* قطر تدعم غزّة لتحقيق أغراض سياسية

* إدخال الأموال القطرية عبر إسرائيل فضيحة وطنية

* قطر عرابة الانقسام في المنطقة بتنفيذ مخطط إسرائيلي أمريكي

* الدوحة تجاهلت تحذير السلطة من أن تحويل الأموال عبر إسرائيل يعزز الانقسام

غزة - عزالدين أبوعيشة

قالت فصائل فلسطينية في تصريحات لـ "الوطن"، إنّها "قاطعت اجتماع مبعوث دولة قطر لغزّة، محمد العمادي، بسبب سياسة قطر في المنطقة، ودورها في تعزيز التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وكذلك طريقة تدخل أموال المنحة القطرية للقطاع".

وجاء قرار مقاطعة الاجتماع بعد ساعات من رشق متظاهرين لموكب العمادي بالحجارة، أثناء زيارته لمخيم العودة شرق القطاع.

وأعلنت الفصائل، أن قرار مقاطعة الاجتماع بالعمادي، جاء بسبب إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة لصالح حركة حماس، واعتبر بعضها الأمر "فضيحة وطنية"، لا سيما أنه تم عبر إسرائيل، ويرد قرار المقاطعة أيضا إلى الدور القطري المتربط بإسرائيل، فضلاً عن تكريس الانقسام الفلسطيني.

والفصائل المقاطعة هي، حركة فتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، والمبادرة الوطنية.

وبحسب الفصائل فإنّ المبعوث القطري، دعا القوى الوطنية والإسلامية في غزّة، لاجتماع عاجل معه، مساء الجمعة، لبحث آخر الأوضاع السياسية، والمستجدات على الساحة الفلسطينية.

ولكن سرعان ما وجد العمادي مقاطعة كبيرة من الفصائل في الساحة الفلسطينية، والتي قاطعت الاجتماع، وظهرت على الساحة عدّة مواقف منددة بالسفير القطري، وما يحمله من خبايا للمنطقة.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعلى لسان القيادي كايد الغول قال، "لم تجد قطر طريقة أفضل لتدخل أموال المنحة القطرية لغزة، سوى من مطار بن غوريون الإسرائيلي، وهذه رسالة واضحة لنوايا قطر".

وأضاف لـ"الوطن"، "نحن في الجبهة الشعبية، نقاطع كلّ ما يقوم به السفير القطري العمادي في غزّة، وهو بمثابة مندوب سامي جديد في القطاع، ونحن نرفض التطبيع مع اسرائيل، وطريقة قطر العلنية في التطبيق جريمة بحق تضحيات الفلسطيني".

وتابع الغول، "ما تقوم به قطر مخطط له من إسرائيل وأمريكا، ولا يمكن فهم ذلك بعيدًا عن دورها في المنطقة كعرابة للانقسام، وهو واضح من سياستها تجاه غزّة، واستثناء الضفة الغربية من دعمها".

وبيّن الغول أنّ "قطر تدعم غزّة لتحقيق أغراض سياسية، ولا يمكن إلا أنّ يكون ذلك لتمرير مال سياسي، فلا مصالح بين غزّة وقطر، فضلاً عن البعد الجغرافي، وإنما يصب ذلك في تعزيز فصل غزّة عن الدولة الفلسطينية".

وأكّد أنّ "المصالحة، وإعطائها أولوية قصوى والتسريع في انجازها، يمكن أنّ يوفر عوامل جديدة لشعبنا وتخُفف تبعات الحصار القائم، ويقطع الطريق على قطر لتنفيذ السياسات الأمريكية والإسرائيلية".

أمّا القيادي في حزب الشعب وليد العوض، قال، "تلقينا دعوة للمشاركة في اجتماع المبعوث القطري محمد العمادي، ولكن قاطعنا المشاركة، لأنّ المساعي القطرية تعمل على نقل الأمور في قطاع غزة من مربع الانقسام إلى الانفصال".

وأضاف في حديثه لـ"الوطن"، "الحزب يقاطع تاريخيًا كلّ اللقاءات التي يدعو لها العمادي، وهذه المرة نشدّد على المقاطعة، لما تلعبه قطر من دور علني كمندوب سامي في المنطقة لصالح اسرائيل، والمخطط الأمريكي".

وشاركهم القرار ذاته بالمقاطعة، حركة فتح، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقال عضو المكتب السياسي طلال أبو ظريقة لـ"الوطن"، "إنّنا لن نكون شركاء في مثل هذه الاجتماعات، وقاطعنا كل الدور القطري في المنطقة".

من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، أن "إدخال الأموال القطرية عبر إسرائيل يمثل فضيحة وطنية، ويظهر أن هناك تقاسما وظيفيا بين تل أبيب وقطر وحماس".

وتجاهل المركز الفلسطيني للإعلام، وهو أحد أذرع حركة حماس الإعلامية، إيراد أسماء الفصائل التي اجتمعت بالعمادي.

وقال في خبر نشره على الموقع الإلكتروني، إن السفير القطري "أكد خلال لقائه عددا من ممثلي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة العمل على تحقيق المصالحة وإنشاء ميناء بحري إلى غزة".

وبدا في الصورة المرفقة بالخبر أن الحاضرين محسوبون على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

والجمعة رشق متظاهرون فلسطينيون موكب العمادي بالحجارة، خلال زيارته إلى مخيم العودة للمشاركة في مسيرات العودة، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وقال شهود عيان إن أضراراً لحقت بمركبة العمادي الخاصة، الأمر الذي اضطر الوفد القطري لمغادرة المكان على الفور، وألقت قوات الأمن التابعة لحركة حماس، القبض على عدد من الشبان الذين رشقوا الحجارة.

وهي المرة الثانية التي يتعرض لها موكب العمادي إلى احتجاج من هذا النوع على يد فلسطينيين، خلال زياراته إلى قطاع غزة.

وكان العمادي وصل إلى قطاع غزة، الخميس، قادما من إسرائيل، وفي سيارته حقائب تحتوي على 15 مليون دولار سلّمها إلى حماس.

والأسبوع الماضي صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، أن قطر تجاهلت تحذيرا القيادة الفلسطينية من أن تحويل الأموال عبر إسرائيل يعزز الانقسام.

وأضاف أن القطريين بدؤوا في ضخ الأموال دون العودة إلى القيادة الفلسطينية، التي أعربت عن أسفها إزاء تصرف الدوحة.

ويقول مراقبون إن هذا الاحتجاج من الفلسطينيين، يأتي غضبا من تخصيص الأموال القطرية لحماس فقط، بعيدا عن مختلف الشرائح المجتمعية الأخرى في قطاع غزة، الذي يعاني فقراً مدقعاً وانهياراً اقتصادياً وإنسانياً غير مسبوق.

والدفعة المالية التي أدخلها العمادي هي جزء من مبلغ 90 مليون دولار، وعدت قطر بتحويلها إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وتمول الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.

وخرجت العلاقات القطرية الإسرائيلية إلى العلن في الفترة الأخيرة، في إطار سعي الدوحة الحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.

وكان العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، قد قال في تصريحات سابقة إنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014.