* واشنطن لن تساهم بأموال في مؤتمر إعمار العراق
* أمريكا تشجع التمويل من القطاع الخاص كبديل لمساهمتها
* ترامب دافع خلال حملته الانتخابية عن انتهاء عهد "بناء الدول"
* العبادي: العراق يحتاج 100 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية
الكويت - هدى هنداوي، وكالات
أكدت المفوضية الأوروبية أن 3 من أعضائها سيشاركون في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الأسبوع القادم في الكويت.
ومن المقرر أن تشارك الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، في رئاسة المؤتمر إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ويحضر المؤتمر كذلك كل من المفوضين الأوروبيين المكلفين على التوالي شؤون المساعدات الإنسانية كريستوس ستايليانيدس، وشؤون التعاون الدولي نيفين ميميكا.
وعبرت المفوضية عن تصميم دول ومؤسسات الاتحاد في البقاء كشريك رئيسي للعراق، حيث "قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 650 مليون يورو للمساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والتنمية في العراق ودعم أجندة الإصلاح السياسي" بحسب بيان صادر عن المفوضية، في توجه يخالف عزم واشنطن عدم المساهمة بأي أموال في المؤتمر.
ويريد الاتحاد الأوروبي الاضطلاع بدور هام في العراق ما بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، كما يولي أهمية خاصة لمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في بناء البلاد في المرحلة القادمة.
وسيخصص المؤتمر جلسات لتحديد الأولويات الإنسانية للعراق وكذلك لإقرار طرق إدارة الأموال وضبطها وآليات المساءلة.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي أموال في مؤتمر لإعادة إعمار العراق يعقد في الكويت الأسبوع القادم في خطوة يقول محللون إنها قد تمثل ضربة جديدة لمكانة واشنطن على الساحة الدولية.
والمؤتمر يهدف لبحث إعادة إعمار العراق بعد الحرب على تنظيم الدولة "داعش".
وقال مسؤول أمريكي فيما يتعلق بالمساعدة المالية في المؤتمر الذي سيحضره وزير الخارجية ريكس تيلرسون "لا نعتزم إعلان أي شيء". لكن المسؤول قال إن تيلرسون ربما يقرر إعلان مساهمة أمريكية قبيل المؤتمر. وستشجع واشنطن بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص والاعتماد على دول الجوار الخليجية خاصة السعودية لضخ أموال هناك في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في 2016 إنه إذا انتخب "سينتهي عهد بناء الدول".
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده تحتاج ما يصل إلى 100 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتداعية والمدن التي تعرضت للدمار بسبب القتال ضد "داعش".
وقد يتسبب نقص الأموال اللازمة لعمليات إعادة الإعمار في تفاقم خطر الشعور بالظلم بين السنة في العراق تجاه الحكومة التي تقودها الشيعة.
ولدى سؤالها عن أي إعلان ستقوم به الحكومة الأمريكية بشأن مساهمات في المؤتمر قالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "لست على علم بأي أمور سنعلنها".
وأضافت "هناك نحو 2300 فرد من القطاع الخاص سينضمون.. ويتحدثون عن سبل يمكنهم بها المساعدة في تسهيل علمية إعادة الإعمار واسعة النطاق في العراق".
وفي رد على سؤال لوزارة الخارجية الأمريكية عن غياب المساهمات الأمريكية أشار مسؤول آخر إلى مليارات الدولارات التي تعهدت الولايات المتحدة بدفعها في صورة قروض تمويلية وللإنفاق على إعادة الخدمات الأساسية في مدن وبلدات عراقية فور انتهاء القتال.
وقال المسؤول الأمريكي "الاحتياجات الفورية اللازمة للاستقرار ضخمة والموارد الأمريكية وحدها لا يمكن أن تفي بتلك الاحتياجات الحالية والملحة.. ناهيك عن دعم عمليات إعادة الإعمار على المدى الطويل".
وأضاف المسؤول أن واشنطن تدعم بقوة المؤتمر وسوف "تواصل العمل مع حكومة العراق والمجتمع الدولي للمساعدة في تلبية احتياجات الشعب العراقي وهو يستعيد بلاده ويعيد بناءها".
وبسؤال مسؤول غربي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر، عما إذا كانت واشنطن ستعلن أي مساهمات مالية في المؤتمر لتمويل مشروعات إعادة البناء طويلة الأمد أجاب قائلا "لا شيء على الإطلاق".
وأحجم مظهر صالح، وهو المستشار الاقتصادي للعبادي، عن تأكيد أو نفي امتناع الولايات المتحدة عن دفع المزيد من المساهمات.
وقال إن الأمر لا يتعلق بالمساعدات المالية المباشرة مشيرا إلى أنه يعتقد أن السياسة الأمريكية الحالية هي دعم استثمارات القطاع الخاص في العراق.
وأضاف أنه لم يعرف شيئا فيما يخص المساعدات الأمريكية المباشرة في مؤتمر الكويت.
وقال جيمس جيفري، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في العراق، إن الولايات المتحدة ضخت بالفعل "مليارات ومليارات من الدولارات في العراق" من أجل القتال ضد الدولة الإسلامية وتزويد القوات العراقية بالعتاد والمساعدات الإنسانية.
وأضاف جيفري "الولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع تنظيم الجهود الدبلوماسية والعسكرية والسياسية وإعادة الإعمار في إطار استراتيجية يتبعها المجتمع الدولي".
وتابع "حقيقة أننا لن نساهم بأي أموال ستضعف موقفنا وهذا أمر مؤسف".
وقال مسؤول أمريكي في بغداد إن الدور الأمريكي في مؤتمر الكويت سيركز على فرص "استثمارات حقيقية في القطاع الخاص أو الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع الحكومة العراقية".
وأضاف المسؤول "ما نحاول فعله في الكويت الأسبوع المقبل هو جمع الشركات التي تريد النظر في أمر الدخول إلى العراق... وأيضا على الأرجح الحديث عن سبل تمويل مشروعات".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تعتمد على مشاركة دول أخرى مضيفا أن أكثر من مئة شركة أمريكية ستحضر المؤتمر.
{{ article.visit_count }}
* أمريكا تشجع التمويل من القطاع الخاص كبديل لمساهمتها
* ترامب دافع خلال حملته الانتخابية عن انتهاء عهد "بناء الدول"
* العبادي: العراق يحتاج 100 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية
الكويت - هدى هنداوي، وكالات
أكدت المفوضية الأوروبية أن 3 من أعضائها سيشاركون في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الأسبوع القادم في الكويت.
ومن المقرر أن تشارك الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، في رئاسة المؤتمر إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ويحضر المؤتمر كذلك كل من المفوضين الأوروبيين المكلفين على التوالي شؤون المساعدات الإنسانية كريستوس ستايليانيدس، وشؤون التعاون الدولي نيفين ميميكا.
وعبرت المفوضية عن تصميم دول ومؤسسات الاتحاد في البقاء كشريك رئيسي للعراق، حيث "قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 650 مليون يورو للمساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والتنمية في العراق ودعم أجندة الإصلاح السياسي" بحسب بيان صادر عن المفوضية، في توجه يخالف عزم واشنطن عدم المساهمة بأي أموال في المؤتمر.
ويريد الاتحاد الأوروبي الاضطلاع بدور هام في العراق ما بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، كما يولي أهمية خاصة لمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في بناء البلاد في المرحلة القادمة.
وسيخصص المؤتمر جلسات لتحديد الأولويات الإنسانية للعراق وكذلك لإقرار طرق إدارة الأموال وضبطها وآليات المساءلة.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي أموال في مؤتمر لإعادة إعمار العراق يعقد في الكويت الأسبوع القادم في خطوة يقول محللون إنها قد تمثل ضربة جديدة لمكانة واشنطن على الساحة الدولية.
والمؤتمر يهدف لبحث إعادة إعمار العراق بعد الحرب على تنظيم الدولة "داعش".
وقال مسؤول أمريكي فيما يتعلق بالمساعدة المالية في المؤتمر الذي سيحضره وزير الخارجية ريكس تيلرسون "لا نعتزم إعلان أي شيء". لكن المسؤول قال إن تيلرسون ربما يقرر إعلان مساهمة أمريكية قبيل المؤتمر. وستشجع واشنطن بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص والاعتماد على دول الجوار الخليجية خاصة السعودية لضخ أموال هناك في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية في 2016 إنه إذا انتخب "سينتهي عهد بناء الدول".
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده تحتاج ما يصل إلى 100 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتداعية والمدن التي تعرضت للدمار بسبب القتال ضد "داعش".
وقد يتسبب نقص الأموال اللازمة لعمليات إعادة الإعمار في تفاقم خطر الشعور بالظلم بين السنة في العراق تجاه الحكومة التي تقودها الشيعة.
ولدى سؤالها عن أي إعلان ستقوم به الحكومة الأمريكية بشأن مساهمات في المؤتمر قالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "لست على علم بأي أمور سنعلنها".
وأضافت "هناك نحو 2300 فرد من القطاع الخاص سينضمون.. ويتحدثون عن سبل يمكنهم بها المساعدة في تسهيل علمية إعادة الإعمار واسعة النطاق في العراق".
وفي رد على سؤال لوزارة الخارجية الأمريكية عن غياب المساهمات الأمريكية أشار مسؤول آخر إلى مليارات الدولارات التي تعهدت الولايات المتحدة بدفعها في صورة قروض تمويلية وللإنفاق على إعادة الخدمات الأساسية في مدن وبلدات عراقية فور انتهاء القتال.
وقال المسؤول الأمريكي "الاحتياجات الفورية اللازمة للاستقرار ضخمة والموارد الأمريكية وحدها لا يمكن أن تفي بتلك الاحتياجات الحالية والملحة.. ناهيك عن دعم عمليات إعادة الإعمار على المدى الطويل".
وأضاف المسؤول أن واشنطن تدعم بقوة المؤتمر وسوف "تواصل العمل مع حكومة العراق والمجتمع الدولي للمساعدة في تلبية احتياجات الشعب العراقي وهو يستعيد بلاده ويعيد بناءها".
وبسؤال مسؤول غربي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر، عما إذا كانت واشنطن ستعلن أي مساهمات مالية في المؤتمر لتمويل مشروعات إعادة البناء طويلة الأمد أجاب قائلا "لا شيء على الإطلاق".
وأحجم مظهر صالح، وهو المستشار الاقتصادي للعبادي، عن تأكيد أو نفي امتناع الولايات المتحدة عن دفع المزيد من المساهمات.
وقال إن الأمر لا يتعلق بالمساعدات المالية المباشرة مشيرا إلى أنه يعتقد أن السياسة الأمريكية الحالية هي دعم استثمارات القطاع الخاص في العراق.
وأضاف أنه لم يعرف شيئا فيما يخص المساعدات الأمريكية المباشرة في مؤتمر الكويت.
وقال جيمس جيفري، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في العراق، إن الولايات المتحدة ضخت بالفعل "مليارات ومليارات من الدولارات في العراق" من أجل القتال ضد الدولة الإسلامية وتزويد القوات العراقية بالعتاد والمساعدات الإنسانية.
وأضاف جيفري "الولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع تنظيم الجهود الدبلوماسية والعسكرية والسياسية وإعادة الإعمار في إطار استراتيجية يتبعها المجتمع الدولي".
وتابع "حقيقة أننا لن نساهم بأي أموال ستضعف موقفنا وهذا أمر مؤسف".
وقال مسؤول أمريكي في بغداد إن الدور الأمريكي في مؤتمر الكويت سيركز على فرص "استثمارات حقيقية في القطاع الخاص أو الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع الحكومة العراقية".
وأضاف المسؤول "ما نحاول فعله في الكويت الأسبوع المقبل هو جمع الشركات التي تريد النظر في أمر الدخول إلى العراق... وأيضا على الأرجح الحديث عن سبل تمويل مشروعات".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تعتمد على مشاركة دول أخرى مضيفا أن أكثر من مئة شركة أمريكية ستحضر المؤتمر.