؤسسات القطرية الرسمية منها أو الأهلية".وأضافت أن "على هؤلاء اتخاذ موقف واضح من سلوكيات قطر التي تضر بهم وبسمعتهم قبل بلدانهم، سيما مع الاتهامات التي تتردد بقوة بتورط قطر وكثير من المحسوبين عليها وعلى أجهزتها ومؤسساتها في تمويل ودعم جماعات التطرف والإرهاب في مختلف أنحاء العالم وليس في المنطقة العربية فحسب".أجندة عدوانيةوقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها إن "المحاولات القطرية لزعزعة استقرار الدول تنفيذ لأجندة عدوانية صهيونية الفكر والتوجه والأهداف". وأضافت "ما الذي تهدف إليه قطر من محاولة إثارة الفتن والقلاقل في منطقتنا الخليجية (..) على قطر أن تراجع نفسها فالعودة عن الخطأ خير من التمادي فيه".فيما أبرزت صحيفة "عكاظ" دور "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقطر" وقالت إن الاتحاد "يعد مثار جدل منذ يوم تأسيسه الأول، ولم ينتظر رئيسه وبعض أعضائه كثيراً، ليعلنوا مواقف مربكة للمؤسسات الدينية التقليدية، وبات ورقة سياسية في يد الدوحة لضرب خصومها في العالم العربي"."الإخوان" وظفوها لخدمتهموكتب خالد بن حمد المالك في صحيفة "الجزيرة" إن "بعض المتعاطفين مع الموقف القطري، لا ينظرون إلى الجزء الثاني من علاقات قطر مع إيران المدمرة لشقيقاتها، ويتجاهلون أيضا تأثير استيطان الإرهاب في قطر وخطورته على دول مجلس التعاون، كما أنهم لا يتذكرون شيئاً مما التزمت به الدوحة من قبل لأشقائها ولا تنفذه، في ظل خطورة السياسة القطرية على أمنهم".فيما أكد عباس الجنابي بصحيفة "عكاظ" أن "ليس أمام قطر سوى حاضنتها الإقليمية والجسد الذي تنتمي إليه، فلا الإخوان ولا إيران ولا تركيا سيخدمونها. عليها أن تراجع حساباتها وترضخ لمطالب دول الخليج التي هي أحرص من أي جهة أخرى على قطر وشعب قطر".وقال أحمد الرضيمن بصحيفة "الوطن" السعودية إن "مخالفات قطر كثيرة وتعد انتهاكا لشرع المولى عز وجل"، مطالبا "كل مؤمن لاسيما أساتذة الجامعات، وحملة الأقلام، ومتصدرو المنابر، أن يقفوا مع بلادهم وولي أمرهم عملا بالأدلة الشرعية، ولا يكونوا للخائنين خصيما، ومن كان محايدا أو سلبيا أو متعاطفا مع من آذى بلادنا، فإن جنايته على الدين والوطن عظيمة".ووجه رمضان جريدي في صحيفة "الجزيرة" كلامه لأمير قطر بالقول "إن النظام الطيب هو من يؤثر شعبه وجيرانه على نفسه ولا يتخذهم جسرًا لدنياه، ولا يتحصن ويتركهم في العراء نهبًا للذئاب، ولا يتخذ من عدوهم سنداً وقوة له".وقال مطلق العنزي في صحيفة "اليوم" إن قطر ستكتشف يوما أن حزب الإخوان العابر للحدود وظفها لخدمته ولم يكن يهمه أن تفشل أو تنجح أو تعادي أهلها وهويتها.ما علاقتها بـ"حزب الله" الإرهابي؟وطرح محمد العرب بصحيفة "الجزيرة" عدداً من الأسئلة بشأن "دعم قطر واتصالاتها مع جمعية الوفاق الإرهابية المنحلة، فماذا يمكن أن تقدم لتفسير التقارب السياسي المستغرب مع العدو الإيراني، وماذا تستفيد قطر من إيواء عناصر إرهابية صدرت بحقهم أحكام قضائية في أكثر من بلد عربي وبعض تلك الأسماء لا تخفي دعمها للتنظيمات المتطرفة إعلاميا وماديا، وما حقيقة العلاقة بين قطر وحزب الله الإرهابي وأمينه العام المجرم حسن نصرالله؟".في حين لفت خالد عباس بصحيفة "عكاظ" إلى عزمي بشارة و"استغلال دوره كأحد مثقفي السلطة لتمرير طروحاته الفكرية المشوهة عن ربيع الثورات والفوضى الخلاقة بعد توظيفها في إطار فلسفي ليخفي خباياها وما تحمله من أجندات تخريبية للمنطقة ثم تقديمها للنخب السياسية وصناع القرار على أنها رؤية تخدم أمن واستقرار الدولة".شروط العودةوكتب د.عثمان بن صالح العامر في صحيفة "الجزيرة" أن "التسريبات تكشف عمق المأساة وسوء الطوية من قبل حكام قطر الذين ربما لا يتقنون مهارة قراءة الأحداث المفصلية وتحليلها، ولا يعرفون جيداً الوزن الحقيقي للمملكة العربية السعودية، ولا يثمّنون مواقفها الرسمية والشعبية مع دول الجوار حكاماً ومحكومين".وكتبت هند المسند في صحيفة "اليوم" أن "الخليج العربي عائلة واحدة لا يمكن أن تفترق لأي سبب كان وما يحصل الآن هو خطأ ابن أصغر سيُعالج من قبل إخوانه الكبار الذين لديهم الحكمة والثقة في عودة الأمور لمجاريها".وأوضح متعب العواد في صحيفة "عكاظ" أنه "لا يمكن لدولة صغيرة مثل قطر أن تطمح في البناء والتنمية وتكوين حضارتها ونهضتها من خلال عداء جوارها العربي والخليجي"، مؤكداً أن أبناء الخليج وقيادتهم لن يرفضوا عودة قطر شريطة أن تكون جاهزة للعودة من خلال التخلي عن دبلوماسية الميليشيات الإرهابية والارتقاء نحو دبلوماسية الدولة العصرية، وطرد جماعات الإخوان المتطرفة ورموزها الروحية والإرشادية، لتنصف شعبها قبل أن تنصف جيرانها".من يحكم قطر؟عماد المديفر في صحيفة "الجزيرة" كتب أن "عدة متابعين للسياسة القطرية الخبيثة استنتجوا أن من يظهر بالصورة من حكام قطر لربما ليس لهم من الأمر شيء. وأن هناك من يدير البلاد عبرهم من أعداء الأمتين العربية والإسلامية، وأعداء السعودية بالخصوص".أما فهد عريشي فكتب في صحيفة "الوطن" السعودية "طوال 22 عاما، وحمد بن خليفة (أمير قطر السابق) يحاول أن يخترق سيادة المملكة العربية السعودية سرّا وعلنا، ليرضي مشاعر التسلط التي تثيرها مشاعره بالاضطهاد والغيرة من كل تفوق يراه في السعودية التي تمد يدها الآن للشعب القطري، لتخليصه من الانسلاخ العربي الذي تريده له حكومته، وأن ما يحدث الآن من موقف سياسي تجاه حكومة قطر، هو لمصلحة شعب قطر أولا، لمنحهم حقهم في أن يحتفظوا بحسن الجوار مع دول الخليج".لا أقل من تغيير جذريواستفاض أحمد الشمراني في صحيفة "عكاظ" بالحديث عن سلوكيات قطر ناحية دول الجوار وتورطها في العديد من الأزمات التي تهدد أمنها، مشيرا إلى أن "قناة الجزيرة تدار من حكومة تحت الأرض الواقعة في عمق الدوحة وتوجهها أكبر من أن يفهمه رئيس مجلس إدارتها الصوري، فهي مرتبطة بمشروع شرق أوسط كبير والربيع العربي والضرب عقائدياً وتفتيت العالم العربي وضرب وحدة الخليج، وفي الملفات ما يندى له الجبين".وبين رشيد بن حويل البيضاني بصحيفة "عكاظ" أن "قرار قطع العلاقات بكافة أشكالها مع النظام القطري، بمثابة شدة أذن وتنبيه بأن للصبر حدودا، وعلى قطر أن تعي جيدا أننا لحماية أمننا واستقرارنا وأمن المنطقة كلها، نستطيع عمل المزيد مما هو أكثر من قطع العلاقات، لكننا حريصون على صلة الأرحام".فيما رأى محمد آل الشيخ في صحيفة "الجزيرة" أن "المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج لن ترضى بأقل من تغيير قطري جذري بعد أن نكث تميم (أمير قطر) اتفاقية 2014، لذلك يجب ألا نتنازل إطلاقاً عن قرار المقاطعة والحصار مهما كانت التكلفة، فلدينا من الأوراق السياسية والاقتصادية ما ليس لديه، مهما ادعت قناة الجزيرة الإخوانية خلاف ذلك".