(الوطن) - صلالة
في أجواء صلالة الخضراء انطلق صباح الإثنين بمحافظة ظفار فعاليات "ملتقى الإعلام العربي" الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون من اتحاد الصحفيين العرب بعنوان: "الإعلام وإدارة الأزمات والمسؤولية الاجتماعية" ويستمر حتى الأربعاء 15 أغسطس الحالي.
رعى حفل افتتاح الملتقى وزير الدولة ومحافظ ظفار محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وبحضور الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية وعلي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام وعدد من المسئولين والإعلاميين العرب المشاركين.
بدأ حفل الافتتاح، الذي أقيم في منتجع روتانا صلالة، بافتتاح معرض صور الحالة المدارية "مكونو"، حيث تجول راعي الحفل والحضور بين حوالي 100 صورة من التقاطات أعضاء جمعية الصحفيين العمانية للحالة المدارية.
وحول الملتقى كان لراعي الحفل تصريح قال فيه: "أحيي جهود جمعية الصحفيين العمانية، وأحيي وسائل الإعلام العمانية بالتحديد على الحيادية والدقة والموضوعية في كل ما ينشر، وفي ظل وجود منافسين للإعلام التقليدي وهم كُثر، ويمكن أن يكونوا أسرع في نقل الخبر، ولكن تبقى المصداقية والمهنية، وعهدنا بالإعلام العماني المصداقية والموثوقية والموضوعية وعدم المبالغة".
وأضاف "نجد أن هناك من يشكك بتغطيتنا، ولكن أثبتنا مصداقية عالية في كثير من الأحداث، سواء أحداث الأنواء المناخية أو الأحداث السياسية المحيطة بنا، وهناك خطة إعلامية ممتازة ومضينا عليها منذ بداية النهضة وحتى الآن ونتمنى من الآخرين أن يتناولوا المواضيع كذلك بحيادية وموضوعية، فالإعلام سلاح ذو حدين، وطالما صنع الأزمات بدلاً من أن يكون طرفاً في حلها".
وأكد أن "عمان دائماً تحب السلم، وتطرح المواضيع السياسية بحيادية وواقعية وبهدف السلم، ولا نبالغ، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، ونأمل أن لا يتدخل الآخرون في شؤوننا، هذه رسالتي للإعلاميين، ونأمل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يحدوا حدو الإعلام الرسمي في التغطية الحقيقية بعيداً عن التهويل والإشاعات".
بدوره قال علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام في عمان، في كلمة افتتاح الملتقى: "الملتقى جاء بعد ظروف استثنائية مرت بها المحافظة، وعنوان يتسق مع الأحداث التي مرت بها السلطنة خلال الفترة الماضية من تعرض هذه المحافظة والوسطى للظروف الجوية الاستثنائية، وعنوان هذا اللقاء الذي يجتمع عليه الصحفيون من وطننا العربي وبرعاية جمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب فموضوع الأزمات وإدارتها إعلامياً يجب أن تكون حاضرة في الذهن العربي سواء كانت تلك الأزمات الطبيعية أو تلك التي تفرضها علينا الظروف المحيطة بنا".
وأضاف "مررنا بأكثر من تجربة في هذا المجال ولعلنا لا يجب أن نقول الآن إنها تجربة لأنها في رأيي أن المسألة قد تعدت مرحلة التجريب إلى مرحلة الأداء المؤسسي التي شهدناها في الحالة "مكونو"".
وأكد أن "الإعلام يجب أن يكون حاضراً في مثل هذه المناسبات ويجب أن يكون مهيأ لإدارة مثل هذه الأزمات"، قائلاً: "إننا لم نبق لوقتنا في الساحة فهناك من يشاركنا اليوم فالكل اصبح صحفياً ويملك نفس الأدوات التي نملكها وربما يكون أسرع منا في توصيل في مثل هذه المعلومة بغض النظر عن مصداقيتها التي ترسل او التي تستقبل، ولكن علينا أن نجلس دائماً لمناقشة مثل هذه الأمور والخروج بدروس مستفادة في مجال الإعلام في كيفية التعاطي الصادق مع مثل هذه الأزمات".
وتابع قائلاً: "في أزمة "مكونو"، ومن خلال متابعة اللجنة الوطنية للدفاع المدني التي أتشرف بعضويتها حيث مررنا بالكثير من الضغوط، من وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم من هول الأمر لدرجة أنه بشر للأسف الشديد ان هذه الحالة ستغرق مدينة صلالة على سبيل المثال وأن الإعلام المحلي لا يقول الحقيقة للناس، ولكن الإعلام المحلي كان متمتعاً بمصداقية عالية وكان مصدره أكثر ثقة".
واختتم مهنئاً جميع المسؤولين في محافظة ظفار وعلى رأسهم وزير الدولة ومحافظة ظفار وأبناء السلطنة قاطبة بهذا الموسم الاستثنائي للموسم السياحي لمحافظة ظفار الذي جاء بعد تلك الأنواء، قائلاً: "كما يقال إن السماء ترجى حين تحتجب، واحتجبت السماء وطننا في "مكونو" واعتقدنا بداية بأن هذا الموسم سيكون من أقل المواسم جذباً نظراً للأضرار التي تعرضت لها محافظة ظفار، ولكن النتائج جاءت عكسية وذلك بفضل الجهود التي بذلت من قبل أبناء محافظة ظفار ومختلف المؤسسات في السلطنة للقيام بدورها وإعادة الأمور إلى طبيعتها، فالتهنئة لكم جميعاً على ذلكم الإنجاز وعلى هذا الموسم الاستثنائي ومرحباً بالأشقاء من كل الوطن العربي في السلطنة وفي هذا الجزء العزيز الغالي في محافظة ظفار".
كما ألقى في سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس الجمعية كلمة في الملتقى قال فيها: "محافظة ظفار التي حبست أنفاس العمانيين والأشقاء المقيمين، تحديداً في شهر مايو، حيث حدث على هذه الأرض الطيبة حالة مدارية المعروفة بـ "مكونو"، فواجه سكان المحافظة إعصاراً ضرب أرجاء المعمورة، وقد لطف بها المولى عز وجل وحال سبحانه دون الأضرار التي كانت متوقعة وهيأ سبحانه الرجال الأوفياء والقدرات والإمكانيات القوية للسيطرة على هذه الحالة، فتعافت محافظة ظفار من أزمتها المناخية في وقت قياسي، رغم اتساع النطاق الجعرافي لتأثير الإعصار وسرعة رياح وصلت إلى قرابة 180 كيلومتراً بالساعة، إلا أن همة الإنسان العماني، الهمة التي تمثلت بمختلف القطاعات العامة والخاصة، والتي ساهمت في إعادة الحياة إلى شرايين هذه المحافظة في زمن قصير دلالة على الإصرار والقدرة على المعالجة لتعود المحافظة إلى واجهتها السياحية ولتستقبل زوارها".
وأضاف "يأتي تنظيم هذا الملتقى، الذي يتضمن عدداً من الأنشطة والجلسات الحوارية والدورات التدريبية، يهدف إلى إبراز الوجه السياحي لهذه المحافظة ودعماً للأنشطة التي تنفذ خلال موسم الخريف من قبل وزارة السياحة وبلدية ظفار الهادف إلى استقبال المزيد من السياح، وهناك مؤشرات بأن الخريف هذا العام سيكون زواره أكثر من السنوات الماضية، كما أن الملتقى يهدف إلى انماء مهارات الصحفيين العمانيين والعرب، ضمن الأهداف المشتركة لجمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب، من خلال البرامج المشتركة التي تنفذ محلياً وعربياً".
واختتم الجهوري كلمته بقوله: "يعيش العالم اليوم إعادة تشكيل في مفاصله، ومنها الإعلام الذي أصبح أكثر قدره على التأثير في المجتمعات لا سيما انه يمثل قاطرة هذا التغيير، وانطلاقاً من ذلك قطعت جمعية الصحفيين العمانية مراحل متقدمة في تنفيذ برامج نوعية على المستويين العربي والدولي، وفي هذا الإطار فقد أقر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية برنامج يقوم على تدريب وتأهيل الصحفيين في معاهد عالمية متخصصة في مجال تطوير قدرات الصحفيين والإعلاميين لأكثر من 60 عضواً هذا العام، كما سيتم أيضا استقطاب الخبرات العالمية لإكساب أعضائها مهارات العمل الصحفي بما يتواكب مع التطور الإعلامي الذي يشهده على كافة الأصعدة".
ومن الكلمات الملقاة كذلك في حفل الافتتاح، كلمة اتحاد الصحفيين العرب، ألقاها الدكتور عبدالله الجحلان نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وقال: "هذا الملتقى يمثل أحد الصور الصحية للعمل الإعلامي العربي المشترك في وقت نحن في أمسّ الحاجة إلى أفعال مماثلة لخدمة الحاجات الملحة في ساحة الإعلام العربي، وإن الاتحاد العام للصحافة العربية يسعد اليوم بإقامة هذه المناسبة المشتركة في مجهوداتها في جمعية الصحفيين العمانية التي عودت الاتحاد على مثل هذا الحراك الفاعل، وإتاحة الفرصة للاتحاد أن يترجم أهدافه في اكثر من مناسبة أقيمت على ارض عمان الحبيبة، وما هذا الملتقى إلا احد الوجوه المضيئة لإسهامات جمعية الصحفيين العمانية في الاتحاد، وجهود الزميل سالم الجهوري الأمين العام في الاتحاد ورئيس لجنة التدريب فيه، فقد أقامت لجنة التدريب العديد من الدورات التدريبية في تخصصات مختلفة في العديد من الدول العربية جمعت الصحفيين العرب الذين استفادوا وأفادوا بخبراتهم، واجزم أن العناوين التي يتم اختيارها لتكون محاور رئيسية لهذه الدورة، ومشاركة نخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب، سيؤتي ثماره المرجوة من إقامتها، ولعل تجربة الإعلام العماني في التعاطي مع إعصار "مكونو" الذي ضرب جنوب عمان من الجزيرة العربية يمثل صورة رائعة للتعامل الإعلامي مع الأزمات الكوارث الطارئة".
وتابع "حقيقة في ظل التطور الهائل لوسائل ووسائط الإعلام المختلفة وتفاقم الأزمات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية على مستويات المجلس والعالم العربي، والمستوى الإقليمي والدولي، جدير بأن تعقد له الملتقيات والدورات ليكون التعاطي الإعلامي في هذه الأزمات والكوارث في مساره الصحيح ليسهم في تحسين النتائج، لا مضاعفة سلبياتها".
جلسات نقاشية حوارية
تضمن اليوم الأول للملتقى عقد جلستين حواريتين، الأولى بعنوان: "الإعلام والأزمات"، وأدار الجلسة الإعلامي يوسف بن عبدالكريم الهوتي، وشارك فيها كل من سيف بن سعود المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان، وسالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار، وأحمد بن عبدالقادر الغساني رئيس مكتب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في محافظة ظفار.
وقد تطرق في البداية يوسف بن عبدالكريم الهوتي إلى آثار إعصار "مكونو" وقوته والتأثير على الطبيعة الجغرافية، وجهود السلطنة ممثلة بمؤسساتها حول تدارك ذلك الحدث بالتكاتف والتعاون بين الجميع.
بعده تحدث سالم بن عوض النجار حول رفع مستوى الثقافة لدى الإنسان ودوره في التعامل مع أحداث الإعصار والتخفيف من آثاره وكذلك دور وسائل الإعلام التي كانت كفيلة حول التعامل مع المعطيات وبالإضافة إلى الأرصاد الجوية ودورها الكبير أثناء ذلك.
وبدوره تحدث سيف بن سعود المحروقي قائلاً: "إن إعصار جونو الذي ضرب السلطنة في عام 2007 علمنا الكثير من الدروس حول التعامل مع هكذا حالات، وقمنا أثناء هذا الإعصار الأخير مكونو بعملية توزيع أشخاص معينين على عدد من ولايات محافظتي ظفار والوسطى، وكان لهم دور بارز في تغطية أحداث الإعصار".
وأخيراً أشار أحمد بن عبدالقادر الغساني إلى الإشادة الدولية عن وسائل الإعلام المختلفة حول التعامل مع الإعصار الذي جرى بكل دقة وحرص وتنسيق مع الكثير من الدوائر خاصة الكهرباء والمياه، مع وجود سيارات نقل متحركة كأستوديو للمتابعة ونقل مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية واستمر هذا العمل لمدة 3 أيام بتكاتف شديد كفريق واحد يمثله حوالي 80 شخصاً لنقل جميع الأخبار المتعلقة بالإعصار في المدينة والجبل.
وأثناء الجلسة فُتح المجال للحضور بطرح أسئلتهم ومناقشاتهم ووجهات نظرهم حول محور الحديث.
بعد ذلك عقدت الجلسة النقاشية الثانية والتي جاءت تحت عنوان "الإعلام والمسؤولية الاجتماعية" والتي أدارها الإعلامي باسل الرواس وضمت كلاً من: أحمد كشوب من شركة صلالة للميثانول وزكريا الغساني من شركة سيراببس للتنمية وأحمد التميمي من ريسوت للاسمنت تطرقوا خلالها إلى دور القطاع الخاص في المجتمع المحلي والمشروعات الوطنية والمسؤولية المجتمعية في نقل الحقيقة ودور العمل الاجتماعي وكيف إدارة الأزمة ومفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق عدد من المجتمعات ودورها في إبراز المؤسسات التي لها دور مجتمعي.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى جاء للوقوف على تجربة السلطنة في التعامل مع الأزمات "إعصار كونو" وتحديد العلاقة بين المسؤولية الإعلامية والتعامل مع الأزمات في المجال الإعلامي، وإبراز الدور الفاعل والمؤثر للإعلام في مساندة القطاعات الحكومية وتقديم الخدمة والحماية للمجتمع، وكذلك التخطيط لإعداد دليل مهني للصحافيين العرب حول موضوع دور الإعلام في التعامل المهني مع الأزمات.
في أجواء صلالة الخضراء انطلق صباح الإثنين بمحافظة ظفار فعاليات "ملتقى الإعلام العربي" الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون من اتحاد الصحفيين العرب بعنوان: "الإعلام وإدارة الأزمات والمسؤولية الاجتماعية" ويستمر حتى الأربعاء 15 أغسطس الحالي.
رعى حفل افتتاح الملتقى وزير الدولة ومحافظ ظفار محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وبحضور الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية وعلي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام وعدد من المسئولين والإعلاميين العرب المشاركين.
بدأ حفل الافتتاح، الذي أقيم في منتجع روتانا صلالة، بافتتاح معرض صور الحالة المدارية "مكونو"، حيث تجول راعي الحفل والحضور بين حوالي 100 صورة من التقاطات أعضاء جمعية الصحفيين العمانية للحالة المدارية.
وحول الملتقى كان لراعي الحفل تصريح قال فيه: "أحيي جهود جمعية الصحفيين العمانية، وأحيي وسائل الإعلام العمانية بالتحديد على الحيادية والدقة والموضوعية في كل ما ينشر، وفي ظل وجود منافسين للإعلام التقليدي وهم كُثر، ويمكن أن يكونوا أسرع في نقل الخبر، ولكن تبقى المصداقية والمهنية، وعهدنا بالإعلام العماني المصداقية والموثوقية والموضوعية وعدم المبالغة".
وأضاف "نجد أن هناك من يشكك بتغطيتنا، ولكن أثبتنا مصداقية عالية في كثير من الأحداث، سواء أحداث الأنواء المناخية أو الأحداث السياسية المحيطة بنا، وهناك خطة إعلامية ممتازة ومضينا عليها منذ بداية النهضة وحتى الآن ونتمنى من الآخرين أن يتناولوا المواضيع كذلك بحيادية وموضوعية، فالإعلام سلاح ذو حدين، وطالما صنع الأزمات بدلاً من أن يكون طرفاً في حلها".
وأكد أن "عمان دائماً تحب السلم، وتطرح المواضيع السياسية بحيادية وواقعية وبهدف السلم، ولا نبالغ، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، ونأمل أن لا يتدخل الآخرون في شؤوننا، هذه رسالتي للإعلاميين، ونأمل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يحدوا حدو الإعلام الرسمي في التغطية الحقيقية بعيداً عن التهويل والإشاعات".
بدوره قال علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام في عمان، في كلمة افتتاح الملتقى: "الملتقى جاء بعد ظروف استثنائية مرت بها المحافظة، وعنوان يتسق مع الأحداث التي مرت بها السلطنة خلال الفترة الماضية من تعرض هذه المحافظة والوسطى للظروف الجوية الاستثنائية، وعنوان هذا اللقاء الذي يجتمع عليه الصحفيون من وطننا العربي وبرعاية جمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب فموضوع الأزمات وإدارتها إعلامياً يجب أن تكون حاضرة في الذهن العربي سواء كانت تلك الأزمات الطبيعية أو تلك التي تفرضها علينا الظروف المحيطة بنا".
وأضاف "مررنا بأكثر من تجربة في هذا المجال ولعلنا لا يجب أن نقول الآن إنها تجربة لأنها في رأيي أن المسألة قد تعدت مرحلة التجريب إلى مرحلة الأداء المؤسسي التي شهدناها في الحالة "مكونو"".
وأكد أن "الإعلام يجب أن يكون حاضراً في مثل هذه المناسبات ويجب أن يكون مهيأ لإدارة مثل هذه الأزمات"، قائلاً: "إننا لم نبق لوقتنا في الساحة فهناك من يشاركنا اليوم فالكل اصبح صحفياً ويملك نفس الأدوات التي نملكها وربما يكون أسرع منا في توصيل في مثل هذه المعلومة بغض النظر عن مصداقيتها التي ترسل او التي تستقبل، ولكن علينا أن نجلس دائماً لمناقشة مثل هذه الأمور والخروج بدروس مستفادة في مجال الإعلام في كيفية التعاطي الصادق مع مثل هذه الأزمات".
وتابع قائلاً: "في أزمة "مكونو"، ومن خلال متابعة اللجنة الوطنية للدفاع المدني التي أتشرف بعضويتها حيث مررنا بالكثير من الضغوط، من وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم من هول الأمر لدرجة أنه بشر للأسف الشديد ان هذه الحالة ستغرق مدينة صلالة على سبيل المثال وأن الإعلام المحلي لا يقول الحقيقة للناس، ولكن الإعلام المحلي كان متمتعاً بمصداقية عالية وكان مصدره أكثر ثقة".
واختتم مهنئاً جميع المسؤولين في محافظة ظفار وعلى رأسهم وزير الدولة ومحافظة ظفار وأبناء السلطنة قاطبة بهذا الموسم الاستثنائي للموسم السياحي لمحافظة ظفار الذي جاء بعد تلك الأنواء، قائلاً: "كما يقال إن السماء ترجى حين تحتجب، واحتجبت السماء وطننا في "مكونو" واعتقدنا بداية بأن هذا الموسم سيكون من أقل المواسم جذباً نظراً للأضرار التي تعرضت لها محافظة ظفار، ولكن النتائج جاءت عكسية وذلك بفضل الجهود التي بذلت من قبل أبناء محافظة ظفار ومختلف المؤسسات في السلطنة للقيام بدورها وإعادة الأمور إلى طبيعتها، فالتهنئة لكم جميعاً على ذلكم الإنجاز وعلى هذا الموسم الاستثنائي ومرحباً بالأشقاء من كل الوطن العربي في السلطنة وفي هذا الجزء العزيز الغالي في محافظة ظفار".
كما ألقى في سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس الجمعية كلمة في الملتقى قال فيها: "محافظة ظفار التي حبست أنفاس العمانيين والأشقاء المقيمين، تحديداً في شهر مايو، حيث حدث على هذه الأرض الطيبة حالة مدارية المعروفة بـ "مكونو"، فواجه سكان المحافظة إعصاراً ضرب أرجاء المعمورة، وقد لطف بها المولى عز وجل وحال سبحانه دون الأضرار التي كانت متوقعة وهيأ سبحانه الرجال الأوفياء والقدرات والإمكانيات القوية للسيطرة على هذه الحالة، فتعافت محافظة ظفار من أزمتها المناخية في وقت قياسي، رغم اتساع النطاق الجعرافي لتأثير الإعصار وسرعة رياح وصلت إلى قرابة 180 كيلومتراً بالساعة، إلا أن همة الإنسان العماني، الهمة التي تمثلت بمختلف القطاعات العامة والخاصة، والتي ساهمت في إعادة الحياة إلى شرايين هذه المحافظة في زمن قصير دلالة على الإصرار والقدرة على المعالجة لتعود المحافظة إلى واجهتها السياحية ولتستقبل زوارها".
وأضاف "يأتي تنظيم هذا الملتقى، الذي يتضمن عدداً من الأنشطة والجلسات الحوارية والدورات التدريبية، يهدف إلى إبراز الوجه السياحي لهذه المحافظة ودعماً للأنشطة التي تنفذ خلال موسم الخريف من قبل وزارة السياحة وبلدية ظفار الهادف إلى استقبال المزيد من السياح، وهناك مؤشرات بأن الخريف هذا العام سيكون زواره أكثر من السنوات الماضية، كما أن الملتقى يهدف إلى انماء مهارات الصحفيين العمانيين والعرب، ضمن الأهداف المشتركة لجمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب، من خلال البرامج المشتركة التي تنفذ محلياً وعربياً".
واختتم الجهوري كلمته بقوله: "يعيش العالم اليوم إعادة تشكيل في مفاصله، ومنها الإعلام الذي أصبح أكثر قدره على التأثير في المجتمعات لا سيما انه يمثل قاطرة هذا التغيير، وانطلاقاً من ذلك قطعت جمعية الصحفيين العمانية مراحل متقدمة في تنفيذ برامج نوعية على المستويين العربي والدولي، وفي هذا الإطار فقد أقر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية برنامج يقوم على تدريب وتأهيل الصحفيين في معاهد عالمية متخصصة في مجال تطوير قدرات الصحفيين والإعلاميين لأكثر من 60 عضواً هذا العام، كما سيتم أيضا استقطاب الخبرات العالمية لإكساب أعضائها مهارات العمل الصحفي بما يتواكب مع التطور الإعلامي الذي يشهده على كافة الأصعدة".
ومن الكلمات الملقاة كذلك في حفل الافتتاح، كلمة اتحاد الصحفيين العرب، ألقاها الدكتور عبدالله الجحلان نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وقال: "هذا الملتقى يمثل أحد الصور الصحية للعمل الإعلامي العربي المشترك في وقت نحن في أمسّ الحاجة إلى أفعال مماثلة لخدمة الحاجات الملحة في ساحة الإعلام العربي، وإن الاتحاد العام للصحافة العربية يسعد اليوم بإقامة هذه المناسبة المشتركة في مجهوداتها في جمعية الصحفيين العمانية التي عودت الاتحاد على مثل هذا الحراك الفاعل، وإتاحة الفرصة للاتحاد أن يترجم أهدافه في اكثر من مناسبة أقيمت على ارض عمان الحبيبة، وما هذا الملتقى إلا احد الوجوه المضيئة لإسهامات جمعية الصحفيين العمانية في الاتحاد، وجهود الزميل سالم الجهوري الأمين العام في الاتحاد ورئيس لجنة التدريب فيه، فقد أقامت لجنة التدريب العديد من الدورات التدريبية في تخصصات مختلفة في العديد من الدول العربية جمعت الصحفيين العرب الذين استفادوا وأفادوا بخبراتهم، واجزم أن العناوين التي يتم اختيارها لتكون محاور رئيسية لهذه الدورة، ومشاركة نخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب، سيؤتي ثماره المرجوة من إقامتها، ولعل تجربة الإعلام العماني في التعاطي مع إعصار "مكونو" الذي ضرب جنوب عمان من الجزيرة العربية يمثل صورة رائعة للتعامل الإعلامي مع الأزمات الكوارث الطارئة".
وتابع "حقيقة في ظل التطور الهائل لوسائل ووسائط الإعلام المختلفة وتفاقم الأزمات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية على مستويات المجلس والعالم العربي، والمستوى الإقليمي والدولي، جدير بأن تعقد له الملتقيات والدورات ليكون التعاطي الإعلامي في هذه الأزمات والكوارث في مساره الصحيح ليسهم في تحسين النتائج، لا مضاعفة سلبياتها".
جلسات نقاشية حوارية
تضمن اليوم الأول للملتقى عقد جلستين حواريتين، الأولى بعنوان: "الإعلام والأزمات"، وأدار الجلسة الإعلامي يوسف بن عبدالكريم الهوتي، وشارك فيها كل من سيف بن سعود المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان، وسالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار، وأحمد بن عبدالقادر الغساني رئيس مكتب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في محافظة ظفار.
وقد تطرق في البداية يوسف بن عبدالكريم الهوتي إلى آثار إعصار "مكونو" وقوته والتأثير على الطبيعة الجغرافية، وجهود السلطنة ممثلة بمؤسساتها حول تدارك ذلك الحدث بالتكاتف والتعاون بين الجميع.
بعده تحدث سالم بن عوض النجار حول رفع مستوى الثقافة لدى الإنسان ودوره في التعامل مع أحداث الإعصار والتخفيف من آثاره وكذلك دور وسائل الإعلام التي كانت كفيلة حول التعامل مع المعطيات وبالإضافة إلى الأرصاد الجوية ودورها الكبير أثناء ذلك.
وبدوره تحدث سيف بن سعود المحروقي قائلاً: "إن إعصار جونو الذي ضرب السلطنة في عام 2007 علمنا الكثير من الدروس حول التعامل مع هكذا حالات، وقمنا أثناء هذا الإعصار الأخير مكونو بعملية توزيع أشخاص معينين على عدد من ولايات محافظتي ظفار والوسطى، وكان لهم دور بارز في تغطية أحداث الإعصار".
وأخيراً أشار أحمد بن عبدالقادر الغساني إلى الإشادة الدولية عن وسائل الإعلام المختلفة حول التعامل مع الإعصار الذي جرى بكل دقة وحرص وتنسيق مع الكثير من الدوائر خاصة الكهرباء والمياه، مع وجود سيارات نقل متحركة كأستوديو للمتابعة ونقل مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية واستمر هذا العمل لمدة 3 أيام بتكاتف شديد كفريق واحد يمثله حوالي 80 شخصاً لنقل جميع الأخبار المتعلقة بالإعصار في المدينة والجبل.
وأثناء الجلسة فُتح المجال للحضور بطرح أسئلتهم ومناقشاتهم ووجهات نظرهم حول محور الحديث.
بعد ذلك عقدت الجلسة النقاشية الثانية والتي جاءت تحت عنوان "الإعلام والمسؤولية الاجتماعية" والتي أدارها الإعلامي باسل الرواس وضمت كلاً من: أحمد كشوب من شركة صلالة للميثانول وزكريا الغساني من شركة سيراببس للتنمية وأحمد التميمي من ريسوت للاسمنت تطرقوا خلالها إلى دور القطاع الخاص في المجتمع المحلي والمشروعات الوطنية والمسؤولية المجتمعية في نقل الحقيقة ودور العمل الاجتماعي وكيف إدارة الأزمة ومفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق عدد من المجتمعات ودورها في إبراز المؤسسات التي لها دور مجتمعي.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى جاء للوقوف على تجربة السلطنة في التعامل مع الأزمات "إعصار كونو" وتحديد العلاقة بين المسؤولية الإعلامية والتعامل مع الأزمات في المجال الإعلامي، وإبراز الدور الفاعل والمؤثر للإعلام في مساندة القطاعات الحكومية وتقديم الخدمة والحماية للمجتمع، وكذلك التخطيط لإعداد دليل مهني للصحافيين العرب حول موضوع دور الإعلام في التعامل المهني مع الأزمات.