دبي- إبراهيم الرقيمي

أطلقت الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية "استطلاع حدود المستقبل 2018"، بهدف وضع تصور لأهم احتياجات الاجتماعات المستقبلية، وبحث القضايا الملحة والسعي إلى تنويع مصادر المعرفة.

ويسعى الاستطلاع إلى تحديد التطورات العلمية المحتملة في القطاعات الحيوية التي تمس حياة الإنسان، والبحث عن قضايا عالمية ناشئة في ظل تأثير الثورة الصناعية الرابعة، بحيث يطرح 10 أسئلة سنوياً على أكثر من 5000 من العلماء والخبراء وأعضاء "منتدى العلماء الشباب" التابع للمنتدى الاقتصادي وشبكة الخبراء إضافة إلى شبكة من المجالس العالمية.

ويسهم "استطلاع حدود المستقبل 2018" في تنويع مصادر المعرفة والخبرة وفهم تأثير التحولات التكنولوجية في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد أساس دمج التقنيات الناشئة وإعادة رسم الحدود بين العالم المادي والرقمي والحيوي، ورسم أجندة الاجتماعات المستقبلية وتحديد الحلول المناسبة لها.

كما يبحث الاستطلاع تصوراً موازياً لحدود المعرفة، وفهماً لتأثيرات التحولات التكنولوجية على المدى الطويل في المجالات العلمية المختلفة، وخصوصاً المجالات المستقبلية الأكثر تشجيعاً إضافة إلى المجالات التي تحمل في طيّاتها التحديات الأكبر التي قد تواجه البشر والمجتمعات.

التنمية المستقبلية

وفي هذا السياق، يغطي الاستطلاع عدداً من المجالات التي تسهم في استشراف مستقبل التكنولوجيا والعلوم الحيوية والبيانات إضافة إلى التغييرات التي قد تطرأ على الروبوتات ودمجها في المجتمع، بحيث تبحث المجالات التي تعزز الاكتشافات العلمية بما فيها علم الأحياء الكمي، الذي يسهم في فهم كيفية تطور علم الأحياء الحالي، والاستفادة من السلوك الذي يغلب عليه الطابع الكمي وإدراك الدور المحتمل للفيزياء الكمية في تحسين مستوى العقل والوعي البشريين.

وتتضمن المجالات التي تدفع عجلة التنمية ضمن الاستطلاع، الذكاء الاصطناعي وتطورات الآلة بحيث تتعلم من البيانات الصغيرة وإدراك الأشياء بشكل أسرع، بما يضمن تقديم خدمات قيّمة من دون الحاجة إلى كميات ضخمة من البيانات، إضافة إلى استكشاف العلاجات المستحدثة ضمن علم السموم وبيان خصائصها بفعالية أكبر، والمساهمة في علاج الأمراض والاضطرابات التي تصيب الإنسان من خلال الحصول على فهم شامل للتراكيب الكيميائية للسموم والعناصر الأساسية.

كما يناقش "استطلاع حدود المستقبل 2018"، المجالات التي تشكل أكبر التحديات في مستقبل المجتمعات، بما فيها الروبوتات العسكرية ذاتية التحكم، والتي يمكنها البحث عن الأهداف على نحو مستقل معتمدة في ذلك على مواصفات وبيانات مبرمجة مسبقاً، كما تشمل مجالات البحث قدرة أنظمة الكمبيوتر على توصيف الحالة الصحية أو البدنية للأفراد، ضمن "النمط الظاهري الرقمي" من خلال استشعار أعراض أو علامات المرض التي قد يتعذر على الأطباء ملاحظتها من دون الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة.

ويحظى "التعديل العصبي محدود التأثير" بأهمية فائقة كونه يبحث استخدام مجموعة من الوسائل المحددة مثل التيارات الكهربائية أو التحفيز المغناطيسي، في تعديل وظائف المخ أو الحالات النفسية والسلوكية للأفراد، من دون تدخل جراحي أو الحاجة إلى تناول الأدوية أو زرع الأجهزة، إضافة إلى القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيات التصوير العصبي والبيانات الضخمة ضمن "العدالة التنبؤية" بحيث تسهم في التعرف على الأشخاص وتحديد السيناريوهات قبل وقوعها، والمخاطر الناجمة عن هذه الأنماط من التحليلات في عالم مليء بالخوارزميات.