* انطلاق "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس" وسط مشاركة دولية واسعة

* وزير الدولة الإماراتي: هناك حاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة

* الإمارات تدعم سياسات الإدارة الأمريكية للتصدي لتهديدات إيران الإرهابية

* التحالف لا بد أن يرتكز على السعودية ومصر ومجلس التعاون لاعباً رئيساً

* الكعبي: تعايش الملايين وسط تسامح كبير دليل نجاح النموذج الإماراتي

* عمرو موسى: إيران تحتاج إلى تغيير سياساتها العدائية تجاه العرب

* بليتكا: السعودية والإمارات تواجهان المشروع التوسعي الإيراني للسيطرة على المنطقة

أبوظبي - صبري محمود

انطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فعاليات "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس" وسط مشاركة دولية واسعة.

يستمر الملتقى لمدة يومين وينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، ويناقش خلاله المشاركون جملة من القضايا الإقليمية والدولية.

من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش أن "إيران المصدر الأساسي للتهديدات في المنطقة، وأن الإمارات تدعم سياسات الإدارة الأمريكية للتصدي لتهديدات إيران الإرهابية"، مشيراً إلى أن "الإمارات لعبت دوراً كبيراً في التوصل لاتفاق سلام بين إثيوبيا وإريتريا".

وأضاف قرقاش أن "المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار".

وأكد قرقاش أن "هناك حاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، وهذا التحالف لا بد من أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي المنطقة، كما يعد مجلس التعاون الخليجي لاعباً رئيساً في هذا التحالف".

ولفت إلى "احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يتطلب مجابهة سلوك إيران الداعم للميليشيات والمزعزع لأمن الدول".

وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنه "لن يكون هناك أي سلام واستقرار في المنطقة دون حل النزاعات والصراعات فيها".

وأكد أن "التحالف العربي والأمم المتحدة يريدان السلام في اليمن لكن الحوثيين مستمرين في الحرب".

ودعا قرقاش إلى "خفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة"، كما دعا المجتمع الدولي إلى "المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران".

من جانبها، أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة إبتسام الكتبي، -في كلمتها الافتتاحية- أن "الإمارات تستعد للمستقبل لمرحلة ما بعد النفط لذلك تستثمر في التعليم والفضاء ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة".

وقالت "نعمل على تقديم تجربة الإمارات في بناء القوة التي تعمل من خلالها على لعب دور إيجابي في النظام العالمي"، مشيرة إلى أن "النموذج الإماراتي يرتكز على قوة عسكرية دفاعية ضد التطرّف والإرهاب، ويعمل على تعزيز الاعتدال ودعم الاستقرار في المنطقة.

وذكرت أن "تعايش الملايين من مختلف دول العالم في الإمارات وسط تسامح كبير دليل نجاح النموذج الإماراتي". وأضافت أن "التحولات المتسارعة في المحيط الإقليمي والدولي دفعت الإمارات للتدخل والمشاركة في جهود إعادة الاستقرار".

وأكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يهدف منذ تدشينه إلى مساعدة صانعي القرارات على العمل في بيئةٍ أقل غموضاً وتعقيداً، من خلال تطوير وتنويع منهجيات تحليل القضايا الاستراتيجية الكبرى".

من ناحيته، أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن "إيران تحتاج لتغيير سياساتها العدائية تجاه العرب وإعادة النظر في سياستها الإقليمية والدولية"، مشيراً إلى أن "السياسة الأمريكية العنيفة تجاه إيران هي رد فعل للأخطاء السياسية الإيرانية في المنطقة والتي تؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة".

بدوره، أكد الرئيس والرئيس التنفيذي لـ"مجموعة الأزمات الدولية"، روبرت مالي، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمادى في انتهاج سياسة خارجية بعيدة كلياً عن القيم التي يجب أن تنتهجها واشنطن".

من جانبها، بينت دانييل بليتكا نائب الرئيس الأول لشؤون دراسات السياسية الخارجية والدفاعية في "معهد المشروع الأمريكي"، أن "السعودية والإمارات تواجهان المشروع التوسعي الإيراني ومحاولات طهران وحلفائها من الإرهابيين للسيطرة على المنطقة".

وقالت "يجب أن نعمل مع بعضنا البعض ديمقراطيين وجمهوريين لمواجهة الخطر الإيراني على حلفائنا في المنطقة، مشيرة إلى أن الشعب الأمريكي سوف يتبنى موقفاً قويا إزاء قضايا الهجرة".

وأكد مايكل روبن، الباحث المقيم في "معهد المشروع الأمريكي" أن "صناعة القرار الخارجي في الولايات المتحدة ليست مسألة فردية". وأوضح أن "التعامل مع الصين يشكل تحديا للإدارات الأمريكية المختلفة"، مشيراً إلى أن "النظام الأمريكي المرتكز على سيادة القانون يشكل حصانة للولايات المتحدة إزاء أي محاولة للجنوح في السياسة الخارجية".

وقال أندرو باراسيليتي مدير مركز الأمن والمخاطر العالمية في الملتقى أن "خروج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من العراق ربما كان متسرعاً كونه سمح بظهور تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي".

وأوضح أن "الولايات المتحدة الأمريكية تشهد انقساماً مستمراً إزاء المسائل الاقتصادية وأولويات السياسة الخارجية".

وأضاف أن "الأمريكيين يعتقدون أن نموذج ديمقراطيتهم يمكن أن يصدر لمناطق مختلفة من العالم".

وتناول اليوم الأول من الفعاليات توزيع خارطة القوة العالمية وتتطرق لتجربة دولة الإمارات كنموذج بناء القوة، كما ناقش محور إغراء القوة في السياسات الأمريكية خلال إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، والطموح الروسي للقوة من ناحية التقييم الموضوعي لهذه القوة والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها وتحد منها، وصعود الهند كقوة آسيوية رئيسة، والحدود الجغرافية والاقتصادية التي تحيط بقوة الصين، وبحث أوروبا عن دورها القديم أو سعيها لدور جديد في ميزان القوى العالمي، وطرق استخراج القوة الكامنة في القارة الأفريقية ذات الإمكانات والموارد الهائلة في ظل تحديات الأمن والاستقرار والتنمية الداخلية.