دبي - (العربية نت): شهدت أفغانستان منذ عقود تدخل دول الجوار وغير الجوار في شؤونها الداخلية دعماً لفئات أو أحزاب أو تنظيمات مختلفة بغية التوسع أو الصراع لجهات غير أفغانية على أرض هذا البلد. وتعد قطر من الدول التي كانت ولا تزال تبحث عن دور لها في أفغانستان حيث افتتحت في 18 يونيو 2013 ممثلية لحركة طالبان -المتهمة بالإرهاب- تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان" وهذه الإمارة هي في واقع الأمر "دولة إسلامية أفغانية"، أسست من قبل حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في أعقاب الهجوم على برج التجارة العالمي في نيويورك وكانت إمارة تأوي تنظيم القاعدة وقادتها على الأراضي الأفغانية.
عودة إلى افتتاح مكتب لطالبان في قطر، فإنه تم بمباركة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مما أثار حينها سخط حكومة أفغانستان برئاسة حامد كرزاي، ورداً على دور أمريكا في منح طالبان مكتبا في الدوحة حيث هددت كابول بوقف التفاوض مع واشنطن حول الاتفاقية الأمنية بين البلدين.
ولمعرفة مدى استياء الأفغانيين من الدور الأمريكي "الأوبامي" في السماح للدوحة بافتتاح مكتب لحركة صنفتها واشنطن على رأس قائمة الإرهاب، قال وقتها إيمل فيضي، المتحدث باسم الرئيس السابق كرزاي "لقد واجه الشعب والحكومة في أفغانستان فتح مكتب لطالبان تحت اسم "المكتب السياسي لإمارة أفغانستان في قطر" بردة فعل غاضبة وعلق الرئيس حامد كرزاي، في اجتماع مع قيادة مجلس الأمن القومي، التفاوض بشأن الاتفاقية الأمنية بين أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية وذلك نتيجة للتناقض بين أقوال وأفعال أمريكا بخصوص عملية السلام".
ومنذ ذلك الحين كثفت قطر تواجدها في مناطق تقع في جنوب غرب أفغانستان بالقرب من الحدود الإيرانية وخاصة في منطقة "فراه" حيث التواجد الإيراني، فاختيار هذه المنطقة يثير تساؤلات عدة حول مدى التعاون بين طهران والدوحة في منطقة أفغانية تخضع لتيار طالباني على علاقات وتعاون جيد مع إيران.
وولاية "فراه"، التي تحظى باهتمام مثير ومشترك من قبل طهران والدوحة، تعد من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر طالبان المرتبطة بقطر وإيران وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد مصادر صحافية أفغانية موثقة أن القطريين أنشأوا مؤسسة في هذه الولاية باسم "الغرافة"، والهدف المعلن للمؤسسة المساهمة في إعمار وتنمية ولاية "فراه" وتنفق المؤسسة ملايين الدولارات وتقوم بالاتصال بطالبان في هذه الولاية.
وسبق أن أكد محمد رسول باركزي، رئيس دائرة العمل والشؤون الاجتماعية لولاية "فراه"، حسب ما نقله موقع تلفزيون "طلوع" الأفغاني، أن قطر تتبع خطة سياسية في ولاية "فراه" وأغلبها بالتعاون مع إيران حيث تنفذ قطر "مشاريع إعمارية" في المناطق المجاورة للحدود الإيرانية من قبيل منطقة "تشاكرته".
ويقول التقرير: "إن شيوخ قطر يأتون مرة في السنة إلى ولاية فراه "التي تعاني من انعدام الأمن" ويبقون لمدة شهر هناك.. ويمارسون الصيد على حدود الولاية مع إيران ويقومون بتوزيع مواد غذائية على القرويين".. في حين كافة المخافر والأبنية الحكومية هناك تخضع للحصار معتبراً مناطق في الولاية تعد معاقل لطالبان.
ونقل موقع قناة "طلوع" تصريح خطير لمحمد آصف ننج والي "فراه" الذي وصف من خلاله الوضع السائد في الولاية، فقال "الحرب هنا ليست بالبارود فقط بل ثمة حرب ثقافية واستخباراتية تتكون من أطراف غامضة".
ويضيف التقرير: "ففي مثل هذه الظروف لشيوخ قطر معاقل آمنة في "فراه" مما تمكنهم من المجيء كل عام مرة واحدة للصيد والسياحة إلى بلدية جوين التي تعاني من انعدام الأمن.. كما تشهد منطقة تشاكرته على الحدود الإيرانية إقامة مخيمات لصيادين قطريين.. وللقطريين مزرعة كبيرة وحديقة للحيوانات في المنطقة".
ووفق التقرير فإن كافة هذه الأنشطة القطرية تتم تحت مظلة شركة الغرافة الزراعية التي تنفق ملايين الدولارات في هذه الولاية الأفغانية النائية.
ويقول محمد رسول باركزي: "إن العرب القطريين لهم قضاياهم السياسية الخاصة وإيران إلى جانبهم! إنهم يقومون بتنفيذ مشاريع في مناطق نائية للغاية مثل تشاكرته على حدود إيران ويحاولون تحويل الناس إلى عالة عليهم بتوزيع كيس من الأرز أو الدقيق بينهم، إلا أنني لا أعتبرها مساعدات".
ومما لا شك فيه أنه لا يمكن للقطريين التواجد في إحدى معاقل حركة طالبان المجاورة لإيران والقيام بتأسيس منشآت تقدر بما يزيد عن 50 مليون دولار دون التنسيق مع طهران وطالبان.
وأكد موقع قناة "طلوع" أن القطريين عندما يأتون إلى "فراه" وينطلقون للصيد في مناطق تعاني من انعدام الأمن لا يتعرضون لأي هجوم من قبل طالبان.. لأن قطر من الدول المتهمة بأن لها علاقات وطيدة مع طالبان خاصة لو عرفنا بأن حركة طالبان لها مكتب سياسي في الدوحة.
وأفاد مصدر أفغاني مطلع رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن القطريين يأتون إلى ولاية "فراه" التي تعاني من انعدام الأمن وتشهد حربا مستمرة تحت غطاء ممارسة الصيد وتنفيذ مشاريع خيرية وإعمارية، ولكن في واقع الأمر يقومون بدعم وتسليح حركة طالبان الإرهابية على حد تعبيره، مؤكداً أن هناك تنسيقا مشهودا بين طهران والدوحة في دعم حركة طالبان التي تحول دون استتباب الأمن في أفغانستان.
من ناحية أخرى، كان القائم بأعمال السفارة السعودية في كابول اتهم، في أغسطس الماضي، قطر بدعم حركة طالبان في أفغانستان والمجموعات الإرهابية الأخرى، الأمر الذي دفع البلاد إلى مزيد من الحرب.
وقال الدبلوماسي السعودي مشاري الحربي، في حديث للصحافيين في العاصمة الأفغانية كابول، إن قطر تدعم المنظمات الإرهابية الأخرى، بما فيها حركة طالبان الأفغانية.
وسلم مشاري تواريخ التصريحات السعودية ضد التنظيمات الإرهابية قائلا "تبنت المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى موقفا قويا ضد الإرهاب لضمان سلامة وأمن شعبها".
وأكد امتلاك السعودية لأدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة.
كان الحربي صرح لإذاعة "بي بي سي" البريطانية أن مكتب طالبان السياسي فى قطر يعمل خارج اختصاصاته السياسية.
عودة إلى افتتاح مكتب لطالبان في قطر، فإنه تم بمباركة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مما أثار حينها سخط حكومة أفغانستان برئاسة حامد كرزاي، ورداً على دور أمريكا في منح طالبان مكتبا في الدوحة حيث هددت كابول بوقف التفاوض مع واشنطن حول الاتفاقية الأمنية بين البلدين.
ولمعرفة مدى استياء الأفغانيين من الدور الأمريكي "الأوبامي" في السماح للدوحة بافتتاح مكتب لحركة صنفتها واشنطن على رأس قائمة الإرهاب، قال وقتها إيمل فيضي، المتحدث باسم الرئيس السابق كرزاي "لقد واجه الشعب والحكومة في أفغانستان فتح مكتب لطالبان تحت اسم "المكتب السياسي لإمارة أفغانستان في قطر" بردة فعل غاضبة وعلق الرئيس حامد كرزاي، في اجتماع مع قيادة مجلس الأمن القومي، التفاوض بشأن الاتفاقية الأمنية بين أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية وذلك نتيجة للتناقض بين أقوال وأفعال أمريكا بخصوص عملية السلام".
ومنذ ذلك الحين كثفت قطر تواجدها في مناطق تقع في جنوب غرب أفغانستان بالقرب من الحدود الإيرانية وخاصة في منطقة "فراه" حيث التواجد الإيراني، فاختيار هذه المنطقة يثير تساؤلات عدة حول مدى التعاون بين طهران والدوحة في منطقة أفغانية تخضع لتيار طالباني على علاقات وتعاون جيد مع إيران.
وولاية "فراه"، التي تحظى باهتمام مثير ومشترك من قبل طهران والدوحة، تعد من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر طالبان المرتبطة بقطر وإيران وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد مصادر صحافية أفغانية موثقة أن القطريين أنشأوا مؤسسة في هذه الولاية باسم "الغرافة"، والهدف المعلن للمؤسسة المساهمة في إعمار وتنمية ولاية "فراه" وتنفق المؤسسة ملايين الدولارات وتقوم بالاتصال بطالبان في هذه الولاية.
وسبق أن أكد محمد رسول باركزي، رئيس دائرة العمل والشؤون الاجتماعية لولاية "فراه"، حسب ما نقله موقع تلفزيون "طلوع" الأفغاني، أن قطر تتبع خطة سياسية في ولاية "فراه" وأغلبها بالتعاون مع إيران حيث تنفذ قطر "مشاريع إعمارية" في المناطق المجاورة للحدود الإيرانية من قبيل منطقة "تشاكرته".
ويقول التقرير: "إن شيوخ قطر يأتون مرة في السنة إلى ولاية فراه "التي تعاني من انعدام الأمن" ويبقون لمدة شهر هناك.. ويمارسون الصيد على حدود الولاية مع إيران ويقومون بتوزيع مواد غذائية على القرويين".. في حين كافة المخافر والأبنية الحكومية هناك تخضع للحصار معتبراً مناطق في الولاية تعد معاقل لطالبان.
ونقل موقع قناة "طلوع" تصريح خطير لمحمد آصف ننج والي "فراه" الذي وصف من خلاله الوضع السائد في الولاية، فقال "الحرب هنا ليست بالبارود فقط بل ثمة حرب ثقافية واستخباراتية تتكون من أطراف غامضة".
ويضيف التقرير: "ففي مثل هذه الظروف لشيوخ قطر معاقل آمنة في "فراه" مما تمكنهم من المجيء كل عام مرة واحدة للصيد والسياحة إلى بلدية جوين التي تعاني من انعدام الأمن.. كما تشهد منطقة تشاكرته على الحدود الإيرانية إقامة مخيمات لصيادين قطريين.. وللقطريين مزرعة كبيرة وحديقة للحيوانات في المنطقة".
ووفق التقرير فإن كافة هذه الأنشطة القطرية تتم تحت مظلة شركة الغرافة الزراعية التي تنفق ملايين الدولارات في هذه الولاية الأفغانية النائية.
ويقول محمد رسول باركزي: "إن العرب القطريين لهم قضاياهم السياسية الخاصة وإيران إلى جانبهم! إنهم يقومون بتنفيذ مشاريع في مناطق نائية للغاية مثل تشاكرته على حدود إيران ويحاولون تحويل الناس إلى عالة عليهم بتوزيع كيس من الأرز أو الدقيق بينهم، إلا أنني لا أعتبرها مساعدات".
ومما لا شك فيه أنه لا يمكن للقطريين التواجد في إحدى معاقل حركة طالبان المجاورة لإيران والقيام بتأسيس منشآت تقدر بما يزيد عن 50 مليون دولار دون التنسيق مع طهران وطالبان.
وأكد موقع قناة "طلوع" أن القطريين عندما يأتون إلى "فراه" وينطلقون للصيد في مناطق تعاني من انعدام الأمن لا يتعرضون لأي هجوم من قبل طالبان.. لأن قطر من الدول المتهمة بأن لها علاقات وطيدة مع طالبان خاصة لو عرفنا بأن حركة طالبان لها مكتب سياسي في الدوحة.
وأفاد مصدر أفغاني مطلع رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن القطريين يأتون إلى ولاية "فراه" التي تعاني من انعدام الأمن وتشهد حربا مستمرة تحت غطاء ممارسة الصيد وتنفيذ مشاريع خيرية وإعمارية، ولكن في واقع الأمر يقومون بدعم وتسليح حركة طالبان الإرهابية على حد تعبيره، مؤكداً أن هناك تنسيقا مشهودا بين طهران والدوحة في دعم حركة طالبان التي تحول دون استتباب الأمن في أفغانستان.
من ناحية أخرى، كان القائم بأعمال السفارة السعودية في كابول اتهم، في أغسطس الماضي، قطر بدعم حركة طالبان في أفغانستان والمجموعات الإرهابية الأخرى، الأمر الذي دفع البلاد إلى مزيد من الحرب.
وقال الدبلوماسي السعودي مشاري الحربي، في حديث للصحافيين في العاصمة الأفغانية كابول، إن قطر تدعم المنظمات الإرهابية الأخرى، بما فيها حركة طالبان الأفغانية.
وسلم مشاري تواريخ التصريحات السعودية ضد التنظيمات الإرهابية قائلا "تبنت المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى موقفا قويا ضد الإرهاب لضمان سلامة وأمن شعبها".
وأكد امتلاك السعودية لأدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة.
كان الحربي صرح لإذاعة "بي بي سي" البريطانية أن مكتب طالبان السياسي فى قطر يعمل خارج اختصاصاته السياسية.