الشارقة - عبدالله مال الله
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلقت دورته الـ 37 يوماً في مركز إكسبو الشارقة، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "قصة حروف"، أمسية شعرية جمعت 3 من كبار الشعراء تحت عنوان "وهج الحروف".
واستضافت الأمسية التي أدراتها شيخة المطري كل من الشاعر الفلسطيني، د.المتوكل طه، والشاعرين الإماراتيين، د. محمد البريكي، و د. طلال الجنيبي، الذين عرضوا بقصائدهم نماذج من تجاربهم الشعرية، واشتغالهم الجمالي على مفاهيم الوطن، والحب، والذاكرة.
وافتتح الشاعر الفلسطيني المتوكل طه، الأمسية بقصيدة حملت عنون "شقيقة يافا.. إلى الشارقة" تغنى فيها بحب ووحدة الأوطان، وقال فيها: نجم على الماء، أم غيم على الحجر.... أم وحي نخلة مبعوث إلى البشر،...أم موجة من عباءات المياه إذا،.... خرجن للناس فاض النور في البصر".
وواصل الشاعر قصيدته بقوله: "آتي لشارقتي البيضاء إن بقيت... بعض البروق لتمحو ظلمة السمر... كأن يافا هنا، لكنها سُرقت... وجف دمعي عليها وأنطوى أثري... وضاعت القدس مع حيفا وما بقيت.
فترد الشارقة في القصيدة، أنا شقيقة يافا من سيمنعني... أن أحمل المسجد الأقصى على سفري... ومن سيمنع هذا الشيخ إن وفيت،... نذوره أن يتم الحمل بالنذر، أم المساجد، أم أم الفضيلة إن ناديت؟ أم أنت ريحانة القرآن في السحر.. وتفتحين ذراعيك اللتين أرى.. جسراً إلى قبة كالعين في النظر.. حتى تظل على الأفاق سامقة.. ولا يغيبها الحفار في الحفر".
بدوره قدم الشاعر الإماراتي الكبير طلال الجنيبي، الباحث عن علاقة النص الشعري بالإيقاع الصوتي، والذي عرف بشاعر التوقيع الصوتي، قصيدة بعنوان " فضاء زايد" التي أطلقها بالتزامن مع انطلاق القمر الصناعي الذي صنع بأيادي إماراتية إلى الفضاء "خليفة سات"، حيث تم تعليق القصيدة على جدران وكالة الفضاء الإماراتية.
وقال الشاعر في قصيدته : "إلى الفضَاءِ سَتَنْقُلُ الأحلامَا .. أإلى ارْتِيَادٍ يَقْتَضِيكَ لِزَاما، أإلى ارْتِقَاءٍ لا يُقَاسُ بَغَيْره .. حتى يَزِيدَكَ رِفْعَةً ومَقَامَا، الْكَوْنُ سَطَّرَ قِصةً مَمْشُوقةً .. وسِبَاقُهُ ألْقَى عَلَيْكَ سَلَاما"
وتوقف الشاعر هنا مشيراً إلى الاستدراك في القصيدة، الذي يتناول زيارة وفد أبوبلو إلى الإمارات في العام 1976، وكانت الإمارات حينها دولة فتية، غير أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أراد منذ ذلك الوقت أن يرسل رسالة إلى المستقبل مفادها أن الإمارات ستسبر بجهود أبنائها وسواعدهم أسرار الفضاء الخارجي، وكان له رحمه الله ما أراد.
وفي هذا الاستدراك قال الشاعر: قد قالها نبع الكرامة رمزنا،... لما التقى وفد الفضاء سلاما،... مرحا أبولو فالفضاء غمارنا سنخوضه لنسابق الأعواما،... قد قالها بالفعل قبل حديثه وحديث زايد يبعث الإلهاما،... يا زايداَ كم كنت خيراً عارماً كم كنت عقلاً نافذاً وحساما،...كم كنت رمزاً للتطور عندما وجهت أن نهدي الفضاء أناما،...أرسيت فكراً لن يتوه مريده،... اطلقت من نبل العقول سهاما،... لله درك كم نسجت بحنكة ثوب الحضارة فكرة وكلاما،... يا أيها الوطن المعانق فخره دم للوجود قصيدة ووساما".
واختتم الشاعر الإماراتي محمد البريكي، الذي يعتبر أحد الأصوات الشعرية المتميزة في الحركة الشعرية الخليجية الأمسية، بقصيدتين الأولى بعنوان "بدأت مع البحر" قال فيها: وقبل الأحد بدأت مع البحر أركب أمواجه،... يوم بشرت الداية البيت قالت ولد،.... يقولون حارتنا ابتهجت والنساء يصافحن أمي،.... وأمي تهز البشارة في قلبها، ثم يسقط عنها الكمد،...وأبي ذلك العالم الشيخ أذّن،... ثم أقام الصلاة لتبدأ رحلة هذا الصبي مع الوقت،... ثم كبرت وقلمت من غفواتي أظافر نومي كراهية،... حين يأتي إلى بابنا الباص يأخذ قلبي إلى المدرسة".
وفي قصيدته الثانية التي ألقاها بعنوان "قناديل خزفية" قال الشاعر: النساء قناديلنا الخزفية في الليل.. يقطرن فوق الظلام ندى، ويبللن شباك أحلامنا بالسؤال .. النساء قصيدتنا، والقصيدة أنثى.. وفارسها لا يهز لها رأس رغبته، وهي فاقدة للدلال".
يشار إلى أن الشاعر الفلسطيني المتوكل طه، أصدر أكثر من خمسين كتاباً في الشعر، والسرد، والنقد، والفكر والإعلام، وحاز على عدد من الجوائز، وتم تكريمه أكثر من 160 مرة محلياً ودولياً، كما ترأس اتحاد الكتّاب الفلسطينيين، وبيت الشعر الذي أسسه عام 1998.
ويعتبر الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي، أحد كبار الشعراء الإماراتيين، نظر لاختياره بموسوعة كبار شعراء الإمارات لأبرز 100 شاعر إماراتي في 200 عام، بالإضافة إلى فوزه بجائزة رئيس دولة الإمارات "خليفة الفخر"، وجائزة أبو ظبي القديرية عام 2015، فضلاً عن اًحضوره الكبير ومشاركاته الشعرية في واشنطن، ولندن، وباريس، وجنيف، والرباط، ودمشق، والرياض، وأبو ظبي،وصدرت له عدة دواوين منها "الإمارات في القلب"، و "على ضفاف البوح"، و"على قيد لحظة".
أما الشاعر محمد البريكي فيشغل موقع مدير بيت الشعر بالشارقة كما عمل صحافياً في عدة مطبوعات خليجية، أبرزها جريدة الاتحاد، ومجلة الصدى، ومن دواوينه "همس الخلود " و"سكون العاصفة".
{{ article.visit_count }}
نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلقت دورته الـ 37 يوماً في مركز إكسبو الشارقة، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "قصة حروف"، أمسية شعرية جمعت 3 من كبار الشعراء تحت عنوان "وهج الحروف".
واستضافت الأمسية التي أدراتها شيخة المطري كل من الشاعر الفلسطيني، د.المتوكل طه، والشاعرين الإماراتيين، د. محمد البريكي، و د. طلال الجنيبي، الذين عرضوا بقصائدهم نماذج من تجاربهم الشعرية، واشتغالهم الجمالي على مفاهيم الوطن، والحب، والذاكرة.
وافتتح الشاعر الفلسطيني المتوكل طه، الأمسية بقصيدة حملت عنون "شقيقة يافا.. إلى الشارقة" تغنى فيها بحب ووحدة الأوطان، وقال فيها: نجم على الماء، أم غيم على الحجر.... أم وحي نخلة مبعوث إلى البشر،...أم موجة من عباءات المياه إذا،.... خرجن للناس فاض النور في البصر".
وواصل الشاعر قصيدته بقوله: "آتي لشارقتي البيضاء إن بقيت... بعض البروق لتمحو ظلمة السمر... كأن يافا هنا، لكنها سُرقت... وجف دمعي عليها وأنطوى أثري... وضاعت القدس مع حيفا وما بقيت.
فترد الشارقة في القصيدة، أنا شقيقة يافا من سيمنعني... أن أحمل المسجد الأقصى على سفري... ومن سيمنع هذا الشيخ إن وفيت،... نذوره أن يتم الحمل بالنذر، أم المساجد، أم أم الفضيلة إن ناديت؟ أم أنت ريحانة القرآن في السحر.. وتفتحين ذراعيك اللتين أرى.. جسراً إلى قبة كالعين في النظر.. حتى تظل على الأفاق سامقة.. ولا يغيبها الحفار في الحفر".
بدوره قدم الشاعر الإماراتي الكبير طلال الجنيبي، الباحث عن علاقة النص الشعري بالإيقاع الصوتي، والذي عرف بشاعر التوقيع الصوتي، قصيدة بعنوان " فضاء زايد" التي أطلقها بالتزامن مع انطلاق القمر الصناعي الذي صنع بأيادي إماراتية إلى الفضاء "خليفة سات"، حيث تم تعليق القصيدة على جدران وكالة الفضاء الإماراتية.
وقال الشاعر في قصيدته : "إلى الفضَاءِ سَتَنْقُلُ الأحلامَا .. أإلى ارْتِيَادٍ يَقْتَضِيكَ لِزَاما، أإلى ارْتِقَاءٍ لا يُقَاسُ بَغَيْره .. حتى يَزِيدَكَ رِفْعَةً ومَقَامَا، الْكَوْنُ سَطَّرَ قِصةً مَمْشُوقةً .. وسِبَاقُهُ ألْقَى عَلَيْكَ سَلَاما"
وتوقف الشاعر هنا مشيراً إلى الاستدراك في القصيدة، الذي يتناول زيارة وفد أبوبلو إلى الإمارات في العام 1976، وكانت الإمارات حينها دولة فتية، غير أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أراد منذ ذلك الوقت أن يرسل رسالة إلى المستقبل مفادها أن الإمارات ستسبر بجهود أبنائها وسواعدهم أسرار الفضاء الخارجي، وكان له رحمه الله ما أراد.
وفي هذا الاستدراك قال الشاعر: قد قالها نبع الكرامة رمزنا،... لما التقى وفد الفضاء سلاما،... مرحا أبولو فالفضاء غمارنا سنخوضه لنسابق الأعواما،... قد قالها بالفعل قبل حديثه وحديث زايد يبعث الإلهاما،... يا زايداَ كم كنت خيراً عارماً كم كنت عقلاً نافذاً وحساما،...كم كنت رمزاً للتطور عندما وجهت أن نهدي الفضاء أناما،...أرسيت فكراً لن يتوه مريده،... اطلقت من نبل العقول سهاما،... لله درك كم نسجت بحنكة ثوب الحضارة فكرة وكلاما،... يا أيها الوطن المعانق فخره دم للوجود قصيدة ووساما".
واختتم الشاعر الإماراتي محمد البريكي، الذي يعتبر أحد الأصوات الشعرية المتميزة في الحركة الشعرية الخليجية الأمسية، بقصيدتين الأولى بعنوان "بدأت مع البحر" قال فيها: وقبل الأحد بدأت مع البحر أركب أمواجه،... يوم بشرت الداية البيت قالت ولد،.... يقولون حارتنا ابتهجت والنساء يصافحن أمي،.... وأمي تهز البشارة في قلبها، ثم يسقط عنها الكمد،...وأبي ذلك العالم الشيخ أذّن،... ثم أقام الصلاة لتبدأ رحلة هذا الصبي مع الوقت،... ثم كبرت وقلمت من غفواتي أظافر نومي كراهية،... حين يأتي إلى بابنا الباص يأخذ قلبي إلى المدرسة".
وفي قصيدته الثانية التي ألقاها بعنوان "قناديل خزفية" قال الشاعر: النساء قناديلنا الخزفية في الليل.. يقطرن فوق الظلام ندى، ويبللن شباك أحلامنا بالسؤال .. النساء قصيدتنا، والقصيدة أنثى.. وفارسها لا يهز لها رأس رغبته، وهي فاقدة للدلال".
يشار إلى أن الشاعر الفلسطيني المتوكل طه، أصدر أكثر من خمسين كتاباً في الشعر، والسرد، والنقد، والفكر والإعلام، وحاز على عدد من الجوائز، وتم تكريمه أكثر من 160 مرة محلياً ودولياً، كما ترأس اتحاد الكتّاب الفلسطينيين، وبيت الشعر الذي أسسه عام 1998.
ويعتبر الشاعر الإماراتي طلال الجنيبي، أحد كبار الشعراء الإماراتيين، نظر لاختياره بموسوعة كبار شعراء الإمارات لأبرز 100 شاعر إماراتي في 200 عام، بالإضافة إلى فوزه بجائزة رئيس دولة الإمارات "خليفة الفخر"، وجائزة أبو ظبي القديرية عام 2015، فضلاً عن اًحضوره الكبير ومشاركاته الشعرية في واشنطن، ولندن، وباريس، وجنيف، والرباط، ودمشق، والرياض، وأبو ظبي،وصدرت له عدة دواوين منها "الإمارات في القلب"، و "على ضفاف البوح"، و"على قيد لحظة".
أما الشاعر محمد البريكي فيشغل موقع مدير بيت الشعر بالشارقة كما عمل صحافياً في عدة مطبوعات خليجية، أبرزها جريدة الاتحاد، ومجلة الصدى، ومن دواوينه "همس الخلود " و"سكون العاصفة".