أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): تقدم الداعية السعودي، عائض القرني باعتذار علني عن أفكار متشددة كان يروج لها هو ودعاة آخرون، وتضمن اعتذاره معلومات مثيرة بشأن محاولات قطر تجنيد رجال دين ومعارضين لضرب استقرار المنطقة، قائلاً إنه "كلما ابتعدت عن دولتك.. كلما كنت محبباً لديهم "القطريين"".

فمن خلال برنامج "الليوان" على فضائية "روتانا خليجية"، قدم القرني اعتذاراً علنياً عن الفترة التي قضاها في التعامل مع قطر قائلاً إنها استغلته كما استغلت رجال دين آخرين في التغرير بالشباب العربي.

وقال القرني إنه بعد أن "اكتشفت التآمر.. وقفت.. وذهبت إلى دولتنا واعتذرت.. وقبلت الاعتذار".

وذكر أن محاولات قطر لاستقطابه بدأت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، عندما تواصل معه وزير الداخلية القطري في ذلك الوقت عبد الله بن خالد بن حمد آل ثاني، مستغلاً صدور قرار من المملكة العربية السعودية بإيقاف القرني عن الدعوة.

وسرد القرني مزيداً من التفاصيل بشأن محاولة قطر إلصاق تهمة الإرهاب بالسعودية في أعقاب أحداث سبتمبر.

وقال، "في وقت هجمات سبتمبر.. دعوني إلى الحضور في حلقة برنامج الشريعة والحياة على الجزيرة بديلاً للقرضاوي.. كانوا يريدون على ما يبدو أن أقول كلاماً ضد السعودية... لكني أدنت الإرهاب وأن السعودية هي أول من اكتوى بنار الإرهاب وأنها أكثر من يحارب الإرهاب".

وأضاف، "لم أعجبهم.. لأنهم كانوا يريدون أن أتكلم ضد السعودية".

ووصف القرني قناة الجزيرة بـ "مسيلمة الكذاب"، قائلاً إن القائمين عليها في الدوحة يعرفون أننا نعرف بأنها تكذب.

واعتبر القرني أنه لا مجال للمساحات الرمادية في التعامل مع الجهات التي تستهدف السعودية، قائلاً:" هذه ليلة تاريخية.. القيادة مستهدفة والشعب مستهدف، هناك ثلاثة خطوط حمراء: الإسلام المعتدل والوطن والقيادة المبايعة شرعاً.. مبيتين لنا النية ومستهدفين بلدنا مع الإخوان وأردوغان وإيران".

وفيما يتعلق برأيه في علاقة قطر بتنظيم الإخوان، قال القرني: "اكتشفت أن النظام القطري وإعلام الجزيرة يخدم 5 "نونات".. نون طالبان، نون إيران، نون إردوغان، نون الإخوان، نون حزب الشيطان".

وقال القرني إن منهج تنظيم الإخوان "يتحمل مسؤولية الدماء والحروب الأهلية في الدول العربية".

واعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي أن حديث القرني يفضح الدور القطري الذي طالما استغل رجال الدين للترويج للسياسات المعادية للدول العربية.

وقال فرغلي لموقع سكاي نيوز عربية إن ما قاله القرني يثبت أن "الدور القطري في المنطقة في تراجع".

وقدم القرني مراجعة على الهواء للأفكار التي كان يعتقدها هو ومجموعة مما يسمون دعاة الصحوة، ويروجون لها في الماضي، ومن بينها "التشدد والأمور التي خالفت سماحة الإسلام والدين المعتدل الوسطي"

وذكر أن "الأفكار المتشددة ضيقت على الناس".

وقال، "أنا الآن مع الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم والذي نادى به سمو ولي العهد محمد بن سلمان والذي هو ديننا".

واعتبر القرني أنه "انتقل فكرياً من مرحلة التعسير إلى التيسير ومن التقليد إلى التجديد".

وذكر أن "ما عرف بفترة "الصحوة"، وقعت في أخطاء كثيرة، من بينها "الاهتمام بالمظهر والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين، وتحريم كثير من الأمور".

واعتبر فرغلي أن "القرني شخصية معروفة وله تأثير كبير وسط الشباب، لذا فإن كلامه سيسهم في تصحيح المفاهيم المتشددة لدى الكثير من الشباب".

لكن ما يؤخذ على حديث القرني هو انطلاقه من أرضية فترة "الصحوة"، رغم أنه انتقدها واعتذر عما جاء فيها من تشدد، بحسب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية.

وقال، "أتمنى أن يقوم القرني بمراجعات تتجاوز أرضية الصحوة، لأن هذا المصطلح الذي استحدث في السبعينيات وروج له يوسف القرضاوي يشير إلى أن المجتمع العربي كان غافلاً ثم جاءت فئة وأحدثت فيه صحوة، وهو غير صحيح تماماً".