الكويت - هدى هنداوي، (وكالات)
تسببت غزارة الأمطار التي هطلت على مناطق مختلفة في الكويت بإحالة مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري أحمد الحصان إلى التقاعد وبدء التحقيق معه، عقب الاستياء الرسمي والشعبي الذي رافق هطول الأمطار بسبب غرق عدة مناطق وشوارع في البلاد.
ورغم تحذيرات الأرصاد الجوية في الكويت، والتنبؤ المسبق بهطول أمطار غزيرة، فإن الجهات المعنية لم تتخذ الاحتياطات المطلوبة والكفيلة بتجنب كارثة، حيث تحولت كثير من مناطق البلاد إلى ما يشبه الأنهار حتى فجر الثلاثاء، وأغرقت 58 ملم من المطر الطرق السريعة، وأوقفت حركة السير إلى ما بعد الظهر، كما تراكمت المياه في سراديب بعض المنازل والمدارس، وطالت حتى دور العبادة، من كنائس ومساجد.
وشهدت مختلف مناطق الكويت أمطارًا غزيرة أدت إلى غرق العديد من الشوارع والأبنية والمنشآت، الأمر الذي دفع وزير الأشغال حسام الرومي إلى الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق محايدة؛ لبيان التقصير ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته حول ما جرى.
وجاءت إحالة الحصان إلى التقاعد والتحقيق معه برفقة مسؤولين آخرين في هيئة الطرق، على خلفية إغلاق بعض الطرق والشوارع نتيجة الأمطار التي أدت إلى تعطيل الدوائر الحكومية، بالتزامن مع مغادرة الحصان البلاد لحضور اجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لصحيفة "القبس" الكويتية.
وأشعلت الأمطار التي هطلت غضباً نيابياً وشعبياً تجاه المسؤولين المعنيين، بمن فيهم وزير الأشغال، والذي تعالت الأصوات المطالبة بإقالته من منصبه "لسوء الإدارة والاستعداد اللازم لموسم الشتاء والأمطار".
وانتقد النائب فيصل الكندري "التعامل الحكومي مع الأمطار الغزيرة التي أغلقت الطرق"، مطالباً "المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما حصل"، حيث قال "أتوقع أن وزير الأشغال حسام الرومي سيخرج علينا متحمساً ليقدم استقالته، ولكن عليه تحمل المسؤولية السياسية وعلى أي فرد له علاقة عليه تحمل مسؤولياته السياسية".
ودعا الكندري الى "فتح تحقيق وإحالة المتسببين إلى النيابة بعد غرق الشوارع في مناطق الفحيحيل والمنقف والصباحية عقب هطول الأمطار".
الكندري، قال عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مخاطبا وزير الأشغال عبدالرحمن المطوع "الفحيحيل، المنقف، الصباحية وغيرها تعرضت شوارعها للغرق! إما فتح تحقيق واحالة المتسببين إلى النيابة أو تحملك للمسؤولية السياسية".
بدورها وصفت البرلمانية صفاء الهاشم ما جرى بـ "الفشل"، حيث صرحت: "رئيس هيئة الطرق هو من يتحمل المسؤولية، لأنه يفترض أن يكون يعلم كل مداخل ومخارج المشاريع التي تمت إقامتها والبنى التحتية"، مضيفةً، "رئيس هيئة الطرق فشل في أنه يحقق نسبة إنجاز حتى على الأقل ما نغرق".
ولم يقتصر السخط على النواب، بل تعداه إلى النشطاء الذين أطلقوا وسم #اقاله_الرومي_والحصان_مطلب_شعبي، للمطالبة باستقالة وزير الأشغال ذاته ومحاسبته مع المسؤولين عما حدث.
وكانت بعض الشوارع قد تعرضت للغرق في مشهد ليس بجديد، الأمر الذي أثار حفيظة بعض النواب مستغربين ما كشفت عنه الأمطار من إهمال جلي في الفحيحيل والمنقف والصباحية، فيما أعرب مواطنون عن دهشتهم، متسائلين ماذا لو طالت مدة الأمطار؟
من ناحيته، قال النائب عبدالله فهاد "سنتقدم بالطلب بالتحقيق بأحداث الثلاثاء ولن نقبل بتعريض حياه المواطنين للخطر والمحاسبة قادمة لكل مسؤول فاسد تسبب بالكارثة".
فيما قال النائب الحميدي السبيعي "دائماً الأمطار تكشف حجم فساد مشاريع الطرق وتعديها على المال العام والاستهتار بأرواح المواطنين"، مضيفًا في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، "خير مثال غرق السيارات داخل الجسر الجديد بين منطقتي المنقف والصباحية والمطلوب من وزير الأشغال القيام بواجباته وإبلاغنا عن الخلل ومحاسبة الفاسدين وإلا فعلنا أدواتنا الدستورية".
اللافت في "ثلاثاء الغرق"، استمرار التضارب في الاختصاصات، وإلقاء كل جهة معنية باللائمة على الأخرى، لكن المحاسبة بدأت في أول سابقة لإقالة مسؤولين في "الأشغال" وهيئة الطرق الوليدة، ويبقى التساؤل الأبرز: هل يتغير الواقع المهترئ بإقالة المسؤولين وإحالة آخرين إلى التحقيق؟ ومتى يمر الشتاء بلا أزمات، قد تتطور إلى كوارث إذا تزايدت كمية الأمطار عن هذا الحد؟
وتعرضت الاشارات المرورية خلال العاصفة المطرية إلى تعطل مفاجئ أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل وخروج أخرى عن السيطرة.
وشهدت غالبية الطرق مظاهر تحطم الكثير من الأشجار أو سقوطها على الشوارع والطرقات، إضافة إلى سقوط كثير من اللوحات الإرشادية والإعلانية.
من جانبه، توقع المهتم بالأحوال الجوية عبدالمجيد الخزيم هطول أمطار غزيرة على الكويت، حيث قال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مستشهداً بصور للارصاد الجوية "اذا تحققت هذه التوقعات فيبدو أن الكويت ستشهد حالة ممطرة تاريخية، يفصلنا عن التوقع قرابة 3 أيام وهو قابل للتغير خاصة أنه من نموذج واحد وهو الأمريكي".
وتابع "نشاهد انكسار رياح النفاث مسببة صعود قوي جداً لرياح طبقة 500 وتيارات صاعدة تشير لعواصف رعدية قوية".
وأضاف "توقعات الكويت والخفجي ملفتة جداً خلال الفترة القادمة، هناك تكدس مميز لعناصر المطر خلال الفترة من 8 نوفمبر 2018 حتى 10 أيام متوقع وتصل الكميات على الكويت حتى 200 ملم".
وأضاف "يرجى الانتباه من تشكل السيول وعدم المغامرة في الأودية والشعاب والله يجعلها أمطار خير وبركة".
{{ article.visit_count }}
تسببت غزارة الأمطار التي هطلت على مناطق مختلفة في الكويت بإحالة مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري أحمد الحصان إلى التقاعد وبدء التحقيق معه، عقب الاستياء الرسمي والشعبي الذي رافق هطول الأمطار بسبب غرق عدة مناطق وشوارع في البلاد.
ورغم تحذيرات الأرصاد الجوية في الكويت، والتنبؤ المسبق بهطول أمطار غزيرة، فإن الجهات المعنية لم تتخذ الاحتياطات المطلوبة والكفيلة بتجنب كارثة، حيث تحولت كثير من مناطق البلاد إلى ما يشبه الأنهار حتى فجر الثلاثاء، وأغرقت 58 ملم من المطر الطرق السريعة، وأوقفت حركة السير إلى ما بعد الظهر، كما تراكمت المياه في سراديب بعض المنازل والمدارس، وطالت حتى دور العبادة، من كنائس ومساجد.
وشهدت مختلف مناطق الكويت أمطارًا غزيرة أدت إلى غرق العديد من الشوارع والأبنية والمنشآت، الأمر الذي دفع وزير الأشغال حسام الرومي إلى الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق محايدة؛ لبيان التقصير ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته حول ما جرى.
وجاءت إحالة الحصان إلى التقاعد والتحقيق معه برفقة مسؤولين آخرين في هيئة الطرق، على خلفية إغلاق بعض الطرق والشوارع نتيجة الأمطار التي أدت إلى تعطيل الدوائر الحكومية، بالتزامن مع مغادرة الحصان البلاد لحضور اجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقاً لصحيفة "القبس" الكويتية.
وأشعلت الأمطار التي هطلت غضباً نيابياً وشعبياً تجاه المسؤولين المعنيين، بمن فيهم وزير الأشغال، والذي تعالت الأصوات المطالبة بإقالته من منصبه "لسوء الإدارة والاستعداد اللازم لموسم الشتاء والأمطار".
وانتقد النائب فيصل الكندري "التعامل الحكومي مع الأمطار الغزيرة التي أغلقت الطرق"، مطالباً "المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما حصل"، حيث قال "أتوقع أن وزير الأشغال حسام الرومي سيخرج علينا متحمساً ليقدم استقالته، ولكن عليه تحمل المسؤولية السياسية وعلى أي فرد له علاقة عليه تحمل مسؤولياته السياسية".
ودعا الكندري الى "فتح تحقيق وإحالة المتسببين إلى النيابة بعد غرق الشوارع في مناطق الفحيحيل والمنقف والصباحية عقب هطول الأمطار".
الكندري، قال عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مخاطبا وزير الأشغال عبدالرحمن المطوع "الفحيحيل، المنقف، الصباحية وغيرها تعرضت شوارعها للغرق! إما فتح تحقيق واحالة المتسببين إلى النيابة أو تحملك للمسؤولية السياسية".
بدورها وصفت البرلمانية صفاء الهاشم ما جرى بـ "الفشل"، حيث صرحت: "رئيس هيئة الطرق هو من يتحمل المسؤولية، لأنه يفترض أن يكون يعلم كل مداخل ومخارج المشاريع التي تمت إقامتها والبنى التحتية"، مضيفةً، "رئيس هيئة الطرق فشل في أنه يحقق نسبة إنجاز حتى على الأقل ما نغرق".
ولم يقتصر السخط على النواب، بل تعداه إلى النشطاء الذين أطلقوا وسم #اقاله_الرومي_والحصان_مطلب_شعبي، للمطالبة باستقالة وزير الأشغال ذاته ومحاسبته مع المسؤولين عما حدث.
وكانت بعض الشوارع قد تعرضت للغرق في مشهد ليس بجديد، الأمر الذي أثار حفيظة بعض النواب مستغربين ما كشفت عنه الأمطار من إهمال جلي في الفحيحيل والمنقف والصباحية، فيما أعرب مواطنون عن دهشتهم، متسائلين ماذا لو طالت مدة الأمطار؟
من ناحيته، قال النائب عبدالله فهاد "سنتقدم بالطلب بالتحقيق بأحداث الثلاثاء ولن نقبل بتعريض حياه المواطنين للخطر والمحاسبة قادمة لكل مسؤول فاسد تسبب بالكارثة".
فيما قال النائب الحميدي السبيعي "دائماً الأمطار تكشف حجم فساد مشاريع الطرق وتعديها على المال العام والاستهتار بأرواح المواطنين"، مضيفًا في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، "خير مثال غرق السيارات داخل الجسر الجديد بين منطقتي المنقف والصباحية والمطلوب من وزير الأشغال القيام بواجباته وإبلاغنا عن الخلل ومحاسبة الفاسدين وإلا فعلنا أدواتنا الدستورية".
اللافت في "ثلاثاء الغرق"، استمرار التضارب في الاختصاصات، وإلقاء كل جهة معنية باللائمة على الأخرى، لكن المحاسبة بدأت في أول سابقة لإقالة مسؤولين في "الأشغال" وهيئة الطرق الوليدة، ويبقى التساؤل الأبرز: هل يتغير الواقع المهترئ بإقالة المسؤولين وإحالة آخرين إلى التحقيق؟ ومتى يمر الشتاء بلا أزمات، قد تتطور إلى كوارث إذا تزايدت كمية الأمطار عن هذا الحد؟
وتعرضت الاشارات المرورية خلال العاصفة المطرية إلى تعطل مفاجئ أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل وخروج أخرى عن السيطرة.
وشهدت غالبية الطرق مظاهر تحطم الكثير من الأشجار أو سقوطها على الشوارع والطرقات، إضافة إلى سقوط كثير من اللوحات الإرشادية والإعلانية.
من جانبه، توقع المهتم بالأحوال الجوية عبدالمجيد الخزيم هطول أمطار غزيرة على الكويت، حيث قال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مستشهداً بصور للارصاد الجوية "اذا تحققت هذه التوقعات فيبدو أن الكويت ستشهد حالة ممطرة تاريخية، يفصلنا عن التوقع قرابة 3 أيام وهو قابل للتغير خاصة أنه من نموذج واحد وهو الأمريكي".
وتابع "نشاهد انكسار رياح النفاث مسببة صعود قوي جداً لرياح طبقة 500 وتيارات صاعدة تشير لعواصف رعدية قوية".
وأضاف "توقعات الكويت والخفجي ملفتة جداً خلال الفترة القادمة، هناك تكدس مميز لعناصر المطر خلال الفترة من 8 نوفمبر 2018 حتى 10 أيام متوقع وتصل الكميات على الكويت حتى 200 ملم".
وأضاف "يرجى الانتباه من تشكل السيول وعدم المغامرة في الأودية والشعاب والله يجعلها أمطار خير وبركة".