تونس - منال المبروك
يشكل تعزيز التعاون العسكري السعودي التونسي في إطار خطة مكافحة الإرهاب نقطة التقاء مهمة في سياسة البلدين، والذي بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي في تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع عبر مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة جرت في تونس لأول مرة في تاريخ تونس والمملكة العربية السعودية. وأعلن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي حينها عن توسيع التدريبات العسكرية المشتركة مع السعودية عقب التدريب الذي شمل سلاح الجو في البلدين داعيا إلى إعداد اتفاقية تعاون خصوصاً في مجال الطب العسكري بين البلدين، تعنى بالتكوين وتطوير البحوث الطبية وتبادل الخبرات.
وقالت وزارة الدفاع التونسية إن "التدريبات المشتركة تهدف إلى الرفع من الجاهزية العملياتية للطيارين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الإمداد والإسناد الفني".
وقال الباحث والخبير السياسي أمين بن مسعود إن "المناورات العسكرية التونسية السعودية التي بدأت في أكتوبر الماضي بين القوات الجوية للبلدين، تستوجب وقفة تأمل وقراءة سياسية شاملة، لا فقط لأن المناورات هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين، بل لارتباطها بتطور التعاون والتنسيق بين العاصمتين".
وأضاف أنه "من البين أيضا أن الرياض لم تعد تسمح بسياسة "المقاعد الشاغرة" في الجغرافيات الإقليمية المهمة صلب مكاسرتها مع التمدد الإيراني في منطقة شمال أفريقيا خاصة، والقارة الأفريقية عامة".
واعتبر الباحث والمحلل السياسي أنه "وإن سمحت سياسة اليد الرخوة لطهران بتصدير قوتها الناعمة من خلال حصان طروادة المتمثل في نشر التشيع في المغرب الأقصى وفي بعض الأماكن في الجزائر، فإن هناك رغبة سعودية حقيقية اليوم في الاستفادة من توجهات الدبلوماسية التونسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، والتي تتقاطع في الكثير من النقاط مع السياسة السعودية، قصد الاستباق إلى مناطق قد تتسرب إليها طهران في خضم اهتمام الرياض بقضايا الشرق المشتعل".
وأشار الى انه "منذ تولي الرئيس الباجي قائد السبسي، مقاليد الحكم، أكد على التزام الدبلوماسية التونسية بتقاليدها المتمثلة في احترام الشرعية الدولية والسيادة الوطنية للدول، وهو ما جعل المواقف والتوجهات الرسمية تكون أقرب للرياض من أي عاصمة عربية وإسلامية أخرى".
وبحسب قوله، "إن الدولة التونسية منخرطة ضمن التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تم الإعلان عن تأسيسه من الرياض في 15 ديسمبر 2015، كما أنها تتقاسم مع السعودية معظم التصنيفات في ما يخص الجماعات الإرهابية، سواء في ما يتعلق بالتنظيم الحوثي في اليمن أو "حزب الله" في لبنان و"حماس" في قطاع غزّة".
وبالإضافة إلى التقاطع السياسي والدبلوماسي، أكد بن مسعود أن "أوجه التعاون الثقافي من حيث استقطاب الكفاءات العلمية والطبية التونسية والاقتصادي من حيث الاستثمارات السعودية والتبادل التجاري المهم والحجم المعتبر للجالية التونسية في المملكة، تبين جليا أن التنسيق العسكري يجد أرضية تأسيس عميقة في ظل رغبة سياسية بين البلدين لمقاومة الإرهاب والحد من تأثيراته على الدول العربية".
ويعتبر خبراء ومحللون تونسيون أن "الجهود السعودية في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بالتعاون مع البلدان العربية زادت بفضل الجهود الدؤوبة التي يبذلها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الأمر الذي أكده الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في قمة العشرين في نوفمبر 2018 عندما أكد حرص تونس على تعزيز التعاون الثنائي مع السعودية وتكثيف وتيرة اللقاءات الثنائية بين مسؤولين من البلدين من أجل وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية".
يشار إلى أن التعاون العسكري التونسي السعودي اقتصر منذ الثمانينات على اللوجستيك والتكوين وتبادل الخبرات، وتم في عام 2016 تفعيل اللجنة العسكرية التونسية السعودية المشتركة حيث انعقدت أوّل دورة في شهر مارس 2017 بالرياض فيما احتضنت تونس أشغال الدورة الثانية في شهر مارس 2018 والتي تمحورت حول دعم التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب والتمارين المشتركة في عديد الميادين بالإضافة إلى الصحة العسكرية، وستشهد سنة 2019 انعقاد الدورة الثالثة لهذه اللجنة بالرياض.
يشكل تعزيز التعاون العسكري السعودي التونسي في إطار خطة مكافحة الإرهاب نقطة التقاء مهمة في سياسة البلدين، والذي بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي في تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع عبر مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة جرت في تونس لأول مرة في تاريخ تونس والمملكة العربية السعودية. وأعلن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي حينها عن توسيع التدريبات العسكرية المشتركة مع السعودية عقب التدريب الذي شمل سلاح الجو في البلدين داعيا إلى إعداد اتفاقية تعاون خصوصاً في مجال الطب العسكري بين البلدين، تعنى بالتكوين وتطوير البحوث الطبية وتبادل الخبرات.
وقالت وزارة الدفاع التونسية إن "التدريبات المشتركة تهدف إلى الرفع من الجاهزية العملياتية للطيارين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الإمداد والإسناد الفني".
وقال الباحث والخبير السياسي أمين بن مسعود إن "المناورات العسكرية التونسية السعودية التي بدأت في أكتوبر الماضي بين القوات الجوية للبلدين، تستوجب وقفة تأمل وقراءة سياسية شاملة، لا فقط لأن المناورات هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين، بل لارتباطها بتطور التعاون والتنسيق بين العاصمتين".
وأضاف أنه "من البين أيضا أن الرياض لم تعد تسمح بسياسة "المقاعد الشاغرة" في الجغرافيات الإقليمية المهمة صلب مكاسرتها مع التمدد الإيراني في منطقة شمال أفريقيا خاصة، والقارة الأفريقية عامة".
واعتبر الباحث والمحلل السياسي أنه "وإن سمحت سياسة اليد الرخوة لطهران بتصدير قوتها الناعمة من خلال حصان طروادة المتمثل في نشر التشيع في المغرب الأقصى وفي بعض الأماكن في الجزائر، فإن هناك رغبة سعودية حقيقية اليوم في الاستفادة من توجهات الدبلوماسية التونسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، والتي تتقاطع في الكثير من النقاط مع السياسة السعودية، قصد الاستباق إلى مناطق قد تتسرب إليها طهران في خضم اهتمام الرياض بقضايا الشرق المشتعل".
وأشار الى انه "منذ تولي الرئيس الباجي قائد السبسي، مقاليد الحكم، أكد على التزام الدبلوماسية التونسية بتقاليدها المتمثلة في احترام الشرعية الدولية والسيادة الوطنية للدول، وهو ما جعل المواقف والتوجهات الرسمية تكون أقرب للرياض من أي عاصمة عربية وإسلامية أخرى".
وبحسب قوله، "إن الدولة التونسية منخرطة ضمن التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تم الإعلان عن تأسيسه من الرياض في 15 ديسمبر 2015، كما أنها تتقاسم مع السعودية معظم التصنيفات في ما يخص الجماعات الإرهابية، سواء في ما يتعلق بالتنظيم الحوثي في اليمن أو "حزب الله" في لبنان و"حماس" في قطاع غزّة".
وبالإضافة إلى التقاطع السياسي والدبلوماسي، أكد بن مسعود أن "أوجه التعاون الثقافي من حيث استقطاب الكفاءات العلمية والطبية التونسية والاقتصادي من حيث الاستثمارات السعودية والتبادل التجاري المهم والحجم المعتبر للجالية التونسية في المملكة، تبين جليا أن التنسيق العسكري يجد أرضية تأسيس عميقة في ظل رغبة سياسية بين البلدين لمقاومة الإرهاب والحد من تأثيراته على الدول العربية".
ويعتبر خبراء ومحللون تونسيون أن "الجهود السعودية في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بالتعاون مع البلدان العربية زادت بفضل الجهود الدؤوبة التي يبذلها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الأمر الذي أكده الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في قمة العشرين في نوفمبر 2018 عندما أكد حرص تونس على تعزيز التعاون الثنائي مع السعودية وتكثيف وتيرة اللقاءات الثنائية بين مسؤولين من البلدين من أجل وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية".
يشار إلى أن التعاون العسكري التونسي السعودي اقتصر منذ الثمانينات على اللوجستيك والتكوين وتبادل الخبرات، وتم في عام 2016 تفعيل اللجنة العسكرية التونسية السعودية المشتركة حيث انعقدت أوّل دورة في شهر مارس 2017 بالرياض فيما احتضنت تونس أشغال الدورة الثانية في شهر مارس 2018 والتي تمحورت حول دعم التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب والتمارين المشتركة في عديد الميادين بالإضافة إلى الصحة العسكرية، وستشهد سنة 2019 انعقاد الدورة الثالثة لهذه اللجنة بالرياض.