* العاهل السعودي: سنواصل جهودنا في محاربة الإرهاب

* متمسكون برسالة الإسلام السمحة وحريصون على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن

* "الوطن" ترصد حفل الاستقبال السنوي لرجال المملكة وكبار الشخصيات الإسلامية في الحج

* وزير الحج والعمرة: 150 مليون حاج ومعتمر خلال 10 سنوات

* العيسى: منهج وحزب واحد يشمل المسلمين دون عبث التصنيف ولا تفريق الإقصاء

* أرباش: نحن في أمس الحاجة لتحقيق الترابط والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية

مكة المكرمة - كمال عوض

أكد خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن "السعودية تتشرف بخدمة الحجاج وستواصل تيسير مناسكهم"، مشددا على أن "المملكة تؤكد موقفها الثابت من محاربة الإرهاب والتمسك برسالة الإسلام السمحة".

وأضاف الملك سلمان، خلال لقائه رؤساء وفود الحج، "أسأل الله العلي العظيم أن يقبل من إخواننا الحجاج حجهم ونسكهم ويوفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين".

وأقام خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي بقصر منى في مكة المكرمة الاربعاء، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام.

وقال خادم الحرمين الشريفين في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة إن "الله شرف المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم، ولقد أعطته كل العناية والاهتمام، منذ أن أسس أركانها الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ، ومن بعده ملوك هذه البلاد ـ رحمهم الله جميعاً".

وأضاف الملك سلمان "سنواصل ذلك بإذن الله، لإيماننا العميق بأن خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقيام على شؤونهم وتيسير أدائهم لمناسكهم واجب علينا وشرف عظيم لنا نفخر ونعتز به".

وذكر العاهل السعودي أن "المملكة العربية السعودية التي تضم في جنباتها قبلة المسلمين، ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وانطلاقاً من مكانتها الإسلامية ودورها الإقليمي والدولي تؤكد موقفها الثابت في محاربة الإرهاب والتطرف واجتثاثه بكافة أشكاله وصوره والتمسك برسالة الإسلام السمحة والحرص على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع".

من جانبه، قال وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بن طاهر بنتن ان "أبناء المملكة العربية السعودية، مدنيين وعسكريين من القطاعين الحكومي والأهلي ومن معهم من آلاف المتطوعين، يبذلون أقصى الجهود لخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم خلال مسيرتهم في أداء النسك". وأكد وزير الحج والعمرة أن "المملكة العربية السعودية تفخر باحتضان وخدمة أكثر من 150 مليون حاج ومعتمر خلال العشر سنوات الماضية من مختلف أرجاء المعمورة ومن أكثر من 100 جنسية، وصل منهم سبعة ملايين معتمر لهذا العام، إضافة إلى ما يقارب من مليوني حاج يؤدون الآن مناسكهم". وتابع في حديثه "نعمل بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على الاستعداد لاستقبال وخدمة أكثر من 300 مليون مسلم خلال العشر سنوات القادمة، فمرحبا بكم ضيوفا للرحمن في بلد الحرمين مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية". ولفت النظر إلى أن "ندوة الحج الكبرى التي عقدت هذا العام بعنوان "شرف المكان والزمان في طمأنينة وأمان" جسدت ما توفره المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن من أمن وأمان وخدمات براحة وطمأنينه، حيث تمثل الندوة المشروع الثقافي الحضاري الذي يلتقي فيه علماء المسلمين في موسم الحج، لتعزيز التلاحم والتواصل بين علماء ومفكري الأمة"، مبينا أن "الندوة تناولت في بحوثها وحواراتها الدعوة للاعتدال والوسطية، والبعد عن التطرف والغلو والفئوية والحزبية في الخطاب الإسلامي، ودعت إلى تعزيز قيم التسامح، وترسيخ الحوار والدعوة لتعزيز التواصل بين علماء المسلمين والتفرغ لغايات الحج الكبرى ومقاصده العليا".

وألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمة قال فيها "يسعدُ حجاج بيت الله الحرام، في مؤتمرهم السنوي الكبير، عبر هذا الجمع الميمون، وقد حفتهم السكينة، وشملتهم بفضل الله وعونه الخدمات الجليلة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين، فكانت شرفا ومسؤولية تؤكد دوما أن للأمم من تاريخ قادتها عناوين، في تواصل إسلامي، أثبت تاريخه الموثق، أن هذه البقاع الطاهرة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومن بعده أبنائه البررة في عهدة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وبين أنه "في إطار رابطة العالم الإسلامي، مظلة الشعوب الإسلامية وجامعتهم بحسب نظامها، وعملها يواصل الأفق الشرعي قيمه الرفيعة، ليترجم عالمية ديننا الحنيف الذي انسجم عبر قرونه المضيئة مع السياقات كافة، فأعطت مرونته المشروعة لكل حكمه".

وأكد العيسى "أهمية متابعة تحصين الوعي الإسلامي ليضع نفسه أمام صحة التشخيص، سالكاً جادة الإسلام التي تؤكد نصوصها أنه ليس في التدين الإسلامي إلا منهج وحزب واحد يشمل المسلمين كافة دون عبث التصنيف ولا تفريق الإقصاء، مع الرحابة بالافق العلمي وتعدده وهو ما اقتفت منهجه القويم رابطة العالم الإسلامي عبر برامجها ومبادراتها وحواراتها حول العالم، حتى استطاعت - بحمد الله - معالجة واحتواء حالات من أصوات الكراهية ضد الإسلام التي اخترقها الجهل والأغراض مستغلاً منطقة فراغ واسعة وطويلة".

وأوضح الدكتور العيسى، أن "الطموح الإسلامي بمنهجه الصحيح يكون مستمراً على منصة النجاح والثقة به في التعامل مع المتغيرات بتأسيس راسخ، يعكس قيم الدين الحنيف، والأمة الإسلامية ولادة للخير والعطاء الوفير، ولا تزال – بحمد الله – على هذا الهدي".

وقال انه "من خلال هذه الشعيرة المباركة تتجلى صور من ذلك مفعمة بالروح بقدر هممها العالية، وعزائمها الصادقة،وفق ترتيب محكم ، ومظلة قبلتها الجامعة".

عقب ذلك ألقى رئيس الشؤون الدينية التركية الاستاذ الدكتور علي أرباش كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحجاج وقال، "نحن الآن في أمس الحاجة لتحقيق المزيد من الترابط والتأخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية لأن الحج عرفة أي التعارف لقول الله سبحانه وتعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"".

وتابع قائلاً "ونحن في خير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله وأفضلها وأعظمها حرمة لقول النبي صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، هل بلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم، ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، ثم قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: ثم قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم، هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم، قال "ليبلغ الشاهد الغائب"".