الظهران – (العربية نت): يختلف يوم 10 شوال 1439 هـ بتفاصيله ودقائقه عن سواه في حياة السعوديات، فمع إشراقة شمس هذا اليوم، تتجلى تباشير جديدة على وجوه خمس سيدات في مدينة الظهران شرق السعودية، تطابقت بينهن في فرحة تحقيق الحلم، حلم قيادة السيارة في السعودية، فبدت الدقائق والساعات الأولى من صباحهن مختلفة، تحمل بصمات مميزة لكل واحدة منهن، بدأت قيادتها بجدارة.

فاليوم جسد على أرض الواقع القرار التاريخي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمح بموجبه للنساء السعوديات بقيادة السيارة، وانتهى بموجبه حظر طويل امتد لسنوات.

"العربية.نت" عاشت مع هؤلاء السيدات صباحات يومهن الأول في مجالات عملهن المختلفة

في هذا السياق، وصفت الشابة "مها الغانم"، أخصائية تجميل، قرار السماح للمرأة بالقيادة بالخطوة الكبرى التي طالما انتظرها المجتمع السعودي، وراقبها العالم عن كثب.

وقالت الغانم لـ "العربية.نت" بعد أن استقلت سيارتها وتوجهت إلى عملها خلال الساعات الأولى من تفعيل قرار قيادة المرأة السعودية: "لقد كانت ردود فعل المجتمع السعودي إيجابية بشكل لم يكن أحد يتوقعه، وكذلك جاء الترحيب من العالم الخارجي بهذا القرار التاريخي".

أما السيدة "منال زعبلاوي"، وهي واحدة من أولى النساء اللواتي تقدمن لتعلم قيادة السيارات قبل عدة سنوات، حيث تعمل في أحد القطاعات البترولية، فقالت: "أنا مستعدة للجلوس خلف عجلة القيادة، وأبارك للمرأة السعودية والمجتمع السعودي هذا القرار المفصلي، الذي أمر به ملكنا سلمان، ملك الحزم والعزم وهندسة ولي عهدنا الشاب الطموح محمد بن سلمان، إنه قرار طالما انتظرناه طويلا طويلا... وتحقق الآن، ليدعم التغييرات التي تشهدها السعودية".

وقد شاركت منال، ابنتها فرح التي تعمل في إحدى الشركات الوطنية.

من جهتها، قالت "فاطمة الكثير"، التي تعمل موظفة في أحد البنوك السعودية "نحتاج السيارة لأداء أنشطتنا اليومية، فنحن كسيدات نعمل ولدينا الكثير من النشاط الاجتماعي، ونبقى بحاجة للخروج ولذا فإننا نحتاج لوسيلة النقل، وهذا سيغير حياتي".

واحتفلت السعوديات بدءاً من ليل السبت، بمنحهن الحق في القيادة، وهن وراء المقود رسمياً، في لحظة طال انتظارها وحظيت باهتمام محلي ودولي، ضمن حملة الإصلاحات الاجتماعية الضخمة التي تؤسس لمستقبل اقتصادي واجتماعي أكثر حداثة.