* 30 عاماً في الجبل يقتات على الأعشاب

تونس - منال المبروك

من العيش في مغارة طيلة 30 عاماً إلى البقاع المقدسة، هي رحلة تطور غريبة في حياة شيخ تونسي في الستين من عمره اكتشفت السلطات المحلية أنه يعيش حياة بدائية في مغارة جبلية بمفرده منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً.

وفي مايو الماضي قادت الصدفة المسؤول عن السلطة المحلية بمعتمدية تستور من محافظة باجة شمال غرب تونس إلى منطقة جبلية، حيث اكتشف معتمد المنطقة أن عجوزاً ستينياً يعيش في مغارة جبلية ويقتات من الأعشاب لتكون تلك اللحظة نقطة تحوّل كبيرة في حياة الرجل بعد أن استنفرت السلطات المحلية وجمعيات مدنية لمساعدته والتكفل به ومن ثمة مساعدته على أداء فريضة الحج.

وكشف المسؤول المحلي محمد الهادي الزايري، أن ""البرني العباسي" أو ما عُرف بـ"شيخ المغارة" توجه للأراضي المقدسة، لأداء فريضة بعد حصوله على تأشيرة الحج في إطار تأشيرات المجاملة التي تمنحها سفارة المملكة العربية السعودية لتونسيين مثنياً على التسهيلات الكبيرة التي منحتها له سفارة المملكة ليختم مسيرة حياة شاقة بزيارة البقاع المقدسة".

وذكر المعتمد في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "الشيخ الستيني قضى 30 سنة من حياته وهو يعيش في أحد جبال المنطقة دون وثائق ثبوتية سينطلق أخيراً إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة".

وقال المسؤول المحلي إن "الشيخ لم يصدّق أنه سيزور البقاع المقدسة وأنه حلم كان أبعد من الخيال إلا عند حلوله بمطار الحجيج أين استقبل استقبال النجوم".

يشار إلى أن "المعتمد المذكور اكتشف يوم 22 مايو 2018 حالة الشيخ البرني بن الطيب العباسي الذي يعيش في مغارة منذ سنوات بجبل كشتيلو من عمادة السلوقية ونشر محمد الهادي الزايري حينها صوراً وفيديوهات توثق الحالة المزرية التي كان عليها الشيخ"، لافتاً إلى أنه "تم اتخاذ قرار بإيواء الشيخ الستيني فيما بعد بمركز رعاية المسنين وتوفير جميع ظروف العيش الكريم له".