بغداد – وسام سعد

وصل أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية ليوم واحد واستقبل أمير الكويت في مطار بغداد رئيس العراق برھم صالح وعدد من المسؤولين من كلا البلدين.

ورافق أمير الكويت في زيارته كل من رئیس مجلس الوزراء ووزیري الخارجیة والداخلیة وكبار المسؤولين بالكويت.

وشدد بيان كويتي عراقي في ختام الزيارة على "الدعوة إلى تجنب الصدام بشأن التوترات الأخيرة في الخليج".

وتعتبر زيارة أمير الكويت هي الأولى منذ 7 سنوات حين زار بغداد للمشاركة بالقمة العربية في دورتها الاعتيادية الـ 23 في عام 2012.

وتأتي هذه الزيارة وسط قلق من أن يؤثر التوتر بين الولايات المتحدة وخصمها إيران، على الإنتاج النفطي والوضع الإقليمي بعد عام من انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي مع طهران.

وعقد أمير الكويت ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي جلسة محادثات في بغداد بشأن تطورات المنطقة.

وذكر مكتب عبد المهدي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه أن "رئیس مجلس الوزراء استقبل أمير دولة الكويت".

وأضاف البيان أن "الجانبين عقدا جلسة محادثات في بغداد حول تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة".

واستقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بحضور عددٍ من النواب، سمو أمير دولة الكويت والوفد المرافق له.

وذكر بيان صحافي للمكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب وتلقت "الوطن" نسخة منه انه في مستهل اللقاء رحَّب سيادته بسمو أمير دولة الكويت والوفد المرافق له في بغداد مشيراً إلى عمق العلاقة التاريخية والأخوية والمشتركات بين البلدين، مثمناً موقف الكويت الداعم للعراق.

وأضاف أنه ناقش اللقاء آفاق التعاون بين العراق والكويت، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، مؤكداً على ضرورة إدامة التواصل وحل جميع الملفات العالقة.

وتابع انه كما بحث اللقاء العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية، والعمل على تنسيق المواقف وتوحيدها في المحافل الدولية إزاء القضايا التي تهم المنطقة.

وعبر من جهته سمو أمير دولة الكويت عن سعادته بزيارة بغداد وتطور العلاقات بين البلدين مؤكداً دعم بلاده للعراق في مختلف المجالات داعياً إلى زيادة التواصل وتبادل الزيارات على المستوى البرلماني بين بغداد والكويت، وبما يسهم بتحقيق أعلى مستوى من التنسيق والتعاون.

وقال المحلل السياسي سامر غازي لـ "الوطن"، إن "هذه الزيارة تعد تاريخية بعد سنوات طويلة قد مرت على دخول النظام السابق، للكويت والخروج منه تحت ضغط دولي في عام 1991، وبقيت العلاقات متوترة بين البلدين".

وأضاف غازي أن "هناك التزامات عديدة من قبل العراق على الكويت ودفع تعويضات، وترسيم الحدود وما شابه، والزيارة تعتبر خطوة ايجابية بعد المبادرات العراقية والسعي لفتح العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين".

وأشار إلى أن "زيارة أمير الكويت للعراق سيكون لها آثار كبيرة وإيجابية، للمستقبل في عموم المجالات، وستعمل على حلحلة كافة الأمور، والملفات العالقة، بين البلدين ومنها، خور عبد الله، والربط السككي، واستثمار الحقول النفطية المشتركة، والتعويضات المالية التي لم يبق منها إلا القليل".

وقال الباحث في الشان الاستراتيجي فلاح الزبيدي لـ "الوطن"، إن "زيارة أمير الكويت للعراق تتمحور حول ملفات مهمة، وستكون بمثابة استكمال لمشوار الحراك الإيجابي بين البلدين لإنهاء جميع الخلافات".

وأضاف أن "الملف الأول هو ملف الاتفاقيات والحدود والثاني تفعيل مؤتمر المانحين في الكويت لإعمار مدن العراق المحررة، مع تأكيد الكويتيين أن الخلل في تفعيله يعود للمسؤولين في الحكومة السابقة وتحديداً وزارة الخارجية".

وأوضح أن "الملف الثالث هو التصعيد بالمنطقة، ونحن نشارك الكويتيين القلق، فإذا حدث شيء لن يكون أحد في معزل منه.

وقال الأمین العام لمجلس الوزراء العراقي حمید الغزي إن "العراق وصل إلى مرحلة الحسم في العدید من الملفات المشتركة مع الكویت".

وأضاف الغزي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه أن "المباحثات التي عقدت بین الوزراء العراقیین والكویتیین على ھامش زیارة أمیر الكویت وضعت اللمسات الأخیرة لحسم العدید من الملفات العالقة بین بغداد والكویت".

وأوضح أن "عمل الوزراء من الجانبین في اجتماعات الأربعاء كانت مبنیة على ما تم التوصل إليه من اتفاقیات ومباحثات في عامي 2018 و2019".

وأكد أن الاجتماعات ركزت على ملفات التجارة الثنائیة والاقتصاد وتطویر المنافذ الحدودیة فضلاً عن ملفات الطاقة.

وعقد عدد من الوزراء العراقیین ومنھم وزراء الخارجیة والمالیة والتعلیم العالي والكھرباء والثقافة فضلاً عن رئیس ھیئة الاستثمار مع نظرائھم الكویتیین الیوم جولة مباحثات مشتركة لمناقشة الملفات المشتركة.

وأنهى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح عصر الأربعاء زیارته الرسمیة إلى العراق بعد لقائه الرئاسات الثلاث.