قال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة إن "ازدواجية قطر لا يمكن أن تستمر. عليها الآن أن تقرر إذا كانت بالكامل مع الحرب على التطرف والعدوان، أم لا"؟، مؤكدا أن دعم الدوحة للتطرف كان مصدر قلق دائم لواشنطن بغض النظر عن الحزب الحاكم في الولايات المتحدة.ولفت العتيبة في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الثلاثاء، إلى "تناقض مذهل وخطير في أن تستثمر قطر مليارات الدولارات في الولايات المتحدة وأوروبا وتستخدم الأرباح في دعم الجماعات المرتبطة بالقاعدة. تستضيف قطر القاعدة العسكرية الأمريكية، التي توجه منها الولايات المتحدة الحرب الإقليمية ضد التطرف وفي الوقت نفسه لديها وسائل إعلام مسؤولة عن تحريض المتطرفين ذاتهم".وأكد العتيبة أن الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية تجاه قطر "لم تتخذ على عجل أو بخفة، لكن وراءها تراكم سنوات من تصرف قطر المثير للذهول، الذي يشكل خطرا على الولايات المتحدة والإمارات وقطر نفسها، فقطر تحصد ما زرعت"، مشيرا إلى أن قطر "دعمت المتطرفين وآوتهم لسنوات. ففي منتصف التسعينيات آوت الإرهابي الشهير خالد شيخ محمد، الذي أصبح في ما بعد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والآن تستضيف وتروج للزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي".والأسبوع الماضي، صنفت 4 دول القرضاوي ومعه 58 شخصا و12 مؤسسة، على قائمة الإرهاب، والكثير من هؤلاء يعيش في الدوحة أو يعمل انطلاقا منها أو يتلقى دعمها.وقال العتيبة إن "قطر وإيران أكثر بقعتين في العالم يتركز فيهما المصنفين دوليا كممولين للإرهاب"، مستشهدا بمقالة للوول ستريت جورنال في 2015 ذكرت أنه "لسنوات، يسافر مقاتلون إسلاميون من ليبيا وسوريا إلى الدوحة ويعودون بحقائب مليئة بالنقود"، ولافتا إلى أن "الدوحة قدمت دعما ماليا ولوجستيا لجبهة النصرة (جبهة تحرير الشام) وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وانتحاري مانشستر كان على علاقة بميلشيا مرتبطة بالقاعدة في ليبيا تدعمها قطر".كما استشهد العتيبة بما كتبته الفاينانشال تايمز من أن قطر دفعت قبل شهرين فدية للإفراج عن رهائن تصل إلى مليار دولار، لعدد من الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق مفروض عليها عقوبات، بما فيها الفرع العراقي لحزب الله.وكتب العتيبة في مقاله: "في الوقت الذي تركز فيه الدول المسؤولة جهودها على مواجهة التطرف بكل أشكاله، تستمر وسائل إعلام مملوكة لقطر، في مقدمتها الجزيرة، في التحريض على العنف والتعصب في كافة أنحاء العالم العربي (..) وعن ذلك قال وزير الدفاع الأسبق روبرت غيتس في مايو إن الجنرال أبي زيد كان مقتنعا أن الجزيرة تعمل ضد قواتنا وتوفر معلومات لأعدائنا. كان هناك قلق من ذلك، وقلق أوسع من توفير الجزيرة منبرا للإرهابيين"، مستخلصاً أن "تصريحات غيتس، الذي قاد وزارة الدفاع في ظل الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، توضح أن قطر كانت مصدر قلق لواشنطن بغض النظر عن الحزب الحاكم".وأضاف العتيبة أن "إدارة بوش بدأت جهدا دوليا لاستهداف تمويل الإرهاب، وخلصت إدارة أوباما في 2016 إلى أن قطر "تفتقر للإرادة السياسية الضرورية والقدرة على التنفيذ الفعلي" لقوانين مكافحة تمويل الإرهاب، ما حدا بالمسؤولين في إدارة اوباما إلى التفكير في سحب سرب مقاتلات من قاعدة العديد، بسبب رفض قطر اتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب".ورحب السفير الإماراتي بـ"دخول الولايات المتحدة على خط التوصل لحل دبلوماسي يسمح لقطر الجارة وعضو التحالف، بالعودة إلى أسرة الدول المسؤولة"، مطالبا قطر بـ"الاعتراف بما يعرفه العالم بالفعل: أن الدوحة أصبحت مستودعا ماليا وإعلاميا وأيديولوجيا للتطرف. واتخاذ إجراءات عملية حاسمة للتعامل بشكل نهائي مع مشكلة التطرف لديها ووقف التمويل، ووقف التدخل في شؤون جيرانها الداخلية ووقف التحريض الإعلامي والتطرف".وختم العتيبة مقاله في "وول ستريت جورنال" بالقول: "بينما الإرهابيون يجوبون شوارع المدن الأوروبية ويدبرون المؤامرات ضد أهداف في الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون هناك غموض أو مناورة أو تأخير في التعامل مع خطر التطرف. لا يمكن لقطر أن تملك حصصا في مبنى إمباير ستيت والشارد في لندن وتستخدم الأرباح في كتابة شيكات للتابعين لتنظيم القاعدة. لا يمكنها أن تضع اسمها على قمصان كرة القدم، بينما وسائلها الإعلامية تروج لشعارات المتطرفين".