* افتتاح الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي* 40 متحدثاً من 16 دولة يشاركون في 19 جلسة حوارية و7 جلسات تفاعليةالشارقة – صبرى محمودأكد حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، "ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها"، مشيراً إلى "أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي"، مشدداً على ضرورة ومسؤولية مراقبة أبنائنا الذين أدمنوا الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم".جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها حاكم الشارقة في حفل افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السابعة، تحت شعار "الألفية الرقمية... إلى أين؟".ويهدف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي إلى عرض أفضل الممارسات المحلية والعربية والدولية في الاتصال الحكومي، عبر سلسلة من الجلسات الحوارية، ودراسات الحالة، وورش العمل، والعديد من الفعاليات الأخرى المصاحبة التي تتضمن الكثير من الأفكار التي تسهم في تعزيز التواصل بين الحكومة والجمهور من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار.ويشارك في الفعاليات أكثر من 40 متحدثاً من 16 دولة، ويتضمن نحو 19 جلسة حوارية، و7 جلسات تفاعلية، إضافة إلى عدد من ورش العمل والحلقات التدريبية.وأشار حاكم الشارقة إلى أن إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات وتقدمها بعيداً عن الركون للهزائم، مستدلاً بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وأصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثال لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.ووجه حاكم الشارقة رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلاً: "مسؤوليتنا أن نراقب أبنائنا وبناتنا الذين أدمنوا على الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيداً عن واقعهم".كما دعا الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى أبنائنا وبناتنا حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط.فجوة المصداقيةوألقت الدكتورة أمينة غريب، رئيس جمهورية موريشيوس ضيف شرف المنتدى، كلمة أكدت فيها ضرورة أن تكون الحكومات سباقة في تقديم معلومات تتميز بالشمولية والمصداقية.وقالت "إذا لم نشكل مصدراً موثوقاً للمعلومات بالنسبة لشعبنا، فإن فجوة المصداقية سيملأها آخرون من داخل بلداننا وخارجها بشكل فوري ووفق أجندة معينة أحياناً، ولذا، فإننا لا نملك خياراً سوى الإسراع إلى توفير بنية تحتية وطنية قوية وشاملة للاتصالات لضمان تقديم رسائل اتصالية تلبي احتياجات الجمهور".وختمت الدكتورة أمينة غريب كلمتها مطالبة "بضرورة أن تكون الرسائل واللغة المستخدمة في الاتصال الحكومي، شفافة ومدروسة وقوية وموثوقة ومفهومة ومدارة من قبل أشخاص مختصين".الثورة الرقميةوألقى رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، كلمة أكد فيها أن "وسائل الثورة الرقمية تتطور بشكل هائل وسريع ربما يفوق حتى سرعة الصوت ومنها ما يتلاشى في الوقت الذي تبقى به وسائل أخرى، مستعرضاً المراحل المقبلة وفقاً لما تشهده التقنية من مفاجآت وتطورات"، مؤكداً "ضرورة إعداد الخطط والآليات والبرامج التي تساهم في تسهيل سبل الحوار مع أجيال المستقبل ومخاطبتهم وفق لغتهم الرقمية للحفاظ على التواصل المستمر بين الحكومة وجمهورها".الكاريزما الإعلاميةونظم نادي الشارقة للصحافة، جلسة حوارية بعنوان "الكاريزما الإعلامية"، ضمن فعاليات اليوم الأول من للمنتدى. وناقشت الجلسة، التي قدمها الإعلامي اللبناني نيشان، مفهوم وأهمية الكاريزما الإعلامية، وكيفية التأثير الإيجابي للإعلامي ومسؤول الاتصال الحكومي، والمهارات التي ينبغي توفرها في المحاور الجيد.وشهدت الجلسة حضوراً كبيراً من الشباب والمتخصصين والمهتمين بقطاع الإعلام، ولاقت تفاعلاً كبيراً وتبادل للأسئلة ووجهات النظر حول مفاهيم ومقومات الكاريزما.ورشة عمل تدريبيةواستضاف المنتدى ورشة عمل تدريبية لعدد من رؤساء ومدراء الدوائر والجهات الحكومية في الشارقة، بهدف إطلاعهم على أهم الأساسيات المتعلقة بمفهوم السمعة الوطنية للدول، وكيفية تحقيقها، وأهميتها في تعزيز التنافسية، وذلك على هامش فعاليات الدورة السابعة من المنتدى التي تنطلق صباح الأربعاء، على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة.وناقشت الورشة التي قدمها البروفيسور سايمون آنهولت، المستشار في مجال السياسات ومؤسس مؤشرات "الدول الجيدة"، و"البلد الجيد"، و"العلامات التجارية للدول"، عدداً من المواضيع المرتبطة بمفهوم السمعة الوطنية، وأساسيات تشكلها، وأساليب قياسها وإدارتها، ومدى أهميتها، باعتبارها واحدة من العوامل الضرورية لبناء الدولة والمحافظة على ريادتها على الصعيد الدولي.وشدد الخبير البريطاني على أن الدول إذا أرادت أن تحسن من سمعتها عليها أن تحسن من نفسها، ومن الصورة التي تصدّرها للعالم، سواء كانت ثقافية، أو اقتصادية، أو سياسية، مشيراً إلى أن هذا العامل يمكن أن يتحقق من خلال التقرّب أكثر من بلدان العالم، ومد جسور التعاون والتبادل التجاري، والدبلوماسي، والثقافي، وغيرها من المكونات الضرورية لبناء السمعة الجيدة.الحكومات والقطاع الخاصوانطلقت الجلسة الافتتاحية للمنتدى تحت عنوان "الحكومات والقطاع الخاص. ماهيتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي"، وشارك فيها مصطفى الخلفي الوزير المنتدب والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وشون سبايسر المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، ونجيب ساويرس الرئيس التنفيذي لشركة "أوراسكوم تيليكوم" القابضة في مصر، وأدارها الإعلامي محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام.وتناولت الجلسة عدة تساؤلات حول مدى خطورة الشركات العاملة في مجال بيع المعلومات، وحساسية العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتأثير التحول الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي على المتغيرات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية في بلدان العالم.وأكد ساويرس أن "القطاع الخاص ينظر إلى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي نظرة ربحية، وغرضه منها تحقيق المكاسب، في الوقت الذي ينظر القطاع الحكومي إلى هذا التحول الرقمي بوصفه خروجاً عن السيطرة"، لافتاً إلى أن "الحكومات كانت في زمن التلفزيون قادرة على ضبط المعلومات وتقنينها، فيما هي اليوم غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي".وأوضح شون سبايسر أن "الولايات المتحدة الأمريكية لديها قطاع خاص كبير وضخم يقود حراك التكنولوجيا ويقدمها ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً".وقال الخلفي "أعتقد أن الثورة الرقمية فرصةٌ وتحدٍ في الوقت نفسه، فعندما تغيب الحكومات والمجتمع المدني، نكون إزاء مشكلات كبيرة، لذلك ينبغي بناء علاقة تكاملية بين الحكومات والقطاع الخاص، حيث يبقى الأمن الرقمي، والسياسة الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية، مسؤولية حكومية، ولا يمكن للقطاع الخاص التعامل معها".والقت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، نورة بنت محمد الكعبي، كلمة تناولت فيها دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل، فيما عرض السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة، وجهة نظره حول "مستقبل البيانات المفتوحة".كما تحدث تانمي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم وعضو فريق "آي بي إم" للذكاء الاصطناعي، عن التحديات والفرص الكامنة في الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي.