* مجلة فرنسية: "قنبلة روسية" ربما تنفجر بإيران قريباً لطردها من سوريا
باريس - لوركا خيزران
نشرت مجلة "كوزور" الفرنسية تقريرا أكدت فيه أن "التصريح المراوغ" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول خروج القوات الاجنبية من سوريا يخفي "قنبلة روسية" قد تنفجر بإيران لتخرجها من سوريا، الأمر الذي رأى فيه المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا "مؤشراً على انتهاء دور إيران التدميري في سوريا بعد الضغط السياسي الكبير الذي مارسته السعودية بمساع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وفي الوقت الذي لا تزال فيه تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني تستحوذ على الرأي العام، يلوح في الأفق ملف جديد يتعرض بدوره لانتقادات ألا وهو الوجود الإيراني في سوريا.
ووصفت مجلة "كوزور" التصريحات الروسية التي أعقبت اجتماع بوتين برئيس النظام السوري بشار الأسد في سوتشي الأربعاء الماضي بـ"الخشبية والمملة"، إلا أنها "قنبلة روسية"، فحسب الصحافة الروسية يتطلع بوتين، مع بداية العملية السياسية وفي أكثر مراحلها نشاطاً، "إلى دعوة القوات المسلحة الأجنبية إلى الانسحاب من الأراضي السورية".
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحافيين "لقد جرت محادثات معمقة بين الطرفين، وقد استغل الرئيس الروسي الفرصة لتهنئة نظيره السوري على النجاحات التي حققها الجيش النظامي السوري في محاربة الجماعات الإرهابية، مما ساهم في توفير شروط إضافية لتفعيل العملية السياسية على نطاق واسع".
وتابعت الصحيفة "لكن لم يحدد بوتين بالضبط من يقصد بالضبط عندما قال القوات الأجنبية، فهل يحيل ذلك إلى القوات التركية التي تحتل عفرين أم القوات الأمريكية المنتشرة إلى جانب الوحدات الكردية؟ أو تراه يقصد القوات الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري والميليشيات الشيعية وحزب الله؟".
ونوهت المجلة إلى أنه "لا يمكن فهم الغموض الذي يلف تقرير الصحافة الروسية إلا في حال اعتباره إشارة مرسلة تحديدا إلى طهران، ولكي تصبح الرسالة أكثر وضوحاً، صرح مستشار بوتين المكلف بالتعاون العسكري والتقني، فلاديمير كوجين، منذ ثمانية أيام، أي بعد مضي 24 ساعة من زيارة بنيامين نتنياهو لموسكو، بأن بيع أنظمة الدفاع الجوي إس 300 إلى سوريا ليس من بين اهتمامات موسكو".
وقد برر كوجين ذلك قائلاً إن "الجيش السوري لديه كل ما يحتاجه لمواجهة أعدائه"، مع العلم أنه قبل 15 يوما فقط كانت الحكومة الروسية ترى العكس، بحسب المجلة الفرنسية.
وأفادت المجلة بأنه "إذا عملنا على تحليل هذه التفاصيل الدقيقة، سنتوصل إلى أن الروس قد قبلوا بالموقف الإسرائيلي، فهم لا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بهجماته السوريين، ما يعني أنهم لا يحتاجون إلى تحسين دفاعات الجيش السوري الجوية".
وذكرت أن "إسرائيل ضمنت احترام القوات الروسية المنتشرة على الخطوط الحمراء التي تسيطر عليها موسكو، وبما أن الحرب الأهلية قد انتهت، فلماذا هذا الانتشار المكثف للإيرانيين في سوريا؟ إن هذا السؤال ليس مطروحا من قبل إسرائيل فحسب، بل يشغل روسيا أيضا".
وأضافت المجلة أن "بقاء الأسد في الحكم يطرح عدة قضايا استراتيجية جديدة، مع العلم أنه لا يمكن اعتبار ذلك بمثابة "انتصار" في ظل هذه الفوضى التي وصلت إليها سوريا"، لافتة إلى أن "هدف الرئيس السوري يتمثل في استعادة الوضع الذي كانت عليه البلاد قبل شهر مارس سنة 2011".
ورأت أن "ما يطمح إليه الأسد لا يبدو مستحيلا"، مستدركة قولها "لكن يصعب تحقيقه في الوقت الحاضر، لأن على بشار الأسد أن يتخلص أولاً من حلفائه واحداً تلو الآخر، وسيكون الإيرانيون أول من يجب التخلص منهم".
من جهته، قال المحلل السياسي فرانك سيرجالا لـ"الوطن" إن "صلاحية إيران انتهت في سوريا، وهذا يعود لعدة أسباب بينها، المساعي السعودية الدبلوماسية والسياسية الكبيرة لرد شر إيران عن سوريا والمنطقة، وهذا ما يبدو أن دول العالم أيقنت به جراء الجهود الحثيثة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي نجح بتقديم السعودية قوى اقليمية قادرة على تحقيق الاستقرار بالمنطقة".
وأضاف أن "من بين اسباب انتهاء مهمة ايران لتدمير سوريا، احساس بوتين بالخطر الايراني في الداخل السوري والتوافق على أن وجود إيران حال انتهاء الحرب لايعني الا أنها قوة احتلال تنافس الروسي وهذا ما لن ترضاه روسيا".
وتابع أن "خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي هو لرفع الشرعية عن نظام طهران تماماً ووضعها بمقدارها كدولة إرهابية مارقة، وهو ما سيجعل إيران تفكر أيضاً بالانكفاء للداخل".
{{ article.visit_count }}
باريس - لوركا خيزران
نشرت مجلة "كوزور" الفرنسية تقريرا أكدت فيه أن "التصريح المراوغ" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول خروج القوات الاجنبية من سوريا يخفي "قنبلة روسية" قد تنفجر بإيران لتخرجها من سوريا، الأمر الذي رأى فيه المحلل السياسي الفرنسي فرانك سيرجالا "مؤشراً على انتهاء دور إيران التدميري في سوريا بعد الضغط السياسي الكبير الذي مارسته السعودية بمساع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وفي الوقت الذي لا تزال فيه تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني تستحوذ على الرأي العام، يلوح في الأفق ملف جديد يتعرض بدوره لانتقادات ألا وهو الوجود الإيراني في سوريا.
ووصفت مجلة "كوزور" التصريحات الروسية التي أعقبت اجتماع بوتين برئيس النظام السوري بشار الأسد في سوتشي الأربعاء الماضي بـ"الخشبية والمملة"، إلا أنها "قنبلة روسية"، فحسب الصحافة الروسية يتطلع بوتين، مع بداية العملية السياسية وفي أكثر مراحلها نشاطاً، "إلى دعوة القوات المسلحة الأجنبية إلى الانسحاب من الأراضي السورية".
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحافيين "لقد جرت محادثات معمقة بين الطرفين، وقد استغل الرئيس الروسي الفرصة لتهنئة نظيره السوري على النجاحات التي حققها الجيش النظامي السوري في محاربة الجماعات الإرهابية، مما ساهم في توفير شروط إضافية لتفعيل العملية السياسية على نطاق واسع".
وتابعت الصحيفة "لكن لم يحدد بوتين بالضبط من يقصد بالضبط عندما قال القوات الأجنبية، فهل يحيل ذلك إلى القوات التركية التي تحتل عفرين أم القوات الأمريكية المنتشرة إلى جانب الوحدات الكردية؟ أو تراه يقصد القوات الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري والميليشيات الشيعية وحزب الله؟".
ونوهت المجلة إلى أنه "لا يمكن فهم الغموض الذي يلف تقرير الصحافة الروسية إلا في حال اعتباره إشارة مرسلة تحديدا إلى طهران، ولكي تصبح الرسالة أكثر وضوحاً، صرح مستشار بوتين المكلف بالتعاون العسكري والتقني، فلاديمير كوجين، منذ ثمانية أيام، أي بعد مضي 24 ساعة من زيارة بنيامين نتنياهو لموسكو، بأن بيع أنظمة الدفاع الجوي إس 300 إلى سوريا ليس من بين اهتمامات موسكو".
وقد برر كوجين ذلك قائلاً إن "الجيش السوري لديه كل ما يحتاجه لمواجهة أعدائه"، مع العلم أنه قبل 15 يوما فقط كانت الحكومة الروسية ترى العكس، بحسب المجلة الفرنسية.
وأفادت المجلة بأنه "إذا عملنا على تحليل هذه التفاصيل الدقيقة، سنتوصل إلى أن الروس قد قبلوا بالموقف الإسرائيلي، فهم لا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بهجماته السوريين، ما يعني أنهم لا يحتاجون إلى تحسين دفاعات الجيش السوري الجوية".
وذكرت أن "إسرائيل ضمنت احترام القوات الروسية المنتشرة على الخطوط الحمراء التي تسيطر عليها موسكو، وبما أن الحرب الأهلية قد انتهت، فلماذا هذا الانتشار المكثف للإيرانيين في سوريا؟ إن هذا السؤال ليس مطروحا من قبل إسرائيل فحسب، بل يشغل روسيا أيضا".
وأضافت المجلة أن "بقاء الأسد في الحكم يطرح عدة قضايا استراتيجية جديدة، مع العلم أنه لا يمكن اعتبار ذلك بمثابة "انتصار" في ظل هذه الفوضى التي وصلت إليها سوريا"، لافتة إلى أن "هدف الرئيس السوري يتمثل في استعادة الوضع الذي كانت عليه البلاد قبل شهر مارس سنة 2011".
ورأت أن "ما يطمح إليه الأسد لا يبدو مستحيلا"، مستدركة قولها "لكن يصعب تحقيقه في الوقت الحاضر، لأن على بشار الأسد أن يتخلص أولاً من حلفائه واحداً تلو الآخر، وسيكون الإيرانيون أول من يجب التخلص منهم".
من جهته، قال المحلل السياسي فرانك سيرجالا لـ"الوطن" إن "صلاحية إيران انتهت في سوريا، وهذا يعود لعدة أسباب بينها، المساعي السعودية الدبلوماسية والسياسية الكبيرة لرد شر إيران عن سوريا والمنطقة، وهذا ما يبدو أن دول العالم أيقنت به جراء الجهود الحثيثة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي نجح بتقديم السعودية قوى اقليمية قادرة على تحقيق الاستقرار بالمنطقة".
وأضاف أن "من بين اسباب انتهاء مهمة ايران لتدمير سوريا، احساس بوتين بالخطر الايراني في الداخل السوري والتوافق على أن وجود إيران حال انتهاء الحرب لايعني الا أنها قوة احتلال تنافس الروسي وهذا ما لن ترضاه روسيا".
وتابع أن "خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي هو لرفع الشرعية عن نظام طهران تماماً ووضعها بمقدارها كدولة إرهابية مارقة، وهو ما سيجعل إيران تفكر أيضاً بالانكفاء للداخل".