دبي - صبري محمودأكد المشاركون في جلسات منتدى الاعلام العربي ان "المؤسسات الإعلامية الكبرى تسابق الزمن من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية ذات الوتيرة السريعة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولاً لافتاً ومهماً، مشيرين إلى تطوير الصحافة الرقمية.وأكدت الفنانة نجوى كرم، أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولاً لافتاً ومهماً في علاقة الفنان بجمهوره، حيث جعلت الفنان أكثر قرباً منهم وتفاعلاً معهم، ومن خلالها يظهر الفنان على طبيعته ويكون أكثر تلقائية في التحدث عن حياته ومشروعاته الفنية ويتعرف على ردود الفعل المباشرة والسريعة لهذا الجمهور.جاء ذلك خلال جلسة "تحولات فنية"، وشارك فيها علي جابر، مدير مجموعة قنوات "إم بي سي"، وقدمها الإعلامي نيشان.وعن كيفية تعامل الفنان مع الانتقادات أو التجريح الشخصي الذي يتعرض له من الآخرين، قالت إن هذا يتم مثلما كان يتم التعامل مع هذا التجريح بالصحافة الصفراء، إذا اضطر الفنان للرد، لكن عليه أن يحافظ على شخصيته وصورته لدى محبيه باعتباره شخصية عامة وجزءاً من المجتمع، وقالت إنها لا ترد في كثير من الأحيان على رسائل التجريح الشخصي لها.وأشارت إلى أنه لا يمكن قمع الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم، لكن ما يؤسف له أن البعض ينشئ حسابات شخصية مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي لاستخدامها في توجيه السباب والتجريح الشخصي للفنان ومحاولة التقليل من شأنه لدى الجمهور، معتبرةً أن هؤلاء لا يمتلكون الجرأة والشجاعة، وإلا كانوا قد أنشأوا حسابات حقيقية يبثون من خلالها رسائلهم ويعبرون عن آرائهم بكل واقعية وشجاعة، وقالت إنه لا يصح إلا الصحيح ولا تُزعجها مثل هذه الأمور.ووجهت نجوى كرم عتاباً للمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين يؤثرون سلباً في الجمهور لأغراض شخصية، معربةً عن شكرها لأصحاب الموضوعية والمصداقية ذوي التأثير الإيجابي، لكنها قالت إن أهم معيار للحكم على هؤلاء المؤثرين هو موقع كل منهم في المجتمع، وما قدمه له وهل له وزن في مجال معين أم مجرد شخص لديه متابعين كثيرين، وقالت إن بعض هؤلاء المؤثرين يرغبون في استدراج الفنان لمنطقة معينة لا تتناسب وقناعاته، وهنا يجب أن يكون الفنان حذراً وعلى درجة من الوعي لعدم الانسياق في هذه "المهاترات".وقالت نجوى كرم إن "تويتر" هو أكثر وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها، فمن خلاله تستطيع التفاعل مع جمهورها.ووجهت نجوى كرم رسالة من خلال منتدى الإعلام العربي للأباء بقولها "كل منا مسؤول عن التوجه المستقبلي للطفل بأن نكون قدوة لهم ونتحاور معهم ونرشدهم للطريق الصحيح، ولا نتركهم فريسة التشتت الذهني لوسائل تلقي المعرفة والمعلومات حيث تحمل بعضها معلومات خاطئة ومضرة بالطفل".وقال علي جابر إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولاً كبيراً في علاقة الإعلاميين بالقراء والمشاهدين، حيث صار الهيكل الإعلامي مفتوحاً لكل الناس، ومن خلالها يعبر الجمهور عن رأيه ويشارك في صنع الرأي بما ينشره من صورة ومعلومات بصرف النظر عن صحتها.وأكد روبرت برادلي، نائب الرئيس للاستراتيجية التجارية الرقمية، "سي إن إن"، خلال جلسة صناعة الابتكار الإعلامي، أن المؤسسات الإعلامية الكبرى تسابق الزمن من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية ذات الوتيرة السريعة مع الحفاظ على مبادئ ومعايير العمل الإعلامي المتعارف عليها من خلال تطوير استراتيجية متكاملة توازن بين الشقين المهني والتجاري للعمل الإعلامي وتسمح بتعزيز تواجد الفكر الابتكاري في كافة جوانبه.وأضاف برادلي المتخصص في الشق التجاري من العمل الإعلامي، أن مؤسسة بحجم وقيمة "سي إن إن" تبذل جهوداً دؤوبة لتحقيق التوازن بين الرسالة الإعلامية كمفهوم نبيل ينبغي الالتزام به وبين الدافع التجاري المتمثل في تحقيق الإيرادات والارباح، مبيناً أن المؤسسة طورت 60 منصة مختلفة لتقديم المحتوى وعلى الرغم من ذلك تواجه صعوبة في تحقيق أرباح.ويرى برادلي أن إصرار "سي إن إن" على مواصلة جهودها الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الإبداع وتشجيع الابتكار في مختلف المجالات الإعلامية، يعد العامل الرئيس في نجاحها وتبوؤها هذه المكانة على المستوى العالمي، فضلاً عن كونه الضامن لاستمرار هذه الريادة، مشدداً على أن إدارة تدفق وتداول الأخبار عبر أكثر من 60 منصة هي عملية معقدة للغاية على كافة المستويات.وأقر برادلي بأن تقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والفيديو البانورامي تعد مثالاً واضحاً للتدليل على قدرة الابتكار في دعم القطاع الإعلامي عبر رفده بخدمات وخواص تقدم قيمة مضافة عالية، موضحاً أن بعض الأفكار والوسائل المبتكرة التي ظهرت خلال الأعوام القلية الماضية شكلت دعماً كبيراً لعمليات التسويق والإعلان في المؤسسات الإعلامية ما سمح لها بزيادة العوائد وكسب شرائح جديدة من العملاء الراغبين في الإعلان عبر المنصات الرقمية.واختتم برادلي حديثه بالتنويه إلى الأهمية المتزايدة لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة ل"سي إن إن" في ظل ما يشهده موقع "سي إن إن عربي" من نمو متواصل.واستعرض مات كووك، مدير "جوجل نيوز لاب"- خلال جلسة "صحافة رقمية مبتكرة" - الجهود التي تبذلها الشركة للمساهمة في تطوير الصحافة الرقمية ودعم عملية انتشار المعلومات حول العالم، بهدف الاستمرار في تقديم خدمات تلبي مختلف متطلبات الجمهور وتدعم مفهوم "الصحافة الراقية".وأكد كووك الذي يحظى بخبرة عميقة في مجال الصحافة اكتسبها خلال عمله مع واحدة من المؤسسات الإعلامية العالمية، أن جوجل تُعنىَ في المقام الأول بالمحتوى الصحافي أو ما يطلق عليه "القصة" فيما تأتي التكنولوجيا في الترتيب الثاني من ناحية الأهمية كونها عنصر دعم أساسي ومهم لمنظومة الصحافة الرقمية وليست الأساس في هذا المضمار.وعن الجهود الرامية إلى دعم الصحافيين والناشرين، أوضح كووك أن جوجل بدأت منذ عام 1998 قامت بتدريب 94 ألف صحافي من مختلف أرجاء العالم، فضلاً عن توفير مركز تدريب رقمي يوفر مواد علمية باثنتي عشرة لغة تعرض أفضل الطرق والممارسات التي تخوّل الصحافي وغرف الأخبار على حد سواء من الاستفادة على النحو الأمثل من الأدوات والمنتجات التي توفرها الشركة في هذا الصدد.وخلال جلسة تفاعلية لمدة 20 دقيقة بعنوان "التشكيك في الحقيقة" تحدث الإعلامي والباحث السعودي لؤي الشريف، حول تاريخ الحضارات القديمة وتناول فيها الحقائق التاريخية التي برزت عبر الزمن وحرّفها الإعلام لأهداف واجندات خاصة.ودافعت نشوى علي مديرة السياسات العامة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان في شركة "فيسبوك" عن الشركة بشأن نشر وتناقل الأخبار الكاذبة عبر هذه المنصة الاجتماعية الشهير.وقالت - خلال جلسة حملت عنوان "صناعة التزييف"- إن "منصات التواصل الاجتماعي وشركات التقنية لا تصنع المحتوى، بل هي وسيلة ناقلة له"، وأقرت أن نشر الشائعات والأخبار الكاذبة أو "الملفقة" التي يتم بثها عبر هذه المنصات تمثل مشكلة مزعجة لشركة فيسبوك .وأشارت إلى أن البعض ينشئ حسابات زائفة لبث أخبار كاذبة ويعتمدون على ممن يمكن وصفهم بـ "الميليشيات الإلكترونية"، وهذه إحدى المشاكل التي تواجهها الشركة.وأوضحت أن من بين هذه الإجراءات لحماية جمهور المستهلكين والشركاء التي بدأتها الشركة عام 2017، إنشاء ما أسمته "مركز الأمان"، لمنع التعدي على "فيسبوك"، وسوف تطلق هذا العام خدمة جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول كيفية تتبع الأخبار الكاذبة وتجنبها، ودعت الجمهور للنظر ملياً في مدى صحة أو كذب الخبر.