تونس - منال المبروك

خلّفت نتائج القمة السعودية التونسية التي جرت بتونس بمناسبة زيارة الدولة التي يؤديها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى تونس ردود فعل إيجابية في الأوساط السياسية والمجتمع المدني، على إثر الاتفاقات المهمة التي تم توقيعها من قبل المسؤولين في البلدين.

واعتبر مهتمون بالشأن السياسي أن "العلاقات بين تونس والسعودية تستعيد بمناسبة هذه القمة بريقها"، مؤكدين على الدور السعودي المهم في دعم تونس منذ معركة التحرير ضد المستعمر الفرنسي.

وقال المحلل السياسي لطفي العماري لـ"الوطن " أن "السعودية وقفت دائماً إلى جانب تونس وشعبها في محطات تاريخية مهمة وكانت سنداً لها سياسياً ومادياً".

وأكّد أن "زيارة الملك السعودي لتونس سلمان بن عبد العزيز على رأس وفد رفيع المستوى يؤكد إصرار قيادات البلدين على تواصل هذه العلاقة وتمتينها في فترة مهمة تمر بها تونس والمنطقة العربية عموما".

واعتبر أن "قرار منح جامعة القيروان الدكتوراه الفخرية للملك سلمان بن عبدالعزيز رد جميل لما حظيت به محافظة القيروان من رعاية سعودية، عقب إعلان مشاريع صحية لفائدتها فضلاً عن خطة لصيانة معالمها الدينية".

وأكد المحلل السياسي أن "القمة العربية الملتئمة في تونس تجري بدعم سعودي حيث تتحمل المملكة العربية السعودية كافة نفقات القمة"، معتبراً أن "هذه المناسبة في حد ذاتها دعم لاقتصاد تونس وسياحتها وفرصة لجلب الاستثمارات إليها".

وشهدت القمة السعودية التونسية التي عقدت بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في قصر قرطاج بتونس العاصمة، التوقيع على اتفاقيتين بين حكومتي البلدين، شملت اتفاقية قرض تنموي لمشروع حماية المدن والمناطق العمرانية من الفيضانات، واتفاقية تمويل صادرات سعودية لصالح الشركة التونسية لصناعات التكرير.

وأطلق الملك سلمان والرئيس السبسي 3 مشروعات بالجمهورية التونسية، حيث أزاحا عن لوحة مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان، ومشروع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لترميم جامع الزيتونة المعمور، وحجر الأساس لمشروع إنجاز وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجامعي بالقيروان.

وبحثت جلسة المباحثات الرسمية الموسعة التي عقدها خادم الحرمين الشريفين والرئيس التونسي بحضور وفدي البلدين في قصر قرطاج آفاق التعاون بين المملكة وتونس في مختلف المجالات وسبل تعزيزها وتطويرها بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية.

وتسلم الملك سلمان من الرئيس السبسي أعلى وسام في الجمهورية التونسية "الصنف الأكبر من وسام الجمهورية"، كما سلم العاهل السعودي الرئيس التونسي قلادة الملك عبدالعزيز.

في شأن متصل، انتهى ملتقى الأعمال التونسي السعودي الذي جرى في تونس على هامش القمة العربية إلى "ضرورة تجاوز مختلف العراقيل التي تحول دون تدفق الاستثمارات السعودية نحو تونس بكثافة، في ظل وعود مهمة بإقامة مشاريع مشتركة في تونس أو السوق الأفريقية".

وقال نائب رئيس منظمة اتحاد الصناعة والتجارة "أكبر تكتل لرجال الأعمال في تونس"، حمادي الكعلي، لـ"الوطن" إن "مستثمرين سعوديين عبروا عن رغبات جدية غير مسبوقة في الاستثمار في تونس أو مرافقة شركاء لهم من تونس من أجل دخول السوق الأفريقية".

وأكد الكعلي أن "نقلة نوعية مرتقبة في الشراكة التونسية السعودية مدفوعة باتفاق نحو إزاحة العراقيل الإدارية التي حالت سابقاً دون ضخ استثمارات هامة في تونس".

واعتبر أن "المناخ الاستثماري جاهز أكثر من أي وقت مضى لزيادة حجم الاستثمارات السعودية في تونس".

وأكد وزير التجارة التونسي عمر الباهي أن "العلاقات السياسية بين تونس والسعودية ممتازة جداً على عكس العلاقات على المستوى الاقتصادي والتجاري".

وكشف الوزير بالمناسبة عن "إمضاء اتفاقية للاعتراف المتبادل بالسلع بين البلدين وذلك على هامش زيارة مرتقبة له أيام 22 و23 أبريل ضمن وفد من رجال الأعمال التونسيين إلى السعودية".

من جهته، أكد وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي "تسجيل تحسن في التعاون بين البلدين"، مشيراً إلى "وجود فرص هامة في تونس في عدة مجالات".

واعتبر الوزير السعودي أن "انضمام تونس لاتفاقية "الكوميسا" سيمكنها من الولوج إلى السوق الأفريقية في إطار شراكة مع مستثمرين سعوديين".

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الغرف السعودية سامي بن عبدالله العبيدي أن "الجانب السعودي غير راضٍ عن الأرقام المتعلقة بحجم الاستثمارات بين البلدين"، معبراً عن أمله في "دعم الفرص الاستثمارية في قطاعات عديدة في ظل الفرض المتاحة والاستفادة من تونس باعتبارها بوابة أوروبا وجزءاً من أفريقيا".

كما عبر بن عبدالله عن تفاؤله بشأن توصل المشاركين في ملتقى الأعمال التونسي السعودي إلى الترفيع في حجم الاستثمارات إلى أرقام تحدث المفاجأة حسب تصريحه للوطنية الأولى.

وكشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان وفي وقت سابق أن "السعودية سترفع قيمة الدعم المالي الموجه لتونس"، مضيفاً أن "قيمة الدعم المالي الحالية تبلغ 500 مليون دولار"، مؤكداً "استمرار دعم السعودية لتونس كما حصل في الاتفاقات المشتركة الممضاة سنة 2018"، وذلك بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى تونس ولقائه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.

وذكر الجدعان في تصريح إعلامي على هامش الاجتماع الاقتصادي بالقمة العربية، أن "قيمة الدعم المالي الحالية تبلغ 500 مليون دولار"، مؤكداً "استمرار دعم السعودية لتونس كما حصل في الاتفاقات المشتركة الممضاة سنة 2018".

وأفاد المسؤول السعودي بأن "بلاده تتطلع لاتخاذ قرارات عربية في القمة العربية المنعقدة بتونس"، مشيراً إلى أن "السعودية تتطلع إلى مزيد من القرارات لتعزيز العمل العربي المشترك في إطار رؤية 2020-2030".

وتهم الاتفاقات، الموقعة تمويل مشاريع تنموية فلاحية والتزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي وتشمل عدداً من المناطق ذات الأولوية ومنح لصيانة بعض المعالم الدينية وذلك على هامش الزيارة التي أداها رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى المملكة العربية السعودية وبعد نحو أسبوعين من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس.

والثلاثاء الماضي، صادق البرلمان التونسي على اتفاقية القرض بين الصندوق السعودي للتنمية والجمهورية التونسية بقيمة 318.750.000 ريال سعودي، لتمويل "مشروع تحسين التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي في محافظة بنزرت "أقصى الشمال التونسي".

كما منحت المملكة العربية السعودية تونس قرضاً بقيمة 500 مليون دولار بفائدة منخفضة ضمن حزمة اتفاقات اقتصادية تم الإعلان عنها عقب من زيارة قام بها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لتونس.