الجزائر: جمال كريمي
أكد السفير السعودي بالجزائر، عبد العزيز بن إبراھيم العميريني، أن "التقارب بين المملكة العربية السعودية والجزائر ليس وليدَ اليوم أو الأمس القريب، لكنه يعود إلى الأيام الماجدةِ التي كافحَ فيھَا الجَزائريون لاسترجاع سيادتِھم وأرضِھم منَ المُحتل الفرنسي".
وفي رسالة تھنئة للحكومة والشعب الجزائري بمناسبة الذكرى ال 57 لاستعادة السيادة الوطنية وعيد الشباب، قال السفير إن “المملكة كانت في طليعة المدافعين عن إدراج الثورَة الجزَائرية كقضيةٍ أُممِية في الخامس من يناير العام 1955 بعد شهرين فقط من اندلاعها”.
وأوضح عبد العزيز بن إبراھيم العميريني، بأن "الثورةُ الجزائريةُ المُباركةُ ظلت حاضرةً في وجدَانِ كلِّ السُعودِيين، ففي عام 1957 م سعَت المملكةُ إلى تَعريف العالم الإسلامي بثورة التحريرِ المجيدَة حينَ أعلنَت أن شعارَ الحجِّ لتلك السنة سيكونُ "حج الجزائر"، وھي السنةُ نفسُھَا التي حمَلَ فيھا الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود الراية الجزَائرية داخل مبنَى الأمَم المُتحدة دعما للبلد الشقيق وانتصارًا لتَضحيات أبنائِه".
وتحدث السفير السعودي عن علاقات البلدين منذ الاستقلال مذكرا بالزيارة التَاريخية للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود "رحمه لله" للجزائر عام 1970 التي حَظِيَ فيھَا باسْتقبال شَعبي كبِير وھو يجوب شوارع العاصمة الجزائر رفقة الرئيس ھواري بومدين “رحمه لله”، كما يُسجِّل التاريخ الزيارَة الاسْتثنائية لخادم الحرمين الشريفين الملك فھد بن عبد العزيز آل سعود للجزائر عام 1982 ويلِيھا دورُه الكبِير في رأبِ الصَدْع بين الجزائر والمغرب الذِي تجَلى في اللقاء التاريخي بين الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والملك المغربي الحسن الثاني “رحمھُما لله” عام 1987.
كما جدّد السفير السعودي، التأكيد على أن زيارة وَلِي العَھد الأمير مُحمد بن سلمان للجزائر في الثاني من ديسمبر الماضي، تعبيرًا عن الأھميةِ البالغة التي تَحظَى بھا الجزائر لدى القيادةِ السُعودية ورغبةً مُتجدِّدَةً منْھا في أنْ يخوضَ البلدَان جنبًا إلى جنبٍ غمارَ التَحدِّيات التي يفرِضُھا العالمُ على منطقتِنا بمبادِئ راسخَة لم نَحِدْ عنْھا يومًا، قوامها الأخوة والاحترام وتغليب مصلحة الأمة، وهو الدافعُ لتأسيسِ المجلسِ الأعلَى للتنسيق السعودي الجزائري الذي يعملُ على تعزِيزِ التَعاون الاستراتيجي في المجالاتِ السِياسيةِ والأمنيةِ والاقتصاديةِ.
وخلص عبد العزيز بن إبراھيم العميريني، إلى القول بأنه أكثر تَفاؤُلًا بأن الغدَ سيحمِلُ آفاقًا واعدةً للشراكةِ والتَكامُلِ بينَ المملكة العربية السعودية والجزائر، بمَا يعودُ بالخيرِ العَميمِ عليھِمَا وعلى المنْطِقة بأَسْرِھَا.