لندن - (وكالات): وصفت مجلة اقتصادية بريطانية متخصصة برنامج التنويع الاقتصادي، الذي اعتمدته قطر في مواجهة المقاطعة بأنه "خليط مرتبك من التحالفات الفاشلة".
وقالت مجلة "أويل برايس" التي تعد مرجعاً في استخبارات عالم النفط والغاز والأعمال، إن "برنامج التنويع الاقتصادي القطري والخيارات المستقبلية المستعصية، مع عناد يائس وبدائل محدودة جداً، لا تترك لها سوى الانهيار الاقتصادي أو الانصياع للحقائق الصعبة، والقبول بما سيصبح، قريباً، أمراً قائماً على أرض الواقع".
وفي دراسة متخصصة، تعد الأولى من نوعها، أوضحت "أويل برايس"، وتعني بالعربية "أسعار النفط"، أن "ردّ الفعل الأول الذي لجأت إليه قطر بعد أن فرض عليها شركاؤها في مجلس التعاون، جيرانها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين بالإضافة لمصر، مقاطعة برية وبحرية وجوية لإجبارها على التخلي عن رعاية الإرهاب ودعم التطرف والتوقف عن التدخل بشؤون الآخرين، هو أنها "قطر" غرزت أقدامها في الغاز".
وفي ذلك كانت المجلة تشير على موقعها الإلكتروني إلى تضارب منهجي في الخيارات، إذ "قررت قطر زيادة إنتاجها من الغاز، في الوقت الذي رفعت فيه شعار تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على الغاز والنفط".
وزادت أن "قطر استعانت بالقاموس الروسي، الذي كان يقول بعبقرية تحويل المقاطعة من ضربة على الرأس لتصبح فرصة تاريخية"، لكن الدوحة كما، وفق المجلة، "تكتشف الآن أن هذه الحكمة الروسية معطّلة عن العمل لأن الحقائق على أرض الواقع الصعب لقطر، لا تتماشى مع النظريات المستوردة".
وأضافت أن "قرار قطر بتنويع مصادرها، جاء متأخراً كثيراً، فمداخيلها من الغاز المسال والنفط تشكل 85% من الدخل العام، وهو ما يجعل التنويع تحت وطأة الضغوط المتزايدة عليها أمراً شبه مستحيل".
وتستذكر أن "محاولات قطر خلال السنوات القليلة الماضية التشبّه بدبي والإمارات في طموحات أن تتحول إلى دولة سياحية، لم ترتفع من فوق الأرض". كما فشلت قطر في أن "تتشبه بدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للأعمال، وهي تراهن على التوسعات التي حصلت في مطار حمد الدولي".
وحتى في مجال الغاز واحتياطاته المشتركة مع إيران، فقد أعلنت قطر أن "احتياطي حقل الشمال - بارس يصل إلى 51 تريليون قدم مكعبة، لكن تقديرات شركة "بريتش بتروليوم" حصرت حصة قطر بـ24 تريليوناً فيما حصة إيران 35 تريليون قدم مكعبة.
وتقول "أويل برايس" إن "أي مستثمر خارجي يريد اليوم التوجه إلى قطر سيفكر مرتين، فأزمة الدوحة مع دول الجوار في مجلس التعاون تركت حتى الآن جروحاً عميقة في الاقتصاد القطري وآفاقه المستقبلية".
وكالة "موديز" خفضت التصنيف الائتماني للبنوك القطرية، وشككت في قدرة الدوحة على تنفيذ وعودها بالتنويع الاقتصادي. أما وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية فقد أجرت مسحاً للمستقبل الاقتصادي لقطر أظهر انخفاض النمو إلى أدنى مستوى خلال عقدين.
وتلفت المجلة إلى أن "قطر وجدت نفسها أمام بدائل محدودة، اعتمدت خيارين سيئين سيتسببان لها بالكثير من المشاكل. فقد وسعت الدوحة من قنواتها مع إيران وتركيا لتعويض المقاطعة وهي خيارات مسدودة، فإيران تخضع الآن لحصار دولي بدعوى أنها "دولة مارقة"، لا حكم للقانون فيها، وتتعثر في اقتصادها وفي استقرارها السياسي الذي تتهدده عوامل كثيرة ليس أقلها مستقبل الاتفاق النووي. والأمر مثله مع تركيا التي تجد نفسها الآن وسط دوامة من المشاكل الداخلية والخارجية".
وحتى في رهانها على زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 %، فإن قطر – تجد نفسها "تلعق جرحها النازف"، حسب وصف نشرة "أويل برايس".
فهيمنة قطر على جزء رئيس من أسواق الغاز الدولية أضحت الآن مهددة من عدة أطراف، أولها أستراليا التي بدأ إنتاجها من حقل "ايشيثز" الضخم الذي سيجعلها بحلول عام 2020 أكبر مصدر للغاز في العالم. كذلك التزايد المطرد للإنتاج الأمريكي من الغاز وحتى روسيا فإن إنتاجها من حقلها الجديد "يامال" سيبدأ هذا العام ليصل إلى 16.5 مليون طن من الغاز المسال عام 2019.
وتشير "أويل برايس" إلى أن "أسعار الغاز القطري في المقابل تراجعت في الأسواق الآسيوية من 20 دولارا لكل "بي تي يو" عام 2014 لتصل إلى 6 دولارات في شهر أغسطس الحالي.
وتقول النشرة إن "قطر، في هذه الظروف والمعطيات، تجد نفسها الآن "تحت مخاطر مفتوحة من بضع جبهات في مقابل عزلة متزايدة لا تمتلك أمامها سوى بدائل قليلة جداً"".
ولا تتردد المجلة في القول إن "مشكلة الدوحة مع شركائها في مجلس التعاون تضع الاقتصاد القطري على طريق الانهيار على المدى الطويل".
وتضيف "ما لم تتوقف الدوحة عن دعم التطرف وتستجيب للدول المتصدية للإرهاب، فإن موازين اللعبة القاسية ستنتهي بالتأكيد إلى خلق واقع جديد يفرض نفسه على الدوحة المأزومة ويضعها أمام طريق مسدود".
{{ article.visit_count }}
وقالت مجلة "أويل برايس" التي تعد مرجعاً في استخبارات عالم النفط والغاز والأعمال، إن "برنامج التنويع الاقتصادي القطري والخيارات المستقبلية المستعصية، مع عناد يائس وبدائل محدودة جداً، لا تترك لها سوى الانهيار الاقتصادي أو الانصياع للحقائق الصعبة، والقبول بما سيصبح، قريباً، أمراً قائماً على أرض الواقع".
وفي دراسة متخصصة، تعد الأولى من نوعها، أوضحت "أويل برايس"، وتعني بالعربية "أسعار النفط"، أن "ردّ الفعل الأول الذي لجأت إليه قطر بعد أن فرض عليها شركاؤها في مجلس التعاون، جيرانها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين بالإضافة لمصر، مقاطعة برية وبحرية وجوية لإجبارها على التخلي عن رعاية الإرهاب ودعم التطرف والتوقف عن التدخل بشؤون الآخرين، هو أنها "قطر" غرزت أقدامها في الغاز".
وفي ذلك كانت المجلة تشير على موقعها الإلكتروني إلى تضارب منهجي في الخيارات، إذ "قررت قطر زيادة إنتاجها من الغاز، في الوقت الذي رفعت فيه شعار تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على الغاز والنفط".
وزادت أن "قطر استعانت بالقاموس الروسي، الذي كان يقول بعبقرية تحويل المقاطعة من ضربة على الرأس لتصبح فرصة تاريخية"، لكن الدوحة كما، وفق المجلة، "تكتشف الآن أن هذه الحكمة الروسية معطّلة عن العمل لأن الحقائق على أرض الواقع الصعب لقطر، لا تتماشى مع النظريات المستوردة".
وأضافت أن "قرار قطر بتنويع مصادرها، جاء متأخراً كثيراً، فمداخيلها من الغاز المسال والنفط تشكل 85% من الدخل العام، وهو ما يجعل التنويع تحت وطأة الضغوط المتزايدة عليها أمراً شبه مستحيل".
وتستذكر أن "محاولات قطر خلال السنوات القليلة الماضية التشبّه بدبي والإمارات في طموحات أن تتحول إلى دولة سياحية، لم ترتفع من فوق الأرض". كما فشلت قطر في أن "تتشبه بدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي للأعمال، وهي تراهن على التوسعات التي حصلت في مطار حمد الدولي".
وحتى في مجال الغاز واحتياطاته المشتركة مع إيران، فقد أعلنت قطر أن "احتياطي حقل الشمال - بارس يصل إلى 51 تريليون قدم مكعبة، لكن تقديرات شركة "بريتش بتروليوم" حصرت حصة قطر بـ24 تريليوناً فيما حصة إيران 35 تريليون قدم مكعبة.
وتقول "أويل برايس" إن "أي مستثمر خارجي يريد اليوم التوجه إلى قطر سيفكر مرتين، فأزمة الدوحة مع دول الجوار في مجلس التعاون تركت حتى الآن جروحاً عميقة في الاقتصاد القطري وآفاقه المستقبلية".
وكالة "موديز" خفضت التصنيف الائتماني للبنوك القطرية، وشككت في قدرة الدوحة على تنفيذ وعودها بالتنويع الاقتصادي. أما وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية فقد أجرت مسحاً للمستقبل الاقتصادي لقطر أظهر انخفاض النمو إلى أدنى مستوى خلال عقدين.
وتلفت المجلة إلى أن "قطر وجدت نفسها أمام بدائل محدودة، اعتمدت خيارين سيئين سيتسببان لها بالكثير من المشاكل. فقد وسعت الدوحة من قنواتها مع إيران وتركيا لتعويض المقاطعة وهي خيارات مسدودة، فإيران تخضع الآن لحصار دولي بدعوى أنها "دولة مارقة"، لا حكم للقانون فيها، وتتعثر في اقتصادها وفي استقرارها السياسي الذي تتهدده عوامل كثيرة ليس أقلها مستقبل الاتفاق النووي. والأمر مثله مع تركيا التي تجد نفسها الآن وسط دوامة من المشاكل الداخلية والخارجية".
وحتى في رهانها على زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 %، فإن قطر – تجد نفسها "تلعق جرحها النازف"، حسب وصف نشرة "أويل برايس".
فهيمنة قطر على جزء رئيس من أسواق الغاز الدولية أضحت الآن مهددة من عدة أطراف، أولها أستراليا التي بدأ إنتاجها من حقل "ايشيثز" الضخم الذي سيجعلها بحلول عام 2020 أكبر مصدر للغاز في العالم. كذلك التزايد المطرد للإنتاج الأمريكي من الغاز وحتى روسيا فإن إنتاجها من حقلها الجديد "يامال" سيبدأ هذا العام ليصل إلى 16.5 مليون طن من الغاز المسال عام 2019.
وتشير "أويل برايس" إلى أن "أسعار الغاز القطري في المقابل تراجعت في الأسواق الآسيوية من 20 دولارا لكل "بي تي يو" عام 2014 لتصل إلى 6 دولارات في شهر أغسطس الحالي.
وتقول النشرة إن "قطر، في هذه الظروف والمعطيات، تجد نفسها الآن "تحت مخاطر مفتوحة من بضع جبهات في مقابل عزلة متزايدة لا تمتلك أمامها سوى بدائل قليلة جداً"".
ولا تتردد المجلة في القول إن "مشكلة الدوحة مع شركائها في مجلس التعاون تضع الاقتصاد القطري على طريق الانهيار على المدى الطويل".
وتضيف "ما لم تتوقف الدوحة عن دعم التطرف وتستجيب للدول المتصدية للإرهاب، فإن موازين اللعبة القاسية ستنتهي بالتأكيد إلى خلق واقع جديد يفرض نفسه على الدوحة المأزومة ويضعها أمام طريق مسدود".