دبي - إبراهيم الرقيمي

أكد المشاركون في جلسة "حلقة المستقبل" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً فعالا في تعزيز جودة حياة المجتمعات، عبر إعادة النظر في النظم والأطر التقليدية وتحديثها بما يتواءم مع التغيرات المتسارعة التي تطرأ على الأفراد والمجتمعات وعلى مختلف الأصعدة وبالأخص التعليم وسوق العمل والصحة.

جاء ذلك، ضمن الجلسة الحوارية التي استضافت كلا من توماس كوتشان، أستاذ الإدارة في جورج مافريك بنكر ومدير مشارك لمركز إم آي تي سلون لأبحاث العمل والتوظيف في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وفرانشيسكا كولومبو رئيس قطاع الصحة في منظمة التنمية والتعاون الدولي، وويليام إيغرز المدير التنفيذي في مركز ديلويت للرؤية الحكومية وجيريمايا براسي الأستاذ المساعد في القانون في المعهد الأوروبي للقانون المقارن في جامعة أوكسفورد. وأدارت الجلسة ليسا ويتر، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي لمؤسسة أيبوليتيكال الألمانية.

وناقشت الجلسة سبل تمكين الحكومات من مواكبة التوجهات المستقبلية لتجهيز جيل جديد يتمتع بأعلى المستويات العلمية لضمان الاستمرارية وتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، في استشراف مستقبل الحكومات والتعليم وجودة الحياة.

وتناولت الجلسة عدة محاور حول كيفية دمج النماذج الحكومية المستقبلية والمحاور الاجتماعية مثل الصحة والتعليم في بناء مجتمع يتمتع بجودة حياة أفضل وأجيال قادمة مؤهلة.

وأكد كوتشان على أهمية إعادة النظر في النظم التعليمية القديمة واعتماد منظومة توفر فرص للتعلم طوال الحياة، وذلك لكي يتمكن المتخرجين من المواظبة مع التقدم التكنولوجي المتسارع وبالتالي يحافظ المتعلم على ميزته التنافسية دون أن يضطر إلى الخروج من سوق العمل. وأكد كوتشان على أهمية تمكين المتدربين من تطوير المهارات التحليلية على نفس قدر تطوير المهارات الأساسية مثل التواصل والتفاوض وإدارة الوقت، وبالتالي تقليل الفجوات في المهارات والناتجة عن التطور السريع للتكنولوجيا.

أما كلومبو، فنوهت إلى أهمية النظر إلى قطاع الصحة وقطاع الخدمات الصحية ودعت إلى الانتقال من أنظمة تعتمد على ما يستطيع موفري الخدمات من تقديمه مثل المستشفيات والمراكز الصحية، إلى نظام يعتمد على احتياجات الأفراد، ما أكد عليه إيغغرز، عندما أشار إلى انعدام جدوى إنفاق ملايين الدولارات على بنية تحتية طبية ستتضاءل قيمتها بعد عدة سنوات، بينما يمكن استثمار تلك الأموال في الاهتمام بصحة العائلة بشكل استباقي ومبني على بيانات ومعلومات ذكية.

في السياق ذاته، أكد بارسي تفاؤله بمستقبل جودة الحياة للمجتمعات، وذلك من خلال الاعتماد الكبير على التقنيات الذكية وتسخيرها لدعم وتحسين حياة الأفراد في المنزل والمدرسة ومكان العمل على حد سواء، وحذر من الوقوع في فخ البحث المستمر للانفراد التقني وتجاهل التحديات اليومية التي يواجهها المجتمع، وعدم ترك أي أحد من أفراد المجتمع خلف الركاب، وبالأخص كبار السن وممن لم يتمكن من اللحاق بقطار التكنولوجيا السريع، وذلك لضمان بناء مجتمع متلاحم ومترابط وسعيد.