رأى المجلس الإسلامي العربي أن استقبال المملكة العربية السعودية للبطريرك الماروني بشارة الراعي في خضم الأزمة السياسية القائمة في لبنان، هو تعبير عن الحرص السعودي الدائم لرعاية لبنان ومساعدة شعبه للخروج من الأزمات التي يتسبب بها التدخل الإيراني في هذا البلد، عدا عن سائر الدول العربية.
كما لفت المكتب السياسي للمجلس الإسلامي العربي في بيان صادر عن اجتماعه الدوري برئاسة العلامة د.محمد علي الحسيني، إلى أن تصريح علي أكبر ولايتي حول لقائه الأخير في بيروت بالرئيس سعد الحريري، وزعمه أن الأخير عرض التوسط بين السعودية وإيران في ما يخص مسألة اليمن، كشف حقيقة تفكير طهران وأسلوبها في مقايضة الساحات ظنا منها أن الدول العربية موضوع المقايضة هي ملك لها، أو على الأقل مناطق نفوذ إيرانية خاضعة للولي الفقيه.
وأكد المجلس أن الإعلام التابع لحزب الله روج لأكاذيب إيرانية فحواها أن السعودية أجبرت الحريري على الاستقالة لتحدث أزمة خانقة في لبنان تمهيدا لمقايضة الحل فيه بالحل في اليمن، وهذه المزاعم عدا عن أنها باطلة، تؤكد هلع حزب الله ومن خلفه إيران، من الخطوة الجريئة للحريري، إذ بدا الحزب مع هذه الأزمة متفاجئا مرتين، الأولى عندما استقال الحريري، والثانية عندما أعلن عن عودته القريبة إلى لبنان، ملمحا إلى إمكان التراجع عن الاستقالة بشروط، أو قبول التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، فقد ظهر الحزب كمن فقد زمام المبادرة وبات مسبوقا بخطوة أو أكثر على عكس السنوات والعقود الماضية.
واعتبر المجلس أن إصرار حصول زيارة البطريرك الراعي إلى السعودية رغم معارضة البعض في لبنان، عبر عن أمرين بالغي الأهمية، الأول: أن حزب الله لم يتمكن من إخضاع هذا البلد بعد، فثمة قوى رئيسة وشخصيات رفيعة المستوى قادرة على مقارعة الحزب سياسيا، والثاني: أن المملكة العربية السعودية ثابتة على رعاية لبنان وشعبه، وخصوصا في زمن الأزمات، وهي لا تتوقف عند الصغائر، مثل الدعايات الإعلامية لحزب الله، أو حفلة الشتائم والاتهامات الموجهة ضدها، فالسعودية ترى في لبنان المستهدف إيرانيا بأنه حلقة مهمة من حلقات مواجهة مشروع ولاية الفقيه التفتيتي، فهو بلد عربي يعاني مثل بعض أشقائه العرب من ويلات وصاية الولي الفقيه.
إن المجلس الذي لطالما أكد أن خلاص لبنان، مثله مثل سوريا والعراق واليمن، يمر عبر طريق واحد هو رفع الهيمنة الإيرانية، يجدد التأكيد أن هذه البلاد هي اليوم أمام فرصة تاريخية للخروج من أزماتها وحروبها، بالالتفاف حول القيادة العربية مدعومة من الأصدقاء في الغرب وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستنكر المجلس أشد الاستنكار الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أنابيب النفط في مملكة البحرين الشقيقة، ورأى فيه محاولة إيرانية يائسة لرد الاعتبار بعد الصفعة التي تلقتها طهران في لبنان.
وأكد المكتب السياسي للمجلس وقوفه الدائم إلى جانب البحرين قيادة وشعبا في مواجهة الإرهاب المتجدد الذي يصيبها، داعيا كافة المواطنين البحرانيين، خصوصا الشيعة منهم، للتنبه من عمليات التخريب هذه، ومعاونة السلطات على كشف المتورطين من أجل سوقهم لينالوا جزاء أعمالهم.
ورحب المجلس الإسلامي العربي بجولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية، حيث من المقرر أن يبحث سبل حل الأزمة الخليجية، كما أيد مواقفه من الأزمة السورية، خصوصا بشأن الحل العسكري في سوريا.
وجدد المجلس التأكيد على موقفه الثابت من أن الحل السياسي للأزمة السورية يجب أن يكون عربيا، ويضمن تنحي المجرم بشار الأسد، على أن يسبق ذلك انسحاب القوات الإيرانية وأتباعها، مثل حزب الله والحشد الشعبي العراقي، وترك أبناء سوريا يقررون بأنفسهم مصيرهم ومستقبلهم.
وفي السياق نفسه ندد المجلس باستمرار غارات القوات الروسية وقوات نظام الأسد على الأحياء السكنية ودكها بالقنابل، وآخرها في بلدة الأتارب، حيث سقط خمسون شهيدا من المدنيين الآمنين.
كما ندد بالتفجير الإرهابي الأخير في عدن، معتبرا أنه يأتي في سياق إطالة أمد الحرب في هذا البلد العزيز، ومنوها في الوقت نفسه بخطوة فتح المرافىء والمعابر أمام المساعدات الإنسانية.
وفي العراق أيد المجلس خطوات الحكومة العراقية باستعادة المواقع الحدودية من الأكراد من دون عنف لأن ذلك يصب في تعزيز عملية المصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي، لا سيما وأن حكومة إقليم كردستان بدأت فعلا بالتجاوب مع خطوات إزالة آثار الاستفتاء الانفصالي، لافتا إلى بقاء خطوات أساسية على جدول الأعمال العراقي لاستكمال المصالحة الشاملة ومنها حل الحشد الشعبي ومحاكمة مجرمي الحرب الذين فتكوا بالأقليات الدينية في العراق، مثل الإيزيديين.
وبعيدا عن المآسي والويلات هنأ المجلس تونس والمغرب بتأهل منتخبيهما إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، لينضما إلى شقيقيهما منتخبي السعودية ومصر، ما يؤكد مرة جديدة قدرة هذه الأمة على الحياة وصنع الإنجازات في مختلف الميادين.