* ولي العهد السعودي: أكبر خطر للإرهاب تشويه عقيدتنا الإسلامية
* التحالف العسكري الإسلامي: الإرهاب يمثل تحدياً للأمن والسلم
* البيان الختامي لوزراء التحالف: الرياض مركز التحالف ضد الإرهاب
*إجماع عربي إسلامي على توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب
* أمين عام رابطة العالم الإسلامي: الإرهاب مشكلة أيديولوجية
* القائد العسكري للتحالف: سنعزز قدرات الدول الأعضاء
* مصر: نجدد عزمنا على مكافحة الإرهاب
* مناورات وتدريبات مشتركة بين دول التحالف الإسلامي
الرياض - إبراهيم بوخالد، وكالات
عقد "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" أول اجتماعاته في الرياض الأحد بعد نحو عامين من إعلان المملكة السعودية تأسيسه، متعهداً محاربة "الإرهاب" عسكرياً وسياسياً حتى "يختفي تماماً من وجه الأرض".
وأجمع وزراء الدفاع في الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف على توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب، والتنسيق بين دولهم، سواء عبر الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، وتوحيد الجهود وسرعة التعامل مع الجماعات المتطرفة اين كانت، من خلال العديد من المحاور الرئيسية والحيوية لكبح الأعمال الإرهابية.
وناقش الاجتماع الذي انعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بمشاركة وزراء الدفاع بدول التحالف، ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وعدد من الخبراء المتخصصين في مجالات عمل التحالف الإسلامي، الاستراتيجية العامة للتحالف وآليات الحوكمة المنظِّمة لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب، ضمن مجالات عمله الرئيسية الفكرية والإعلامية. وتطرق الاجتماع محاربة تمويل الإرهاب، وتحديد آليات وأطر العمل المستقبلية التي ستقود مسيرة عمله لتوحيد جهود الدول الإسلامية للقضاء على الإرهاب، والتكامل مع جهود دولية أخرى في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وولد التحالف في ديسمبر 2015 بمبادرة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال ولي العهد السعودي امام وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين يمثلون الدول الأعضاء في التحالف "الإرهاب في السنوات الماضية كان يعمل في جميع دولنا، وأغلب المنظمات تعمل في عدة دول من دون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية". وأضاف أن "اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف".
وتابع "اليوم ترسل أكثر من 40 دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل وثيق جداً لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي او الجانب الاستخباراتي أو السياسي".
ويضم التحالف 41 دولة بينها أفغانستان والإمارات وباكستان ومصر والمغرب وتركيا وماليزيا ونيجيريا.
وفي كلمته أمام المجتمعين، أكد ولي العهد السعودي أن "اليوم بدأت ملاحقة الإرهاب (...) ونؤكد أننا سوف نبقى وراءه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض".
واعتبر ولي العهد السعودي أن "أكبر خطر للإرهاب والتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وعقيدتنا"، مؤكداً "لن نسمح بما قاموا فيه من تشويه للعقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية وجميع دول العالم".
وحدد التحالف في أول اجتماعاته الاستراتيجية العامة والآليات المنظمة "لعملياته ونشاطاته" في "الحرب على الإرهاب"، ضمن أربعة مجالات هي الفكر والإعلام والتمويل والعمل العسكري.
وأكد البيان الختامي أن الدول الأعضاء ستعزز التنسيق في ما بينها في هذه المجالات، بينما أشار مسؤولون في التحالف إلى أن هذه الدول ستجري تمارين عسكرية مشتركة وتتبادل الخبرات العسكرية في ما بينها وتقدم أيضاً مساندة عسكرية لبعضها البعض.
وشدد البيان على "أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها".
وأوضح الأمين العام للتحالف الفريق عبد الإله الصالح ان احدى الدول قد تقترح مبادرة للقيام بعمل عسكري او امني مشترك، ويحق للدول الأخرى أن تقبل المشاركة أو أن تمتنع عن ذلك.
ويتولى القائد السابق للقوات الباكستانية الجنرال المتقاعد راحيل شريف قيادة الجناح العسكري للتحالف الذي سيقوم بإدارة نشاطاته وتنسيقها انطلاقاً من مركز في الرياض.
وأكد شريف في الاجتماع الافتتاحي ان "المجال العسكري يهدف إلى تنسيق وتأمين الموارد، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب".
وانعقد الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين السعودية وايران توترا كبيرا حول العديد من الملفات وخصوصا الحرب في اليمن وسوريا، إضافة إلى الملف اللبناني.
وتتهم الرياض طهران بدعم تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط بينها "حزب الله" في لبنان والتمرد الحوثي في اليمن حيث تخوض المملكة على رأس تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المدعومة من إيران.
وتعتبر السعودية ايران "اكبر دولة راعية للارهاب في العالم". وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت قبل أيام، شبّه ولي العهد السعودي مرشد إيران علي خامنئي بالزعيم النازي ادولف هتلر، معتبراً أن "سياسة الاسترضاء" لا تجدي نفعاً مع طهران.
كما يتزامن الاجتماع مع وقت تشارف المعارك الكبرى مع تنظيم الدولة "داعش"، المتطرف في سوريا والعراق على الانتهاء.
وقال شريف في كلمته إن "هذا التحالف ليس موجهاً ضد دين أو دولة".
وأكد البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري أن الإرهاب يمثل تحدياً للأمن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، وأصبح أشد فتكاً من ذي قبل. وقال الفريق عبد الله الصالح، أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، إن وزراء الدفاع أكدوا عزمهم على تنسيق الجهود الرامية للتصدي للإرهاب من خلال العمل الجماعي المنظم، لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية. وأقر وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً.
وعلى المستوى الفكري، شدد التحالف على فضح أفكار التطرف ومناهجه والحد من انتشاره وتأثيره على الأفراد والمجتمعات، مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته على التعايش مع الآخر.
وفي المجال الإعلامي، قرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح شناعة أفعالها، وكشف أساليب الإرهابيين في الترويج وفضح معتقداتهم وتعرية تصوراتهم.
وحول محاربة تمويل الإرهاب، أعلن وزراء الدفاع العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال، وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية.
وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين، أكد وزراء الدفاع أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليمياً ودولياً. وأعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، افتتح، في وقت سابق الأحد، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تستضيفه العاصمة الرياض، وذلك بعد نحو عامين على تشكيل التحالف بمبادرة من السعودية في مسعى لتوحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
وفي كلمته، أعلن محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن "الإرهاب مشكلة أيديولوجية وليست أمنية فقط".
وقال إن "التطرف المعاصر تمدد بسبب غياب المواجهة العليمة. وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية".
وأضاف أن "الإرهابيين من أكثر من 100 دولة التحقوا بتنظيم داعش"، موضحا أن "الأوروبيين في داعش يشكلون 50 % من عناصر التنظيم".
إلى ذلك، أعلن القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الفريق رحيل شريف، أن "التنظيمات الإرهابية تحاول ممارسة أعمالها الإجرامية تحت ستار الإسلام".
وأشار إلى أن "مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيداً، وباتت قوات إنفاذ القانون في حاجة إلى استعدادات خاصة، مع ضرورة وضع منهج شامل لمكافحة الإرهاب".
وأوضح أن "التحالف الإسلامي سيعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب من خلال رفع القدرات الاستخبارية وإيجاد آليات دعم بين الدول المشاركة".
وأعلن أن "التحالف سيعمل على بناء قدرات الدول التي تحارب ضد الإرهاب من خلال التدريبات المشتركة".
من ناحية أخرى، دعا وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، وسائل الإعلام المعتدلة إلى "تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية". وشدد رئيس وفد مصر، اللواء توحيد توفيق، على "أهمية مكافحة الإرهاب الذي يتمدد عبر الحدود ما يستلزم التنسيق بين الدول"، معلنا العزم على حرب الإرهاب. وقال إن "الإرهاب يسعى إلى هدم الدول الوطنية، وإقامة خلافة أو ولايات محلها".
وأشار إلى أن "ضعف وسقوط المؤسسات يخلف فراغا تستغله الجماعات الإرهابية".
وذكر أن "بعض الدول وفرت ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية"، رافضا "محاولات ربط الإرهاب بأي دين".
وأضاف "ندعم ونحترم جهود السعودية في مكافحة الإرهاب".
وخلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، أكد الفريق عبدالإله صالح أمين عام التحالف الإسلامي العسكري أن التحالف الإسلامي العسكري منصة بناءة ذات فعالية وتفتح المجال لفتح تعاون وتكامل وتشارك بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
ولفت إلى أن أحد أهم المحددات لهذا التحالف هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأعلن عن خطط ومبادرات مؤسسية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وكذلك اقتراح مبادرات عسكرية للدول الأعضاء من أجل بحثها.
وأشار إلى أن الدعم الفني والمالي سيوفر للدول الأعضاء من خلال مؤسسة التحالف الإسلامي.
من جانبه أعلن الفريق رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري أننا نخطط لتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة فاعلة بين دول التحالف وتعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة، و"سندعم الدول التي تعاني من الإرهاب على عدة جبهات تمكنها من مواجهة هذا الخطر".
* التحالف العسكري الإسلامي: الإرهاب يمثل تحدياً للأمن والسلم
* البيان الختامي لوزراء التحالف: الرياض مركز التحالف ضد الإرهاب
*إجماع عربي إسلامي على توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب
* أمين عام رابطة العالم الإسلامي: الإرهاب مشكلة أيديولوجية
* القائد العسكري للتحالف: سنعزز قدرات الدول الأعضاء
* مصر: نجدد عزمنا على مكافحة الإرهاب
* مناورات وتدريبات مشتركة بين دول التحالف الإسلامي
الرياض - إبراهيم بوخالد، وكالات
عقد "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" أول اجتماعاته في الرياض الأحد بعد نحو عامين من إعلان المملكة السعودية تأسيسه، متعهداً محاربة "الإرهاب" عسكرياً وسياسياً حتى "يختفي تماماً من وجه الأرض".
وأجمع وزراء الدفاع في الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف على توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب، والتنسيق بين دولهم، سواء عبر الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، وتوحيد الجهود وسرعة التعامل مع الجماعات المتطرفة اين كانت، من خلال العديد من المحاور الرئيسية والحيوية لكبح الأعمال الإرهابية.
وناقش الاجتماع الذي انعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بمشاركة وزراء الدفاع بدول التحالف، ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وعدد من الخبراء المتخصصين في مجالات عمل التحالف الإسلامي، الاستراتيجية العامة للتحالف وآليات الحوكمة المنظِّمة لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب، ضمن مجالات عمله الرئيسية الفكرية والإعلامية. وتطرق الاجتماع محاربة تمويل الإرهاب، وتحديد آليات وأطر العمل المستقبلية التي ستقود مسيرة عمله لتوحيد جهود الدول الإسلامية للقضاء على الإرهاب، والتكامل مع جهود دولية أخرى في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وولد التحالف في ديسمبر 2015 بمبادرة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال ولي العهد السعودي امام وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين يمثلون الدول الأعضاء في التحالف "الإرهاب في السنوات الماضية كان يعمل في جميع دولنا، وأغلب المنظمات تعمل في عدة دول من دون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية". وأضاف أن "اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف".
وتابع "اليوم ترسل أكثر من 40 دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل وثيق جداً لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي او الجانب الاستخباراتي أو السياسي".
ويضم التحالف 41 دولة بينها أفغانستان والإمارات وباكستان ومصر والمغرب وتركيا وماليزيا ونيجيريا.
وفي كلمته أمام المجتمعين، أكد ولي العهد السعودي أن "اليوم بدأت ملاحقة الإرهاب (...) ونؤكد أننا سوف نبقى وراءه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض".
واعتبر ولي العهد السعودي أن "أكبر خطر للإرهاب والتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وعقيدتنا"، مؤكداً "لن نسمح بما قاموا فيه من تشويه للعقيدة السمحة وترويع الأبرياء في الدول الإسلامية وجميع دول العالم".
وحدد التحالف في أول اجتماعاته الاستراتيجية العامة والآليات المنظمة "لعملياته ونشاطاته" في "الحرب على الإرهاب"، ضمن أربعة مجالات هي الفكر والإعلام والتمويل والعمل العسكري.
وأكد البيان الختامي أن الدول الأعضاء ستعزز التنسيق في ما بينها في هذه المجالات، بينما أشار مسؤولون في التحالف إلى أن هذه الدول ستجري تمارين عسكرية مشتركة وتتبادل الخبرات العسكرية في ما بينها وتقدم أيضاً مساندة عسكرية لبعضها البعض.
وشدد البيان على "أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها".
وأوضح الأمين العام للتحالف الفريق عبد الإله الصالح ان احدى الدول قد تقترح مبادرة للقيام بعمل عسكري او امني مشترك، ويحق للدول الأخرى أن تقبل المشاركة أو أن تمتنع عن ذلك.
ويتولى القائد السابق للقوات الباكستانية الجنرال المتقاعد راحيل شريف قيادة الجناح العسكري للتحالف الذي سيقوم بإدارة نشاطاته وتنسيقها انطلاقاً من مركز في الرياض.
وأكد شريف في الاجتماع الافتتاحي ان "المجال العسكري يهدف إلى تنسيق وتأمين الموارد، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب".
وانعقد الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين السعودية وايران توترا كبيرا حول العديد من الملفات وخصوصا الحرب في اليمن وسوريا، إضافة إلى الملف اللبناني.
وتتهم الرياض طهران بدعم تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط بينها "حزب الله" في لبنان والتمرد الحوثي في اليمن حيث تخوض المملكة على رأس تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح المدعومة من إيران.
وتعتبر السعودية ايران "اكبر دولة راعية للارهاب في العالم". وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت قبل أيام، شبّه ولي العهد السعودي مرشد إيران علي خامنئي بالزعيم النازي ادولف هتلر، معتبراً أن "سياسة الاسترضاء" لا تجدي نفعاً مع طهران.
كما يتزامن الاجتماع مع وقت تشارف المعارك الكبرى مع تنظيم الدولة "داعش"، المتطرف في سوريا والعراق على الانتهاء.
وقال شريف في كلمته إن "هذا التحالف ليس موجهاً ضد دين أو دولة".
وأكد البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري أن الإرهاب يمثل تحدياً للأمن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، وأصبح أشد فتكاً من ذي قبل. وقال الفريق عبد الله الصالح، أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، إن وزراء الدفاع أكدوا عزمهم على تنسيق الجهود الرامية للتصدي للإرهاب من خلال العمل الجماعي المنظم، لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية. وأقر وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكرياً وإعلامياً وتمويلياً وعسكرياً.
وعلى المستوى الفكري، شدد التحالف على فضح أفكار التطرف ومناهجه والحد من انتشاره وتأثيره على الأفراد والمجتمعات، مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته على التعايش مع الآخر.
وفي المجال الإعلامي، قرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح شناعة أفعالها، وكشف أساليب الإرهابيين في الترويج وفضح معتقداتهم وتعرية تصوراتهم.
وحول محاربة تمويل الإرهاب، أعلن وزراء الدفاع العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال، وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية.
وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين، أكد وزراء الدفاع أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليمياً ودولياً. وأعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، افتتح، في وقت سابق الأحد، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تستضيفه العاصمة الرياض، وذلك بعد نحو عامين على تشكيل التحالف بمبادرة من السعودية في مسعى لتوحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
وفي كلمته، أعلن محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن "الإرهاب مشكلة أيديولوجية وليست أمنية فقط".
وقال إن "التطرف المعاصر تمدد بسبب غياب المواجهة العليمة. وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية".
وأضاف أن "الإرهابيين من أكثر من 100 دولة التحقوا بتنظيم داعش"، موضحا أن "الأوروبيين في داعش يشكلون 50 % من عناصر التنظيم".
إلى ذلك، أعلن القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الفريق رحيل شريف، أن "التنظيمات الإرهابية تحاول ممارسة أعمالها الإجرامية تحت ستار الإسلام".
وأشار إلى أن "مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيداً، وباتت قوات إنفاذ القانون في حاجة إلى استعدادات خاصة، مع ضرورة وضع منهج شامل لمكافحة الإرهاب".
وأوضح أن "التحالف الإسلامي سيعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب من خلال رفع القدرات الاستخبارية وإيجاد آليات دعم بين الدول المشاركة".
وأعلن أن "التحالف سيعمل على بناء قدرات الدول التي تحارب ضد الإرهاب من خلال التدريبات المشتركة".
من ناحية أخرى، دعا وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، وسائل الإعلام المعتدلة إلى "تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية". وشدد رئيس وفد مصر، اللواء توحيد توفيق، على "أهمية مكافحة الإرهاب الذي يتمدد عبر الحدود ما يستلزم التنسيق بين الدول"، معلنا العزم على حرب الإرهاب. وقال إن "الإرهاب يسعى إلى هدم الدول الوطنية، وإقامة خلافة أو ولايات محلها".
وأشار إلى أن "ضعف وسقوط المؤسسات يخلف فراغا تستغله الجماعات الإرهابية".
وذكر أن "بعض الدول وفرت ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية"، رافضا "محاولات ربط الإرهاب بأي دين".
وأضاف "ندعم ونحترم جهود السعودية في مكافحة الإرهاب".
وخلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، أكد الفريق عبدالإله صالح أمين عام التحالف الإسلامي العسكري أن التحالف الإسلامي العسكري منصة بناءة ذات فعالية وتفتح المجال لفتح تعاون وتكامل وتشارك بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
ولفت إلى أن أحد أهم المحددات لهذا التحالف هو التعاون مع جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأعلن عن خطط ومبادرات مؤسسية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وكذلك اقتراح مبادرات عسكرية للدول الأعضاء من أجل بحثها.
وأشار إلى أن الدعم الفني والمالي سيوفر للدول الأعضاء من خلال مؤسسة التحالف الإسلامي.
من جانبه أعلن الفريق رحيل شريف القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري أننا نخطط لتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة فاعلة بين دول التحالف وتعزيز مفهوم المسؤولية المشتركة، و"سندعم الدول التي تعاني من الإرهاب على عدة جبهات تمكنها من مواجهة هذا الخطر".