* وفد سعودي في إسطنبول للتحقيق في قضية خاشقجي

* سفير الرياض ببيروت: مسرحية اغتيال خاشقجي مؤامرة استخباراتية للنيل من السعودية

* عائلة خاشقجي: نثق بحكومتنا ولتصمت الأبواق المسعورة

مكة - كمال إدريس، الدمام - عصام حسان، بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)

كشف مصدر مسؤول في القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول عن "وصول وفد أمني مكون من محققين سعوديين، بناءً على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي الشقيق، للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي، جمال خاشقجي.

واستهجن المصدر بشدة الاتهامات العارية عن الصحة، التي نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء، نقلاً عن مسؤولين أتراك، بأن المواطن السعودي، جمال خاشقجي، قد قُتِل في القنصلية السعودية في إسطنبول، مشككاً في أن تكون التصريحات صادرة عن مسؤولين أتراك مطلعين أو مُخوّل لهم التصريح عن الموضوع.

وأكد المصدر حرص المملكة على سلامة مواطنيها أينما كانوا، ومتابعة السلطات السعودية المختصة بهذا الشأن ومعرفة الحقيقة كاملة.

من جانبه، وصف القنصل العام السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، تصريحات بعض المسؤولين الأتراك حول تواجد المواطن السعودي خاشقجي داخل القنصلية بـ"المؤسفة"، وذلك لاعتمادها على روايات أشخاص، عِوضاً عن أن تكون التصريحات مبنية على الحقائق أو الوقائع.

ونفت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول التصريحات التي نشرتها وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤولين أتراك، بأن المواطن السعودي جمال خاشقجي قد قُتل في القنصلية السعودية في إسطنبول.

واستهجن مصدر مسؤول بالقنصلية بشدة هذه الاتهامات العارية من الصحة، وشكك المصدر بأن تكون هذه التصريحات صادرة من مسؤولين أتراك مطلعين أو مخول لهم التصريح عن الموضوع. ‏‏

وكشف المصدر أن وفدًا أمنيًا مكون من محققين سعوديين وصلوا السبت لإسطنبول بناءً على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي الشقيق مشكورًا للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي.

‏وأكد المصدر حرص المملكة على سلامة مواطنيها أينما كانوا ومتابعة السلطات السعودية المختصة لهذا الشأن ومعرفة الحقيقة كاملة.

وقالت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول إنها تتابع ما ورد في وسائل الإعلام عن اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأكدت القنصلية أنها تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية.

وكان ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كرر في المقابلة المطولة التي أجرتها وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الاقتصادية، بعد يوم من اختفاء خاشقجي، البيانات الرسمية السعودية بأن "خاشقجي غادر القنصلية، وأن المملكة تتابع مع الحكومة التركية مستجدات الموضوع"، مضيفًا أن "السعودية على استعداد للسماح لتركيا، إن هي طلبت، بتفتيش القنصلية التي تُعتبر أرضًا سعودية محصّنة قانونيًا".

في سياق متصل، أكد القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض د. وليد بخاري، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "مسرحية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا‬ مؤامرة ومكيدة استخباراتية دبرت بإحكام بغرض النيل من سمعة السعودية والإساءة إليها".

وندد العديد من السياسيين وكتاب رأي، من خلال تغريدات في "تويتر"، بما أسموه بـ"المسرحية المكشوفة"، مستنكرين غرابة ما صرح به المحسوبون على تيار "الإخوان المسلمين" الذين أكدوا مقتل خاشقجي قبل يومين. واعتبروا أن هذا الأمر "خطة ممنهجة ومدروسة في لعبة واضحة".

من جانبه، أكد المستشار القانوني، معتصم خاشقجي، الذي رأس اجتماعاً للعائلة في مدينة جدة أن العائلة تجري تنسيقاً مع الحكومة السعودية، فيما يخصّ المواطن المفقود جمال خاشقجي.

وقال "نحن نثق في الحكومة والإجراءات التي تتخذها، وكل الجهود التي يتم اتخاذها في قضية جمال خاشقجي يتم التنسيق فيها مع الدولة والسفارة في أنقرة".

وذكر المستشار خاشقجي أن "بعض الدول لديها أجندة خبيثة، حاولت تمريرها من خلال استغلال موضوع المواطن السعودي جمال خاشقجي"، وقال "نحن نعرف أهداف الذباب الإلكتروني والأبواق المسعورة التي تهاجم الوطن لأهداف سيئة، ونقول لهؤلاء اصمتوا خاب مسعاكم وخابت نواياكم"، وأضاف "هناك جهات وأشخاص تسيِّس هذا الموضوع وتستخدم اسم العائلة والأخ جمال لتمرير أجندتهم المريضة، وهذا الكلام لا يمشي علينا ولا عمرنا كنا أو سنكون أداة في يد أحد، ونحن ولاؤنا لحكامنا ودولتنا، والسعوديون جميعاً ولاؤهم لوطنهم".

وشدد خاشقجي على أن "المدعوة "خديجة" التي تروّج أنها خطيبة جمال ليست معروفة للعائلة، وليست خطيبته من الأساس"، وقال: "لا نعرفها ولا نعرف من أين جاءت ولا تمت للعائلة بصلة، وقد تكون أحاديثها وحضورها لتمرير أجندة خاصة بها".

وبين في هذا السياق أن العائلة قامت باتخاذ إجراءات قانونية، فيما يخص اختفاء جمال بالتنسيق مع الدولة والإجراءات تسير في إطار قانوني، محذراً من الاستماع إلى الأبواق والقصص العارية عن الصحة.

واختتم حديثه قائلاً "نحن أبناء هذا البلد والاهتمام الذي وجدناه كان بمثابة البلسم لنا".

وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والوطن العربي بالحديث حول موضوع خاشقجي فكان للكتّاب والصحفيين والناشطين على مواقع التواصل كلمتهم للدفاع عن المملكة ووضع النقاط على الحروف في هذه القضية الغامضة التي يرى الكثيرون منهم أنها مؤامرة ومكيدة استخباراتية دبرت بإحكام بغرض النيل من سمعة السعودية والإساءة إليها.

وقال الكاتب تركي الحمد في تغريدة له على "تويتر"، "حكاية اختطاف وقتل جمال خاشقجي لم يستوعبها عقلي. لو كانت السعودية تريد به شراً لفعلته خارج القنصلية وبطرق متعددة، وفي أي مكان. ولو كان لدى خاشقجي شك في أنه يمكن أن يصاب بأذى، فكيف يذهب إلى القنصلية؟ الحكاية وراءها قوى استخباراتية غير سعودية، فالفبركة في الحكاية واضحة جدا..".

فيما غرد عضوان الأحمري: "جميع الصحف العالمية والوكالات تعتمد في موضوع اختفاء المواطن السعودي الكاتب جمال خاشقجي فقط على خطيبته. السعودية نفت وجوده على أراضيها أو في القنصلية، القنصلية استضافت وكالة رويترز للتجول بداخلها. البحث عنه وتأمين سلامته وكشف ملابسات الاختفاء مسؤولية السلطات التركية".

وكتب المحامي سعود مطلق السبيعي: "سعد الفقيه والمسعري وغيرهم معارضون للسعودية بكل بذاءة وقلة أدب ولديهم قنوات فضائية ورغم ذلك لم تتعرض لهم السعودية طوال عشرين سنة بأي أذى، فكيف نتصور أن تفعل ذلك وبطريقة غبية مع جمال خاشقجي وهو أكثر أدباً واحتراماً ولا يُخشى ضرره ..!".

وكتب الناشط "قس بن ساعدة" تغريدة أخرى قال فيها: "محاولة إلصاق تهمة قتل خاشقجي على المملكة العربية السعودية هي محاولة بائسة ومضحكة ويرفضها العقل والمنطق ولو أرادت المملكة اتخاذ هذا الطريق فمن الأولى قتل سعد الفقيه له قنوات، 30 سنة يسب ويشتم بالفعل هي مسرحية جمال خاشقجي ويلخصها هذا التناقض! وبعض أتباع عزمي بشارة حذفوا تغريداتهم".

وتساءل الإعلامي منصور الخميس في تغريدة له "أن يعلم هؤلاء الأشخاص مصير جمال خاشقجي قبل حتى الأجهزة الأمنية التركية فهذا دليل على تورطهم بعلاقة مع الجهة التي نفذت عملية الاغتيال وانكشافهم بغباء فكيف استطاعوا التوصل للمعلومة قبل الأمن التركي؟ إلا إذا كانت أجهزة استخبارات نفذت العملية وأوعزت لهم بنشر الخبر!!".

وكتب خالد بن عبدالله آل سعود تغريدة في الموضوع أيضا" أول مرة في تاريخ العالم تنشر فيه وسائل إعلام خبر مصدره الوحيد حساب وهمي في تويتر، سقطة ما بعدها سقطة!".