يتصاعد الغضب بين القطريين بينما تواصل سلطات الدوحة طريقتها في التعنت مع مواطنيها الراغبين في أداء مناسك الحج، وذلك بعد حجب رابط إلكتروني خصصته السعودية لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء الفريضة.

ولجأت وزارة الحج والعمرة السعودية إلى تخصيص رابط آخر لخدمة حجاج قطر، بعد عدم تجاوب وزارة الأوقاف القطرية "لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين"، بحسب بيان للوزارة.

وتعليقا على ذلك قال الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني: "بينما تفتح المملكة قلبها قبل حدودها لمئات الآلاف من الحجاج، ها هو النظام القطري يمنع مواطنيه من الحج للعام الثاني، ذنب القطريين في رقاب من لا دين ولا مروءة تردعهم".

وأضاف في سلسلة تغريدات تنتقد تعنت النظام القطري "بلغت فيهم الدناءة منع مواطنيهم من بيت الله، وصلت فيهم الخصومة عقاب المسلمين إذا ما أدوا فريضتهم، ستنتهي الأزمة وتنجلي الغمة وسيحاكمكم القطريون على إجرامكم واستبدادكم".

ومضى يقول: "كل من عرفتهم من القطريين حجوا واعتمروا رغما عن النظام ولم يجدوا سوى الترحيب منذ وطأت أقدامهم أرض المملكة، وخونة الأوطان مدمري البلدان يعاقبون من أدى الفريضة وعاد سالما، التاريخ سينصفكم في صفحاته السوداء".

وشهد العام الماضي واقعة اعتقال سلطات الدوحة للحاج القطري حمد المري بمجرد عبوره منفذ سلوى الحدودي، عائدا إلى العاصمة، وذلك بعدما أشاد بترحيب السلطات السعودية بالحجاج.

ويتبع حكام قطر السياسة التي انتهجتها حليفتهم إيران عام 2016 حينما منع ملالي طهران الشعب الإيراني من أداء فريضة الحج، بعد رفض السلطات السعودية للشروط الإيرانية المطالبة بتسيس الحج.

وقال الباحث في العلاقات الدولية حمدان الشهري: "الداخل القطري غاضب جدا"، لكنه لا يستطيع أن يواجه القبضة الأمنية، مشيرا إلى "انتقام" السلطات في الدوحة من حجاج قطريين سابقين وآخرين أدوا عمرة رمضان الماضية بسبب أحاديثهم عن ترحيب المملكة السعودية بهم.

وأضاف الشهري لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه في حين تحرص السلطات السعودية على تسهيل الإجراءات للراغبين في أداء الحج هذا العام، "تحاول قطر تسييس الحج ولعب الدور الإيراني في منعه".

وتوقع الشهري عدم صمود الداخل القطري طويلا أمام منع الحج للعام الثاني على التوالي.

وفي السياق ذاته قال الباحث في العلاقات الدولية أحمد الفراج إن الشروط التي تفرضها قطر للسماح لحجاجها بالسفر تؤدي إلى تسييس الحج.

وأكد الفراج لموقع "سكاي نيوز عربية" أن تعنت السلطات القطرية سيزيد من نقمة الداخل على النظام، مضيفا "معظم الشعب القطري مستاء من سياسات نظام الدوحة حتى قبل المقاطعة العربية له".

ومضى يقول: "من كان يصدق أن تأتي دولة إسلامية في يوم من الأيام لتعاقب مواطنيها بمنعهم من أداء فريضة الحج".

ويرى الباحث في العلاقات الدولية أن التصرفات القطرية تجاه حجاجها تشير إلى أنها ستواصل مسلكها الذي دأبت عليه منذ عام.