* معرض باريس للكتاب يختار الإمارة ضيفاً على دورته الـ 38* حلقة نقاشية تتناول دور الإعلام في مواجهة الجماعات الإرهابية* 150 ألف زائر و3 آلاف كاتب ومفكر و30 ألفاً من العاملين بقطاع النشر يشاركون في الفعالياتالشارقة – صبري محموداحتفى معرض باريس الدولي للكتاب بالشارقة ضيفاً مميزاً على دورته الجديدة رقم 38 التي تختتم فعالياتها الاثنين، وسط تظاهرة ثقافية تجمع ثقافات العالم في مدينة النور.برنامج الشارقة في المعرض، بدأ مع الافتتاح الرسمي واستمر على مدار 4 أيام حفل خلالها بالفعاليات المكثفة يومياً، وتحول جناح الإمارة الباسمة إلى خلية عمل، وظهر الأكثر حيوية ميدانية في المعرض.وشهد المعرض حضور أكثر من 150 ألف شخص من داخل فرنسا وخارجها، وما يزيد على 3 آلاف كاتب ومفكر وأكاديمي من مختلف أنحاء العالم، و 30 ألفاً من المهنيين والعاملين في قطاع النشر، شاركوا في العشرات من الفعاليات الثقافية التي تتضمن حوارات، وندوات، وحفلات توقيع، وورش عمل، واجتماعات مهنية، ولقاءات مفتوحة مع الجمهور.وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة جناح الشارقة، واستقبله الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. وحظيت الزيارة باهتمام إعلامي كبير.مواكبات إعلاميةونظم جناح الشارقة جلسة نقاشية بعنوان "مواكبات إعلامية" شهدت اقبالاً واسعاً من جموع المثقفين والإعلامين، وشارك فيها محمد الحمادي، رئيس تحرير جريدة "الاتحاد" الإماراتية، ورائد البرقاوي، رئيس التحرير التنفيذي في صحيفة "الخليج" الإماراتية، وكريستيان شينو، كبير مراسلي مؤسسة "فرانس راديو"، وأوليس غوسيه، مدير القسم الدولي في تلفزيون "بي أف أم" الفرنسي.وتناولت الجلسة دور الإعلام وتأثيره فيما يشهده العالم اليوم من مواجهة مع الجماعات الإرهابية في مختلف بلدان العالم، وأدار اللقاء الإعلامي مصطفى الزرعوني، حيث طرح سلسلة من التساؤلات حول ما يمكن أن يقدمه الإعلام، والمؤسسات الصحفية في رفع وعي المجتمعات بخطورة الأفكار الظلامية، والهدامةوقال الإعلامي الفرنسي كريستيان شينو "برهنت أحداث السنوات الأخيرة أن الإعلام وجد صعوبة في إنتاج خطاب مضاد، مع معضلات التشدد الديني، مشيراً إلى انتماء شباب فرنسيين إلى تنظيمات إرهابية أو عودتهم من مناطق القتال".وتساءل: "أين الخلل؟ وكيف يذهب الفرنسيون إلى ما بعد الحقوق الحمراء؟، حيث تظهر المسألة أكثر تعقيداً ولا نملك حتى اليوم إجابات حاسمة".وتحدث محمد الحمادي حول واقع الإعلام في ظل متغيرات السنوات الأخيرة، وقال "من المثير أننا نتكلم عن موضوع الإرهاب في فرنسا. فالإرهاب لم يعد له دين أو مكان، وإنما أصبح كالمارد الذي انطلق ويريد أن يرعب كل العالم".وأضاف "بات الإرهاب يعرف كيف يستخدم الإعلام، ويعرف الغناء على وتر الحريات، وهو ما نلاحظه حين نرى الجماعات المتطرفة استعملت كل ما هو متاح على مستوى الإعلام، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقبلها عبر التلفزيونات الفضائية، وقبل ذلك من خلال أشرطة "الكاسيت"".واعتبر الحمادي أن "تعدد منافذ الجهات المتطرفة والإرهابية، يفرض على الإعلام البقاء على وعي ويقظة، لافتاً إلى أن الإعلام المضاد لهذه الأفكار لم يكن واعياً بهذه الأمور سابقاً، وتزايد الأمر حين وجدت شخصية مثل أسامة بن لادن منصّة مجانية لها من خلال "قناة الجزيرة"، بحجة تقديم الرأي والرأي الآخر".وأضاف أن "الإرهاب ليس مشكلة عربية أو إسلامية فقط، بل هو وحش كاسر يريد أن يرعب الجميع، وأن المسألة لا يمكن طرحها فقط على مستوى الإعلام، فهذا الأخير له دور مكمّل لأدوار مؤسسات المجتمع كلها ومنها الحكومات".وقال رائد برقاوي "الإعلام جزء من مؤسسات المجتمع المدني، وهو يعبّر عن المجتمع برمته، فلا يمكن الحديث عن إعلام مقسّم بين يمين ويسار، ومع وضد السلطة، إذ حين يكون الجميع أمام خطر جسيم، فالجميع مدعو أن يكون واعياً لما يمكن أن يصيب المجتمع ويمسّ سلامته".وأضاف برقاوي "في هذا الوضع يختلف مفهوم الحرية، حيث يصبح من اللازم علينا الحديث عن حرية مسؤولة، إذ أحياناً يحدث اصطدام بين أداء إعلام عربي وآخر غربي يطالب بأكثر من الحريات. لكن في الغالب هناك مصالح عامة تفرض شكلاً موحداً في التعامل مع الأحداث".وقال أوليس غوسيه "الإعلام والإرهاب من أبرز المحاور التي شغلت التفكير في القرن الجديد، ودائماً كان العالم يعيش في حروب وأزمات غير أن ما تغيّر اليوم هو الإعلام المعاصر، والذي لم يعد كما كان، حيث وجد نفسه وقد تجاوزته أشكال أخرى أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي".واستشهد غوسيه بعبارة المفكر الفرنسي الراحل ريمون أرون حين قال "الإرهاب لا يريد أن يقتل كثيرين وإنما يريد أن يعرف الناس ما اقترفه من جرائم".30 عنواناًواستعرضت هيئة الشارقة للكتاب 30 عنواناً لكتاب وكاتبات من الإمارات، تمت ترجمتها إلى اللغة الفرنسية تتقدمها كتب حاكم الشارقة، إضافة إلى بعض العناوين لكتاب عرب مقيمين في الإمارات. وضم وفد الشارقة إلى معرض باريس أكثر من 150 كاتباً، وإعلامياً، وفناناً، ينقلون دولة الإمارات بثقافتها وتراثها وفنونها الشعبية إلى العاصمة الفرنسية باريس.وقدمت فرقة الشارقة الوطنية عروضها أمام كاتدرائية مون مارتر، وحديقة شون دو مارس أمام برج ايفل، ناقلة جانباً من الذاكرة الجمالية للمجتمع الإماراتي إلى الجمهور الفرنسي.وتضمنت العروض 4 فنون هي: النوبان على آلة الطنبورة، والليوا على آلة المزمار والطبل الكبير "شيندو"، إضافة إلى فن الأنديما بالقربة التي تشبه القربة الاسكتلندية، والهبان على القربة الجلدية.كما اشتملت العروض على رقصات شعبية تروي سيرة المجتمع الإماراتي عبر الحرف التي مارسها، سواء، في تجارة اللؤلؤ، أو الزراعة، أو الصيد، حيث أخذ أعضاء الفرقة -بزيهم الشعبي المحلي- الجمهور إلى نمط المعيشة، وأنماط الغناء، والأهازيج المعروفة في التراث الشعبي الإماراتي.ونظمت "ثقافة بلا حدود" ومبادرة "ألف عنوان وعنوان" جلسة حوارية، استعرضت من خلالها تجربتها في تعزيز عادة القراءة بين أفراد المجتمع الإماراتي، كما قدمت مجموعة من الأصوات الشعرية الإماراتية إلى الجمهور الفرنسي، خلال أمسية شعرية أدارها طلال سالم أقيمت بمشاركة الشاعرة الهنوف محمّد والشاعرين ظاعن شاهين وسالم أبو جمهور.واحتفى جناح الشارقة، بالتجربة الفنية والإبداعية الإماراتية، حيث نظم عدداً من الورش لكل من الفنان التشكيلي الإماراتي، عبد الرحيم سالم، والفنان سالم الجنيبي، كما قدم تجربة الخطاط خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، والزخرفة الإسلامية عبر تخصيص منصة لتنفيذ أعمال حيّة أمام الجمهور الفرنسي.