دبي – (العربية نت): في مزرعة بمنطقة صحراوية، خارج العاصمة القطرية الدوحة تساق مئات الأبقار الواردة من هولندا إلى قاعة مكيفة، ليحلبها عمال آسيويون يرتدون زياً برتقالياً.

وتكافح مزرعة "غدير"، الواقعة في أرض قاحلة قرب قاعدة جوية أمريكية، للوفاء بالطلب المتزايد على الحليب، الذي تسببت فيه مقاطعة اقتصادية فرضتها دول عربية، على قطر، وأثارت مخاوف من نقص إمدادات الغذاء في بلد يعتمد على الواردات، بحسب تقرير مدعم بالصور لوكالة "رويترز".

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر، إضافة إلى روابط النقل معها الأسبوع الماضي على خلفية اتهامات بدعم الدوحة للإرهاب.

وتسبب الخلاف في تعطل حركة التبادل التجاري وإجبار الدولة الغنية بالغاز على استيراد السلع من تركيا و إيران وإطلاق خطوط شحن بحري جديدة.

ووصلت، الخميس، سفينة من أستراليا محملة بآلاف الخراف إلى ميناء حمد القطري. وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن رجل أعمال بارزاً أعلن الأسبوع الماضي اعتزامه نقل 4 آلاف بقرة جواً إلى قطر.

وفي المزرعة، الجمعة، وقفت أبقار سوداء تغوص أقدامها في الطين في حظائر بينما نقل العمال أكياساً من العشب من جرارات.

وقال ساجيت "32 عاماً" وهو عامل من نيبال: "العمل أصبح بلا توقف ولقد تعبنا. الأبقار تعبت أيضاً".

وتابع قائلاً: "نحن على ثقة من أننا نستطيع زيادة الإنتاج، لكننا نحتاج لضمان وجود ما يكفي من الغذاء للأبقار وتسهيلات أفضل".

يذكر أن قطر ليس لديها حدودا برية إلا مع السعودية وتشتري 80% من الأغذية من دول جوار قاطعتها.

كما اشترت الحكومة مزارع في دول أخرى، مثل السودان، وتزرع محاصيل في مزارع ضخمة في الصحراء تروى بمياه من محطات للتنقية.

ويقول تجار قطريون إن بإمكانهم تجنب النقص في الإمدادات والصمود في وجه المقاطعة من خلال إبرام صفقات مع موردين جدد من بلدان مثل الهند والصين.

لكن العقوبات تسببت في قلق في المزرعة. فمع اقتراب درجات الحرارة من 50 درجة تعاني الأبقار من الحر، بما يتسبب في قلة إنتاجها من الألبان.

وقال ساجيت: "نحتاج لمكملات غذائية من الأعلاف لإطعام الأبقار وتعزيز إنتاجها من الحليب، لكن الأعلاف كانت تأتي من الإمارات... يجب أن نعثر على مصدر بديل قريباً وإلا نفدت الأعلاف".