دخل المشروع السعودي الضخم لنزع الألغام في اليمن "مسام" في المناطق التي زرعت فيها الميليشيات الألغام، والتي تم تحريرها مؤخراً، بهدف تحقيق هدف المشروع "يمن بلا ألغام"، والذي أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وبحسب ما ذكره مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، أسامة القصيبي، في تصريحاته لـ"العربية.نت"، فإن "أعضاء فريق (مسام) يشكلون ما مجموعه 400 عنصر ما بين خبراء عالميين ومتخصصين في نزع الألغام والذخائر غير المنفجرة، وتم استقطابهم من شتى أنحاء العالم، بينهم كوادر سعودية متخصصة وذوو كفاءة عالية، إضافة إلى يمنيين تم تدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع الألغام وإزالة العبوات الناسفة".
وأوضح القصيبي أن عدد الألغام التي تمت إزالتها خلال أسبوعين يبلغ 1000 لغم في كل من تعز وبيحان وعسيلان ومأرب، ومعظم تلك الألغام التي تم نزعها هي ألغام مضادة للآليات، وكذلك ألغام مضادة للأفراد والمحرمة دولياً، وغالباً ما تكون من مصادر مختلفة، إضافة إلى ألغام محلية الصنع أو إيرانية المنشأ.
وكشف القصيبي عن تطوير الألغام المضادة للمركبات في اليمن وتحويلها إلى ألغام مضادة للأفراد، والحصيلة 1194 قتيلاً، بينهم 216 طفلاً، وعدد وافر من المصابين الذين تسعى الفرق الهندسية المختصة في نزع الألغام إلى حصر أعدادهم وتجنب تناميها من خلال المثابرة في إزالة الألغام، وتم حتى الآن نزع 300 ألف لغم، وإعدام عدد وافر منها، وفي انتظار السير باليمن إلى بر الأمان، بعد تخليصه من كابوس الألغام نهائيا.
وذكر القصيبي: "إن فرق مسام تغطي سائر الأراضي اليمنية المتضررة من الألغام مع التركيز على المناطق عالية التأثير للحد من إصابات أهلها، ومساعدة النازحين على الرجوع لمناطقهم، وتشمل تعز، والساحل الغربي، والتي يتوافد إليها 8 فرق، أما لحج والحديدة ومركز عدن وصنعاء فستكون كل واحدة على موعد مع فريقين من فرق مسام".
وأضاف القصيبي: "ستتوجه 6 فرق إلى شبوة وبیحان وعسیلان، وإلى منطقة نھم فریق واحد، والجوف 3 فرق، أما مأرب فستتواجد فيها 4 فرق، إضافة إلى 5 فرق للتدخل السریع، وإبطال مفعول العبوات الناسفة.وشدد القصيبي على أن اليمن سجل الأعلى عالمياً في نسبة أعداد زراعة الألغام، والتي صنعت محلياً، وأخرى مستوردة من دول إقليمية، والبعض الآخر مموه ومعزز بعبوات ناسفة، موضحاً أن هذه الألغام المزروعة حول قرى ومزارع الیمنیین تمثل كابوساً مؤرقاً لهم، فلا يمر يوم دون وقوع ضحايا من أبنائهم بسببها.
وتحدث مدير البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، عميد ركن أمين عقيلي قائلا، إن 80% من الألغام في اليمن زرعت بطريقة غير نظامية وعشوائية، وتم وضعها في الوديان وبيوت المواطنين.
يذكر أن الحكومة اليمنية وقعت اتفاقية لنزع الألغام والذخائر غير المنفجرة مع شركة "داینا شیلد"، المتضامنة مع شركة دایناسیف الشرق الأوسط لإدارة المشاريع، وبمشاركة Dynasafe Area Clearance Group الإنجليزية، بإطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام"، الذي يهدف إلى التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني.