لفتت افتتاحيات الصحف الإماراتية ومقالات الرأي فيها أن "إصرار قطر في المضي بخطواتها الاستفزازية ناحية أمن دول التعاون واستقرار شعوبه سيأتي بنتائج عكسية على مستقبل نظام الدوحة ذاته"، في إشارة لما سمته "خطواتها العدائية الأخيرة والاستقواء بدول غير عربية بعد الإعلان عن نشر قوات تركية فوق الأراضي القطرية دون حاجة فعلية لذلك إلا بغرض مواصلة النهج الشاذ ضد المصالح الحيوية الخليجية".
وقالت صحف الإمارات إن دول التعاون ومن معها من الدول التي قاطعت الدوحة "تملك من الأوراق ما يمكنها من الرد على الاستفزازات القطرية العديدة والمتواصلة، خاصة بعد إعلان عدة دول عربية قائمة بالشخصيات والمنظمات المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب، وتتبناها قطر أو أيا من مواطنيها ومسؤوليها، وتوفر لها البيئة الخصبة للانطلاق بسلوكياتها العدائية ضد دول المنطقة بشكل أو بآخر، الأمر الذي يؤكد حرص دول التعاون على عدم الوقوف موقف المتفرج ومجابهة أي محاولات للمساس بأمن أوطانها واستقرار مجتمعاتها".
السيادة هنا غيرها هناك
وقالت افتتاحية صحيفة "الخليج" إن الدوحة "تمضي بعيدة في غيها ورعونتها، فتستقوي بدولتين غير عربيتين ضد شقيقاتها داخل منظومتي مجلس التعاون والجامعة العربية، وفيما تستمر في التنسيق على المستويات كافة، مع توأم روحها، رفيقة درب الإرهاب إيران، تستدعي آلاف الجنود الأتراك لينتشروا على التراب الوطني القطري، ويرسخوا تناقض الدوحة الصارخ من جديد: السيادة هنا غيرها هناك، وفي السيادة هنا وجهة نظر".
وخلصت "الخليج" موجهة خطابها للدوحة إلى أن "ما بيننا وبينك يا قطر ليست لعبة أو مزحة، وإنما هو أمن واستقرار أوطاننا فوق كل اعتبار، فلا مسامحة أو مساومة، ولا تنازل عن تنفيذ شروطنا الواقعية المنطقية، فإما أن تعودي إلينا بشروطنا المستمدة أساساً من روح ميثاق ونظام مجلس التعاون، وإما الاستمرار، أيتها الحلقة الأضعف، في تحالفاتك المؤقتة وعنادك الهش".
فيما قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن من "يرأس قطر لا يزال يكابر ولا يزال يعتقد أن الزاوية التي وضع بلاده فيها، أو المصير الذي يجرها إليه قد يكون فيه مهرب من جني ثمار ما زرعه من خبث وغدر وطعن بالظهر وكيد للقريب والبعيد".
وقالت صحيفة "البيان" إن الإرهاب هو الإرهاب ذاته حيثما تم إشعاله، ودعمه، ومن المتوقع له أن يكبر ويتمدد، ويأخذ أنماطاً مختلفة، وشعارات دينية ومذهبية متناقضة، ونرى بأم أعيننا كيف يمارس الإرهاب جرائمه في كل مكان في هذا العالم".
احتكار الحياة الرياضية
فيما ركزت صحيفة "الاتحاد" على ما وصفته بـ"الملف الأسود لقنوات بي إن سبورت باعتباره لا يختلف كثيرا عن بقية قنوات الجزيرة الإخبارية"، لافتة إلى أنها "قنوات ينفق عليها مليارات، بهدف استفزاز المشاهد الرياضي العربي، وحرمانه من متابعة مبارياته على قنواته المحلية المفتوحة، خاصة المباريات التي تخوضها المنتخبات العربية، في البطولات الآسيوية أو الأفريقية، بخلاف بطولات الأندية".
وأوضحت أن "الهدف من وراء الاحتكار الرياضي القطري خلق قوة ناعمة للتأثير على المشاهد العربي بشتى الصور"، مشددة على أن "أسلوب القنوات الرياضية للشبكة القطرية لا يختلف عن تحركات القناة السياسية الإخبارية، والدليل محاولاتها السيطرة على كل البطولات الرياضية والتحكم في المشاهدين وفرض الأسعار المبالغ فيها عليهم وغير ذلك". ودعت الصحيفة إلى التحرك القضائي "لأن الاحتكار يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان كحقه بالمشاركة في حياة المجتمع الثقافية والفنية".
فرصة أخيرة
وكتب محمد الحمادي رئيس التحرير بصحيفة "الاتحاد" أن قطر "تستمر في الرهانات الخاسرة، وتصر عليها، فبعد أن راهنت على الإخوان وخسرت، وراهنت على الإرهاب وخسرت، ها هي اليوم تراهن على الجار الغريب وعلى الأجنبي ونعلم جميعاً أنها ستخسر، بل وستذوق الويل من وراء ذلك".
وأضاف أن "القيادة القطرية تكابر وتعاند وتهرب من أشقائها الخليجيين والعرب، وكم كان موقفها سيئاً وهي تقابل الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، الذي حاول أن يصلح الأمور ويعيدها إلى نصابها، لكن من الواضح أنه اكتشف أن لا حل لهذه الأزمة وأن الطريق مسدود بسبب ما اقترفته الحكومة القطرية. ربما أمام قطر فرصة أخيرة، أن تفكر في مصلحة شعبها، وأن تنقذ ما يمكن إنقاذه".
وتساءل د.عمار علي حسن بصحيفة الاتحاد "ماذا تريد قطر من مصر؟"، مشيرا إلى "استثمار قطر في جماعة الإخوان، ولما فشلوا عام 2013، بدأت رحلة الانتقام سواء من السلطة التي حلت محل الإخوان أو من القوى السياسية والاجتماعية التي شاركت في الثورة ضدهم".