مكة المكرمة - كمال إدريس

انخفاض عدد الحجاج دون تصريح، وعدم تسجيل حوادث أو أمراض في موسم حج 1439هـ، وخلوه من المتسللين، كانت ضمن أهم 35 ميزة تم رصدها مقابل 7 ملاحظات تجري المملكة العربية السعودية العمل على معالجتها والتخلص منها. جاء ذلك خلال مناقشة اجتماع لجنة الحج المركزية برئاسة مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل خلال اجتماعها الأخير للإيجابيات والسلبيات، وهو الاجتماع الذي وافق خلاله سموه على عقد ورشة عمل الحج أواخر محرم المقبل استعدادا للموسم المقبل 1440هـ.

وعقد الاجتماع في برئاسة الفيصل في ديوان الإمارة بالعاصمة المقدسة، مستعرضاً إحصاءات الحجاج المغادرين من كافة المنافذ، حيث غادر 207 آلاف حاج من بين 1760486 حاجاً حتى الأربعاء، بواقع 11.8%، وكذلك أبرز الإيجابيات التي تم رصدت هذا الموسم، ومن بينها تميز الحج بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات مادية وبشرية لخدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب ارتفاع مستوى التنسيق بين كافة الجهات العاملة، ورفع مستوى الأداء فيما بينها بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة ومتابعة نائبه الأمير عبدالله بن بندر، إضافة إلى لما تم تنفيذه من مشاريع هدفت لخدمة ضيوف الرحمن، وأنجزت في وقت قياسي من قبل هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة.

كما تضمنت الإيجابيات انخفاض أعداد المتسللين للمشاعر، وخلو الحج من الحوادث والأمراض الوبائية والمعدية، وتوفر الخدمات بشكل كامل، وسلاسة نقل الحجاج وتوفير الأمن لهم، وشمولية كافة مخيمات مشعر منى بالتكييف الجديد المطور وجاهزية مواقع سكن الحجاج في المشاعر، ونجاح الفرضيات والتمارين التي تمت خلال الموسم استعداداً لأي طارئ.

وحملت الإيجابيات تطوير وإنشاء غرف عزل المرضى بالمستشفيات، وتقديم الخدمة الصحية لأكثر من 330 ألف حاج في مكة والمشاعر، وتطوير آليات تفويج الحجيج، وانسيابية المرور، وانتظام رحلات القطار في أوقاتها، وارتفاع المتطوعين بالدفاع المدني من 813 إلى 1485 متطوعاً، وتنفيذ مبادرة الطريق إلى مكة التي أسهمت في إنهاء إجراءات 100 ألف حاج من إندونيسيا وماليزيا، ودعم جوازات المنافذ بالعنصر النسائي بواقع 143 سيدة، وزيادة كاونترات الجوازات في صالات الحج بجدة لتصبح 184 كاونتراً.

وشملت الإيجابيات تقليص إجراءات الاستقبال في مطار الملك عبدالعزيز، وإضافة سلالم كهربائية للوصول لمخيمات حجاج الداخل في المواقع الجبلية، واستخدام الوجبات مسبقة التحضير، واستحداث حاضنات الأطفال، وتخصيص كامل صحن المطاف والأدوار المطلة عليه والسطح للطائفين، والاستفادة من مساحات المسجد الحرام، وفتح الأنفاق الشمالية ما أسهم في توزيع كثافة الحجاج، إضافة إلى تحديد الطاقة الاستيعابية للقدوم في المطار بــ45 ألف حاج في اليوم، كما أسهم تظليل ممرات المشاة في تقليل الإصابة بالإجهاد، وتوفير فرق طبية مخصصة لنقل الحجاج المنومين لإكمال نسكهم، كذلك وفرة المواد الغذائية والتموينية، وانخفاض الهدر في المياه المعبأة وفاعلية إعادة توزيع مواقع البرادات الخيرية، وانتشار رشاشات المياه في المشاعر والمسجد الحرام ما ساعد على تلطيف الأجواء، وزيادة المياه في وقت الذروة إلى 912 ألف متر مكعب، واستخدام الأسرة ذات الدورة لأكثر من 70 ألف حاج بمشعر منى.

ورصدت الجهات ذات العلاقة عدداً من الملاحظات بهدف تلافيها موسم حج العام المقبل، ومن بينها وجود مرادم لدم المسالخ، وكذلك وجود الباعة الجائلين، وتأخر كبس النفايات، والعشوائية في ذبح الهدي والأضاحي في مكة المكرمة، وأيضاً معاناة سكان بعض أحياء مكة في الوصول لمنازلهم، وعدم تشغيل بعض المراكز الصحية بالعاصمة المقدسة على مدار الساعة، والحاجة لزيادة أعداد دورات المياه بالمشاعر، وقلة عدد اللوحات الإرشادية في مكة والمشاعر.

واطلعت اللجنة على أعمال نقل الحجاج والمعتمرين والمصلين من وإلى المسجد الحرام ذهابا وإيابا بواسطة حافلات النقل الترددي من منتصف ذي القعدة وحتى الخامس من ذي الحجة إذ بلغ عدد المنقولين أكثر من 41 مليون مصلٍ للصلوات الخمس.

واستعرضت اللجنة أعمال هيئة الطيران المدني، وخطتها الخاصة بمرحلة المغادرة، والتي تمحورت في 19 محطة دولية مغادرة على رحلات منتظمة بدلاً من 14 محطة العام الماضي، وإضافة 10 منصات جوازات بالصالة الشمالية ليصبح إجمالي عددها 26 منصةً، والاستعانة بنحو 25 متخصصاً من إدارات عمليات المطارات والسلامة من مطارات المملكة.