* الإمارات تستبعد الدوحة من ملتقى الإبداع الخليجي
* اتحاد الأدباء العرب يدين النظام القطري ويتهمه بتمويل الإرهاب
الإمارات – صبري محمود
أثار قرار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات استبعاد قطر من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي التي سوف تنطلق خلال الأسابيع القادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، دوياً كبيراً وردود أفعال إيجابية واسعة في الأوساط الثقافية العربية.
القرار الإماراتي جاء في سياق مقاطعة ثقافية إماراتية شاملة لقطر، حيث أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بياناً شديد اللهجة جاء فيه: "على جميع الكتاب والأدباء والمثقفين والعاملين في حقل الكتابة والإبداع في دولة الإمارات عدم التعامل مع أي جهة قطرية أفرادا ومؤسسات، داخل الدولة أو خارجها"، بالإضافة إلى "منع إقامة أي نوع من أنواع التواصل أو المشاركة في أي فعالية قطرية أو تابعة لقطر أو ممولة من قطر وذلك حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة".
وقال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ "نحن إذ نتخذ قرارنا بمقاطعة دولة ثبت بالدليل القاطع ضلوعها في دعم الإرهاب إنما نحمي حريتنا ومبدأنا وندافع عن مناخات التعدد والانفتاح التي قامت عليها دولة الإمارات".
الموقف الإماراتي القوي أضاء الطريق أمام النخب الثقافية العربية، فتخلت عن صمتها تجاه النظام الحاكم في الدوحة، وارتفع صوتها باتخاذ قرارات جادة.
والتقى ممثلو الأدباء والكتاب من 16 دولة عربية في مقدمتها البحرين والسعودية والإمارات في مدينة العين بدولة الإمارات الشهر الماضي، ليشهدوا المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وصدر على إثره بيان ختامي قوي أدان فيه الاتحاد النظام الحاكم في قطر، واتهمه بوضوح بتمويل الإرهاب.
واتفقت الوفود المشاركة على إدانة النظام الحاكم في دولة قطر لتمويله الإرهاب، ودعمه له في أكثر من مكان من الوطن العربيّ، ودعوة الكتاب والأدباء والمثقفين والمؤسسات والهيئات العربية الثقافية والمؤسسات التابعة له إلى تعليق التعامل معه حتى تحقيق كامل المطالب التي قدمتها له دول المقاطعة، بالإضافة إلى استنكار الدور الهدّام والتخريبي لقناة "الجزيرة" الفضائية التي تمثّل ذراعًا إعلاميًّا أسود للفكر التكفيري وإثارة البغضاء والكراهية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر إثارة الفتنة والتحريض على القتل.
وأكد المشاركون رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يغتصب أرض فلسطين العربية، ويسرق تراثها الثقافي والإنساني، ويدمر مقدساتها التاريخية، وتعزيز الوعي بأن قضية فلسطين هي القضية الأولى والمحورية للوطن العربي.
وطالب المشاركون بضرورة توحيد الجهود الثقافية العربية لبناء مجتمع عربي خال من ثقافة التكفير والظلامية والطائفية والإرهاب بأشكاله المختلفة، والإيمان بثقافة التنوير بوصفهما الحصن الذي يحمي المجتمعات العربية كافة ضدّ ما تتعرّض له من محاولات لتشويهها، ولجعلها مجتمعات تكابد المعوقات والأسباب المفتعلة التى تحول دون تقدمها وتطورها في الحاضر والمستقبل .
وأكد البيان الختامي للاتحاد إدانة القوى الرافضة لقيم التسامح والتعدّد والتنوّع التي تمثّل علامة مميزة لأكثر من مجتمع عربيّ، والدعوة إلى التمسك بهذه القيم من أجل بناء مجتمعات متقدّمة حضاريًّا على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، كما أكد على حقّ الشعب العربي الفلسطيني في استعادة أرضه، وفي استخدامه مختلف أشكال المقاومة التي تجيزها المواثيق والمعاهدات الدولية، ضد محاولات الاحتلال تبديد الهوية الفلسطينية. وتمجيد انتفاضة الأقصى وإكبار وقفة أبناء القدس في مواجهة آلة القمع الصهيونية، والترحيب بأي محاولة عربية تستهدف إنهاء الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني.
صندوق تكافل الأدباء العرب
وأصدر المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عدداً من القرارات منها إطلاق "صندوق تكافل الأدباء والكتاب العرب" لمساعدة الحالات المرضية الخاصة بالأدباء والكتاب العرب، وفوض الأمين العام بتشكيل مجلس إدارة الصندوق كما قرر إنشاء جائزة باسم "جائزة الإبداع الثقافي في مواجهه التطرّف والارهاب"، تمنح سنويا لأعمال تناهض الفكر المتطرف والإرهاب، وتكون متفوقة فنيا وفقا لنظام الجائزة. وإقامة منتدى "الأدب العربي والعالم" بحيث ينشط في مجال اختصاصه على مدى أيام العام وينظم مؤتمرا كبيرا في مدينة عربية أو أجنبيه كل عامين، تحت إشراف الشاعر حبيب الصايغ باسمه، على أن تعقد الدورة الأولى في القاهرة عن الأديب العالمي نجيب محفوظ في شهر فبراير المقبل.
وثيقة العين
أصدر المؤتمر العام الاستثنائي "وثيقة العين" أشار فيها إلى أن الأمة العربية تواجه إرهابًا منظمًا له ثقافته المتوحشة المضادة للقيم الإنسانية، كما له إعلامه واقتصاده وأسواقه السوداء، وتتطلب ثقافة المواجهة للإرهاب إصلاح وتطوير المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية، ومعالجة تنمية قاصرة منزوعة الثقافة.
الحريات في الوطن العربي
وأصدر المؤتمر العام الاستثنائي تقريرا حول حال الحريات أكد فيه حق الإنسان الكامل فيما يريد فعله أو قوله طالما أنَّه لا يعتدي على حريَّات الآخرين. إنَّ الحق في نقد الشأن العام ينبغي أن يكون أمرًا طبيعيًّا، إذ بدون حريَّة الانتقاد هذه وضمانها لا تقدُّم ولا تطوُّر ولا إصلاح وشجب التقرير كل غصبٍ وإجرامٍ تقوم به القوى الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة.
وأكد التقرير أن "ما يجري لشعب الروهينغا في "ميانمار" ، اعتداء سافر مجرم على حريَّة الإنسان وحقِّه في المعتقد الديني والوجود الحياتي الكريم، ولا بدَّ من المطالبة بمحاكمةٍ دوليَّةٍ للمسؤولين عما يجري هناك من مجازر.
وفي الختام، أكد المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام أنه لا بديل عن الحرية إلا بالمزيد منها، والإصرار عليها، وأن حرية الدولة لا تلغي حرية الفرد.
{{ article.visit_count }}
* اتحاد الأدباء العرب يدين النظام القطري ويتهمه بتمويل الإرهاب
الإمارات – صبري محمود
أثار قرار اتحاد كتاب وأدباء الإمارات استبعاد قطر من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي التي سوف تنطلق خلال الأسابيع القادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، دوياً كبيراً وردود أفعال إيجابية واسعة في الأوساط الثقافية العربية.
القرار الإماراتي جاء في سياق مقاطعة ثقافية إماراتية شاملة لقطر، حيث أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بياناً شديد اللهجة جاء فيه: "على جميع الكتاب والأدباء والمثقفين والعاملين في حقل الكتابة والإبداع في دولة الإمارات عدم التعامل مع أي جهة قطرية أفرادا ومؤسسات، داخل الدولة أو خارجها"، بالإضافة إلى "منع إقامة أي نوع من أنواع التواصل أو المشاركة في أي فعالية قطرية أو تابعة لقطر أو ممولة من قطر وذلك حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة".
وقال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ "نحن إذ نتخذ قرارنا بمقاطعة دولة ثبت بالدليل القاطع ضلوعها في دعم الإرهاب إنما نحمي حريتنا ومبدأنا وندافع عن مناخات التعدد والانفتاح التي قامت عليها دولة الإمارات".
الموقف الإماراتي القوي أضاء الطريق أمام النخب الثقافية العربية، فتخلت عن صمتها تجاه النظام الحاكم في الدوحة، وارتفع صوتها باتخاذ قرارات جادة.
والتقى ممثلو الأدباء والكتاب من 16 دولة عربية في مقدمتها البحرين والسعودية والإمارات في مدينة العين بدولة الإمارات الشهر الماضي، ليشهدوا المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وصدر على إثره بيان ختامي قوي أدان فيه الاتحاد النظام الحاكم في قطر، واتهمه بوضوح بتمويل الإرهاب.
واتفقت الوفود المشاركة على إدانة النظام الحاكم في دولة قطر لتمويله الإرهاب، ودعمه له في أكثر من مكان من الوطن العربيّ، ودعوة الكتاب والأدباء والمثقفين والمؤسسات والهيئات العربية الثقافية والمؤسسات التابعة له إلى تعليق التعامل معه حتى تحقيق كامل المطالب التي قدمتها له دول المقاطعة، بالإضافة إلى استنكار الدور الهدّام والتخريبي لقناة "الجزيرة" الفضائية التي تمثّل ذراعًا إعلاميًّا أسود للفكر التكفيري وإثارة البغضاء والكراهية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر إثارة الفتنة والتحريض على القتل.
وأكد المشاركون رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يغتصب أرض فلسطين العربية، ويسرق تراثها الثقافي والإنساني، ويدمر مقدساتها التاريخية، وتعزيز الوعي بأن قضية فلسطين هي القضية الأولى والمحورية للوطن العربي.
وطالب المشاركون بضرورة توحيد الجهود الثقافية العربية لبناء مجتمع عربي خال من ثقافة التكفير والظلامية والطائفية والإرهاب بأشكاله المختلفة، والإيمان بثقافة التنوير بوصفهما الحصن الذي يحمي المجتمعات العربية كافة ضدّ ما تتعرّض له من محاولات لتشويهها، ولجعلها مجتمعات تكابد المعوقات والأسباب المفتعلة التى تحول دون تقدمها وتطورها في الحاضر والمستقبل .
وأكد البيان الختامي للاتحاد إدانة القوى الرافضة لقيم التسامح والتعدّد والتنوّع التي تمثّل علامة مميزة لأكثر من مجتمع عربيّ، والدعوة إلى التمسك بهذه القيم من أجل بناء مجتمعات متقدّمة حضاريًّا على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، كما أكد على حقّ الشعب العربي الفلسطيني في استعادة أرضه، وفي استخدامه مختلف أشكال المقاومة التي تجيزها المواثيق والمعاهدات الدولية، ضد محاولات الاحتلال تبديد الهوية الفلسطينية. وتمجيد انتفاضة الأقصى وإكبار وقفة أبناء القدس في مواجهة آلة القمع الصهيونية، والترحيب بأي محاولة عربية تستهدف إنهاء الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني.
صندوق تكافل الأدباء العرب
وأصدر المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عدداً من القرارات منها إطلاق "صندوق تكافل الأدباء والكتاب العرب" لمساعدة الحالات المرضية الخاصة بالأدباء والكتاب العرب، وفوض الأمين العام بتشكيل مجلس إدارة الصندوق كما قرر إنشاء جائزة باسم "جائزة الإبداع الثقافي في مواجهه التطرّف والارهاب"، تمنح سنويا لأعمال تناهض الفكر المتطرف والإرهاب، وتكون متفوقة فنيا وفقا لنظام الجائزة. وإقامة منتدى "الأدب العربي والعالم" بحيث ينشط في مجال اختصاصه على مدى أيام العام وينظم مؤتمرا كبيرا في مدينة عربية أو أجنبيه كل عامين، تحت إشراف الشاعر حبيب الصايغ باسمه، على أن تعقد الدورة الأولى في القاهرة عن الأديب العالمي نجيب محفوظ في شهر فبراير المقبل.
وثيقة العين
أصدر المؤتمر العام الاستثنائي "وثيقة العين" أشار فيها إلى أن الأمة العربية تواجه إرهابًا منظمًا له ثقافته المتوحشة المضادة للقيم الإنسانية، كما له إعلامه واقتصاده وأسواقه السوداء، وتتطلب ثقافة المواجهة للإرهاب إصلاح وتطوير المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية، ومعالجة تنمية قاصرة منزوعة الثقافة.
الحريات في الوطن العربي
وأصدر المؤتمر العام الاستثنائي تقريرا حول حال الحريات أكد فيه حق الإنسان الكامل فيما يريد فعله أو قوله طالما أنَّه لا يعتدي على حريَّات الآخرين. إنَّ الحق في نقد الشأن العام ينبغي أن يكون أمرًا طبيعيًّا، إذ بدون حريَّة الانتقاد هذه وضمانها لا تقدُّم ولا تطوُّر ولا إصلاح وشجب التقرير كل غصبٍ وإجرامٍ تقوم به القوى الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة.
وأكد التقرير أن "ما يجري لشعب الروهينغا في "ميانمار" ، اعتداء سافر مجرم على حريَّة الإنسان وحقِّه في المعتقد الديني والوجود الحياتي الكريم، ولا بدَّ من المطالبة بمحاكمةٍ دوليَّةٍ للمسؤولين عما يجري هناك من مجازر.
وفي الختام، أكد المؤتمر العام الاستثنائي للاتحاد العام أنه لا بديل عن الحرية إلا بالمزيد منها، والإصرار عليها، وأن حرية الدولة لا تلغي حرية الفرد.