دبي - "العربية نت": تتواصل ردود الأفعال للكتاب الذي ألفه صحافيان فرنسيان بعنوان "أوراق قطر" وتصل تأثيراتها الجارة سويسرا. وفصَّلت الصّحافية والكاتبة السويسرية ميراي فاليت في مقال لها، صلات مؤسسة قطر الخيرية المشبوهة مع من وصفتهم بـ"متطرفينا" في الجزء السويسري الناطق بالفرنسية، وكان الأبرز من بين هؤلاء المتطرفين الثنائي محمد كرموس ونادية كرموس اللّذين تلقَّيا الدعم المفرط من مؤسسة قطر الخيرية على حد تعبيرها.
وأوضحت الكاتبة أن سويسرا قد منحتهم الجنسية عن حسن نيّة في عام 2010 وهما من أصل جزائري. ومن المبالغ التي خصصتها قطر الخيرية مساعدات قدرها 3.6 مليون فرنك من أجل تمويل هذه المشاريع الخمسة المرتبطة جميعها بالثنائي كرموس.
ويتغلغل الإخوان المسلمون بعمق في الجمعيات الإسلامية في سويسرا الناطقة بالفرنسية وكذلك في تيسينو كما بينت ذلك في كتابها "الراديكالية في المساجد السويسرية".
وفي سويسرا، خصصت مؤسسة قطر الخيرية 3.6 مليون يورو على شكل مساعدات وفقًا لما تتبعه الصحفيان الفرنسيان شيسنوت ومالبرونو، وذلك من أجل تمويل هذه المشاريع الخمسة المتعلق جميعها بالثنائي كرموس، اللذين يكنان للإخوان المسلمين عاطفة أسطورية. وباستثناء دقة المبالغ وبدايات محمد كرموس، فهناك معلومات تم ذكرها من كتاب "أوراق قطر" في هذه المدونة.
وتكشف لنا الخطوات الأولى لمحمد في العائلة الشقيقة: فهو كان مؤسّساً وعَمِلَ لمدة عشر سنوات أمينًا لمعهد شاتو شينون في فرنسا الذي كان يؤهل الأئمة. وفي عام 2007، تم إلقاء القبض عليه في القطار السريع وهو يحمل 50 ألف يورو نقدًا. وقد أوضح حينها بأنه كان عضوًا في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. وفي مذكرتهما، أبرزته الاستخبارات العامة على أنه "متشدد إسلامي". وكان ومازال بالفعل مدرساً في مدرسة HES–SO في لو لوكل.
وفي مذكرة أخرى في عام 2007، أشارت المديرية المركزية للاستخبارات العامة بأن معهد شاتو شينون بات "أولوية للتنظيم العابر للحدود الوطنية لجماعة الإخوان المسلمين التي تضاعف بدورها هذه التمويلات الأجنبية أضعافاً مضاعفة بهدف جعل هذا المركز قوّة مُوجّهةً نحو "التطرف الحديث".
وخلال زيارتهم لمتحف الحضارات كانت هناك "مساهمة بقيمة 1.4 مليون من مؤسسة قطر الخيرية" واكتشف حينها مؤلفا كتاب أوراق قطر أعمال حسن البنا ويوسف القرضاوي وطارق رمضان "وحتى سيد قطب الذي يعتبر أحد دعاة التطرف المعاصرين". وتنكر ناديا كرموس بسذاجة انتماءها لحركة الإخوان، ولكنها أقرّت بأسوأ من ذلك، فقد تلقت توصية من القرضاوي بجمع الأموال. "وبرفقة نساء أخريات، حضرت ندواته. فقد تمت دعوته إلى جنيف.. ولدي صورة معه. إنه عالمٌ عظيم.. إنه لشرف لي أن أعرفه". فمن العار الشديد أن تضم سويسرا مثل هؤلاء المتطرفين، كما تقول الكاتبة.
أسس الثنائي المعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا "ICMS" الذي يشرف على المتحف. ولقد أنفقت مؤسسة قطر الخيرية بسخاء على هذين الثنائي.
وقد أسس محمد كرموس العديد من المنظمات الإسلامية التي تتوافق أهدافها مع مؤسسة قطر الخيرية. وإلى جانب عدة أمور أخرى، فإن رابطة مسلمي سويسرا ومقرها في المركز الثقافي لمسلمي لوزان في بريلي، تعد هي الأكبر في مقاطعة فود، ويرأسها كرموس. وتلقى هذا المركز 1.6 مليون فرنك من مؤسسة قطر الخيرية.
ويعد المركز الثقافي لمسلمي لوزان عضواً في اتحاد الجمعيات الإسلامية في فود والذي تقدم للتو بطلب اعتراف حكومي. ويرأس كرموس أيضاً مؤسسة ويكف التي تضم العديد من الإخوان المسلمين الناشطين في سويسرا. وهي التي تدير مركز صلاح الدين في منطقة بيان الذي استفاد هو أيضاً من الأموال القطرية.
وفي نهاية المطاف، يعتبر كرموس أحد قادة المركز الإسلامي في لوغانو وكوميونيت إسلميكا نيل كانتون تيسينو. ومن أشد الإخوان المسلمين الأوروبيين ضرراً، وهو المخضرم غالب حمت "الذي لا يحب الصور". وتشير ورقة مشروع قطر الخيرية إلى تكلفة المركز الإسلامي الجديد في لوغانو، وهي 1.7 مليون يورو. وبحوزة مؤلفي كتاب أوراق قطر شهادة لثلاث حوالات بنكية، والمبلغ الثالث كان 160 ألف فرنك. والغرض من هذا التمويل الأخير غير واضح لأنه لم يتم بناء أي شيء منذ استلام الأموال "2013". وقد كان من المأمول إنشاء المركز الجديد الذي أوقفه مجلس الدولة. وصحيفة "كورييري دي تيسينو" تقول إن حزمة الأموال من المحتمل أنه تم تحويلها إلى إيطاليا.
ونلاحظ أنه بعد صدور هذا الكتاب، وضع سياسيو تيسينو وحدهم من حزب "Liga et UDC" حكومتهم تحت الاستجواب. وعلى حد علمنا، ما الذي يريده نواب نوشاتيل؟
ولخص كتاب "أوراق قطر" سخاء الاستقبال السويسري لرواد جماعة الإخوان المسلمين في الأعوام 1950-1960: سعيد رمضان وغالب حمت ويوسف ندا. ويذكّرون بإنشاء وانهيار البنك الإخواني "التقوى" في لوغانو. وذلك لا يفوت قراء هذه المدونة.
ويقتبس مؤلفا الكتاب من صحفية تاميديا سيلفان بيسون بأن الثنائي كرموس هما "الحجر الأساس لإسلاموية ناعمة تتنامى في المناخ الثقافي السويسري" ولم تكن سلطات نيوشاتيل والسلطات السويسرية قلقة إزاء ذلك على الإطلاق. وقد استجاب الكانتون –ببراءة ومحبة في الإسلام في سويسرا-عن طيب خاطر لطلب تجنس الثنائي كرموس في عام 2010.
وقد قررت قطر وقف تمويلاتها في سويسرا. وحينها تحتم على الثنائي كرموس التنازل عمّا خططا إليه في بناء مجمعٍ بقيمة 22 مليون فرنك مع مسبح "حيث تحلم ناديا منذ عقود تخصيص مواقيت فيه للنساء" وبناء مساكن ومبان متنوعة.
ومن جهة أخرى، فإن قطر، تستثمر بالمليارات في أوروبا من أجل أنشطة مربحة وحديثة للغاية. وأحدث إنجازاتها في بلادنا بورغنستوك فوق لوسيرن بلغت قيمته 550 مليون. وهي ليست مسألة دين لحكومة قطر. ولكن، على الصعيد الداخلي للإمارة هناك إسلام حرفي يتم تدريسه: وهو الترويج للتطرف واستغلال الصداقة مع غير المسلمين. والترويج للكراهية ضد اليهودية والمسيحية ومعاداة السامية، إلخ. واللعبة المزدوجة هي واحدة من الفنون الجميلة في البلدان الإسلامية المنخرطة في غزونا.
وتقول الكاتبة إنه لاستكمال استنتاجات الفرنسيين، شيسنوت ومالبرونو، إليكم بعض الأمثلة. فإن جماعة الإخوان المسلمين التي تنتشر في العديد من المحافظات في سويسرا الناطقة بالفرنسية وفي تيسينو، تتكون من شبكة من الشخصيات والجمعيات التي تجمع بصورة منتظمة متطرفين و"معتدلين" بشكل مختلط.
وهؤلاء المتطرفون يدّعون جميعهم أنهم منفتحون وأنهم يعتنقون "الإسلام الوسطي". ولكنهم يقومون بدعوة هاني رمضان، بانتظام، وهو أحد أكثر الأئمة المسمومين في سويسرا، لحضور مؤتمرات. بل إن جمعية مسلمي نوشاتيل "ACMN" والمجموعة النسائية "نور الإسلام" ذهبوا إلى أبعد من ذلك: فقد قاموا بتوجيه دعوة بما لا يقل عن ست مرات في عام 2016 و2017 إلى أبي رمضان إمام من مدينة بيان الذي أعلن في خطبته إبادة غير المسلمين. ودائماً ما يكون أبو رمضان ملاصقاً لهاني رمضان في لقاءاته وإلى جانب لطفي الهمامي، رئيس اتحاد نوشاتيل للجمعيات الإسلامية.
هذه الجمعيات تدعي أنها تتبنى "الإسلام المُعتدل" وتقوم بمواءمة شخصيات من الشرق الأوسط ومتطرفين فرنسيين مع وجهة نظرها. ونجد بعض أسماء هؤلاء المساعدين في كتاب "أوراق قطر": حسن إيكيوسن، ومنصف زناتي، ونبيل الناصري، على سبيل المثال. سأضيف طارق السويدان، رئيس جماعة الإخوان المسلمين الكويتية، الذي يبدو أنه يحظى بتقدير خاص.
وفيما يلي بعض الأمثلة على النتائج الأخرى التي تم اكتشافها هنا وهناك أثناء بحثي، كما تقول الكاتبة:
يقال إن المركز الثقافي الإسلامي في لا شو دو فون هو عضو في رابطة المسلمين السويسرية شديدة الإخوانية. ويقدم دروسا أسبوعية في الفقه. لذلك يمكن للمرء، دون أن يقلق من إغضاب سويسرا، دراسة قانون معارض تماماً لها.
في الجمعية الثقافية لمسلمي نوشاتيل "ACMN"، يتم فصل الرجال والنساء خلال المناقشات والدروس. وتمت دعوة هاني رمضان لتدريب شباب الجمعية على الإسلام، وتدعو ACMN بانتظام "أساتذة بارزين" من مدينة شاتو-شينون للتدريب.
في عام 2016، أشارت جمعية مسلمي فريبورغ إلى مرجعها الديني في قوانينها: مجلس الفتاوى والبحث للقرضاوي. واكتشفت أيضًا أن Frislam، وهي جمعية ديناميكية يعمل بها شباب يزعمون أنهم مواطنون مثاليون، وتعود في مرجعيتها الدينية إلى منصف زناتي، وهو أحد أكثر القادة المسلمين الفرنسيين تطرفاً. أيدت السلطات هذه الحركة بكل وفاء، ولم يتكلّف النواب ولا الوكيل عناء التجاوب مع ما اكتشفناه.
وفي مدونته، يؤكد هاني رمضان على قناعاته القاتلة للحرية وشغفه بنظريات المؤامرة. أما فيما يتعلق بمسجد جنيف، فقد كان يقود لاندرنو منذ عقود بمصارعة السلطة المستمرة ومظاهرات التطرف.
ويعتزم المركز السويسري للإسلام والمجتمع، والذي تستضيفه جامعة فريبورغ منذ عام 2015، وقد حذرت منه كثيرًا، كما تقول الكاتبة، لأنه يدافع عن رؤية توافق جماعة الإخوان المسلمين في العديد من النقاط:
* تشكيل "هوية دينية". والإدارة التعاونية، وما إلى ذلك، يريد المركز السويسري للإسلام والمجتمع CSIS إضفاء طابع احترافي في المساجد حتى يتمكنوا من تبادل معارفهم مع المؤسسات العلمانية.
* نفس الجهود، نفس رؤية الفعالية في تدريب الشباب المسلم. وبالإضافة إلى فصول التلقين العقائدي المتطرف.
* تدريس "العلوم الوعظية الدينية". يلتحق المرشدون بالدورات الجامعية ويعدهم المركز بمجموعة غنية من الوظائف: سيتم المطالبة بها أينما كان عدد السكان المسلمين كبيرًا. ويستهدف المركز الوعظ في السجون، والمستشفيات، ومساكن المهاجرين، والمدارس، ومراكز الترفيه، ومنظمات الرعاية الاجتماعية.
* محاربة "رهاب الإسلام" والتمييز بدعم مخلص من اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية، التي تلتزم تعزيز نزعة الضحية لدى المسلمين.
* الحوار مع غير المسلمين: يقوم الـ CSIS بإغراء الأطياف الأخرى في مشاريعه لـ "إعادة الاحتلال الديني" للفضاء العام.
وأوضحت الكاتبة أن سويسرا قد منحتهم الجنسية عن حسن نيّة في عام 2010 وهما من أصل جزائري. ومن المبالغ التي خصصتها قطر الخيرية مساعدات قدرها 3.6 مليون فرنك من أجل تمويل هذه المشاريع الخمسة المرتبطة جميعها بالثنائي كرموس.
ويتغلغل الإخوان المسلمون بعمق في الجمعيات الإسلامية في سويسرا الناطقة بالفرنسية وكذلك في تيسينو كما بينت ذلك في كتابها "الراديكالية في المساجد السويسرية".
وفي سويسرا، خصصت مؤسسة قطر الخيرية 3.6 مليون يورو على شكل مساعدات وفقًا لما تتبعه الصحفيان الفرنسيان شيسنوت ومالبرونو، وذلك من أجل تمويل هذه المشاريع الخمسة المتعلق جميعها بالثنائي كرموس، اللذين يكنان للإخوان المسلمين عاطفة أسطورية. وباستثناء دقة المبالغ وبدايات محمد كرموس، فهناك معلومات تم ذكرها من كتاب "أوراق قطر" في هذه المدونة.
وتكشف لنا الخطوات الأولى لمحمد في العائلة الشقيقة: فهو كان مؤسّساً وعَمِلَ لمدة عشر سنوات أمينًا لمعهد شاتو شينون في فرنسا الذي كان يؤهل الأئمة. وفي عام 2007، تم إلقاء القبض عليه في القطار السريع وهو يحمل 50 ألف يورو نقدًا. وقد أوضح حينها بأنه كان عضوًا في اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. وفي مذكرتهما، أبرزته الاستخبارات العامة على أنه "متشدد إسلامي". وكان ومازال بالفعل مدرساً في مدرسة HES–SO في لو لوكل.
وفي مذكرة أخرى في عام 2007، أشارت المديرية المركزية للاستخبارات العامة بأن معهد شاتو شينون بات "أولوية للتنظيم العابر للحدود الوطنية لجماعة الإخوان المسلمين التي تضاعف بدورها هذه التمويلات الأجنبية أضعافاً مضاعفة بهدف جعل هذا المركز قوّة مُوجّهةً نحو "التطرف الحديث".
وخلال زيارتهم لمتحف الحضارات كانت هناك "مساهمة بقيمة 1.4 مليون من مؤسسة قطر الخيرية" واكتشف حينها مؤلفا كتاب أوراق قطر أعمال حسن البنا ويوسف القرضاوي وطارق رمضان "وحتى سيد قطب الذي يعتبر أحد دعاة التطرف المعاصرين". وتنكر ناديا كرموس بسذاجة انتماءها لحركة الإخوان، ولكنها أقرّت بأسوأ من ذلك، فقد تلقت توصية من القرضاوي بجمع الأموال. "وبرفقة نساء أخريات، حضرت ندواته. فقد تمت دعوته إلى جنيف.. ولدي صورة معه. إنه عالمٌ عظيم.. إنه لشرف لي أن أعرفه". فمن العار الشديد أن تضم سويسرا مثل هؤلاء المتطرفين، كما تقول الكاتبة.
أسس الثنائي المعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا "ICMS" الذي يشرف على المتحف. ولقد أنفقت مؤسسة قطر الخيرية بسخاء على هذين الثنائي.
وقد أسس محمد كرموس العديد من المنظمات الإسلامية التي تتوافق أهدافها مع مؤسسة قطر الخيرية. وإلى جانب عدة أمور أخرى، فإن رابطة مسلمي سويسرا ومقرها في المركز الثقافي لمسلمي لوزان في بريلي، تعد هي الأكبر في مقاطعة فود، ويرأسها كرموس. وتلقى هذا المركز 1.6 مليون فرنك من مؤسسة قطر الخيرية.
ويعد المركز الثقافي لمسلمي لوزان عضواً في اتحاد الجمعيات الإسلامية في فود والذي تقدم للتو بطلب اعتراف حكومي. ويرأس كرموس أيضاً مؤسسة ويكف التي تضم العديد من الإخوان المسلمين الناشطين في سويسرا. وهي التي تدير مركز صلاح الدين في منطقة بيان الذي استفاد هو أيضاً من الأموال القطرية.
وفي نهاية المطاف، يعتبر كرموس أحد قادة المركز الإسلامي في لوغانو وكوميونيت إسلميكا نيل كانتون تيسينو. ومن أشد الإخوان المسلمين الأوروبيين ضرراً، وهو المخضرم غالب حمت "الذي لا يحب الصور". وتشير ورقة مشروع قطر الخيرية إلى تكلفة المركز الإسلامي الجديد في لوغانو، وهي 1.7 مليون يورو. وبحوزة مؤلفي كتاب أوراق قطر شهادة لثلاث حوالات بنكية، والمبلغ الثالث كان 160 ألف فرنك. والغرض من هذا التمويل الأخير غير واضح لأنه لم يتم بناء أي شيء منذ استلام الأموال "2013". وقد كان من المأمول إنشاء المركز الجديد الذي أوقفه مجلس الدولة. وصحيفة "كورييري دي تيسينو" تقول إن حزمة الأموال من المحتمل أنه تم تحويلها إلى إيطاليا.
ونلاحظ أنه بعد صدور هذا الكتاب، وضع سياسيو تيسينو وحدهم من حزب "Liga et UDC" حكومتهم تحت الاستجواب. وعلى حد علمنا، ما الذي يريده نواب نوشاتيل؟
ولخص كتاب "أوراق قطر" سخاء الاستقبال السويسري لرواد جماعة الإخوان المسلمين في الأعوام 1950-1960: سعيد رمضان وغالب حمت ويوسف ندا. ويذكّرون بإنشاء وانهيار البنك الإخواني "التقوى" في لوغانو. وذلك لا يفوت قراء هذه المدونة.
ويقتبس مؤلفا الكتاب من صحفية تاميديا سيلفان بيسون بأن الثنائي كرموس هما "الحجر الأساس لإسلاموية ناعمة تتنامى في المناخ الثقافي السويسري" ولم تكن سلطات نيوشاتيل والسلطات السويسرية قلقة إزاء ذلك على الإطلاق. وقد استجاب الكانتون –ببراءة ومحبة في الإسلام في سويسرا-عن طيب خاطر لطلب تجنس الثنائي كرموس في عام 2010.
وقد قررت قطر وقف تمويلاتها في سويسرا. وحينها تحتم على الثنائي كرموس التنازل عمّا خططا إليه في بناء مجمعٍ بقيمة 22 مليون فرنك مع مسبح "حيث تحلم ناديا منذ عقود تخصيص مواقيت فيه للنساء" وبناء مساكن ومبان متنوعة.
ومن جهة أخرى، فإن قطر، تستثمر بالمليارات في أوروبا من أجل أنشطة مربحة وحديثة للغاية. وأحدث إنجازاتها في بلادنا بورغنستوك فوق لوسيرن بلغت قيمته 550 مليون. وهي ليست مسألة دين لحكومة قطر. ولكن، على الصعيد الداخلي للإمارة هناك إسلام حرفي يتم تدريسه: وهو الترويج للتطرف واستغلال الصداقة مع غير المسلمين. والترويج للكراهية ضد اليهودية والمسيحية ومعاداة السامية، إلخ. واللعبة المزدوجة هي واحدة من الفنون الجميلة في البلدان الإسلامية المنخرطة في غزونا.
وتقول الكاتبة إنه لاستكمال استنتاجات الفرنسيين، شيسنوت ومالبرونو، إليكم بعض الأمثلة. فإن جماعة الإخوان المسلمين التي تنتشر في العديد من المحافظات في سويسرا الناطقة بالفرنسية وفي تيسينو، تتكون من شبكة من الشخصيات والجمعيات التي تجمع بصورة منتظمة متطرفين و"معتدلين" بشكل مختلط.
وهؤلاء المتطرفون يدّعون جميعهم أنهم منفتحون وأنهم يعتنقون "الإسلام الوسطي". ولكنهم يقومون بدعوة هاني رمضان، بانتظام، وهو أحد أكثر الأئمة المسمومين في سويسرا، لحضور مؤتمرات. بل إن جمعية مسلمي نوشاتيل "ACMN" والمجموعة النسائية "نور الإسلام" ذهبوا إلى أبعد من ذلك: فقد قاموا بتوجيه دعوة بما لا يقل عن ست مرات في عام 2016 و2017 إلى أبي رمضان إمام من مدينة بيان الذي أعلن في خطبته إبادة غير المسلمين. ودائماً ما يكون أبو رمضان ملاصقاً لهاني رمضان في لقاءاته وإلى جانب لطفي الهمامي، رئيس اتحاد نوشاتيل للجمعيات الإسلامية.
هذه الجمعيات تدعي أنها تتبنى "الإسلام المُعتدل" وتقوم بمواءمة شخصيات من الشرق الأوسط ومتطرفين فرنسيين مع وجهة نظرها. ونجد بعض أسماء هؤلاء المساعدين في كتاب "أوراق قطر": حسن إيكيوسن، ومنصف زناتي، ونبيل الناصري، على سبيل المثال. سأضيف طارق السويدان، رئيس جماعة الإخوان المسلمين الكويتية، الذي يبدو أنه يحظى بتقدير خاص.
وفيما يلي بعض الأمثلة على النتائج الأخرى التي تم اكتشافها هنا وهناك أثناء بحثي، كما تقول الكاتبة:
يقال إن المركز الثقافي الإسلامي في لا شو دو فون هو عضو في رابطة المسلمين السويسرية شديدة الإخوانية. ويقدم دروسا أسبوعية في الفقه. لذلك يمكن للمرء، دون أن يقلق من إغضاب سويسرا، دراسة قانون معارض تماماً لها.
في الجمعية الثقافية لمسلمي نوشاتيل "ACMN"، يتم فصل الرجال والنساء خلال المناقشات والدروس. وتمت دعوة هاني رمضان لتدريب شباب الجمعية على الإسلام، وتدعو ACMN بانتظام "أساتذة بارزين" من مدينة شاتو-شينون للتدريب.
في عام 2016، أشارت جمعية مسلمي فريبورغ إلى مرجعها الديني في قوانينها: مجلس الفتاوى والبحث للقرضاوي. واكتشفت أيضًا أن Frislam، وهي جمعية ديناميكية يعمل بها شباب يزعمون أنهم مواطنون مثاليون، وتعود في مرجعيتها الدينية إلى منصف زناتي، وهو أحد أكثر القادة المسلمين الفرنسيين تطرفاً. أيدت السلطات هذه الحركة بكل وفاء، ولم يتكلّف النواب ولا الوكيل عناء التجاوب مع ما اكتشفناه.
وفي مدونته، يؤكد هاني رمضان على قناعاته القاتلة للحرية وشغفه بنظريات المؤامرة. أما فيما يتعلق بمسجد جنيف، فقد كان يقود لاندرنو منذ عقود بمصارعة السلطة المستمرة ومظاهرات التطرف.
ويعتزم المركز السويسري للإسلام والمجتمع، والذي تستضيفه جامعة فريبورغ منذ عام 2015، وقد حذرت منه كثيرًا، كما تقول الكاتبة، لأنه يدافع عن رؤية توافق جماعة الإخوان المسلمين في العديد من النقاط:
* تشكيل "هوية دينية". والإدارة التعاونية، وما إلى ذلك، يريد المركز السويسري للإسلام والمجتمع CSIS إضفاء طابع احترافي في المساجد حتى يتمكنوا من تبادل معارفهم مع المؤسسات العلمانية.
* نفس الجهود، نفس رؤية الفعالية في تدريب الشباب المسلم. وبالإضافة إلى فصول التلقين العقائدي المتطرف.
* تدريس "العلوم الوعظية الدينية". يلتحق المرشدون بالدورات الجامعية ويعدهم المركز بمجموعة غنية من الوظائف: سيتم المطالبة بها أينما كان عدد السكان المسلمين كبيرًا. ويستهدف المركز الوعظ في السجون، والمستشفيات، ومساكن المهاجرين، والمدارس، ومراكز الترفيه، ومنظمات الرعاية الاجتماعية.
* محاربة "رهاب الإسلام" والتمييز بدعم مخلص من اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية، التي تلتزم تعزيز نزعة الضحية لدى المسلمين.
* الحوار مع غير المسلمين: يقوم الـ CSIS بإغراء الأطياف الأخرى في مشاريعه لـ "إعادة الاحتلال الديني" للفضاء العام.