عواصم – (وكالات): "الحصار" و"دول الحصار" هي الكلمات التي لم تتوقف قطر عن توظفيها لالتماس التعاطف الدولي منذ أزمتها مع دول الجوار قبل خمسة أسابيع. ولكن المتابع لتطورات التجارة القطرية، يدرك أن قطر لم تعاني من أي "حصار" فأي حصار ينتقل فيه البقر عبر الطائرات، ويشهد نقل البضائع بحرا وجوا دون توقف من تركيا وإيران؟!

في تصريحاته الأخيرة، أكد وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أن بلاده سلمت 197 طائرة شحن، وسفينة واحدة إلى قطر معبأة بالبضائع.

جاءت التصريحات القطرية مؤكدة لهذا الموقف أيضا، حيث أكد وزير الاقتصاد القطري أن التجارة تمضي بشكل اعتيادي.

من جهة أخرى، بدأ وصول قطيع من البقر، يصل إلى 4 آلاف بقرة، جوا من ألمانيا إلى قطر، في محاولة لاستبدال منتجات الحليب والألبان من السعودية.

فيما طمأنت إيران قطر بأنها ستواصل سداد أي نقص في أسواقها من خلال المنتجات الإيرانية.

ووصلت الى قطر الاربعاء المجموعة الأولى من أبقار مجرية نقلت جوا من بوادبست بهدف دعم مخزون مشتقات الحليب.

وابقار الهولستين، التي استقرت في مزرعة تقع على بعد نحو 80 كلم شمال الدوحة، تمثل القطيع الاول من بين 4 آلاف بقرة من المفترض ان تصل تباعا الى قطر بحلول اغسطس المقبل.

وقال جون دور المدير المسؤول في مجموعة "بلدنا" التي توزع الحليب ومشتقاته "جلبنا 165 من أبقار الهولستين (...) لدعم منتجات الحليب"، مضيفا "هناك 35 بقرة قادرة على توفير الحليب بينما ستكون الباقية وعددها 135 جاهزة لذلك في غضون أسبوعين الى ثلاثة". وستوفر الأبقار المجرية قادرة الحليب واللحوم للسوق المحلية.

وقال دور ان "المنتجات المحلية تغطي بين 10 و15 %" من حاجات السوق في الوقت الحالي.

ويقول مسؤولون قطريون ان وصول الابقار بكامل أعدادها الى قطر بحلول اغسطس سيساهم في تغطية نحو 30 % من حاجة السوق. ونقلت الأبقار على متن طائرات شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية.

وكل هذا يجعل من الحصار مصطلحا "خاطئا" لوصف تأثير مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها لقطر، ولكن ذلك لا يعني عدم تأثر عجلة الاقتصاد القطري. فتكلفة الشحن ارتفعت بـ10 أمثالها كما ذكر وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

أما الريال القطري، فتلقى ضربات موجعة بداية من انخفاض سعره خارج قطر، إلى رفض صرفه في بعض البنوك ودور الصرافة.

وألقت المقاطعة أيضا بظلالها على التصنيف الائتماني لقطر، وفاقمت من تحديات مصارفها.

تحديات اقتصادية متسارعة تخلفها المقاطعة الخليجية لقطر إثر إصرارها على التغريد خارج السرب، ولكن الحصار هو بالتأكيد ليس جزءا منها والشكر موصول هنا لإيران وتركيا.