أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): تفجرت معلومات جديدة تتعلق بفضيحة تورط قطر في حملة هدفها جلب دعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، بطلها أحمد الرميحي، المسؤول القطري السابق، الضالع أيضاً بقضية الرشوة الكبرى لمسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب.وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الثلاثاء، أن الرميحي المدير السابق للمكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية رئيس شركة قطر للاستثمار حتى مارس 2017، قد حضر حفلين رسميين للمنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة.وعقد اللقاءان في نوفمبر 2017 ويناير 2018، في إطار حملة متواصلة للدوحة للتقرب من المنظمات الداعمة لإسرائيل، من أجل المساعدة في تخفيف الضغوط عليها في ملف "تمويل الإرهاب".وأدى ظهور الرميحي المفاجئ في مناسبات للمنظمات اليهودية الأمريكية إلى إثارة التساؤل حول وجوده هناك.وقال أحد الأشخاص الذين تفاعلوا مع الرميحي لصحيفة "هآرتس"، الثلاثاء، "كان غريباً عندما قابلته في ذلك الوقت"، "لا أستطيع أن أفهم لماذا يقضي مستثمر قطري ودبلوماسي سابق أمسية مع مجموعة من اليهود الأمريكيين الصهاينة. الأمر غريب حتى الآن، خاصة مع كل هذه القصص التي تكشفت عن كوهين وفلين".وحضر الرميحي الاحتفال السنوي للمنظمة الصهيونية الأمريكية في نوفمبر الماضي. ولم يكن ذلك وليد اللحظة، فقبل بضعة أشهر فقط، دعت هذه المنظمة الحكومة الأمريكية إلى إلغاء ترخيص شركة الخطوط الجوية القطرية، بسبب دعم الدوحة لحماس.لكن في الاحتفال، ووفقاً لأربعة أشخاص كانوا حاضرين وتحدثوا مع هآرتس، قدم الرميحي نفسه بشكل علني كمستثمر قطري، وأعرب عن اهتمامه بمقابلة مؤيدين مؤثرين وأعضاء في المنظمة الصهونية.وبعد أسابيع من هذا الاحتفال، زار رئيس المنظمة الصهيونية، مورتون كلاين، الدوحة بدعوة من أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وفق صحيفة "هآرتس".وكانت رحلة كلاين واحدة من الزيارات العديدة التي قام بها قادة الجماعات اليهودية الأمريكية، وخاصة أولئك الذين يدعمون إدارة ترامب والحكومة اليمينية في إسرائيل.والتقى كلاين مع الأمير وأخبر لاحقاً "هارتس" أنه قرر القيام بهذه الزيارة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى قيام قطر بتحسين سياستها تجاه إسرائيل.وفي يناير، حضر الرميحي مناسبة رسمية في لوس أنجلوس لمنظمة آيباك، أكبر لوبي يهودي في الولايات المتحدة.وقال أحد الأشخاص الذين تحدثوا مع الرميحي خلال الحفل، للصحيفة الإسرائيلية: "لقد قدم نفسه كرجل أعمال، لكن شعرت أنني أتحدث إلى شخص أكثر أهمية من ذلك ربما دبلوماسي، ربما رجل استخباراتي. لقد كان لطيفا جدا، لكنه أيضاً لم يكن مهتماً جداً بمشاركة المعلومات عن نفسه".وفي ذات الوقت الذي حضر فيه الرميحي فعاليات للمنظمة الصهيونية الأمريكية وآيباك، كانت قطر قد بدأت بالفعل حملة علاقات عامة عينت فيها مستشارين كبار في جماعات الضغط الصهيونية، ومن بينهم، نيك موزين، الذي رتب لقاءات بين أمير قطر والشخصيات العامة اليهودية الأمريكية البارزة، بما في ذلك المحامي ألان ديرشوفيتز.ويقول أحد الأشخاص الذي تحدث لفترة وجيزة مع الرميحي: "بالنظر إلى الخلفيات، يبدو لي واضحا أن حضوره في الحدث الذي التقيت به فيه لم يكن عرضيا، وكان في الواقع جزءا من جهدهم في مجال العلاقات العامة".وتصدر الرميحي عناوين الصحف الأمريكية في وقت سابق، عندما كشف مايكل أفيناتي بالتغريد عن العلاقة المشبوهة التي جمعت الرميحي مع المحامي الشخصي لترامب، مايكل كوهين، ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، في ديسمبر الماضي، من أجل رشوة الإدارة الجديدة.وكان أفيناتي قد كشف بالصور، لقاء جمع الرميحي مع فلين وكوهين في برج ترامب في مانهاتن، في ديسمبر 2016، وبعدها تفاخر الرميحي بأنه قام برشوة مسؤولين في إدارة ترامب.وجاءت هذه المعلومات من ملفات المحاكم في قضية منفصلة تتعلق بالرميحي ومغني الراب الأمريكي آيس كيوب ، حيث رفع الأخير دعوى ضد الرميحي بسبب أموال لم يدفعها ضمن عقد للشراكة.وتقول وثائق المحكمة إن الرميحي تحدث بنفسه عن الأموال التي تم عرضها على فلين بالنيابة عن قطر.ونشر أفيناتي صورا من برج ترامب، وتم التقاطها جميعاً في 12 ديسمبر 2016، حيث ظهر الرجل بوضوح إلى جانب كل من كوهين وفلين بشكل منفصل.وقال أفيناتي: "لماذا كان لقاء أحمد الرميحي مع مايكل كوهين ومايكل فلين في ديسمبر 2016، ولماذا تبجح الرميحي فيما بعد بشأن رشوة مسؤولين في الإدارة وفقاً لإقرار قضائي تحت القسم؟".وفي هذا السياق، كشف مصدر كويتي مقرب من الرميحي، في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الاجتماع خصص بالفعل لمحاولة رشوة ترامب وأعضاء من عائلته وفريقه، بأكثر من 100 مليار، على شكل استثمارات قطرية في مشاريع وشركات مرتبطة بالرئيس الأمريكي وعائلته، وهذا ما أكده تاريخ المستثمر القطري الذي يواجه أيضاً وفق الصحيفة البريطانية، اتهامات قضائية.وأقرت السفارة القطرية في واشنطن، في بيان، وفق هآرتس، بالمقابلة التي شارك فيها الرميحي في برج ترامب "مع وفد قطري كان هناك لمناقشة العلاقات العسكرية والدبلوماسية والتجارية مع مستشاري ترامب خلال الفترة الانتقالية الرئاسية".