تحولت ورشة عمل "الرسم المنظوري" إلى مختبر هندسة معماري كبير، أخذ الصغار المشاركين به إلى آفاق من الإبداع ليتعرفوا على واحد من أهم الفنون المتبعة في هذا المجال، حيث أتاحت الورشة التي نظمها مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ 11 التي تقام حتى 27 من أبريل في مركز أكسبو، الفرصة أمام الحضور للتعرف على الخطوات الرئيسة المتعبة في رسم اللوحات معتمدين على تقنية "الرسم المنظوري".
ويعرف "الرسم المنظوري" بأنه إحدى التقنيات المتبعة في مجال الرسم الهندسي الذي يخول الرسامين والمهندسين من الانطلاق بالرسم من زوايا هندسية بنيت على قاعدة من مربعين، لتشكيل التصميم النهائي الذي يتصورونه، حيث قدمت المهندسة المعمارية، وأستاذة الرسم الهندسي في الجامعة الأمريكية في لبنان، اللبنانية مي الحاج الإرشادات الأساسية التي تستخدم في مثل هكذا رسومات من خلال توزيع مخططات أولية وتقديم التعليمات الخاصة للأطفال.
وأشارت الحاج إلى أن مشاركتها الأولى في مهرجان الشارقة القرائي للطفل تحقق لها عامل التواصل مع الأطفال، والتعرف على أنماط تفكير جديدة ومبتكرة لديهم، وأكدت أن تنظيم مثل هكذا ورش يعكس حرص إدارة المهرجان على إتاحة الفرصة أمام الأطفال ليتعرفوا على واحد من أهم الأساليب المتبعة في مجال الهندسة المعمارية ورسوم المجسمات، موضحة أن هذا الفن يعتمد على إدراك الطفل واستيعابه للخطوات، ويحتاج إلى الكثير من التركيز والدقة، لافتة إلى أنه يعد فناً لكنه ليس بالذي يعتمد على الموهبة والفطرة والإبداع بقدر ما يعتمد على التقنية.
وقالت الحاج: "عندما أنظر في وجوه الأطفال أجدهم سعداء بصناعة مجسماتهم، فهم في الحقيقة لا يصدقون أنه باستطاعتهم من خلال المربعين المرسومين على الورقة أن ينطلقوا بإبداعاتهم ويشكلوا مجسماً يمكن أن يروه من زاوية علوية تخولهم من لمس جميع أبعاده، لكنه في الحقيقة أمر غاية في السهولة عندما يدركوا أن باستطاعتهم إيصال الخطوط ببعضها معتمدين على المساطر والأقلام الخاصة وربط النقاط بعضها ببعض للحصول على مخططهم النهائي ليبدأ بعده بإضافة الألوان أو الشخصيات أو الإضافات التي يرونها مناسبة للعمل".