القاهرة – (وكالات): في تصاعد جديد للأزمة الداخلية بدولة قطر الداعمة للإرهاب، على أثر المقاطعة الخليجية العربية التاريخية لها بسبب احتضانها وتمويلها للجماعات الإرهابية المهددة لأمن المنطقة، ترددت أنباء قوية عن تمرد عدد من ضباط الجيش القطري ذوي الأصول العربية غير المجنسين، على قيادة أركانهم، رفضاً للتدخلات التركية والإيرانية في عملهم، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية المستقلة.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن "تصاعد التطورات في قطر جاءت عقب ظهور اسم الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله آل ثاني على الساحة القطرية كصوت للعقل وطوق نجاة من الأزمة الخانقة التي تعصف بالدولة، بسبب سياسات وانحيازات أسرة حمد بن خليفة آل ثاني، سواء ما تورط فيه الأمير السابق حمد بن خليفة، أو ما يفعله ابنه، الأمير الحالي تميم بن حمد".

وكشفت مصادر بالمعارضة القطرية، عن أن "قيادة أركان الجيش القطري أصدرت تعليمات بالتكتم التام على تفاصيل عملية التمرد وحالة الغضب المتصاعدة داخل صفوف الجيش، وحولت الضباط الذين أبدوا آراءهم الإيجابية في الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني وتحركاته الدبلوماسية العاقلة للتحقيق العسكري، ما أثار غضب زملاء آخرين، فأعلنوا توقفهم عن العمل حتى وقف التحقيق معهم".

في المقابل، ذكرت وسائل الإعلام القطرية أن "أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زار معسكر الدحيليات بالعاصمة الدوحة، الاثنين، والتقى عدداً كبيراً من الضباط والجنود لتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك، فيما أكدت المصادر أن هذا اللقاء جاء بعد الأزمة الداخلية التي يشهدها الجيش، في محاولة من الأمير لمواجهة موجات الرفض المتصاعدة له، والسيطرة على غضب الجنود والضباط".

وأضافت مصادر المعارضة، أن "الضباط المتمردين يرون أنه لا مستقبل لأبناء الوطن القطري، وأن المستقبل فقط للمجنسين وذوي الأصول الإيرانية، سواء داخل المؤسسة العسكرية أو في أي مؤسسة أخرى بالدولة"، مؤكدة أن "النظام القطري الحالي أدخل البلاد والشعب في متاهة، من أجل سيادته المزعومة وتحقيق أجندات الدول الداعمة له، وفي سبيل هذا يقمع كل من يخالفه الرأي".

وكان اسم الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني قد ظهر خلال الفترة الأخيرة، بعد توسطه في أزمة الحجاج القطريين على خلفية تعنت النظام القطري معهم، ومنعهم من السفر لأداء المناسك والشعائر المقدسة، ورفض هبوط الطائرات السعودية التي أرسلها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على نفقته الشخصية لنقلهم للأراضي المقدسة، ورأى عدد كبير من القطريين في الداخل والخارج أنه بمثابة المنقذ وطوق النجاة من الأزمة الحالية بين الدوحة وأشقائها العرب.

ويحظى فرع أبناء الشيخ أحمد بن علي آل ثاني بحب جموع القطريين، قياساً على الجناح الحاكم سواء الأمير السابق حمد أو ابنه الحالي تميم، وقد أكدت الوساطة التي أجراها الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ما يتمتع به من قبول لدى القطريين، خاصة أنه أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، فجده هو ثالث حكام قطر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، ووالده رابع حكام قطر علي بن عبد الله آل ثاني، وشقيقه هو خامس حكام قطر أحمد بن علي آل ثاني، الذي انقلب عليه خليفة آل ثاني، جد الأمير الحالي تميم بن حمد.

وقالت "اليوم السابع" في تقريرها إن "الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني شخصية مألوفة ومحبوبة بين جميع القطريين، وفي حال عزل الأمير تميم بن حمد، ووصول الشيخ عبد الله للحكم، فإنه سيكون بمثابة طوق نجاة للخروج من الأزمة الراهنة، فبحسب المصادر القطرية ينتمي الرجل إلى فرع حكام قطر حتى 1972، قبل أن ينتهي حكمهم بانقلاب من جد تميم بن حمد، الذي أطيح به في 1995 بانقلاب من ابنه حمد بن خليفة، قبل أن يسلم حمد السلطة لابنه تميم في انقلاب عائلي ناعم.

ويرأس الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني حالياً غرفة عمليات خاصة في المملكة العربية السعودية، لإدارة ممتلكات القطريين وتسهيل تنقلاتهم في المملكة، بعد القطيعة الدبلوماسية من جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، في 5 يونيو الماضي، على خلفية دعم قطر للإرهاب واحتضانها للجماعات والميليشيات الإرهابية المهددة لأمن عدد من دول المنطقة، إضافة إلى تقاربها المزعج مع تركيا وإيران، رغم تورطهما في أمور مهددة للأمن القومي العربي في ساحات الصراع المفتوحة، خاصة ليبيا والعراق وسوريا واليمن.