أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): في خطوة ستعرضها لعقوبات أمريكية وتزيد من خسائرها المتفاقمة أصلا، أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها سترفع من عدد رحلاتها إلى إيران خلال العام المقبل 2019.

وأوضحت الخطوط القطرية في بيان، أنها ستبدأ بتسيير رحلتين جديدتين أسبوعيا إلى أصفهان ابتداء من فبراير 2019، وستزيد الرحلات الحالية إلى شيراز وطهران في يناير.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أكبر الباكر، إن هذه الرحلات تمثل "دليلا إضافيا على التزام الخطوط القطرية مع إيران"، وفق ما نقل موقع Latestly.

وكان الباكر أعلن في أكتوبر الماضي استمرار رحلات الشركة القطرية إلى إيران، بالرغم من العقوبات الأمريكية على نظام الملالي في طهران.

وفي مايو الماضي، قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران. وفي أغسطس، قال إن أولئك الذين لديهم تبادل تجارة مع إيران، لن يكون لهم تبادل تجاري مع الولايات المتحدة، وذلك مع بداية فرض العقوبات على إيران.

وأوضحت الحكومة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات على أي أمريكي أو شركة أجنبية تستمر في إجراء معاملات تجارية مع إيران، الأمر الذي دفع بشركات طيران رئيسية مثل الخطوط الجوية الفرنسية والبريطانية والهولندية وغيرها، إلى وقف رحلاتها إلى إيران.

وبالفعل، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، في سبتمبر الماضي، على شركتين من ماليزيا وتايلاند، لتعاملهما مع شركة طيران "ماهان " الإيرانية، المتورطة في نقل أسلحة وعسكريين إيرانيين على متن طائراتها، ولذلك لتقديم المساعدة إلى ميليشيات طهران الطائفية في المنطقة.

وفي حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، قال الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد عباس ناجي إنه على الرغم من أن احتمال العقوبات الفورية على الشركة القطرية بعيد نوعا ما حاليا، إلا أنه قد تتعرض لها لاحقا.

وأضاف أن العقوبات الأمريكية يمكن أن تطال الشركة القطرية، وذلك في حال صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على إيران، بما يشمل منعا أكبر للتعاملات التجارية الدولية مع طهران.

واعترفت الشركة القطرية، في سبتمبر الماضي، بتعرضها لخسائر بلغت 70 مليون دولار أمريكي، عن السنة المالية الأخيرة، المنتهية في 31 مارس الماضي.

ومنيت "القطرية" بهذه الخسائر الفادحة، نتيجة مقاطعة دول عربية وإسلامية للدوحة، لدعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون جيرانها، وأيضا لتقاربها مع إيران.

ويبدو أن خطوة الخطوط الجوية القطرية تأتي انصياعا لإيران التي تملك كثيرا من الأوراق تجاه هذه الدولة المعزولة عن محيطها، لدعهما الإرهاب.

وخلال العام الماضي، ازداد التقارب بصورة كبيرة وبوتيرة سريعة بين قطر وإيران، خصوصا في أعقاب المقاطعة التي فرضتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة للإرهاب.

ولا شك في أن الدوحة على دراية كاملة بمخاطر الانتقام الإيراني في حال انضمامها إلى الحملة الأميركية على طهران، فالأخيرة، على ما يبدو، يمكن أن تعيد فتح الخلافات القديمة حول تقسيم وتطوير حقل الشمال بارس جنوبي.

وتعتمد طهران على الدوحة، ليس في الالتفاف على المقاطعة فحسب، بل بوصفها مالكا وشريكا في حقل الغاز الطبيعي، الذي تقدر احتياطاته بحوالي 1800 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و50 مليار برميل من مكثفات الغاز.

وقد تعمل إيران على وقف العمل بأي خطط تطوير مستقبلية لحقل الغاز، وبالتالي تقويض جهود قطر في تحقيق هدفها المتمثل في زيادة طاقة تصدير الغاز بمقدار الثلث.