لطالما كان الفن الوسيلة الأجمل والأكثر إبداعاً التي اتخذها الإنسان وسيلة للتعبير عن مشاعره وأفكاره وحكاياته، فالشعوب ابتكرت الكثير من المعارف الفنية وطوّرتها على امتداد مسيرة حضارية كبيرة وطويلة استفادت خلالها الكثير من التجارب والإبداعات، وها هو فنّ "الإيبرو" يعرّف أطفال مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في دورته الـ11 على عوالمه الساحرة، من خلال تقديم أبرز الخطوات والتقنيات الأساسية التي يشتمل عليها.

الفنان الألماني سيزر سوباتشي قاد صغار المهرجان عبر ورشة عمل فنية متخصصة استضافتها قاعة الطفل إلى تعريفهم لأهم ما يتضمنه هذا الفن من إبداعات، وحاورهم باللون والماء، حيث استطاع أن يبهر عيونها التي واكبت كلّ خطوة من خطواته، ليرشدهم بعد ذلك لرسم لوحاتهم الخاصة ووضع خطوطهم الإبداعية الصغيرة عليها مستعينين بحدسهم، ومخيلتهم الواسعة.

وأشار سوباتشي إلى أن هذه الورش تسمح للأطفال بالتعرف على واحد من أبرز الفنون وأكثرها تميزاً سواء على صعيد ما يتمتع به من تقنيات أو ما ينتجه من أعمال فنية راقية.

ولفت سوباتشي إلى أن فن الإيبرو أحد الفنون التي تعتمد على الرسم على سطح الماء باستخدام ألوان خاصة يتم رشها وتشكيلها على السطح بحيث يتمكن الفنان بعد ذلك من أخذ الرسم على ورق خاص وتهيئتها للعرض بعد أن تجفّ.

وتابع: "هذا الفن يعتمد على حدس الفنان ودقة أدواته حيث لا مجال للخطأ هنا، عليك أن تكوّن لوحتك من مزيج متنوع من الألوان التي تعوم على السطح، وأن تستخدم أدواتك بأسلوب أمثل لتخرج بلوحة متميزة مفعمة بالحياة والإبداع ومليئة بالخطوط التي تميزها عن غيرها من اللوحات لما لها من كثافة وعمق في المكونات، ما يمنح اللوحة جمالاً باهراً".

"الإيبرو" فنّ عرفته شعوب عديدة منها الهند والصين لكنه بلغ أوجه في عهد الدولة العثمانية حيث دخل في مجال الفنون الإسلامية، وتقاطع في قيمته وإبداعه مع فن الخط العربي فاستطاع أن يكوّن تحفاً تشهد لصانعيها بالإبداع والمهارة، كما أن لوحات هذا الفن اتخذت في ذلك الوقت زينة للمنازل والأماكن العامة وغيرها.

ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.