* خبراء: تفكيك شيفرة إيران يبدأ من الميليشيات* الملتقى يناقش أمن الخليج وأزمة قطر والإرهاب ومستقبل الصراعات في المنطقة* 9 جلسات على مدار يومين بمشاركة أكثر من 100 شخصية من كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراءأبوظبي – صبري محمودأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة د. أنور بن محمد قرقاش أن "بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام "حزب الله" جديد"، مضيفا أن "جهود إيران لتقديم دعم نشط لوكلائها في دول أخرى وإشعال التوترات الطائفية وتهديد وحدة الدول، أصبحت أسوأ وليس أفضل". وأشار قرقاش في كلمته في افتتاح "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع"، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات أن "استهداف الرياض بصاروخ بالبستي يلقي بالضوء على التهديد الفادح الذي تمثله ميليشيات الحوثي، ونحن لن نقف ساكنين بينما يتشكل "حزب الله" جديد في اليمن بدعم المال والأيديولوجية الإيرانية"، بينما اعتبر خبراء دوليون مشاركون في الملتقى أن تفكيك شيفرة إيران يبدأ من الميليشيات المسلحة التابعة لها".وانطلقت الأحد في العاصمة الإماراتية أبوظبي أعمال "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع"، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، والشراكة مع "مجلس الأطلسي" بالولايات المتحدة ومركز جنيف للسياسات الأمنية بسويسرا، لبحث قضايا استراتيجية تهم دول الخليج والمنطقة العربية.ويشارك في الفعاليات أكثر من 100 شخصية من كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء والمفكرين والمختصين بالعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية، بدول الخليج والمنطقة العربية والعالم.ويضم الملتقى 9 جلسات على مدار يومين، وتتناول قضايا التطرف والإرهاب وأزمة قطر، وأمن الخليج العربي، والقوة الناعمة لدولة الإمارات، والتهديد الإيراني للمنطقة، ومستقبل الصراعات في سوريا وليبيا واليمن، والسياسة الأمريكية في المنطقة، وأزمة الدور التركي، ودور روسيا في المنطقة، وأدوار الدول الآسيوية القيادية. ويناقش الملتقى قضايا بارزة من أهمها أمن الخليج والقوة الناعمة لدولة الإمارات في العلاقات الدوليةالدور الإيراني يزداد سوءاوأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة د. أنور بن محمد قرقاش إن "الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التهديدات التي تمثلها إيران على استقرار المنطقة".وأوضح في كلمته الافتتاحية في الملتقى أن "الدور الإيراني يزداد سوءا في دعم التوتر الطائفي ودعم الحرب بالوكالة في عدد من الدول".وأضاف أن "تنامي الوعي الدولي بوجوب مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية الذي يتزامن مع التراجع الكبير للجماعات المتطرفة بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش" في الموصل والرقة وتراجع القاعده في اليمن، إضافة إلى تجفيف الدعم القطري في مساندة الإرهاب كلها عوامل ستساعد في تحسين فرص الوصول إلى حلول سياسية للصراعات في كل من سوريا وليبيا واليمن".وأكد قرقاش أن "البديل عن الأوضاع الحالية المضطربة في المنطقة هو تبني استراتيجية تركز على تحقيق الاستقرار وأن الإمارات ترى أن هذه الاستراتيجية تعتمد على قوة السعودية وبرنامجها التطويري واستقرار وقوة مصر إضافة إلى تحديث الأجندات السياسية في المنطقة.وحدد قرقاش 5 مباديء لتمكين الدول العربية المعتدلة من تبني أجندة مشتركة تحقق التقدم وهي "عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب وداعميه، والعمل المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ذات السيادة، وتبني الحلول السياساة للنزاعات في المنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية عن طريق الحوكمة الرشيدة وتحقيق التطوير الاقتصادي".تكريس الاستقرارمن جانبها، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن "دولة الإمارات تعمل جاهدة من أجل تكريس الاستقرار في المنطقة العربية، خاصة في ظل الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط حالياً، مثل الأزمة الدبلوماسية ما بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها –الإمارات والسعودية والبحرين ومصر– ودور إيران التخريبي في النزاعات في اليمن وسوريا والعراق، إلى جانب دورها التخريبي في لبنان من خلال دعم "دويلة حزب الله" وإضعاف مؤسسات الدولة اللبنانية عبر الاستقواء بمليشيا الحزب وسلاحه". وأشادت الكتبي - في كلمتها الافتتاحية لأعمال الملتقى - "بالدور القيادي الذي اتخذته الإمارات بالشراكة مع المملكة العربية السعودية بهدف تشكيل رؤى فكرية وسياسية لحلول عملية للأزمات الحالية، ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة العربية".وتابعت "تسعى الإمارات إلى تقديم نموذج يحمل الأمل لشعوب المنطقة، ويَعدها بالاستقرار والنماء والتقدم والسعادة، ويقودها إلى المستقبل بآفاقه الرحبة، كما عبرت عنها خطة مئوية الإمارات 2071". وتابعت "في السياق ذاته، تأتي جهود المملكة العربية السعودية، للتحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كما عبرت عنها "رؤية السعودية 2030"، لتمثل إسهاماً مهماً في رسمِ مستقبلٍ أفضلَ للمنطقة وتوفير حياة كريمة لشعوبها".وأشارت إلى "استمرار ما وصفته بـ"حالة السيولة وعدم الوضوح واللايقين" في النظامين الدولي والإقليمي، كما توقعت خلاصات النسخة الثالثة من "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" في نوفمبر الماضي". وتابعت "لم تتغير بنيةُ النظام الدولي، ومازالت الولاياتُ المتحدة القوة الأولى العظمى في العالم، وتسعى دولُ العالم جاهدةً إلى فهم توجهاتِ السياسة الأمريكية ومحاولةِ التكيف معها". وسلطت الكتبي الضوء على "الاضطراب والتناقض" بين مؤسسات الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، والأزمات التي عصفت بأوروبا، مثل قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، واستفتاء استقلال إقليم كاتالونيا في إسبانيا".ولدى تناولها الأوضاع الإقليمية الحالية قالت الكتبي "مازالت المنطقة العربية تعاني تداعيات الربيع العربي، وتعيش حالة من النار واللهب، فالحرب مشتعلة في اليمن وسوريا، وحالة التصارع والانقسام قائمة حتى اللحظة في ليبيا. وفي الوقت الذي بدا فيه أن العراق على طريق دحر تنظيم "داعش" من فوق أراضيه، فإذا بقضية استقلال كردستان تنفجر في وجهه"، وأضافت أن ذلك يحدث "في ظل مواصلة إيران لسياساتها الهادفة إلى الهيمنة على الإقليم وتقويض الدولة الوطنية العربية؛ من خلال دعم المليشيات المسلحة وتكريس الخطاب الطائفي".وأكدت الكتبي في كلمتها أن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" لهذا العام يسعى إلى مقاربة مختلف التحولات الإقليمية والدولية بأدوات التفكيك والتحليل الجيواستراتيجي، مضيفةً أن جلسات الملتقى ستتناول قضايا أمن الخليج وسيناريوهاته، وكيفيةَ انعكاسِ أزمات إيران الداخلية على سياساتها الإقليمية، والدورَ التركي بين الإحياء والانكماش، والمستقبَلاتِ المحتملةَ للدول العربية التي تشهدُ حروباً طاحنة وصراعات داخلية، واضطرابَ السياسات الأمريكية في الخليج، بالإضافة إلى مقاربة واقع القوة الحقيقية لروسيا في النظام الدولي، ومساراتِ صعود القوى الآسيوية إلى مكانةٍ قيادية في النظام الدولي، إلى جانب مناقشة إشكالاتِ التطرف والإرهاب ومستقبل الإسلام السياسي، والنموذج الإماراتي في القوة الناعمة.يذكر أن الملتقى لهذا العام يشتمل، لأول مرة، على تقديمِ نموذج للتحليلات والتوقعات الجيواستراتيجية، وتحليل المخاطر السياسية والاقتصادية، يتبناه مركز الإمارات للسياسات ويوظفه في أعماله وتوصياته، تحت عنوان "تفكيك شيفرة المستقبل".أمن الخليج قضايا وسيناريوهاتتناولت الجلسة الأولى وهي بعنوان "أمن الخليج قضايا وسيناريوهات"، دور مجلس التعاون الخليجي ومستقبله في ظل الأزمات التي تواجهها المنطقة وخاصة الأزمة في قطر.وتحدث خلالها عبدالله بشارة، الدبلوماسي السابق، ورئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية في الكويت، والدكتور عبدالخالق عبد الله، الأكاديمي والباحث في شؤون الخليج العربي، والدكتور عايد المناع، الباحث الأكاديمي والسياسي، والدكتور سالم اليامي، المحلل السياسي و المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية. وادار اللقاء فيصل بن حريز، مذيع ومقدم برامج في قناة "سكاي نيوز عربية".وقال بشارة إن "الأزمة في قطر أصابت مجلس التعاون بالشلل، كما أن العقيدة الأمنية والعسكرية للدول الأعضاء في المجلس غير موحدة، وإن مجلس التعاون يحتاج إلى تغيير ميثاقه".وأوضح أن "دول الخليج تأذّت من الأيديولوجيات المتطرفة سواء كانت دينية أو قومية"، مؤكداً أن "درع الجزيرة رمز للرغبة الخليجية في جيش موحد". وتابع "نحن في حاجة ماسة لتوحيد الدبلوماسية وقوة الردع الخليجية، وأن العالم كان يريد من مجلس التعاون الخليجي تكوين قوة رديفة رادعة لكل الطامعين"، مؤكداً أن "أمن الخليج صمام أمان للعالم".مواجهة عسكريةبدوره، قال الباحث في شؤون الخليج الدكتور عبدالخالق عبدالله إن "احتمالية حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة ازدادت بشكل ملحوظ خلال هذا العام، مؤكداً ان "المنطقة اليوم أكثر توترا مما كانت عليه، واحتمالات المواجهة العسكرية ارتفعت لـ 20%".واشار الى انه "رغم كل الآثار السلبية التي خلفتها الأزمات في المنطقة إلا ان هناك آثارا إيجابية تتمثل في بروز المحور الإماراتي- السعودي كقوة دبلوماسية واقتصادية وعسكرية موحدة، كما أن دول الخليج لم تعد تعتمد على حليف استراتيجي واحد ممثل في واشنطن بل باتت تسعى لتنويع شركائها الاستراتيجيين". وذكر أن "دولنا اليوم أكثر استقلالية في قرارها السياسي من أي وقت مضى، ودول الخليج أكثر ثقة بقدراتها ومواردها لمجابهة كل المهددات".من ناحيته، قال الدكتور عايد المناع إن "القوة العسكرية ضمانة لصد الأطماع الإيرانية"، مشيرا إلى ان "إيران ذات أطماع توسعية في الخليج العربي والمنطقة العربية، و ينبغي التفكير جديا في كيفية التحرر من النفط وإحداث تنويع حقيقي في اقتصاديات الخليج". واضاف ان "الإيرانيون أكبر مهدد واحتلالهم لجزر الإمارات أكبر دليل"، مشيراً الى ان "الإشكاليات الحالية في مجلس التعاون الخليجي ترجع إلى عدة أسباب منها خوف الدول الصغرى من الدول الكبرى في المجلس والخلافات الحدودية وآلية اتخاذ القرارات في المجلس والتي تتطلب إجماع الأعضاء".سالم اليامي المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، قال إن "المملكة العربية السعودية تمتلك رؤية متكاملة لأمن الخليج العربي، وأجيالنا الجديدة ستسهم في استثمار التكنولوجيا لتعزيز الأمن القومي الخليجي". واوضح ان "ارتباط مفهوم الأمن لدول الخليج بالمفهوم العسكري فقط والمعتمد كثيرا على الخارج يشكل مشكلة حيث تسعى القوى الغربية لتحقيق مصالحها ضمن هذا المفهوم على حساب أمن ودول المنطقة"، وأضاف أن المشكلة الأخرى تتمثل في عدم توحيد مفهوم الأمن لكافة دول مجلس التعاون الخليجي.تفكيك شيفرة إيرانواعتبر خبراء دوليون، في الجلسة الثانية، أن شيفرة النظام الإيراني تكمن في تصدير الميليشيات المسلحة، التي يرونها الأداة الرئيسية التي يحافظ بها هذا النظام على بقائه عبر زعزعة الاستقرار في الدول المحيطة.وفي الجلسة التي أدراتها "سكاي نيوز عربية" خلال الملتقى بعنوان "النار واللهب في الشرق الأوسط.. تفكيك شيفرة إيران"، قال الأكاديمي والكاتب السعودي خالد الدخيل إن "إيران تستثمر مليارات الدولارات في دعم الميليشيات المسلحة، معتمدة على العنصر الطائفي من أجل زعزعة الاستقرار في الدول العربية".ولفت إلى أن "إيران دولة تحدد هويتها في الدستور على أساس مذهبي"، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس في أنشطتها التخريبية".من جهته، قال الخبير الإماراتي في الشؤون الإيرانية، سلطان النعيمي إن "الشيفرة الإيرانية التي ترتكز على استخدام الميليشيات ليست لدعم الطائفية في العالم العربي فحسب بل أداة للحفاظ على النظام الإيراني".وقال إن "النظام الإيراني يحاول توسيع محيطه الأمني باستخدام الميليشيات لخدمة الهدف الوحيد بالنسبة له وهو البقاء".ولفت النعيمي إلى أن "التنمية الاقتصادية والانفتاح على الخارج أمران يراهما النظام الإيراني تهديدا وجوديا له، لأنه يريد الحفاظ على حالة "الثورة" لا الدولة، حتى يهرب من المشاكل الداخلية".طهران تستغل الأزماتولا يرى الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أليكس فانكا، أن النظام الإيراني قوي للدرجة التي يؤثر بها في الدول العربية، وإنما " استغل أزمات الدول العربية ونجح عبر ميليشياته في الاستفادة منها".ويتفق المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية لجامعة فلوريدا، محسن ميلاني، مع هذا الطرح، بالقول إن طهران ليست بالضرورة سبب الأزمات وإنما تستغلها لصالحها، داعيا إلى تفويت الفرصة على طهران عبر حل المشاكل الداخلية في الدول التي تعاني من الأنشطة التخريبية الإيرانية.وقال إن "إيران تقوم بتسليح أقليات شيعية في العالم العربي وتلعب على وتر أنهم مستضعفون".لكن النعيمي يرى من جانبه أن إيران متورطة تاريخيا في إنشاء الميليشيات وتسليحها وهي حالة ليست وليدة الأزمات في المنطقة، وإنما ركن أساسي في عقيدة تصدير الثورة الإيرانية كما ينص عليها الدستور الذي وضعه النظام الديني بعد السيطرة على الحكم عام 1979.وتناولت الجلسات المسائية في الملتقى العديد من القضايا منها القوة الناعمة في السياسة الدولية.. دولة الإمارات نموذجاً، وموضوع العالم العربي مستقبلات متنافسة "سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، قطر"، بينما خصص الملتقى جلسة تناولت التحولات في السياسة التركية الخارجية والعلاقات التركية العربية.النار واللهب بالشرق الأوسطوتضمنت الجلسة الثالثة وهي بعنوان: "النار واللهب في الشرق الأوسط تركيا: إحياء أمة أم تراجعها؟"، التحولات في السياسة التركية الخارجية والعلاقات التركية العربية، وتحدث فيها: أرشد هورموزلو، كبير المستشارين السابق للرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط، وأونال جيفيكوز الدبلوماسي السابق، وكاتب عمود في الصحافة التركية، ومحمد زاهد غول كاتب ومدير مركز شرقيات للبحوث في إسطنبول، وجينجيز جندر، أستاذ جامعي وكاتب، وادار الجلسة يوسف الشريف من قناة "سكاي نيوز عربيةواعتبر أرشد هورموزلو، أن الحوار التركي الخليجي توقف بسبب السياسة التركية في اعقاب ثورات ما يعرف بالربيع العربي، رافضاً وجود مشروع توسعي ينطلق من مفهوم ما يسمى بـ "العثمانية الجديدة". واتفق جينجيز جندر مع هورموزلو في إن أزمات المنطقة أدت إلى ارتباك في السياسة الخارجية التركية، إلا أنه أكد أن هذه السياسة تحمل مزيجا من النزعة القومية والنزعة التقليدية الاسلاميةبينما ارجع أونال جيفيكوز التغير الذي طرأ على السياسة الخارجية التركية إلى توظيف السياسة في الأغراض الانتخابية الداخلية خاصة أن عملية صنع القرار في تركيا باتت تتم في أطر الحزب إذ يفتقد الحزب للثقة في مؤسسات الدولة، بينما يكمن السبب الثاني لتغير السيياسة الخارجية التركية في ابتعاد أنقره عن الحياد وتورطها في سياسة المحاور خلال السنوات الأخيرة.وأوضح جيفيكوز أنه رغم ما يبدو من اقتراب بين تركيا وروسيا وإيران من جهة أخرى إلا أن ذلك ليس أكثر من تقارب تكتيكي فرضته ظروف الأزمات في المنطقة بينما تظل تركيا تسعى نحو علاقة استراتيجية مع الغرب.ويرى محمد زاهد غول أن هناك فجوة في الفهم بين تركيا والعالم العربي محملا أطرافا عربية مدعومة من قطر داخل تركيا المسؤولية في تقديم قراءة متحيزة للواقع العربي إلى صانع القرار التركي.القوة الناعمة في السياسة الدوليةوتناولت الجلسة الرابعة وهي بعنوان القوة الناعمة في السياسة الدولية دولة الإمارات نموذجا، وتحدث فيها، نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارات، ود. ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وادار القاء تركي الدخيل، مدير عام قناة "العربية" الإخبارية. وناقش المشاركون مفهوم القوة الناعمة وتبني دولة الإمارات لهذا المفهوم.وأكدت د. نوره الكعبي، أن قصة الإمارات بشكل عام تستحق التأمل والاهتمام. وقالت: لدينا في الإمارات رسائل إنسانية متسامحة معتدلة واضحة في التعامل مع العالم أجمع.وأضافت أنه في الامارات نتحدث عن ثقافات متعددة تحت سقف واحد ومتحف اللوفر ابوظبي أكبر دليل على ذلك، كيف يمكن ان يكون الانجيل والتوراة والقران في مكان واحد.وقالت إن الإمارات طرحت نفسها كنموذج للتنمية والتعايش وسعت لتكريس مقوماتها الاقتصادية والثقافية والإنسانية كدولة منفتحة على الثقافات وهي الجهود التي كرست مؤخرا بتشكيل المجلس الأعلى للقوة الناعمة.واعتبرت أن مكتسبات القوة الناعمة يجب ان تحمى بالقوة الصلبة وهو ما فعلته الإمارات في مشاركتها في التحالف الدولي للحرب على داعش وهو ما يعد شكلا من اشكال حماية عناصر القوة الناعمة المتمثل في الإسلام المعتدل.مستقبل العالم العربيوتناولت الجلسة الخامسة بعنوان "العالم العربي مستقبلات متنافسة"، "سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، قطر"، وتحدث خلالها خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق في اليمن، ود. محمود جبريل، رئيس "تحالف القوى الوطنية"، ورئيس مجلس الوزراء السابق في ليبيا، وبرناردينو ليون، رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ود. يوسف الحسن، الباحث والدبلوماسي السابق، والدكتور حسين إبيش، كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية بواشنطن، وعلي الخضيري، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ماراثون"، والمساعد الخاص السابق لخمسة سفراء أمريكيين في العراق، وادارت الجلسة رندا سليم، مديرة "مبادرة حل الصراع وحوارات المسار الثاني" في معهد الشرق الأوسط بواشنطن.وقال الدكتور يوسف الحسن إن الأزمة في قطر قائمة على خلل داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي إضافة الى شعور قطر بأوهام القوة والنفوذ ورهانها على جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف أن استمرار هذه الأزمة لوقت طويل قد يؤدي إلى تعطيل مجلس التعاون وأن من بين السيناريوهات المطروحة لحل الأزمة حلها عن طريق وساطة بعض الدول أو تجميد عضوية قطر في المجلس أو انسحابها طوعيا منه.وقال بحاح ان "الانقلاب الحوثي أعاد اليمن للوراء سنوات طويلة"، مؤكداً ان "اليمن في حالة صراع وعنف منذ 50 عاما".وأوضح إن استمرار الحرب في اليمن بالوتيرة نفسها سيستنزف الأطراف المحلية الشرعية والخليجية ولن يؤدي إلى خسائر حقيقية للانقلابين. ودعا الى إعادة تقييم وضع الحكومة الشرعية من قبل التحالف العربي وتغيير استراتيجية الحرب.وأكد الدكتور جبريل أنه أمام الإمارات فرصة تاريخية لتقديم نموذج في كيفية إدارة المعرفة. وأضاف ان البطالة أحد الأسباب التي أدت إلى الفشل في ليبيا، مشيراً الى ضرورة وضع تصور لكيفية التعاطي مع الإعلام الجديد والاهتمام بالتدريب. وأوضح ان إقتصاد المليشيات والإرهاب يساهم في إطالة أمد الحرب في ليبيا منتقدا المجتمع الدولي في تعامله مع الأزمة الليبية بعد الثورة على انها أزمة سياسية بينما هي في الحقيقة صراع على الموارد بسبب غياب مؤسسات دولة حقيقية.وقال ليون إن الوضع في ليبيا بالغ التعقيد لكن من الممكن البناء على اتفاق الصخيرات لأنه الاتفاق الوحيد الذي اجمع عليه الفرقاء في ليبيا لغاية الآن.وحول الأزمة السورية يري حسين ان الولايات المتحدة لا تملك سياسة واضحة تجاه سوريا بعد هزيمة داعش هناك رغم أن سوريا تشكل أحد المحاور المهمة للتوسع الإيراني الذي تقول واشنطن إنها تريد احتواءه.واعتبر الخضيري أن الحشد الشعبي المدعوم إيرانيا يشكل خطراً حقيقيا يتهدد وجود بالدولة في العراق، وأن على الولايات المتحدة أن تنسق جهودها مع السعودية والإمارات والكويت لمواجهة التهديدات الإيرانية.