* اجتماع حاسم لوزراء إعلام التحالف في جدة
* الرميحي: ندعو لوقفة عربية موحدة في مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية وسياستها التوسعية الطائفية البغيضة
* وزير الإعلام السعودي: علينا توضيح الحقائق وكشف الشبهات التي يثيرها أعداؤنا
* وزير الإعلام السوداني: المعركة دخلت مراحل مفصلية واستعادة الشرعية بالنسبة لنا قضية أمنية وسياسية
جدة - كمال عوض
عقد وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن السبت اجتماعاً في قصر المؤتمرات بجدة في المملكة العربية السعودية، لمناقشة سبل تنسيق الجهود الإعلامية وتقديم الدعم الإعلامي لدول التحالف. وشارك السودان بوفد ضم وزير الاعلام د.أحمد بلال عثمان ورئيس وكالة السودان للأنباء رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني الأستاذ عوض جادين وعدد من الصحافيين والإعلاميين السودانيين. وقال وزير الإعلام السعودي د.عواد صالح العواد إن الاجتماع يأتي استمراراً لتنسيق الجهود والعمل المشترك بين دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي تشكل استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مارس 2015 لإعادة الشرعية لليمن والتصدي لاعتداءات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران واستيلائها على السلطة وتهديدها لأمن حدود المملكة واستقرار المنطقة من خلال خدمة أجندة إيران التوسعية وعدم احترام حق الشعب اليمني في اختيار الحكومة الشرعية التي تمثله. وقال العواد إن "الميليشيات الحوثية إحدى أدوات إيران لتهديد استقرار المنطقة وأن أطماعها لم تتوقف عند الاعتداء على اليمنيين والاستيلاء على أراضيهم بل تعدت ذلك إلى تهديد أمن المملكة العربية السعودية بإطلاق أكثر من 152 صاروخاً باليستياً تصدت لها قوات دفاعنا الجوي بكل بسالة ولله الحمد ومنعتها من الوصول إلى مستهدفاتها التي لم تستثن أقدس البقاع وهي مكة المكرمة مما يعكس عدم اكتراث هذه الميليشيات المدعومة من إيران لحرمة المقدسات الإسلامية، لذلك كان لازماً على تحالف دعم الشرعية في اليمن أن يتصدى لهذه الميليشيات الانقلابية لقطع أذرع إيران في المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن".
تحرير 85% من الأراضي اليمنية
د.العواد قال خلال كلمته في المؤتمر إن التحالف تمكن من استعادة وتحرير ما يزيد عن 85 % من الأراضي اليمنية مع التزامه التام بقواعد الاشتباك وحماية المدنيين ودعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية في مقاومة المعتدين، كما تمكن التحالف من تحقيق انتصارات ملحوظة في مختلف الجبهات وخصوصاً جبهة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الانقلابية وجبهة نهم شرق العاصمة صنعاء حيث حقق التحالف تقدماً نوعياً وتم تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية وقطع طرق إمداد الميليشيات ومحاصرة فلولها وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما تم تأمين المناطق المحررة وإعادة الأسر النازحة إلى منازلهم.
وأردف وزير الإعلام السعودي: "وفي خطوة حاسمة ومفصلية من العمليات العسكرية واستجابة للحكومة اليمنية الشرعية ودعما لجهود الجيش اليمني الوطني أطلق تحالف دعم الشرعية في اليمن عملية عسكرية وإنسانية لتحرير ميناء الحديدة غرب اليمن بهدف إيقاف عمليات تهريب الأسلحة وضمان أمن حركة الملاحة البحرية وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني الشقيق وتجفيف منابع تمويل الحوثيين والضغط عليهم للتفاوض بشكل جدي والخروج من حالة الجمود التي تشهدها جهود إيجاد حل سياسي للأزمة بما يضمن وحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وتنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216".
جوانب اقتصادية وإغاثية
وقال العواد إن "دعم التحالف للشرعية لم ينحصر على العمليات العسكرية وحسب بل امتد إلى جوانب أخرى اقتصادية وأمنية وإغاثية وخدمية ومشاريع تطوير البنية التحتية وتعبيد الطرق وإعادة تأهيل الموانئ وزيادة طاقتها الاستيعابية ففي الوقت الذي تدعم فيه مقاتلات التحالف عمليات الجيش الوطني اليمني في مختلف الجبهات تتحرك قوافل الإغاثة إلى تعزيز مساعدة المحتاجين في مختلف المناطق المحررة"، مشيراً إلى أن "جهود التحالف لا تقتصر على الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية بل تتضمن الدعم الإعلامي بكل وسائله التقليدية والحديثة وبمستوى عالي من الإتقان من حيث الجودة في المحتوى والالتزام بالمعايير المهينة العامة التي ترتكز على مواثيق الشرف الصحافي والإعلامي".
مراجعة الجهد الإعلامي
ولفت وزير الإعلام السعودي إلى أن "الاجتماع يهدف إلى مراجعة الجهد الإعلامي لدول التحالف خلال الفترة الماضية ومدى تحقيقه لأهدافه، وتعزيز جهود التعاون الإعلامي وبحث سبل تطويرها والتصدي للإعلام المعادي للتحالف وتنسيق الجهود لمواجهته وكشف أجندته". وقال "لا يخفى عليكم ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية لدول التحالف والحكومة الشرعية في اليمن من تزييف وخداع واختلاق قصص كاذبة وترويج للشائعات وبث معلومات مشوشة والعمل على التأثير على العقول والعواطف والتشكيك بكل ما يتحقق للجيش اليمني وقوات التحالف من انتصارات على أرض المعركة وما تقوم به من مساعي دبلوماسية ناجحة وإنجازات في شتى المجالات". وأضاف "في مواجهة هذا الإعلام المضلل فإننا بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود لفضح جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني بحق أبناء الشعب اليمني الشقيق وممارساته غير الإنسانية وسلوكياته غير الأخلاقية والإجرامية وذلك عن طريق وسائلنا الإعلامية المختلفة والتنسيق المشترك فيما بيننا لتوحيد الخطاب الإعلامي لدول التحالف وإيصال الرسائل الإعلامية التي تبرز انتصارات وإنجازات الجيش اليمن وجهود قوات التحالف في الجوانب الإنسانية والسياسية والعسكرية والعمل على كشف وفضح التزييف الذي تمارسه الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في تغطياتها لسير المعارك العسكرية في اليمن وما تطرحه بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي لا تتحقق من مصادرها فتنقل مواضيع مضللة على الصعيدين السياسي والإنساني في اليمن وتلفق التهم ضد دول التحالف ويصدر عنها ممارسات إعلامية غير مهنية". وقال العواد "إن لإعلامنا اليوم دوراً أساسياً ومسؤولية عظيمة في توضيح الحقائق وكشف الملابسات والشبهات التي يثيرها أعداؤنا ونقل الحقيقة بكل شفافية ومهنية ويتطلب ذلك منا التنسيق المستمر لتقديم الدعم الإعلامي اللازم لجهود التحالف العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن".
مسؤوليات أخلاقية ومهنية
وقال وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين علي بن محمد الرميحي، إن "ما تشهده منطقتنا العربية من تحديات أمنية ومخاطر عسكرية تستهدف أمننا واستقرارنا وهويتنا ووحدتنا وسيادة بلادنا، تفرض على جميع أجهزتنا الإعلامية مسؤوليات أخلاقية ومهنية وقومية كبرى، بصفتها سلاحاً أساسياً وشريكاً استراتيجياً مع قواتنا المسلحة في ميادين الجهاد والعز والشرف والبطولة ذوداً عن أمننا القومي المشترك في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتدخلات الخارجية السافرة". وأوضح أن "مملكة البحرين، بكافة قطاعاتها العسكرية والإعلامية، وبتوجيهات من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حريصة دائماً على الوقوف في صف واحد إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى، ومساعيها الخيرة في بسط الأمن والسلام في المنطقة والعالم، ومحاربة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، والتصدي للأخطار والتدخلات الخارجية". وأضاف الرميحي "جاءت مشاركتنا الفاعلة في التحالف لدعم الشرعية وإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة، انطلاقاً من ثوابتنا الدينية والقومية والإنسانية، والتزامًا بروح الأخوة الصادقة ونصرة الأشقاء وتلبية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، وتفعيلاً للمواثيق والمقررات الصادرة عن القمم العربية، آخرها " قمة القدس" في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في مساندتها لجهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مثمنين المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة الخيرية الملكية البحرينية، والمؤسسات الخليجية والعربية، داعين إلى وقفة عربية موحدة وفاعلة في مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية وسياستها التوسعية الطائفية البغيضة، وأنشطتها الإرهابية التخريبية، كما نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وضع حد للتدخلات الإيرانية العدوانية في شؤوننا الداخلية.
تفعيل دور الإعلام
وأبان الرميحي، بأن "اجتماع اليوم يأتي في إطار إدراكنا المشترك لأهمية تفعيل العمل الإعلامي المشترك وتعزيز دور الإعلام بمختلف وسائله من خلال تدعيم جهود التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ضمن الالتزام الكامل بمقتضيات القانون الدولي الإنساني، بهدف حماية مصالح الشعب اليمني الشقيق وحفظ أمنه وهويته العربية ووحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، وإبراز المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمؤسسات الخليجية والعربية، واتخاذ إجراءات قانونية ومهنية وفنية ضد بعض القنوات الفضائية العربية المثيرة للفتن والقلاقل، لإيقاف أنشطتها التحريضية ومساعيها الخبيثة الرامية إلى إشاعة الفوضى والعداوة والكراهية وتقسيم المنطقة على أسس أيديولوجية ودينية ومذهبية، فضلاً عن دعمها للانقلاب الحوثي في اليمن، وتفعيل التدابير الأمنية والتشريعية والقضائية، والتعاون الجاد في تطبيق اتفاقيات مكافحة جرائم تقنية المعلومات ومكافحة الإرهاب، والحيلولة دون إساءة استغلال التقنيات الحديثة وشبكات الإعلام الاجتماعي والإلكتروني في بث أفكار الجماعات الإرهابية أو ترويجها إلى جانب بناء مواقف موحدة في مواجهة الحملات الخارجية المثارة في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية المشبوهة والمنظمات الأجنبية وتفنيد المغالطات والأكاذيب".
وأعرب وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين عن آمله بأن "يخرج الاجتماع بقرارات داعمة لمسيرتنا الأخوية على طريق تفعيل الإعلام ودوره المحوري في صون هويتنا وعقيدتنا، وحماية أمننا ومسيرتنا التنموية، بما يعزز مصالح شعوبنا في الأمان والاستقرار والرخاء في وجه المؤامرات الخارجية ودعاة الفتنة والكراهية".
جهود لإنهاء الحرب
وزير الإعلام اليمني معمر بن مطهر الإرياني، قال إن "الجهود مستمرة من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وما تسببت به من تداعيات إنسانية مأساوية إلا أن هذه الميليشيا وكعادتها قد رفضت كل الدعوات والمناشدات بالعودة إلى جادة الحق والصواب وتسليم السلاح والانخراط في عملية سياسية شاملة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216".
وقال إن "تجربتنا مع هذه الميليشيا مريرة وليست وليدة اليوم ولكنها تمتد لما يقرب العقدين من الزمن فقد تعودنا منها الغدر والخيانة ونكث العهود ونقض الاتفاقيات الموقعة معها ابتداء باتفاقيات وقف الحروب التمردية التي خاضتها ضد الدولة مروراً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور الاتحادي الجديد وصولاً إلى كافة الهدن الإنسانية التي تم الاتفاق عليها خلال الفترة منذ انقلابها حتى الآن كما أنها رفضت كل جهود الأمم المتحدة ومبعوثيه المتعاقبين إلى اليمن والمبادرات المقدمة منهم". وأضاف الإرياني "يؤسفني القول بأن تجاربنا مع الميليشيا الحوثية الإيرانية قد علمتنا بأنها لا يمكن أن تجنح إلى السلم إلا إذا انكسرت شوكتها عسكرياً وبعد ذلك تقوم بإعادة ترتيب صفوفها لتقود تمرد جديد على الدولة وهذا ما بات حقيقة واضحة من خلال كل التجارب السابقة مع هذه الميليشيا ولذلك لم يعد لدينا إلا خيار واحد وهو قطع ذراع إيران باليمن واستعادة ما تبقى من الأراضي التي تسيطر عليها هذه الميليشيا الإجرامية حتى يعود الأمن والاستقرار والتنمية والحياة الكريمة للشعب اليمني الذي تعرض لأبشع أنواع القمع والبطش والتهجير". وأضاف وزير الإعلام اليمني "لقد مثلت تجربتنا الإعلامية المشتركة في دول التحالف خلال السنوات الماضية منذ بدء عاصفة الحزم أنموذجاً متميزاً في مواجهة الآلة الإعلامية الضخمة التابعة لإيران وحلفائها في المنطقة والعالم وقد عملت وسائل الإعلام في دول التحالف مشكورة على نقل حقيقة ما يحدث في بلدنا وما تعرض له الشعب اليمني من انتهاكات ومأساة إنسانية نتيجة الانقلاب وكشف زيف إعلام الانقلاب ومحاولاته تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي إلا أننا نتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق".
وناشد الوزير اليمني خلال الاجتماع، "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تقوم بواجبها للضغط على هذه المليشيا للإفراج عن الصحافيين المختطفين وأيضاً الإفراج عن جميع المخطوفين من السياسيين والناشطين وأعضاء في منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن "الميليشيا دمرت العديد من المساجد وحولت البعض الآخر إلى سجون ومعتقلات سرية كما قامت بتغيير المناهج الدراسية وأغلقت العديد من المدارس وحولتها إلى مقرات للتغرير بالأطفال وتجنيدهم والزج بهم إلى جبهات القتال ووضعهم في الخطوط الأمامية وسط صمت دولي مريب".
منعطف محوري
رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة د.سلطان بن أحمد الجابر قال إن "القوات اليمنية المشتركة، وبدعمٍ من قوات التحالف، حققت انتصارات نوعية مع تواصل العملية العسكرية والإنسانية لتحرير الحديدة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن من خلال منع تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، وكذلك تأمين الممرات المائية الدولية، من خلال إيقاف تهديد ميليشيات الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر".
وأضاف "تشكل عملية الحديدة منعطفاً محورياً في الأزمة اليمنية، إذ إن استعادة الحكومة الشرعية لميناء الحديدة، تعزز فرص الوصول إلى حلٍ سلمي، وتشكل ضغطاً على مليشيات الحوثي للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والخروج من حالة الجمود التي تعيشها العملية السياسية، فخسارتها للميناء تعني خسارة مصادر التمويل والتسليح، كون الميناء كان يستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية، إلى جانب قيام هذه الميليشيات بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية والمتاجرة بها بدلاً من إيصالها إلى مستحقيها من أبناء الشعب اليمني الشقيق، ولأن هدفنا الأول هو الإنسان اليمني".
وأوضح أن "دولة الإمارات وضمن دورها الفاعل في التحالف، تنفذ عملية إنسانية كبيرة وشاملة لإيصال المساعدات إلى المناطق المحررة في اليمن، حيث دشنت جسراً إغاثياً إلى الحديدة يشمل 35 ألف طن من المساعدات الإضافية، تم تجهيزها مسبقاً في اليمن ومناطق مجاورة لتكون جاهزة للنقل، وعشر سفن قريبة أو في طريقها للحديدة، وسبع طائرات إماراتية جاهزة للبدء بجسر جوي لإلقاء المساعدات من الجو في حال اقتضت الحاجة ذلك، فضلاً عن التعاقد مع 100 شاحنة لنقل المساعدات براً من عدن". وأشار الجابر إلى أن "الممارسات الحوثية لا تتماشى مع القوانين الإنسانية ولا الأعراف والمواثيق العالمية، حيث تتعمد المليشيات إلى خلق كارثة إنسانية بشكل مقصود سواء من خلال إعاقة إنزال حمولة السفن في الميناء، أو تحويل مسار الإمدادات الغذائية أو سرقتها، أو زرع الألغام ووضع الأسلحة بين المدنيين، أو تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وذلك وفقاً لمعلومات مؤكدة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام".
الضغط على الحوثيين
ودعا رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين وإلزامهم بمراعاة القوانين الإنسانية الدولية، وتأمين طرق المساعدات وعدم الإضرار بالبنية التحتية للميناء وإبقائه مفتوحاً أمام حركة المساعدات الدولية. واستطرد إن "وقوفنا مع الشرعية اليمنية هو وقوف مع الشعب اليمني، الذي اختطفت المليشيات الحوثية إرادته وحريته، وجيّرت مقدّراته لخدمة أجندةٍ خارجية لم تجلب سوى المعاناة للشعب اليمني، دون مبالاةٍ بحقه في الحرية والعيش الكريم والحياة المستقرة، ورغم كل ما تشهده اليمن اليوم، إلا أننا ما زلنا على قناعة تامة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية في عملية يقوم بها اليمنيون بأنفسهم تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة، وذلك بما يتفق مع المرجعيات الثلاث المتمثلة في: مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي رقم 2216، وفيما نتحدث عن دعم الشرعية ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، لا بد من الإشارة إلى دور التحالف في مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي وجدت لها في اليمن ملاذاً نتيجة عدم الاستقرار وتغييب السلطة الشرعية. وأوضح أن "لدولة الإمارات -كجزء من التحالف لدعم الشرعية في اليمن- دوراً محورياً في مكافحة هذه التنظيمات، التي تلقت ضرباتٍ قاصمة في عدن وحضرموت وشبوة وأبين ولحج وغيرها من المناطق اليمنية، فلولا التدخل العسكري الحاسم، لشهدنا مناطق نفوذ للإرهاب في اليمن كما حصل في سوريا والعراق، عندما أغفل العالم تمدد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لتسيطر على أجزاء كبيرة في الدولتين".
مكافحة التطرف والإرهاب
وأبان الجابر بأن الإعلام يقوم بدور محوري في مكافحة التطرف والإرهاب، ولن تنتهي هذه المعركة إلا بالقضاء على جذور الفكر المتطرف والشاذ ومصادر تمويله، حيث تقوم التنظيمات التكفيرية بتشويه واستغلال الإسلام للتغلغل في المجتمعات والتغرير بالشباب وتجنيدهم، ومن هنا، فإننا كمسؤولين عن الإعلام في دولنا، علينا دورٌ كبير في تحصين شبابنا ومجتمعاتنا ضد الأفكار الضالّة، التي لا تمثل بأي حال من الأحوال الدين الإسلامي الذي يقوم على الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر، دين السلام والوئام والمحبة، ومن المهم هنا أن نشير إلى أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية لا تقتصر على القاعدة وداعش، بل هناك تنظيمات تتخذ من الإسلام ستاراً لبث سمومها كما هو الحال مع تنظيم الإخوان الإرهابي وغيره.
قضية أمنية وسياسية للسودان
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام د.أحمد بلال عثمان في كلمة له، أن "اجتماع وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن بالمملكة العربية السعودية يأتي وقد مرّ على هذا التحالف أكثر من عامين ظلت فيه دولنا تقدم الأرواح، والأنفس، والمال، والرجال دون منّ ولا أذى لنصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وقد استجابت دول التحالف لنداء الشرعية في اليمن الشقيق لأنها جزء من لحمة هذه الأمة وشقيقة من شقيقاتنا لذلك من الطبيعي عندما تشتكي يشتكي سائر جسدنا العربي بالسهر والحمى"، مضيفاً أن "قضية أهل اليمن العادلة ما زالت تشكل تحد كبير لهذا التحالف المبارك"، وقال إن "الوضع يحتاج إلى المزيد من التكاتف، والتعاضد تعزيزاً للعمل العربي المشترك، وتحقيقاً للاستقرار، والسلام الذي ننشده لأهل اليمن حتى يعود سعيداً كما كان". وقال بلال "نحن في السودان ومن واقع مسؤوليتنا التاريخية ننظر إلى قضية استعادة الشرعية في اليمن أنها قضية أمنية، وسياسية، أمنية لأنها تشكل تهديداً مباشراً لأمن المملكة العربية السعودية، وبالتالي تهديداً لمقدساتنا الإسلامية التي لن نتوانى لحظة واحدة في سبيل الدفاع عنها وحمايتها بكل غالٍ ونفيس، أما سياسية فلأن جذورها تعود إلى مخطط إقليمي يستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة مما يتطلب منا وعياً يجعلنا ننتبه إلى خطورته، وقد أدرك السودان مبكراً لهذا المخطط، لذلك اختار دون تردد الوقوف مع الحق، والدفاع عنه بكل ما يملك من وسائل، وكانت أولى الخطوات التي تثبت ذلك قطع الحكومة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة إيران، وإغلاق المراكز الثقافية، والحسينيات، ومنع أي نشاط يتعارض مع توجه دولتنا السّني المعتدل".
محاربة التطرف الشيعي
وقال بلال إن "تلك الخطوات التي اتخذتها حكومته ما هي إلا بداية لمكافحة التغلغل المذهبي الطائفي ذي الخلفية السياسية التي تخدم أهدافاً توسعيه لإعادة الإمبراطورية الفارسية بمحاصرة الحاضنة الكبرى للمنهاج السّني المعتدل الذي تتبناه المملكة العربية السعودية"، مبيناً أن ذلك المنهج سيحارب التطرف الشيعي، والإرهاب لأن التطرف الشيعي المدعوم بتوجهات سياسية توسعية ينتهي إلى شكل جديد من أشكال الإرهاب مثله جماعة أنصار الله الحوثية التي اختطفت الشرعية في اليمن لصالح دولة إيران". وأكد أن "التحالف العربي من أجل استعادة الشرعية في اليمن يحتاج في هذه المرحلة إلى إسناد سياسي، وإعلامي كبير"، مشيراً إلى أن "المعركة دخلت مراحل مفصلية مما دفع الأعداء للتشكيك في شرعيتها، وإصباغها بالتجاوزات الإنسانية باختلاق الروايات الكاذبة عنها، وتسويق مفاهيم جديدة لتعف موقف التحالف، وتؤثر على تقدم الجيوش في الميدان".
استراتيجية إعلامية
وأضاف بلال "لذلك لا بد لهذا الاجتماع أن يخرج باستراتيجية إعلامية واضحة تقوم بدور المساند للجهود الأخرى التي يبذلها إخواننا في مختلف الصعد السياسية، والأمينة، والإنسانية، بإبراز الحقائق، والتنوير بالجهود، ونقل الأحداث كما هي دون تزييف والإبقاء على القضية حية عند أصحاب الضمائر والقلوب الحية. وأشار إلى ضرورة أن يخرج هذا الاجتماع بمقررات واضحة تحدد من خلالها الآليات والوسائل التي تؤسس لعمل نستفيد فيه من المنابر الإعلامية المتاحة في دول التحالف، وأن يتم إنشاء آليات جديدة أخرى يتم توظيفها لخدمة هذه القضية، والنظر في الكيفية التي تمكنّا من الاستفادة من الإعلام الجديد، ومنصات التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير، ودور فاعل". وقال "لا بد أن نمنح مساحة للتداول حول أكثر السبل نجاعة لمخاطبة العالم الخارجي باللغات التي يفهمها للتصدي لحملة التشوية التي يقودها أعداؤنا برسم صورة متخيلة عن أهداف دول التحالف التي ليس لها هدف معلن، أو مستتر غير استعادة الشرعية، وتثبيت أركانها في دول اليمن الشقيقة". وقدم وزير الإعلام مقترحاً باستضافة السودان للاجتماع القادم لوزراء الإعلام في دول التحالف، وقال "حتى ذلك الحين نرجو أن تترسخ الشرعية في اليمن حتى يكون عنوان اجتماعنا القادم "الدعم الإعلامي لمشروع التنمية اليمنية الشاملة".
{{ article.visit_count }}
* الرميحي: ندعو لوقفة عربية موحدة في مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية وسياستها التوسعية الطائفية البغيضة
* وزير الإعلام السعودي: علينا توضيح الحقائق وكشف الشبهات التي يثيرها أعداؤنا
* وزير الإعلام السوداني: المعركة دخلت مراحل مفصلية واستعادة الشرعية بالنسبة لنا قضية أمنية وسياسية
جدة - كمال عوض
عقد وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن السبت اجتماعاً في قصر المؤتمرات بجدة في المملكة العربية السعودية، لمناقشة سبل تنسيق الجهود الإعلامية وتقديم الدعم الإعلامي لدول التحالف. وشارك السودان بوفد ضم وزير الاعلام د.أحمد بلال عثمان ورئيس وكالة السودان للأنباء رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني الأستاذ عوض جادين وعدد من الصحافيين والإعلاميين السودانيين. وقال وزير الإعلام السعودي د.عواد صالح العواد إن الاجتماع يأتي استمراراً لتنسيق الجهود والعمل المشترك بين دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن الذي تشكل استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مارس 2015 لإعادة الشرعية لليمن والتصدي لاعتداءات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران واستيلائها على السلطة وتهديدها لأمن حدود المملكة واستقرار المنطقة من خلال خدمة أجندة إيران التوسعية وعدم احترام حق الشعب اليمني في اختيار الحكومة الشرعية التي تمثله. وقال العواد إن "الميليشيات الحوثية إحدى أدوات إيران لتهديد استقرار المنطقة وأن أطماعها لم تتوقف عند الاعتداء على اليمنيين والاستيلاء على أراضيهم بل تعدت ذلك إلى تهديد أمن المملكة العربية السعودية بإطلاق أكثر من 152 صاروخاً باليستياً تصدت لها قوات دفاعنا الجوي بكل بسالة ولله الحمد ومنعتها من الوصول إلى مستهدفاتها التي لم تستثن أقدس البقاع وهي مكة المكرمة مما يعكس عدم اكتراث هذه الميليشيات المدعومة من إيران لحرمة المقدسات الإسلامية، لذلك كان لازماً على تحالف دعم الشرعية في اليمن أن يتصدى لهذه الميليشيات الانقلابية لقطع أذرع إيران في المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن".
تحرير 85% من الأراضي اليمنية
د.العواد قال خلال كلمته في المؤتمر إن التحالف تمكن من استعادة وتحرير ما يزيد عن 85 % من الأراضي اليمنية مع التزامه التام بقواعد الاشتباك وحماية المدنيين ودعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية في مقاومة المعتدين، كما تمكن التحالف من تحقيق انتصارات ملحوظة في مختلف الجبهات وخصوصاً جبهة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الانقلابية وجبهة نهم شرق العاصمة صنعاء حيث حقق التحالف تقدماً نوعياً وتم تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية وقطع طرق إمداد الميليشيات ومحاصرة فلولها وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما تم تأمين المناطق المحررة وإعادة الأسر النازحة إلى منازلهم.
وأردف وزير الإعلام السعودي: "وفي خطوة حاسمة ومفصلية من العمليات العسكرية واستجابة للحكومة اليمنية الشرعية ودعما لجهود الجيش اليمني الوطني أطلق تحالف دعم الشرعية في اليمن عملية عسكرية وإنسانية لتحرير ميناء الحديدة غرب اليمن بهدف إيقاف عمليات تهريب الأسلحة وضمان أمن حركة الملاحة البحرية وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني الشقيق وتجفيف منابع تمويل الحوثيين والضغط عليهم للتفاوض بشكل جدي والخروج من حالة الجمود التي تشهدها جهود إيجاد حل سياسي للأزمة بما يضمن وحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وتنفيذا لقرار مجلس الأمن 2216".
جوانب اقتصادية وإغاثية
وقال العواد إن "دعم التحالف للشرعية لم ينحصر على العمليات العسكرية وحسب بل امتد إلى جوانب أخرى اقتصادية وأمنية وإغاثية وخدمية ومشاريع تطوير البنية التحتية وتعبيد الطرق وإعادة تأهيل الموانئ وزيادة طاقتها الاستيعابية ففي الوقت الذي تدعم فيه مقاتلات التحالف عمليات الجيش الوطني اليمني في مختلف الجبهات تتحرك قوافل الإغاثة إلى تعزيز مساعدة المحتاجين في مختلف المناطق المحررة"، مشيراً إلى أن "جهود التحالف لا تقتصر على الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية بل تتضمن الدعم الإعلامي بكل وسائله التقليدية والحديثة وبمستوى عالي من الإتقان من حيث الجودة في المحتوى والالتزام بالمعايير المهينة العامة التي ترتكز على مواثيق الشرف الصحافي والإعلامي".
مراجعة الجهد الإعلامي
ولفت وزير الإعلام السعودي إلى أن "الاجتماع يهدف إلى مراجعة الجهد الإعلامي لدول التحالف خلال الفترة الماضية ومدى تحقيقه لأهدافه، وتعزيز جهود التعاون الإعلامي وبحث سبل تطويرها والتصدي للإعلام المعادي للتحالف وتنسيق الجهود لمواجهته وكشف أجندته". وقال "لا يخفى عليكم ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية لدول التحالف والحكومة الشرعية في اليمن من تزييف وخداع واختلاق قصص كاذبة وترويج للشائعات وبث معلومات مشوشة والعمل على التأثير على العقول والعواطف والتشكيك بكل ما يتحقق للجيش اليمني وقوات التحالف من انتصارات على أرض المعركة وما تقوم به من مساعي دبلوماسية ناجحة وإنجازات في شتى المجالات". وأضاف "في مواجهة هذا الإعلام المضلل فإننا بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود لفضح جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني بحق أبناء الشعب اليمني الشقيق وممارساته غير الإنسانية وسلوكياته غير الأخلاقية والإجرامية وذلك عن طريق وسائلنا الإعلامية المختلفة والتنسيق المشترك فيما بيننا لتوحيد الخطاب الإعلامي لدول التحالف وإيصال الرسائل الإعلامية التي تبرز انتصارات وإنجازات الجيش اليمن وجهود قوات التحالف في الجوانب الإنسانية والسياسية والعسكرية والعمل على كشف وفضح التزييف الذي تمارسه الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في تغطياتها لسير المعارك العسكرية في اليمن وما تطرحه بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي لا تتحقق من مصادرها فتنقل مواضيع مضللة على الصعيدين السياسي والإنساني في اليمن وتلفق التهم ضد دول التحالف ويصدر عنها ممارسات إعلامية غير مهنية". وقال العواد "إن لإعلامنا اليوم دوراً أساسياً ومسؤولية عظيمة في توضيح الحقائق وكشف الملابسات والشبهات التي يثيرها أعداؤنا ونقل الحقيقة بكل شفافية ومهنية ويتطلب ذلك منا التنسيق المستمر لتقديم الدعم الإعلامي اللازم لجهود التحالف العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن".
مسؤوليات أخلاقية ومهنية
وقال وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين علي بن محمد الرميحي، إن "ما تشهده منطقتنا العربية من تحديات أمنية ومخاطر عسكرية تستهدف أمننا واستقرارنا وهويتنا ووحدتنا وسيادة بلادنا، تفرض على جميع أجهزتنا الإعلامية مسؤوليات أخلاقية ومهنية وقومية كبرى، بصفتها سلاحاً أساسياً وشريكاً استراتيجياً مع قواتنا المسلحة في ميادين الجهاد والعز والشرف والبطولة ذوداً عن أمننا القومي المشترك في مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة والتدخلات الخارجية السافرة". وأوضح أن "مملكة البحرين، بكافة قطاعاتها العسكرية والإعلامية، وبتوجيهات من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حريصة دائماً على الوقوف في صف واحد إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى، ومساعيها الخيرة في بسط الأمن والسلام في المنطقة والعالم، ومحاربة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، والتصدي للأخطار والتدخلات الخارجية". وأضاف الرميحي "جاءت مشاركتنا الفاعلة في التحالف لدعم الشرعية وإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة، انطلاقاً من ثوابتنا الدينية والقومية والإنسانية، والتزامًا بروح الأخوة الصادقة ونصرة الأشقاء وتلبية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، وتفعيلاً للمواثيق والمقررات الصادرة عن القمم العربية، آخرها " قمة القدس" في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في مساندتها لجهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مثمنين المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة الخيرية الملكية البحرينية، والمؤسسات الخليجية والعربية، داعين إلى وقفة عربية موحدة وفاعلة في مواجهة إيران وأذرعها الإرهابية وسياستها التوسعية الطائفية البغيضة، وأنشطتها الإرهابية التخريبية، كما نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وضع حد للتدخلات الإيرانية العدوانية في شؤوننا الداخلية.
تفعيل دور الإعلام
وأبان الرميحي، بأن "اجتماع اليوم يأتي في إطار إدراكنا المشترك لأهمية تفعيل العمل الإعلامي المشترك وتعزيز دور الإعلام بمختلف وسائله من خلال تدعيم جهود التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ضمن الالتزام الكامل بمقتضيات القانون الدولي الإنساني، بهدف حماية مصالح الشعب اليمني الشقيق وحفظ أمنه وهويته العربية ووحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، وإبراز المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمؤسسات الخليجية والعربية، واتخاذ إجراءات قانونية ومهنية وفنية ضد بعض القنوات الفضائية العربية المثيرة للفتن والقلاقل، لإيقاف أنشطتها التحريضية ومساعيها الخبيثة الرامية إلى إشاعة الفوضى والعداوة والكراهية وتقسيم المنطقة على أسس أيديولوجية ودينية ومذهبية، فضلاً عن دعمها للانقلاب الحوثي في اليمن، وتفعيل التدابير الأمنية والتشريعية والقضائية، والتعاون الجاد في تطبيق اتفاقيات مكافحة جرائم تقنية المعلومات ومكافحة الإرهاب، والحيلولة دون إساءة استغلال التقنيات الحديثة وشبكات الإعلام الاجتماعي والإلكتروني في بث أفكار الجماعات الإرهابية أو ترويجها إلى جانب بناء مواقف موحدة في مواجهة الحملات الخارجية المثارة في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية المشبوهة والمنظمات الأجنبية وتفنيد المغالطات والأكاذيب".
وأعرب وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين عن آمله بأن "يخرج الاجتماع بقرارات داعمة لمسيرتنا الأخوية على طريق تفعيل الإعلام ودوره المحوري في صون هويتنا وعقيدتنا، وحماية أمننا ومسيرتنا التنموية، بما يعزز مصالح شعوبنا في الأمان والاستقرار والرخاء في وجه المؤامرات الخارجية ودعاة الفتنة والكراهية".
جهود لإنهاء الحرب
وزير الإعلام اليمني معمر بن مطهر الإرياني، قال إن "الجهود مستمرة من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وما تسببت به من تداعيات إنسانية مأساوية إلا أن هذه الميليشيا وكعادتها قد رفضت كل الدعوات والمناشدات بالعودة إلى جادة الحق والصواب وتسليم السلاح والانخراط في عملية سياسية شاملة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216".
وقال إن "تجربتنا مع هذه الميليشيا مريرة وليست وليدة اليوم ولكنها تمتد لما يقرب العقدين من الزمن فقد تعودنا منها الغدر والخيانة ونكث العهود ونقض الاتفاقيات الموقعة معها ابتداء باتفاقيات وقف الحروب التمردية التي خاضتها ضد الدولة مروراً بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومسودة الدستور الاتحادي الجديد وصولاً إلى كافة الهدن الإنسانية التي تم الاتفاق عليها خلال الفترة منذ انقلابها حتى الآن كما أنها رفضت كل جهود الأمم المتحدة ومبعوثيه المتعاقبين إلى اليمن والمبادرات المقدمة منهم". وأضاف الإرياني "يؤسفني القول بأن تجاربنا مع الميليشيا الحوثية الإيرانية قد علمتنا بأنها لا يمكن أن تجنح إلى السلم إلا إذا انكسرت شوكتها عسكرياً وبعد ذلك تقوم بإعادة ترتيب صفوفها لتقود تمرد جديد على الدولة وهذا ما بات حقيقة واضحة من خلال كل التجارب السابقة مع هذه الميليشيا ولذلك لم يعد لدينا إلا خيار واحد وهو قطع ذراع إيران باليمن واستعادة ما تبقى من الأراضي التي تسيطر عليها هذه الميليشيا الإجرامية حتى يعود الأمن والاستقرار والتنمية والحياة الكريمة للشعب اليمني الذي تعرض لأبشع أنواع القمع والبطش والتهجير". وأضاف وزير الإعلام اليمني "لقد مثلت تجربتنا الإعلامية المشتركة في دول التحالف خلال السنوات الماضية منذ بدء عاصفة الحزم أنموذجاً متميزاً في مواجهة الآلة الإعلامية الضخمة التابعة لإيران وحلفائها في المنطقة والعالم وقد عملت وسائل الإعلام في دول التحالف مشكورة على نقل حقيقة ما يحدث في بلدنا وما تعرض له الشعب اليمني من انتهاكات ومأساة إنسانية نتيجة الانقلاب وكشف زيف إعلام الانقلاب ومحاولاته تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي إلا أننا نتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق".
وناشد الوزير اليمني خلال الاجتماع، "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تقوم بواجبها للضغط على هذه المليشيا للإفراج عن الصحافيين المختطفين وأيضاً الإفراج عن جميع المخطوفين من السياسيين والناشطين وأعضاء في منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن "الميليشيا دمرت العديد من المساجد وحولت البعض الآخر إلى سجون ومعتقلات سرية كما قامت بتغيير المناهج الدراسية وأغلقت العديد من المدارس وحولتها إلى مقرات للتغرير بالأطفال وتجنيدهم والزج بهم إلى جبهات القتال ووضعهم في الخطوط الأمامية وسط صمت دولي مريب".
منعطف محوري
رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة د.سلطان بن أحمد الجابر قال إن "القوات اليمنية المشتركة، وبدعمٍ من قوات التحالف، حققت انتصارات نوعية مع تواصل العملية العسكرية والإنسانية لتحرير الحديدة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن من خلال منع تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، وكذلك تأمين الممرات المائية الدولية، من خلال إيقاف تهديد ميليشيات الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر".
وأضاف "تشكل عملية الحديدة منعطفاً محورياً في الأزمة اليمنية، إذ إن استعادة الحكومة الشرعية لميناء الحديدة، تعزز فرص الوصول إلى حلٍ سلمي، وتشكل ضغطاً على مليشيات الحوثي للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والخروج من حالة الجمود التي تعيشها العملية السياسية، فخسارتها للميناء تعني خسارة مصادر التمويل والتسليح، كون الميناء كان يستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية، إلى جانب قيام هذه الميليشيات بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية والمتاجرة بها بدلاً من إيصالها إلى مستحقيها من أبناء الشعب اليمني الشقيق، ولأن هدفنا الأول هو الإنسان اليمني".
وأوضح أن "دولة الإمارات وضمن دورها الفاعل في التحالف، تنفذ عملية إنسانية كبيرة وشاملة لإيصال المساعدات إلى المناطق المحررة في اليمن، حيث دشنت جسراً إغاثياً إلى الحديدة يشمل 35 ألف طن من المساعدات الإضافية، تم تجهيزها مسبقاً في اليمن ومناطق مجاورة لتكون جاهزة للنقل، وعشر سفن قريبة أو في طريقها للحديدة، وسبع طائرات إماراتية جاهزة للبدء بجسر جوي لإلقاء المساعدات من الجو في حال اقتضت الحاجة ذلك، فضلاً عن التعاقد مع 100 شاحنة لنقل المساعدات براً من عدن". وأشار الجابر إلى أن "الممارسات الحوثية لا تتماشى مع القوانين الإنسانية ولا الأعراف والمواثيق العالمية، حيث تتعمد المليشيات إلى خلق كارثة إنسانية بشكل مقصود سواء من خلال إعاقة إنزال حمولة السفن في الميناء، أو تحويل مسار الإمدادات الغذائية أو سرقتها، أو زرع الألغام ووضع الأسلحة بين المدنيين، أو تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وذلك وفقاً لمعلومات مؤكدة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام".
الضغط على الحوثيين
ودعا رئيس المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين وإلزامهم بمراعاة القوانين الإنسانية الدولية، وتأمين طرق المساعدات وعدم الإضرار بالبنية التحتية للميناء وإبقائه مفتوحاً أمام حركة المساعدات الدولية. واستطرد إن "وقوفنا مع الشرعية اليمنية هو وقوف مع الشعب اليمني، الذي اختطفت المليشيات الحوثية إرادته وحريته، وجيّرت مقدّراته لخدمة أجندةٍ خارجية لم تجلب سوى المعاناة للشعب اليمني، دون مبالاةٍ بحقه في الحرية والعيش الكريم والحياة المستقرة، ورغم كل ما تشهده اليمن اليوم، إلا أننا ما زلنا على قناعة تامة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية في عملية يقوم بها اليمنيون بأنفسهم تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة، وذلك بما يتفق مع المرجعيات الثلاث المتمثلة في: مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي رقم 2216، وفيما نتحدث عن دعم الشرعية ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، لا بد من الإشارة إلى دور التحالف في مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي وجدت لها في اليمن ملاذاً نتيجة عدم الاستقرار وتغييب السلطة الشرعية. وأوضح أن "لدولة الإمارات -كجزء من التحالف لدعم الشرعية في اليمن- دوراً محورياً في مكافحة هذه التنظيمات، التي تلقت ضرباتٍ قاصمة في عدن وحضرموت وشبوة وأبين ولحج وغيرها من المناطق اليمنية، فلولا التدخل العسكري الحاسم، لشهدنا مناطق نفوذ للإرهاب في اليمن كما حصل في سوريا والعراق، عندما أغفل العالم تمدد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لتسيطر على أجزاء كبيرة في الدولتين".
مكافحة التطرف والإرهاب
وأبان الجابر بأن الإعلام يقوم بدور محوري في مكافحة التطرف والإرهاب، ولن تنتهي هذه المعركة إلا بالقضاء على جذور الفكر المتطرف والشاذ ومصادر تمويله، حيث تقوم التنظيمات التكفيرية بتشويه واستغلال الإسلام للتغلغل في المجتمعات والتغرير بالشباب وتجنيدهم، ومن هنا، فإننا كمسؤولين عن الإعلام في دولنا، علينا دورٌ كبير في تحصين شبابنا ومجتمعاتنا ضد الأفكار الضالّة، التي لا تمثل بأي حال من الأحوال الدين الإسلامي الذي يقوم على الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر، دين السلام والوئام والمحبة، ومن المهم هنا أن نشير إلى أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية لا تقتصر على القاعدة وداعش، بل هناك تنظيمات تتخذ من الإسلام ستاراً لبث سمومها كما هو الحال مع تنظيم الإخوان الإرهابي وغيره.
قضية أمنية وسياسية للسودان
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام د.أحمد بلال عثمان في كلمة له، أن "اجتماع وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن بالمملكة العربية السعودية يأتي وقد مرّ على هذا التحالف أكثر من عامين ظلت فيه دولنا تقدم الأرواح، والأنفس، والمال، والرجال دون منّ ولا أذى لنصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وقد استجابت دول التحالف لنداء الشرعية في اليمن الشقيق لأنها جزء من لحمة هذه الأمة وشقيقة من شقيقاتنا لذلك من الطبيعي عندما تشتكي يشتكي سائر جسدنا العربي بالسهر والحمى"، مضيفاً أن "قضية أهل اليمن العادلة ما زالت تشكل تحد كبير لهذا التحالف المبارك"، وقال إن "الوضع يحتاج إلى المزيد من التكاتف، والتعاضد تعزيزاً للعمل العربي المشترك، وتحقيقاً للاستقرار، والسلام الذي ننشده لأهل اليمن حتى يعود سعيداً كما كان". وقال بلال "نحن في السودان ومن واقع مسؤوليتنا التاريخية ننظر إلى قضية استعادة الشرعية في اليمن أنها قضية أمنية، وسياسية، أمنية لأنها تشكل تهديداً مباشراً لأمن المملكة العربية السعودية، وبالتالي تهديداً لمقدساتنا الإسلامية التي لن نتوانى لحظة واحدة في سبيل الدفاع عنها وحمايتها بكل غالٍ ونفيس، أما سياسية فلأن جذورها تعود إلى مخطط إقليمي يستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة مما يتطلب منا وعياً يجعلنا ننتبه إلى خطورته، وقد أدرك السودان مبكراً لهذا المخطط، لذلك اختار دون تردد الوقوف مع الحق، والدفاع عنه بكل ما يملك من وسائل، وكانت أولى الخطوات التي تثبت ذلك قطع الحكومة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة إيران، وإغلاق المراكز الثقافية، والحسينيات، ومنع أي نشاط يتعارض مع توجه دولتنا السّني المعتدل".
محاربة التطرف الشيعي
وقال بلال إن "تلك الخطوات التي اتخذتها حكومته ما هي إلا بداية لمكافحة التغلغل المذهبي الطائفي ذي الخلفية السياسية التي تخدم أهدافاً توسعيه لإعادة الإمبراطورية الفارسية بمحاصرة الحاضنة الكبرى للمنهاج السّني المعتدل الذي تتبناه المملكة العربية السعودية"، مبيناً أن ذلك المنهج سيحارب التطرف الشيعي، والإرهاب لأن التطرف الشيعي المدعوم بتوجهات سياسية توسعية ينتهي إلى شكل جديد من أشكال الإرهاب مثله جماعة أنصار الله الحوثية التي اختطفت الشرعية في اليمن لصالح دولة إيران". وأكد أن "التحالف العربي من أجل استعادة الشرعية في اليمن يحتاج في هذه المرحلة إلى إسناد سياسي، وإعلامي كبير"، مشيراً إلى أن "المعركة دخلت مراحل مفصلية مما دفع الأعداء للتشكيك في شرعيتها، وإصباغها بالتجاوزات الإنسانية باختلاق الروايات الكاذبة عنها، وتسويق مفاهيم جديدة لتعف موقف التحالف، وتؤثر على تقدم الجيوش في الميدان".
استراتيجية إعلامية
وأضاف بلال "لذلك لا بد لهذا الاجتماع أن يخرج باستراتيجية إعلامية واضحة تقوم بدور المساند للجهود الأخرى التي يبذلها إخواننا في مختلف الصعد السياسية، والأمينة، والإنسانية، بإبراز الحقائق، والتنوير بالجهود، ونقل الأحداث كما هي دون تزييف والإبقاء على القضية حية عند أصحاب الضمائر والقلوب الحية. وأشار إلى ضرورة أن يخرج هذا الاجتماع بمقررات واضحة تحدد من خلالها الآليات والوسائل التي تؤسس لعمل نستفيد فيه من المنابر الإعلامية المتاحة في دول التحالف، وأن يتم إنشاء آليات جديدة أخرى يتم توظيفها لخدمة هذه القضية، والنظر في الكيفية التي تمكنّا من الاستفادة من الإعلام الجديد، ومنصات التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير، ودور فاعل". وقال "لا بد أن نمنح مساحة للتداول حول أكثر السبل نجاعة لمخاطبة العالم الخارجي باللغات التي يفهمها للتصدي لحملة التشوية التي يقودها أعداؤنا برسم صورة متخيلة عن أهداف دول التحالف التي ليس لها هدف معلن، أو مستتر غير استعادة الشرعية، وتثبيت أركانها في دول اليمن الشقيقة". وقدم وزير الإعلام مقترحاً باستضافة السودان للاجتماع القادم لوزراء الإعلام في دول التحالف، وقال "حتى ذلك الحين نرجو أن تترسخ الشرعية في اليمن حتى يكون عنوان اجتماعنا القادم "الدعم الإعلامي لمشروع التنمية اليمنية الشاملة".