* مشاركة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية والمفتين من مختلف دول العالم الإسلامي

أبوظبي – صبري محمود

أكد وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن "المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومقره في أبوظبي، عاصمة التسامح والسلام، أداة فعالة، في إدراك الفرص المواتية، أمام المجتمعات المسلمة، عبر العالم، والتعرف على التحديات التي تواجهها، واستخدام طرائق التفكير الخلاق، والعمل المشترك، من أجل إيجاد نماذج واستراتيجيات ملائمة، للإفادة من الفرص، والنجاح في مواجهة المخاطر والتحديات".

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته خلال فعاليات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة التي انطلقت في أبوظبي الثلاثاء تحت عنوان "مستقبل الوجود الإسلامى فى المجتمعات غير المسلمة.. الفرص والتحديات"، ويستمر يومين بمشاركة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية والمفتين من مختلف دول العالم الإسلامي وممثلى الجاليات والتجمعات الإسلامية فى العالم أن "المسلمين يعيشون الآن، في كل دول العالم، يمثلون الغالبية في حوالي 50 دولة منها فقط، بينما هم، أقلية عددية، في الدول الأخرى – إن المجتمعات البشرية الآن، قد أصبحت جميعها، تتسم بالتنوع والتعددية، في خصائص السكان: الدينية، والعِرقية، وحتى في الخصائص الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف "نحن في عالم، تكتسب فيه العلاقات، بين الأغلبية والأقليات في المجتمع، أهمية قصوى، في تشكيل معالم الحاضر والمستقبل، وأصبح التعامل مع ظاهرة التنوع والتعددية، في خصائص السكان، واحدة من أهم التحديات، التي تواجه البشرية، في هذا العصر – إننا نلاحظ من حولنا، آثار ونتائج الفشل، في التعامل مع هذه الظاهرة، من نزاعاتٍ وصراعات، وتهجيرٍ قسريٍ للسكان، بل وكذلك، انتشار الأفكار المتطرفة، والهدامة، ومحاولات فرضها، على السكان، بالقوة والعنف – نرى في العالم من حولنا، مع الأسف، أن العلاقات غير السوية، بين الجماعات داخل المجتمع الواحد، تمثل تهديداً خطيراً، لبنيان ذلك المجتمع، ولنظامه العام، ولقدرته، على استيعاب وتمكين، جميع فئات السكان فيه – إننا نلاحظ من جانبٍ آخر، أن المجتمعات الناجحة، في استيعاب وتمكين جميع السكان فيها، هي بصفةٍ عامة، مجتمعات متقدمة، ينتشر فيها الأمان، والسلام، والانتماء، والولاء، والنظرة الواثقة، نحو المستقبل".

واعرب عن امله في أن "يكون المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، على قدر الآمال والطموحات: يقوم بإجراء البحوث والدراسات، حول الخصائص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، للمجتمعات المسلمة، وما قد تعانيه بعض هذه المجتمعات، من فقرٍ، وأميةٍ، واضطهاد، بل وموقع بعض تلك المجتمعات كذلك، في قلب مناطق الصراع والنزاع، في العالم، أن يسهم هذا المركز، في تحقيق اندماج المسلمين، في بلدانهم، وأن يعزز لديهم، هُويتهم الإسلامية، ويجعل منها، مصدر خيرٍ وعطاءٍ، في أوطانهم – إنني آمل أن يكون الشباب المسلم كذلك، مجالاً لاهتمامات المركز، خاصةً في هذا العصر، الذي تؤثر فيه التقنياتُ ووسائل الاتصال الاجتماعي، في الشباب، وتجعلهم أهدافاً، للأفكار الخاطئة والهدامة".

وأضاف أن "انعقاد المؤتمر، في أبوظبي ، عاصمة الإمارات العربية المتحدة ، انعكاس صادق، لمكانة هذه الدولة، في مسيرة الأمة والعالم، بل هو تعبير واضح، عن ارتباطنا القوي، في الإمارات، بمسيرة الأمة الإسلامية، وحرصنا الكامل، على دعم قدرات، هذه الأمة الخالدة".

من جهته، أكد رجب ميداني رئيس ألبانيا السابق – في كلمته – ان "هناك مشكلة كبيرة تواجه المجتمعات المسلمة بين الأغلبيات في العالم"، مشيراً الى ان "الطريقة الناجعة لاستيعاب المجتمعات المسلمة هي التكامل وقبول كل طرف ثقافة الطرف الآخر".

وأوضح انه "لابد للمجتمعات المسلمة أيضا من استيعاب ثقافة المجتمعات الأخرى والأغلبية ليتمكنوا من التأقلم".

وأضاف ان "هناك التزامات يجب علينا أن نتبعها من بينها احترام الأقليات وإيجاد قوانين تحمي الأقليات بغض النظر عن ديانتهم وتنبي رؤية مجتمعية متماسكة ودعم ثقافة الحوار والتواصل".

من ناحيته، أكد د. طارق الكردي رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون الأقليات في العالم - في كلمته - أن "هناك وسائل إعلامية تقوم بتصوير المجتمعات المسلمة على أنها مهمشة اقتصاديا وتهدد المجتمع بالعنف والتطرف".

وأضاف أنه "آن الأوان لإشراك المجتمعات المسلمة كصناع قرار في البلدان التي يعيشون بها"، مشيراً إلى أن "الثقافة والفنون أساليب ناجعة لدمج المجتمعات المسلمة في بلدانهم". وأعرب عن شكره لدولة الإمارات لاستضافتها لهذه الفعالية المهمة.