الشارقة - عبدالله مال الله

أكد أدباء وأكاديميون، قدرة الأدب العربي على المنافسة العالمية، موضحين أن الوسائط الحديثة المتعددة، لن تؤثر في عالمية الأدب مهما تغيرت أو تنوعت ما دام يلتف حول القضايا الإنسانية.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "آداب معاصرة" التي أقيمت في قاعة ملتقى الأدب ضمن الفعاليات الثقافية التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب على هامش الدورة 37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة د.رزان إبراهيم، والباحث الأكاديمي نجيب العوفي، والكاتبة والناشرة جينيفر بريهل، وأدارتها د. بديعة الهاشمي.

واستهلت الهاشمي الندوة بموجز عن تحول وسائل نقل الأدب من المشافهة إلى الورق لتصل في عصرنا الحالي إلى التقنية الحديثة التي أفرزت هي الأخرى نوعاً جديداً منه عرف بـ "التفاعلي"، فأثار هذا التحول أسئلة حول قدرته على تحقيق أغراضه في ملامسة وجدان القراء، وتجاوز الأطر المحلية ليضع له موقعاً ثابتاً في مسيرة الأدب العالمي.

وعرَّفت د.رزان إبراهيم -أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة البتراء الأردنية- ماهية الأدب العالمي، على أنه ذلك المنجز الذي تجاوز الحدود ونجح في الصمود عبر الزمن، وكان قادراً على التأثير في الآداب الأخرى، كالأدب المنقول عن دانتي وشكسبير وفولتير وغيرهم.

وبينت رزان إبراهيم أن الوسائط الحديثة المتعددة، لن تؤثر في عالمية الأدب مهما تغيرت أو تنوعت ما دام يلتف حول القضايا الإنسانية، ويتضمن القيم الفنية والجمالية.

وأكدت أن "أفلمة" الإنتاج الأدبي عامل آخر مهم في عالميته، كما أن قدرة الإنتاج الأدبي العربي في إثارة فضول القراء حول العالم بشأن القضايا التي يتطرق لها، وارتفاع نسبة الترجمة عاملان مهمان في تعزيز عالميته، لا سيما في ضوء التجارب التي أفرزها أدب جبران خليل جبران، ونجيب محفوظ، والطيب صالح، وغيرهم.

في الإطار ذاته، قال نجيب العوفي الأكاديمي والباحث في جامعة محمد الخامس بالمغرب: "إن الدعوات التي أطلقت لإنقاذ الأدب من حال الانتكاسة التي يقبل عليها، بينت أن مصدر الخطر يكمن في أن مدارس النقد المهيمنة على الساحة الأدبية عزلت الأدب عن واقعه، بحيث جعلت الطالب يتحول من قراءة الأدب إلى قراءة النقد".

وأضاف العوفي: "فسحت وسائل التواصل المجال أمام الكثير للوصول إلى العالمية، ونقلت الكتاب والأدباء من حال العزلة التي كانوا عليها إلى التواصل التام، ومع أهمية هذا الحدث إلا أن فرحته ناقصة لانعدام معايير الرقابة الفنية والأدبية واللغوية والذوقية، وبهذا يمكن أن نقول إن التقنية نعمة ونقمة على الأدب في آن واحد"، مبيناً أن الأدب الجيد عالمي الروح، منبثق من الإشباع المحلي أولاً ليتخذ مكانه بقوة عالمياً.

فيما أشادت الكاتبة والناشرة البريطانية جينيفر بريهل، بالوسائط الجديدة لنقل الأدب معتبرة إياها وسيلة خلاقة لتقاسم الأنواع الأدبية بين الشعوب.

وردت خلال حديثها على من يرمي الجيل الجديد بعدم القراءة، أن أرقام المبيعات الخاصة بكتب هذه الفئات العمرية تؤكد خلاف ذلك، داعية إلى منحهم الوسيلة التي يرونها مناسبة سواء في التعبير عن أفكارهم واهتماماتهم، أو في نقلها أدباً وفنّاً وحضارة وذوقاً.