الشارقة - مصطفى عبدالعزيز
استعرض مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تقام حالياً فعاليات دورته الـ 11 في مركز إكسبو الشارقة، في جلسة حوارية جاءت بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، تجارب إبداعية لثلاثة كتاب إماراتيين أثروا ورفدوا مكتبة الطفل بالكثير من الروائع والإبداعات، ووضعوا بصمتهم الخاصة في مسيرة أدب الطفل العربي.
شارك في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "تجارب في أدب الطفل"، كلٌ من الكاتبة أسماء الزرعوني، والكاتبة صالحة غابش، مدير المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والكاتب والناشر عبدالله الكعبي، مؤسس معهد الرمسة لتعليم اللهجة الإماراتية، وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية همسة يونس.
وحول بداية مسيرتها الأدبية ودخولها مجال الكتابة للأطفال واليافعين قالت صالحة غابش: "في أواخر التسعينات كانت هناك مجلة تصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف الفتيات والطالبات، ووجدت أن هذه المجلة لا تتناسب في طرحها ومحتواها مع طبيعة مجتمعنا الإماراتي، وهو ما جعلنا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة نخاطب وبصور رسمية الجهات المعنية بضرورة إيقاف إصدار وتوزيع هذه المجلة داخل الدولة وقد كان ذلك".
وأضافت غابش: "بعد إيقاف صدور المجلة دارت في ذهني الكثير من التساؤلات، وقلت لماذا لا نقوم بإصدار دوريات ومجلات تلبي شغف فتياتنا وحبهن للقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في كل المجالات، ومن هنا قررت دخول مجال الكتابة للأطفال واليافعين وقمت بإصدار مجلة خاصة بالفتيات ووجدت إقبال كبير من الفتيات والطالبات في المدارس، ورغم توقفها بعد سنتين من صدورها إلا أنني استمررت في الكتابة إلى حين تأسيسي لدار صديقات التي أصدرت حتى الآن عشرات الكتب للأطفال، إلى جانب روايات لليافعين، و 8 مسرحيات حصدت العديد من الجوائز المحلية والأدبية".
ومن جانبها قالت أسماء الزرعوني: "ليس هناك شك في أن أدب الطفل يسهم بشكل كبير في غرس القيم التربوية لدى أجيال الجديدة، وعلى صعيد تجربتي فمعظم كتاباتي أستهدف بها الأطفال حتى عمر ستة أعوام، والكتابة لهذه الفئة العمرية تعتبر عملية في غاية الصعوبة لا سيما مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، والذي جعل الطفل أكثر إدراكاً، وهو ما يجعل الكاتب أمام تحدي كبير يتمثل في نجاحه في تقديم مادة إبداعية تجذب الطفل في هذا العمر إلى القراءة والكتب".
وأضافت الزرعوني: "فئة القراء التي تستهدفها كتاباتي تحتاج لنوع معين من الكتابة واللغة، فالطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يتميز بخيال واسع، فعلى سبيل المثال يحب أن يرى الأشجار تتحرك والحيوانات تتكلم، وتأثير الرسومات والصور والألوان في نفسيته يكون أكبر وأعمق من تأثير الكلمة، ومن هنا تنبع صعوبة الكتابة لهم، حيث يتوجب على الكاتب تقديم محتوى متميز يلبي خيال الطفل ويعزز شغفه وفضوله لاستكشاف الحياة بطريقته الخاصة".
من جهته، قال عبدالله الكعبي: "طفل اليوم يختلف جداً عن طفل الأجيال السابقة، فالتطور التكنولوجي والمجتمعي أسهم بشكل كبير في صناعة أجيال تتسم بذكاء حاد، كما أن هذا الواقع ساهم في تعدد المصادر التي يستقي وينهل منها معارفه، وهذا الأمر يفرض تحديات كبيرة بالنسبة لكُتاب أدب الطفل حيث يتوجب عليهم إنتاج أعمال إبداعية تساهم في إقبال الصغار على الكتب والقراءة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا الكثير من الأقلام التي نجحت في تحقيق هذا الشيء".
وحول دور الكاتب في الترويج والتعريف بكتاباته قال الكعبي: "أرى أن مهمة ومسؤولية الترويج للإصدارات لا تقع فقط على عاتق دار النشر فللكاتب دور في هذه العملية، والكاتب الذي يحرص على التفاعل والتواصل مع الأطفال في المدارس ومعارض الكتب من خلال جلسات القراءة وحفلات التوقيع يكون أكثر قرباً من القراء الصغار، كما تزداد فرص انتشار أعماله على نطاق أوسع".