أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): قال باحث دولي في شؤون الإرهاب، إن قطر تحاول تحسين صورتها عبر تزييف الحقائق في حملات علاقات عامة، مشيراً إلى استمرار الدوحة في احتضانها للجماعات الإرهابية، بحسب مقال في موقع "ذا هيل" الأمريكي. وأوضح الكاتب سيث جي فرانتزمان في مقال بعنوان "لا لتبييض صورة قطر الممولة للإرهاب"، أن الدوحة تحاول تصوير نفسها كضحية في الأزمة الخليجية، عبر دعوة مثقفين أمريكيين مؤثرين إلى الدوحة وإظهار نفسها كإمارة معتدلة. وذكر الباحث أن آخر مثال على ذلك هو المحامي الأمريكي الشهير ألن ديرشويتز الذي كتب مقالا بعد زيارته للدوحة تغنى فيه "بحرية التعبير" في هذا البلد. واستهل ديرشويتز مقاله الذي كتبه أيضا في موقع "ذا هيل" بالإقرار أنه ذهب إلى قطر بناء على دعوة ونفقة أميرها تميم بن حمد، وعبر فيه عن إعجابه لاستضافة قطر لمسابقة تنس شاركت فيها لاعبة إسرائيلية. استراتيجية تزييف الحقائق ويقول فرانتزمان إن قطر تنفذ استراتيجية متعددة الجوانب من خلال استضافة المسؤولين والشخصيات الأمريكية المؤثرة بشكل متكرر والتذكير دوماً بأنها حليفة تاريخية لواشنطن وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. ولفت إلى تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت فيه إن قطر "حاولت ترتيب لقاءات بين قيادتها ورؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى" خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2017. واستخدمت الإمارة شركة علاقات عامة للتأثير على جماعات الضغط داخل المجتمع الأمريكي. وقال الكاتب "قطر تعتقد أن التقرب من الأصوات المؤيدة لإسرائيل سيجعلها تبدو بمظهر أكثر اعتدالا". ورأى فرانتزمان أن المشكلة التي تواجه قطر في محاولاتها تلك أن سجلها لم يكن يوما نظيفا. مراسلات كوهين وبحسب مراسلات تمت في مارس 2014، كتبها ديفيد كوهين وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في مركز الأمن الأمريكي الجديد في مارس 2014، فإن قطر مولت العديد من الحركات الإرهابية ومن ضمنها تنظيم القاعدة في سوريا المعروف باسم "جبهة النصرة". وأكدت المراسلات أن مخاوف الولايات المتحدة من الأنشطة القطرية الإرهابية ليست وليدة اليوم، وإنما يدور بشأنه جدل منذ أكثر من 10 سنوات. وأشار كوهين في مراسلاته إلى القلق الذي عبرت عنه واشنطن حينها من احتضان قطر للزعيم الروحي لتنظيم الإخوان يوسف القرضاوي والذي كانت الجزيرة تذيع خطاباته المحرضة ضد الغرب. وبينما أرادت الدوحة خداع العالم بأنها غيرت من سياستها عبر تخلي الأمير حمد بن خليفة عن الحكم لابنه تميم، لكن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد فاينبرغ قال في يناير 2017 إنه "لا يوجد دليل مقنعا على أن قطر توقفت عن دعم الجماعات الإرهابية". وبعد بدء الموقف الحازم من الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، بقطع العلاقات مع الدوحة، وقع النظام القطري اتفاقية مع الولايات المتحدة خلال زيارة لوزير خارجيتها ريكس تيلرسون تتعلق بخطوات لوقف تدفق تمويل الإرهاب. ويبدو أن التوقيع أثبت ما أرادت الدوحة نفيه عبر شركات العلاقات العامة. فبحسب فرانتزمان "إذا كانت قطر ملتزمة حقاً بمكافحة تمويل الإرهاب، لماذا انتظرت اندلاع أزمة حتى تبرم اتفاقاً مع واشنطن؟". ولم يخرج الاتفاق من الورق حتى الآن، فقيادات الجماعات الإرهابية مازالوا ينعمون بحماية الدوحة وأموالها بينما اختار النظام القطري تعزيز تحالفه مع إيران الراعي الأكبر للإرهاب في الشرق الأوسط لتعميق الأزمة ومواصلة سياسة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
{{ article.visit_count }}