الشارقة - مصطفى عبدالعزيز
بحث مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تقام فعاليات دورته الـ 11 حالياً في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "استكشف المعرفة"، دور الكاتب في الحفاظ على خصوصية ثقافة مجتمعه والتعريف بها، إلى جانب تعزيز قيمة التسامح بين المجتمعات من خلال تسليط الضوء على الثقافات الأخرى والتجارب الإنسانية الملهمة التي تحث على التفاهم والتحاور بين الشعوب في كافة أرجاء العالم.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "نكتب عن ثقافتنا"، وشارك فيها كل من الشاعرة والكاتبة والفنانة التشكيلية الإماراتية مريم الزرعوني، والكاتبة السريلانكية روبي لوفيل، وهي مؤلفة كتب أطفال، وكاتبة سيناريوهات وأغاني، ومنتجة برامج تلفزيونية وأفلام وتعيش حالياً مع أبنائها في المملكة المتحدة، وأدار الجلسة الشاعر والكاتب الأردني محمد أبو عرب.
وحول اهتمامها بالتوثيق في كتاباتها للتراث والثقافة الإماراتية التي تستند إلى قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، أشارت الزرعوني إلى شخصية رجل بريطاني قدم إلى الإمارات في فترة التواجد البريطاني في منطقة الخليج، لافتةً إلى توثيقها لهذه الشخصية في إحدى أعمالها الأدبية.
وتابعت : "سعيت من خلال التوثيق لهذه الشخصية التأكيد على تفرد المجتمع الإماراتي وقيم التسامح التي يحملها للآخر، فالرجل بعد خروج البريطانيين من المنطقة آثر البقاء في الإمارات لما وجده من حفاوة وترحاب كبيرين من المجتمع، وقد شاهدته في الثمانينات وهو يرتدي الزي الإماراتي وينصهر في المجتمع، وأذكر أنه قد تبرع بكليته لصديقه الإماراتي الذي كان يعيش معه".
وفي ردها على سؤال حول دور الكتاب في الحفاظ على خصوصية هويته وثقافته وسط ارتفاع الأصوات التي تنادي بالعولمة الثقافية، وإدماج كل المجتمعات الإنسانية في هوية واحدة، قالت الزرعوني: "بأي شكل من الأشكال لا يمكن توحيد الإنسانية في ثقافة واحدة، فلكل بلد ومجتمع خصوصيته الثقافية والفكرية، وأنماط عيشه التي تميزه عن بقية المجتمعات، وهذا لا يعني عدم قدرتنا على وضع إطار عام تلتقي فيه كل المكونات استناداً إلى المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة".
وواصلت الزرعوني: "في كتابتي لشريحة اليافعين أحرص على ربطهم بالتراث الإماراتي، وإبراز السمات التي تتميز بها الشخصية الإماراتية وعلى رأسها التسامح وتقبل الآخر، فضلاً عن تجذر حب عمل الخير وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين وإغاثة الملهوفين".
من جانبها، ربطت روبي لوفيل موضوع الجلسة بقصة دخولها لمجال الكتابة للطفل، وقالت: "بحكم أني أعيش حالياً في المملكة المتحدة، فكنت أجد نفسي في حالة بحث دائم عن كتب تلبي شغف أبنائي بالقراء وتزيد معارفهم، إلى جانب دورها في تعزيز ارتباطهم بالعادات والتقاليد السيريلانكية وازدياد معرفتهم بالتراث السريلانكي الثري والزاخر بالروائع والإبداعات، وفي أوقات كثيرة كنت أفشل في الوصول إلى هذه النوعية من الكتب، وهو ما دفعني أن أتجه للكتابة لأبنائي".
وتابعت لوفيل: "أصدرت في العام الماضي باكورة أعمالي الأدبية تحت عنوان (روبي تمتطي فيلاً)، وأعمل حالياً على إصدار كتابي الثاني ضمن سلسلة قصص المغامرات، وحرصت من خلال هذين الكتابين على عكس صورة متكاملة للجزيرة التي نشأت وترعرعت فيها في بلدي سيريلانكا، ووثقت فيها بشكل دقيق لمرحلة طفولتي التي كنا نمتطي فيها ظهور الفيلة واللعب مع الحيوانات".
وأردفت: "الحديث عن الثقافة من خلال قصة يكون أكثر جمالاً وهو ما جعلني أتجه إلى تعريف أطفالي بالثقافة السيريلانكية من خلال هذا الأسلوب، الذي يجد فيه الطفل مزيداً من الدهشة والروعة، فضلاً عن اكسابه مهارات اللغة، وإلى جانب كل ذلك أحرص إلى إدخال الجانب التعليمي في القصة، حتى تتكامل الأهداف المرجوة من العمل الإبداعي".
{{ article.visit_count }}
بحث مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تقام فعاليات دورته الـ 11 حالياً في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "استكشف المعرفة"، دور الكاتب في الحفاظ على خصوصية ثقافة مجتمعه والتعريف بها، إلى جانب تعزيز قيمة التسامح بين المجتمعات من خلال تسليط الضوء على الثقافات الأخرى والتجارب الإنسانية الملهمة التي تحث على التفاهم والتحاور بين الشعوب في كافة أرجاء العالم.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "نكتب عن ثقافتنا"، وشارك فيها كل من الشاعرة والكاتبة والفنانة التشكيلية الإماراتية مريم الزرعوني، والكاتبة السريلانكية روبي لوفيل، وهي مؤلفة كتب أطفال، وكاتبة سيناريوهات وأغاني، ومنتجة برامج تلفزيونية وأفلام وتعيش حالياً مع أبنائها في المملكة المتحدة، وأدار الجلسة الشاعر والكاتب الأردني محمد أبو عرب.
وحول اهتمامها بالتوثيق في كتاباتها للتراث والثقافة الإماراتية التي تستند إلى قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، أشارت الزرعوني إلى شخصية رجل بريطاني قدم إلى الإمارات في فترة التواجد البريطاني في منطقة الخليج، لافتةً إلى توثيقها لهذه الشخصية في إحدى أعمالها الأدبية.
وتابعت : "سعيت من خلال التوثيق لهذه الشخصية التأكيد على تفرد المجتمع الإماراتي وقيم التسامح التي يحملها للآخر، فالرجل بعد خروج البريطانيين من المنطقة آثر البقاء في الإمارات لما وجده من حفاوة وترحاب كبيرين من المجتمع، وقد شاهدته في الثمانينات وهو يرتدي الزي الإماراتي وينصهر في المجتمع، وأذكر أنه قد تبرع بكليته لصديقه الإماراتي الذي كان يعيش معه".
وفي ردها على سؤال حول دور الكتاب في الحفاظ على خصوصية هويته وثقافته وسط ارتفاع الأصوات التي تنادي بالعولمة الثقافية، وإدماج كل المجتمعات الإنسانية في هوية واحدة، قالت الزرعوني: "بأي شكل من الأشكال لا يمكن توحيد الإنسانية في ثقافة واحدة، فلكل بلد ومجتمع خصوصيته الثقافية والفكرية، وأنماط عيشه التي تميزه عن بقية المجتمعات، وهذا لا يعني عدم قدرتنا على وضع إطار عام تلتقي فيه كل المكونات استناداً إلى المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة".
وواصلت الزرعوني: "في كتابتي لشريحة اليافعين أحرص على ربطهم بالتراث الإماراتي، وإبراز السمات التي تتميز بها الشخصية الإماراتية وعلى رأسها التسامح وتقبل الآخر، فضلاً عن تجذر حب عمل الخير وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين وإغاثة الملهوفين".
من جانبها، ربطت روبي لوفيل موضوع الجلسة بقصة دخولها لمجال الكتابة للطفل، وقالت: "بحكم أني أعيش حالياً في المملكة المتحدة، فكنت أجد نفسي في حالة بحث دائم عن كتب تلبي شغف أبنائي بالقراء وتزيد معارفهم، إلى جانب دورها في تعزيز ارتباطهم بالعادات والتقاليد السيريلانكية وازدياد معرفتهم بالتراث السريلانكي الثري والزاخر بالروائع والإبداعات، وفي أوقات كثيرة كنت أفشل في الوصول إلى هذه النوعية من الكتب، وهو ما دفعني أن أتجه للكتابة لأبنائي".
وتابعت لوفيل: "أصدرت في العام الماضي باكورة أعمالي الأدبية تحت عنوان (روبي تمتطي فيلاً)، وأعمل حالياً على إصدار كتابي الثاني ضمن سلسلة قصص المغامرات، وحرصت من خلال هذين الكتابين على عكس صورة متكاملة للجزيرة التي نشأت وترعرعت فيها في بلدي سيريلانكا، ووثقت فيها بشكل دقيق لمرحلة طفولتي التي كنا نمتطي فيها ظهور الفيلة واللعب مع الحيوانات".
وأردفت: "الحديث عن الثقافة من خلال قصة يكون أكثر جمالاً وهو ما جعلني أتجه إلى تعريف أطفالي بالثقافة السيريلانكية من خلال هذا الأسلوب، الذي يجد فيه الطفل مزيداً من الدهشة والروعة، فضلاً عن اكسابه مهارات اللغة، وإلى جانب كل ذلك أحرص إلى إدخال الجانب التعليمي في القصة، حتى تتكامل الأهداف المرجوة من العمل الإبداعي".